آخر 10 مشاركات
{ نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير} (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ظننت نفسي عاقلا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دستور القبيلة (الكاتـب : - )           »          الشاعر كيان مستقل بذاته (الكاتـب : - )           »          تأمّل في مبنى مجزرة البلدية (الكاتـب : - )           »          صداقة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          علي أي جنب تنام نواياك ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دواوين شعراء النبع

الملاحظات

الإهداءات
مصطفى معروفي من النبع : الله يكرميك أخي وصديقي العزيز عوض بديوي ،وأنا ممتن لك بهذا الترحيب الجميل بي****لا هنت مولانا**** عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : رحبوا معي بشاعرنا و مبدعنا أ**** مصطفى معروفي بعد غياب طال؛ فحيهلا و غلا************ نورتم الأماكن عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : آل النبع الكرام جمعة مباركة وصباحكم إيمان ورحمة

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-10-2010, 06:45 PM   رقم المشاركة : 11
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

أعياد


شعر : د. جمال مرسي


صَبَاحُكِ عيدُ .
و كُلُّ صَبَاحٍ رأيتُكِ فيهِ
و شَقشَقَ عُصفُورُ ثَغرِكِ فوقَ نَوَافِذِ قَلبِي
ليمحُوَ حُزنَ اْغتِرَابِي ،
و يُوقدَ شَمعةَ ليليَ ،
عِيدُ .
و كُلُّ ابتسامةِ شَوقٍ زَرَعتِ بِصَحرَاءِ عُمرِي
و رَوَّيتِها مِن يَنَابِيعِ قَلبِكِ ،
عِيدُ .
و حُبُّكِ عِيدُ .
و قَلبُكِ عِيدُ .
و طِفلُكِ هذا المُدَلَّلُ حينَ ارتدى في صَباحِكِ
ثَوباً جديداً ،
تَوَضَّأ من نُورِ وجهِكِ ،
صلَّى بمحرابِ عَينِكِ ،
مَدَّ ـ إلى كفِّكِ اليَاسَمِينِ ـ شِفاهَ صَدَاهُ
أتاهُ هِلالُكِ
بشَّرَهُ أَنَّ عِيدَكِ عيدُ .
و أَنَّكِ سوفَ تَجُودينَ في العِيدِ أكثرْ .
ستُعطينَهُ مِن رُضَابِكِ سُكَّرْ.
و مِن رَوضةِ الخَدِّ .. يا عُمرَهُ.. اليَاسَمِينَ المُعَطَّرْ .
و بَشَّرَهُ ..
أَنَّهُ سَوفَ يَغفُو بِدَوحَةِ صَدرِكِ
تَرعاهُ تِلكَ الحَمَائِمُ
تَسقِيهِ مِن كَوْثَرٍ في الضُّلُوعِ تَفَجَّرْ .
و تَصنَعُ مِن سُنبلاتِ جَنانِكِ خُبزاً
لِكُلِّ فَقِيرِ
و من خيطِ وَصلِكِ ثَوباً
لكلِّ أسِيرِ
فيأتيهِ مِن بَعدِ أَسرَيْنِ عِيدُ .
و فَرحتُهُ حينَ أَبصَرَ في مُقلَتَيكِ البِلادَ الحَزِينَةَ
تَخلعُ ثَوبَ الحِدادِ
ـ و في الحُلمِ ـ
تَنزِعُ ذُلَّ القِيادِ
و تَبعَثُ مَجدَ الأَوَائلِ ،
عِيدُ .
و حينَ رأى النِّيلَ يَختالُ في كِبرياءٍ
بِكُلِّ الشَّوَارعْ .
و صَوتَ المُؤَذِّنِ في القُدسِ يَعلُو
على صَوتِ كُلِّ ذَلِيلٍ
و خَانِعْ .
و دِجلةَ يَمسحُ دَمعةَ حُزنٍ جَرَت فَوقَ خَدِّكِ ،
عِيدُ .
و شَدوُكِ عِيدُ .
و صَوتُكِ حِينَ يَقولُ " أحبُّكَ " ،
عِيدُ .
و لَمسةُ كَفَّيْكِ
حينَ امتدادِ الفَرَاشَاتِ فَوقَ سَرِيرِ ضِيَائِكِ ،
عِيدُ
و حينَ أَصَاخَ الوُجودُ لِصَوتِ الوَلِيدِ
و زَفَّت عَصافِيرُهُ الخُضرُ
بُشرى اْنبعاثِ الوَضَاءةِ
مِن رَحِمِ النُّورِ ،
عيدُ .
فَيَا رَبَّةَ العِيدِ ،
يا بَهجَةَ العِيدِ :
هَل أَنصَفَتْكِِ القَوَافِي ؟
و ما كانَ شِعرُ المُعَنَّى سِوَى نَبضةٍ في الفؤادِ الذي
ـ حِينَ حَطَّت طُيُورُكِ فَوقَ أَفَانِينِهِ اليَابِسَاتِ ـ
اْمتَطَى صَهوَةَ الحُلمِ
حَيَّاهُ عيدُ ،
و أحياهُ عيدُ .




19/11/2009 م






 
قديم 09-29-2010, 11:21 AM   رقم المشاركة : 12
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

بين لونٍ و لحن




شعر : د. جمال مرسي




تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَيَنهَشُنِي مِخلَبُ الوَقتِ
تَقتَاتُ نَارُ المَقَاعِدِ قَمحَ انتِظَارِي
و تَلدَغُنِي فِي يَمِينِي عَقَارِبُ سَاعَتِيَ المُشرَئِبَّةِ مِثلِي
لِوَقعِ حُضُورِكِ ،
صَوتِ الأَسَاوِرِ فِي مِعصَمَيكِ ،
و نَبضِ التَّمَنِّي .
تَغِيبِينَ عَنِّي ..
و عَينِي تُرَاقِبُ بَوَّابَةَ البَحرِ
عَلَّك تَأتِينَ فِي رَكبِ أَموَاجِهِ النَّاعِمَاتِ
يُزَيِّنُ رَأسَكِ تَاجٌ مِنَ اليَاسَمِينِ
و يَرقُصُ .. مِن فَرَحٍ .. فَوقَ صَدرِكِ
عِقدٌ مِنَ الأُقحُوَانِ
تَنَامِينَ يَا عُمرَ زَادِ القَصِيدَةِ
يَا بَحرَهَا
كَالنَّوَارِسِ مَا بَينَ هُدبِي و جَفنِي .
فَأَحمِيكِ مِن أَعيُنِ النَّاظِرِينَ
لِلَونِ الضُّحَى فِي جَبِينِكِ
لَونِ السَّنَابِلِ فِي شَعرِكِ الذَّهَبِيِّ
و لَونِ التَّمَرِّدِ
فِي ثَغرِكِ القِرمِزِيِّ
و أَحمِيكِ مِن جَمرَةِ الشَّوقِ تَحتَ ضُلُوعِي
و مِن حُمقِ عَينِي .
تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَأُبصِرُ أَرضِيَ غَيرَ التي رَاوَدَت
قَمَراً فِي السَّمَاءِ
عَنِ الحُسنِ فِي مُقلَتَيهَا
و أُبصِرُ شَمسِيَ غَيرَ التي أَرسَتِ النُّورَ عُمراً
عَلَى شَاطِئَيهَا
و أُبصِرُ رَوضَاتِيَ الخُضرَ قَد غَالَهَا خِنجَرُ الجَدبِ
أَدمَت مَنَاجِلُ نِسيَانِ مَوعِدِنَا
وَجنَتَيهَا
فَلا غَيثَ يَبعَثُ تِينِي
و لا نِيلَ يَروِي لَظَى يَاسَمِينِي
و مَا مِن عَنَادِلَ فَوقَ شُجَيرَاتِهَا اليَابِسَاتِ تُغَنِّي .
تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَيَنهَلُ صَبَّارُ صَبرِيَ مِنِّي
و تَغدُو ورودُ القَصِيدَةِ شَوكاً
لتنخَزَ عُصفُورَ شِعرِي
ويَترُكَنِي دُونَ عَينَيكِ أَرتِقُ ثَوبَ القَصِيدَةِ
أَعزِفُ وَحدِيَ أَلحَانَ حُزنِي .
تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَأَبحَثُ فِي دَفتَرِ الذِّكرَيَاتِ عَنِ الأَمسِ
عَن طِفلَةٍ طَالَمَا سَكَبَت فَوقَ ثَوبِيَ أَلوَانَهَا الزَّاهِيَاتِ
و فُرشَاتُهَا طَالَمَا رَاوَدَت فِي التَّخَيُّلِ وَجهِي
فَأَضفَت عَلَيهِ ابتِسَامَاتِهَا الحَانِيَاتِ
لِيُشرِقَ بَينَ أَصَابِعِهَا
بَينَ لَحنٍ و لَونِ .
تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَأُبصِرُنِي فِي مَرَايَا غِيابِكِ كَهلاً
تَخُطُّ عَلَى وَجنَتَيهِ يَدُ الرِّيحِ
يَوماً جَدِيداً مِنَ المِلحِ
و الجُرحِ
تَرسُمُ فِي صَفحَةِ العُمرِ خَيطاً طَوِيلاً
بِلَونِ ابيِضَاضِ العُيُونِ مِنَ الحُزنِ
يَربِطُ قَلبِي بِحَبلِ التَّمَنِّي .
تَغِيبِينَ عَنِّي ..
فَأَشعُرُ أَنِّي المُغَيَّبُ مِن لَوعَةِ الفَقدِ
مِن غَيرِ خَمرٍ و دَنِّ
أُحَدِّقُ فِي صُورَةٍ فِي يَمِينِي
أُحَدِّثُهَا فِي هُدُوءٍ
أُسَائِلُهَا أَينَ أَنتِ ؟!
فَتَصمُتُ
تَصمُتُ
تُوقِظُ طِفلَ الهَوَاجِسِ فيَّ
لِيَذبَحَنِي نَصلُ ظَنِّي .







 
قديم 12-03-2010, 10:51 PM   رقم المشاركة : 13
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

في كلِّ اتجاه

شعر : د. جمال مرسي


مِن أَينَ أَبتَدِئُ القَصِيدَةَ
و اليَرَاعُ يَقُضُّ نَومَ الصَّفحَةِ البَيضَاءِ
يُفضِي لِلسُّطُورِ
فَلا يَنِزُّ سِوَى حُرُوفٍ مِن أَنِينْ .
مِن أَينَ أَبتَدِئُ القَصِيدَةَ
و الجِرَاحُ تُخَضِّبُ الأَورَاقَ ،
يَندَاحُ الأَسَى عِندَ الصَّبَاحِ
و حِينَ يَفتَرِشُ المَسَاءُ قَصِيدَةً مَنفِيَّةً
يُغتَالُ حُلمٌ بَعدَ حُلمٍ
فِي سَرِيرِ مُعَذَّبٍ بِاليَاسَمِينْ .
يا شِعرُ قَد أَشقَيتَنِي
و ظَمِئتُ ـ يَا مَا قَد ظَمِئتُ ـ فَلَم تَمُدَّ يَداً
بِكَأسٍ مِن حَلِيبِ الشَّمسِ ،
لَم تَمدُدْ يَداً
بِرَغِيفِ خُبزٍ غَيرِ مَا عَجَنَتْهُ أَدمُعُ شَاعِرٍ
غَالَت أَمَانِيَهُ العِذَابَ يَدُ السِّنِينْ .
و زَرَعتُ ( يَا مَا قَد زَرَعتُ )
فَمَا جَنَيتُ سِوَى القَتَادِ ،
سِوَى الرَّمَادِ
سِوَى سَكَاكِينِ الجُحُودِ تُمَزِّقُ القَلبَ الحَزِينْ .
أَوَّاهُ يَا عَينَ القَصِيدَة ِ
مَن سَيَمسَحُ دَمعَكِ المَسكُوبَ مِنِّي
مَن سَيَرسُمُ فِيكِ عُصفُوراً يُغَنِّي
مَن سَيَزرَعُ فِيكِ زَرقَاءَ اليَمَامَةِ
كَي يَعُودَ لَكِ البَرِيقُ
و يَستَنِيرَ بِكِ الطَّرِيقُ
فَأَنزِعَ النَّظَّارَةَ السَّودَاءَ عَنِّي .
مَا بَينَ خَمرَيْنِ ...
( الهَوَى و الشِّعرِ )
كُنتَ أَيَا رَهِينَ المُسْكِرَيْنِ تُنَادِمُ النَّجمَاتِ
تَشرَبُ نَخبَ مَا أَبقَتهُ أَيَّامُ اْغتِرَابِكَ
عَن بِلادٍ لَم يَعُد فِيهَا لِقَلبِكَ
غَيرُ بَيتِ الشِّعرِ مَبنِيّاً عَلَى أَطرَافِهَا
قُل لِي بِرَبِّكَ :
هَل سَتَسكُنُهُ ؟ و قَد نَسَجَت وَشَائِجَهَا العَنَاكِبُ ،
و المَدَى سَمُّ الخِيَاطِ بِنَاظِرَيكَ
و أَنتَ مِن هَمٍّ إِلَى وَهمٍ تَسِيرُ إلَى يَقِينْ .
دَينٌ ثَقِيلٌ فَوقَ كَاهِلِكَ الضَّعِيفِ
فَمَن سَيَحمِلُهُ ،
إِذَا اْنتَهَت الخُطَى بِكَ صَوبَ قَبرٍ
فِي ضُلُوعِكَ
مَن سَيَرتِقُ ثَوبَ قِصَّتِكَ الَّذِي قَدَّتهُ مِن دُبُرٍ
يَدُ اْمرَأَةِ العَزِيزِ
و لَفَّقَت تُهَمَ التَّحَرُّشِ كَي يُزَجَّ بِجِسمِكَ الوَاهِي
إِلى سِجنٍ جَدِيدٍ ،
صَاحِبَاكَ بِهِ خَيَالُكَ و الجُنُونْ .
مَن ذَا يُفَسِّرُ حُلمَكَ الأَزَلِيَّ
و الصِّدِّيقُ قَد أَلقَاهُ أِخوَتُهُ بِجُبٍّ
ثُمَّ جَاءُوا بِالقَمِيصِ
عَلَيهِ مِن دَمِ كِذْبِهِم مَا يَفتَرُونْ .
مَن ذَا يُفَسِّرُ حُلمَكَ الأَزَليَّ فِي سَبعٍ عِجَافٍ
قَد أَكَلنَ فَمَا شَبِعنَ
و قَد شَرِبنَ فَمَا اْرتَوَينَ
و قَد جَلَسنَ فَمَا بَرَحنَ مَكَانَهُنَّ
و قَد ... و قَد ...
حَتَّى تَبَدَّدَتِ السَّنَابلُ
جَفَّ نَهرٌ تلوَ نَهرٍ كََانَ يَروِي الظَّامِئِينْ .
يَا شَهرَ زَادَ قَصَائِدِي :
كُونِي جُوَارِيَ حِينَ أَفتَتِحُ القَصِيدَةَ
عَلَّنِي مِن نُورِ وَجهِكِ أَستَمِدُّ وَضَاءَة المَعنَى
فَأُبِدِلُ نَبرَةَ الحُزنِ التي سَكَنَت طُيُورَ قَصِيَدِتِي
لَحناً شَجِيّاً فِي فَضَاءِ العَاشِقِينْ .
لا تُحدِثِي الضَّوضَاءَ حَولَ شَوَارِدِي
لا تَفتَحِي التِّلفَازَ
لا تُصغِي لأَخبَارِ الكَوَارِثِ
و الحُرُوبِ ،
فَقَد مَلَلتُ الحُزنَ فِي صَوتِ المُذِيعِ
نَسِيتُ أَنَّ اليَومَ مِيلادُ الرَّبِيعِ
فَلَم أُقَدِّمْ وَردَةً لأَمِيرَتِي
لَم أَحتَفِلْ مَعَهَا بِعِيدِ اليَاسَمِينْ .
يا شَهرَ زَادَ قَصَائِدِي :
لا تَبعِدِي
فَمَخَالِبُ اللَّيلِ الطَّوِيلَةُ سَوفَ تَنهَشُنِي
إِذَا مَا غِبتِ عَنِّي
سَوفَ يَغرِسُ حُزنِيَ النِّيلِيُّ نَاباً
فِي أَدِيمِ قَصِيدَتِي
و لَسَوفَ تَذرُونِي الرِّيَاحُ الهُوجُ
فِي كُلِّ اْتِّجَاهْ .






 
قديم 12-17-2010, 09:42 PM   رقم المشاركة : 14
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

المِعطف

شعر : د. جمال مرسي

أَيَا رِيحَ كَانُونَ لا تَعصِفِي=و يَا مَوجُ فَاهدَأْ و لا تَرجُفِ
و يَا نَوَّةَ الفَيضِ كُونِي حَرِيراً=كَإِحسَاسِهَا الرَّائِقِ المُرهَفِ
و كُونِي إِذَا اْشتَدَّ بَردُ الشِّتَاءِ=دِثَاراً لِخَافِقِهَا المُورِفِ
حَنَانَيكَ يَا بَحرُ يَا ذَا العُبَابِ=و يَا خِلِّيَ الأَزَلِيَّ الوَفِي
حَنَانَيكَ إِن مَرَّ طَيفُ حَبِيبِي=بِشَطِّكَ مُستَنجِداً ، فَارأَفِ
فَيَا كَم بَنَينَا عَلَى الرَّملِ قَصراً=بِقَلبِ حَدِيقَتِهِ نَختَفِي
و يَا كَم جَرَينَا ، ومَوجُكَ يَقفُو=خُطَانَا كَمَا العَاشِقِ المُدنَفِِ
نُنَاجِي سَفَائِنَكَ المُبحِرَاتِ = و بِالطَّيرِ فِي أُفْقِهَا نَحتَفِي
و نَرنُو إِلَى الشَّمسِ عِندَ المَغِيبِ=تُقَبِّلُ فَاكَ و لا تَنطَفِي
كَأَنَّ بِهَا لِشِفَاهِكَ شَوقاً=أَيَا بَحرُ فَارفُقْ بِهَا و اْعطِفِ
و دَعهَا تَنَمْ بَعدَ يَومٍ طَوِيلٍ=أَطَلَّت عَلَينَا بِطَرْفٍ خَفِي
أَيَا رَبَّةَ البَحرِ جَاءَ بَرِيدُ ال =بِحَارِ بِأَدمُعِكِ الذُّرَّفِ
نَوَارِسُ أَحرُفِكِ النَّازِفَاتِ=تَذُوبُ اشتِيَاقاً إِلَى أَحرُفِي
أُطِلُّ عَلَيكِ بِرَغمِ الغُيُومِ=عَلَى البُعدِ مِن تَلِّيَ المُشرِفِ
أَرَاكِ عَلَى مَقعَدِ الذِّكرَيَاتِ= كَمَا أَنتِ ، حُسنُكِ لَم يُوصَفِ
فَعَينَاكِ بَحرَانِ مِن رَوعَةٍ=و ثَغرُكِ خَمرٌ بِهِ أَشتَفِي
و شَعرُكِ رَوضٌ مِنَ الكَستَنَاءِ=يَمِيسُ عَلَى قَدِّكِ الأَهيَفِ
و صَدرُكِ مَرفَأُ حُلمِي القَدِيمِ=و قَلبُكِ يَا وَاحَتِي مُسعِفِي
و حُبُّكِ مُبتَدَئي ، مُنتَهَايَ=بِهِ أَحتَفِي و بِهِ أَكتَفِي
طُيُوفُكِ لَو وَاعَدَتنِي بِلَيلٍ =فَلا يَنقَضِي اللَّيلُ حَتَّى تَفِي
تُقَاسِمُنِي وَحدَتِي و اْغتِرَابِي=و تَحنُو عَلَى قَلبِ مُستَضعَفِ
سَقَتهُ المَقَادِيرُ مُرَّ البِعَادِ=بِكَأسِ الهُمُومِ و لَم تُنصِفِِ
فَلَم يَنسَ حُبَّكِ رَغمَ الجِرَاحِ ال=عَتِيَّاتِ فِي جَنبِهِ النُّزَّفِ
و لَم يَنسَ أَنَّكِ أَصلُ الضِّيَاءِ=و لَحنٌ إِلَى الآَنَ لَم يُعزَفِ
يُحَدِّثُنِي النِّيلُ عَن مُقلَتَيكِ=و يُسهِبُ فِي حُسنِكِ اليُوسُفِي
و يَنسَى مِنَ الإِنبِهَارِ بِأَنِّي=خَبِيرٌ بِمَا عَنكِ لَم يَعرِفِ
أَرَاكِ بِقَلبِيَ رَغمَ التُّخُومِ=و تَحتَ ضُلُوعِكِ حُزنٌ خَفِي
فَبُوحِي أَيَا وَطَناً لاْغتِرَابِي=بِمَا فَاضَ مِن جَفنِكِ المُترَفِ
و نَامِي كَطَيرٍ عَلَى رَاحَتَيَّ=و دَارِي دُمُوعَكِ فِي مِعطَفِي


للاستماع للقصيدة






 
قديم 01-11-2011, 11:55 PM   رقم المشاركة : 15
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

ما بعد الكلام



شعر : د. جمال مرسي



بَعدَ المَحَبَّةِ و السَّلامْ .
بَعدَ اشتِيَاقِي و احتِرَاقِي
و الدُّمُوعِ النَّازِفَاتِ مِنَ الجُفُونِ
اْلآنَ يُمكِنُنِي الكَلامْ .
بَعدَ ارتِحَالِ غَمَامَةٍ سَودَاءَ
لِلأُفْقِ البَعِيدِ
و هِجرَةِ الأَحزَانِ لِلزَّمَنِ البَعِيدِ
و بَعدَ أَن كُشِفَ الظَّلامْ .
الآنَ يَعزِفُنِي المِدَادُ عَلَى غُصُونِكِ
رَجعَ نَايٍ
تَصطَفِينِي رَوضَةُ الأَورَاقِ
كَي أَنسَابَ مِثلَ النِّيلِ فَوقَ سُطُورِكِ البَيضَاءِ
أَنغَامَ الحَمَامْ .
فَلَكِ السَّلامْ .
و عَلَى مُحَيَّاكِ السَّلامْ .
و إِلَى الذِينَ يُلَطِّخُونَ ثِيَابَ طُهرِكِ
بِالدِّمَاءِ و بِالخَطِيئَةِ
مِن شَرَايِينِ احتِدَامِي أَلفُ جَامْ .
أَنَا مَا نَسِيتُكِ لَحظَةً
لَكِنَّهُ الشِّعرُ العَصِيُّ أَبَى اْمتِثَالاً لِي
مَعَ الغَضَبِ العَتِيِّ
كَأَنَّهُ ..
و خَيَالِيَ المَنفِيَّ خَلفَ تُخُومِكِ الخَضرَاءِ
كَانَا فِي خِصَامْ .
فَلَكِ اعتذِارُ مُشَرَّدٍ فِي غُربَتَيْهِ
لَهُ الشُّمُوسُ الغَارِبَاتُ
لَهُ اللَّيَالِي الهَارِبَاتُ
لَهُ شَرِيطُ الذِّكرَيَاتِ أَمَامَ جَفنٍ مُثقَلٍ بِالسُّهدِ
جَافَاهُ المَنَامْ .
و لَكِ المَحَبَّةُ و السَّلامْ .
أَنَا يَا حَبِيبَةُ ..
ـ مُذ أَتَى سَاعِي النَّزِيفِ
يُرِيقُ فِي أُذُنَيَّ
أَنبَاءَ احتِرَاقِ البَحرِ فِي صُبحٍ كَئِيبٍ
و اغتِيَالِ شُمُوعِ عِيسَى
لَيلَةَ المِيلادِ ـ
فِي مِحرَابِ صَمتِي رَاهِبٌ
تَتَثَاءَبُ الأَحزَانُ فِي صَدرِي فَتُوقِظُهَا الضِّرَامْ .
و تَمُورُ أَسئِلَةٌ بِرَأِسِي
حِينَ أُصبِحُ ، حِينَ أُمسِي
أَيُّ ذَنبٍ لِليَمَامْ ؟
أَيُّ قُبحٍ حِينَ تَقتَرِفُ الخَفَافِيشُ الجَرِيمَةَ
تِلوَ أُخرَى
تَسلُبُ الأَقمَارَ زَهرَةَ اْلابتِسَامْ .
مَاذَا تُرِيدُ ذِئَابُ لَيلِكِ
حِينَ جَاءَت كَي تَقُدَّ قَمِيصَكِ النِّيِليَّ مِن دُبُرٍ
و تَنهَشَ لَحمَكِ العَرَبِيَّ ،
تَغرِزَ نَابَ حِقدٍ
فِي رُؤَى بَدرِ التَّمَامْ .
مَاذَا تُرِيدُ بِحَرقِ هَاتِيكَ الغُصُونَ
سِوَى الوَقِيعَةِ
و الخَدِيعَةِ
ثُمَّ تَهرُبُ مِثلَمَا الفِئرَانِ صَوبَ جُحُورِهَا
تَلهُو و تَشرَبُ نَخبَ خَيبَتِهَا
تُقَهقِهُ فِي المَدَى نَشوَانَةً
بِدُمُوعِ عَينَيكِ الأَبِيَّةِ
بَعدَمَا رَشَقَت بِقَلبِكِ يَا ضِيَا عَينَيَّ
آَلافَ السِّهَامْ .
تَبَّت أَيَادِيهُم و أَرجُلُهُم
فَإِنَّهُمُ الحُثَالَةُ
و السَّفَالَةُ
و النَّذَالَةُ
و اللِّئَامْ .
و عَلَيكِ مِن قَلبِي السَّلامْ .
مَاذَا أَقُولُ حَبِيبَتِي ؟
لَو كَانَ يَمسَحُ دَمعَكِ المَسفُوحَ نَاراً
كُلُّ أَشعَارِي
لَكُنتُ كَتَبْتُ فِي عَينَيكِِ أَلفَ قَصِيدَةٍ
و لَكُنتُ عَلَّقتُ القَصِيدَةَ
تِلوَ أُخرَى
فَوقَ صَدرِكِ كَالوِسَامْ .
لَكِنَّ شِعرِي ، كُلَّ شِعرِي
لَيسَ يَعدِلُ دَمعَةً كَالدُّرِّ سَالَت فَوقَ خَدِّكِ
يَومَ وَلَّى مُدبِراً عَامٌ
و أَقبَل مُرقِلاً بِالحُزنِ عَامْ .
مَاذَا أَقُولُ حَبِيبَتِي ؟
و الخَطبُ أَكبَرُ مِن حُرُوفِ قَصِيدَتِي
و أَمَرُّ مِن صَابِ الفَجِيعَةِ
أَن تَكُونَ دِمَاؤُنَا فَرَسَ الرِّهَانِ
عَلَى تَشَرذُمِ أُمَّتِي .
هُم قَامَرُوا
هُم غَامَرُوا
هُم بِالخَدِيعَةِ حَاوَلُوا أَن يَزرَعُوا
فِي أَرضِكِ الخَضرَاءِ بَذرَةَ اْلانقِسَامْ .
لَكِنَّهُم خَابُوا
فَعَادُوا يَسحَبُونَ وَرَاءَهُم
ذَيلَ الهَلاكِ و الاْنهِزَامْ .
و بَقيتِ رَغمَ الجُرحِ شَامِخَةً
عَلَى الأَحقَادِ
و الحُسَّادِ
نِيلُكِ سَلسَلٌ لِلأَصدِقَاءِ
و عَلقَمٌ لِلمَارِقِينَ
يُوَحِّدُ الفَرعَينِ ، يَمضِي لِلأَمَامْ .
و يَظَلُّ قَلبُكِ نَابِضاً بِأَحِبَّةٍ
عَاشُوا بِظِلِّكِ مُنذُ آلافِ السِّنينِ
عَلَى المَحَبَّةِ و الوِئَامْ .
فَعَلَيكِ يَا مِصرُ السَّلامْ .






 
قديم 01-17-2011, 11:31 AM   رقم المشاركة : 16
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

الببغاء


شعر : د. جمال مرسي


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

لي بَبَّغَاءٌ يعشقُ التقليدا =وَيُرَدِّدُ الأصواتَ لي ترديدا
إن قُلتُ أهلاً ، قال أهلاً مثلها= وإلى اللقاءِ يُعيدها تجويدا
وإذا أشرتُ مُهدداً بأصابعي= مدَّ الجناحَ و أرسلَ التهديدا
فإذا رآني عابساً مُتَجَهِّمَاً =يحنو عليَّ فيطلقُ التغريدا
يسعى لكي يستلَّ حزني مُلقياً= إياه عنِّي في الفضاءِ بعيدا
هو ببغاءٌ مخلصٌ ومثابرٌ =لم يَشْكُ في يومٍ إليّ قيودا
يا طالما أطعمتُهُ فضلاتنا =عدساً وخبزاً يابساً وثريدا
فيقول حمداً للذي خلق الورى= يستأهل الشكرانَ والتمجيدا
لم يعترضْ يوماً ولم يُظهرْ أسىً= شجباً ..كمثلِ العُرْبِ ..أو تنديدا
لكنني كم كنتُ فظّاً نَحْوَهُ= فلطالما قيدتُهُ تقييدا
و منعتهُ ألا يرى غيري أنا= و تركتُهُ دونَ الرِّفاقِ وحيدا
لا خُلَّةٌ يشكو إليها هَمَّهُ= فَتُخَفِّفُ الأعباءَ و التنكيدا
لا صاحبٌ يُفضي إليهِ بِسِرِّهِ= أهٍ أراني زدتهُ تعقيدا
لو كنتُ في حالٍ يُحاكي حالََهُ= ما كنتُ أرضى ذِلَّةً وحديدا
ولكنتُ حطَّمتُ القيودَ جميعها= لأكونَ حراً في الوجودِ سعيدا
طوراً على الغصنِ الظليلِ ، وتارة=ً فوق الجبالِ أبُثُّها التغريدا
أقتاتُ مما أنتقي بإرادتي =أو أرتدي مما صنعتُ جديدا
و أشاطرُ الورقاءَ في أفراحِِها= واقاسمُ الطفلَ البرئَ العيدا
**=**
ما خابَ في الببْغاء حدْسي ، حينما =عُدتُ المساءَ فلم يكن موجودا
فتشتُ عن آثارِهِ في منزلي= وسألتُ صمتَ الليلِ و التسهيدا
لكنه قد كان فكَّ إسارَهُ =ثم ارتقى صوب النجومِ بعيدا
ناديتُهُ ، ناجيتُهُُ ، لم يستجبْ= ناشدتُهُ أن ينثني ويعودا
لكنَّهُُ أخذ القرارَ بجرأةٍ= زادتْهُ قدْراً .. داخلي .. محمودا
فحزنتُ .. رغم سعادتي .. حُزنَ الذي= فقدَ الشبابَ و ضيَّع المولودا






 
قديم 02-02-2011, 09:32 AM   رقم المشاركة : 17
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

مولد الفينيق


د. جمال مرسي


أَقبَلَ الصُّبحُ يَا رَبَابُ فَنَادِي= مَا لِلَيلٍ عَلَى الضُّحَى مِن أَيَادِ
عِندَ بَابِ النَّهَارِ طَالَ اْنتِظَارِي=بَينَ صَبرٍ كَرِهْتُهُ و سَوَادِ
افتَحِي الآنَ لِلصَّبَاحِ عُيُوناً=و اْترُكِي اللَّيلَ وَحدَهُ فِي سُهَادِ
افتَحِي بَاباً للضِّيَاءِ و غَنِّي=أَسمِعِينِي رَوَائِعَ الإِنشَادِ
إِنَّهَا الأَوطَانُ التي فِي هَوَاهَا=يَنبُتُ اللَّحنُ فَوقَ ثَغرِ الشَّادِي
كَيفَ تَدعُو فَلا نُجِيبُ نِدَاهَا=كَيفَ تَبكِي و دَمعُهَا مِن فُؤَادِي ؟!
كَيفَ تَسبِي يَدُ الظَّلامِ ضِيَاهَا=ثُمَّ تَرضَى عُيُونُنَا بِالرُّقَادِ
نَبتَنِي بِالأَحلامِ جَنَّةَ عَدْنٍ=ثُمَّ نَصحُو عَلَى الجَحِيمِ يُنَادِي
يَا بِلادِي : و أَنتِ قُرَّةُ عَينِي=و حَرِيرُ الصِّبَا و دِفءُ المِهَادِ
مَا تَمَنَّيتُ فِي حَيَاتِيَ إِلاّ= أَن تَكُونِي يَا مِصرُ شَمسَ البِلادِ
أَن تَكُونِي للشَّعبِ أَزَهَارَ حُبٍّ=لا سُيُوفاً عَلَى رُؤُوسِ العِبَادِ
أَن تَظَلِّي كَمَا عَهِدتُكِ دَوْماً=ثَورَةً فَوقَ الظُّلمِ ، فَوقَ الفَسَادِ
فَوقَ مَن يَطمِسُ الحَضَارَةَ عَمداً= و يُمَارِي فِي عِزَّةِ الأَجدَادِ
أَنتِ فَوقَ الجَمِيعِ ، أَنتِِ شُمُوخٌ=و سَتَبقِينَ قِبلَةَ القُصَّادِ
نِيلُكِ الحُرُّ أَفتَدِيهِ بِرُوحِي=و سَيَمضِي عَلَى الخُطَى أَولادِي
فَارفَعِي رَأسَكِ الأَبِيَّ و سِيرِي=فِي طَرِيقِ الإِصلاحِ ، دَربَ الرَّشَادِ
أَنتِ أَسمَى مِن حِقدِ كُلِّ حَقُودٍ=أَنتِ أَقوَى مِن قَبضَةِ الجَلاّدِ
أَنتِ حِصنٌ عِندَ الحُرُوبِ مَنِيعٌ=لَم تَنَل مِنهُ قَاذِفَاتُ الأَعَادِي
أَنتِ غُصنٌ للِسِّلمِ إِن لاحَ نُورٌ =بِسَلامٍ فِي كُلِّ سَهلٍ و وَادِ
أَنتِ رَمزٌ لأُمَّةٍ سَوفَ تَهوِي=لِحَضِيضٍ ، إِن غَابَ عَنهَا الحَادِي
جَيشُكِ الصَّلبُ عُدَّةً و عَتَاداً=و جُنُوداً مِن خِيرَةِ الأَجنَادِ
حِينَ جَابَ الدُّرُوبَ بَشَّت وُجُوهٌ=قَابَلَتْهُ بِفَرحَةٍ و ِورَادِ
فَتَلاقَى الجَمعَانِ " شَعبُ و جَيشٌ "=و الأَيَادِي تَشَابَكَت في الأَيَادِي
أُخوَةٌ نَحنُ فِي المُلِمَّاتِ نَبقَى=فِي وُجُوهِ اللُّصُوصِ بِالمِرصَادِ
أَيُّ نَهْبٍ فِي وَجهِهِ نَتَصَدَّى=بِدُرُوعِ الأَروَاحِ و الأَجسَادِ
أَيُّ مُحتَالٍ مِن عَرِينِكِ يَدنُو=سَوفَ تَلقَاهُ زَأرَةُ الآَسَادِ
يَا بَلادِي و أَنتِ نَبعُ وُجُودِي=و أَنِيسِي فِي غُربَتِي و مِدَادِي
لا تَمُوتِي حَبِيبَتِي بِحَرِيقٍ=لا تَمُوتِي ـ بِاللهِ ـ يَا شَهرَ زَادِي
و احذَرِي نَاراً فِي الحَشَا أَجَّجَتهَا=سَنَوَاتٌ مِن رِبقَةِ الأَصفَادِ
جَاءَ مِيلادُكِ الجَدِيدُ ، فَدَوَّت=فِي الدَّيَاجِيرِ صَرخَةُ المِيلادِ
أَنتِ فِينِيقُ النُّورِ كُلّ زَمَانٍ=حَيثُ يَفنَى ، فَبَعْثُهُ مِن رَمَادِ












التوقيع

 
قديم 07-04-2011, 02:10 PM   رقم المشاركة : 18
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

ما بعد الرثاء

( إلى روح عبد الرسول معله )

شعر : د. جمال مرسي


رَثَوكَ قَبليَ إِذ نَادَاهُمُ الحِبرُ=و لُذتُ بِالصَّبرِ حَتَّى أَشفَقَ الصَّبرُ
سَالَت مَدَامِعُهُم مِن حُزنِهِم مَطَراً=و مِن جُفُونِي جَرَى دَمعٌ هُوَ الجَمرُ
لَم يَعرِفُوكَ ، و لَم يَدرُوا بِآصِرَةٍ=أَرسَى دَعَائِمَهَا اْلإِيمَانُ و الطُّهرُ
بَغدَادُ نِصفُ قَصِيدٍ فِي حَدِيقَتِهَا=قَد أَكمَلَتْهُ قَصِيداً فَارِهاً مِصرُ
أَنتَ الفُراتُ لَهُ ، و النِّيلُ كُنتُ أَنَا=نَهرَانِ ضَمَّهُمَا فِي حُبِّهِ شَطرُ
قَالُوا ( ومَا كَذَبُوا ): بالأمس " كَانَ هُنَا"=فَقُلتُ : "كَانَ هُنَا" مَا ضَمَّهَا سِفرُ
فَرُوحُهُ لَم تَزَلْ فِينَا مُحَلِّقَةً=كَأَنَّهَا فِي قَنَادِيلِ الرُّؤَى طَيرُ
مَا زَالَ فِي دَوحَةِ الأَشعَارِ حَارِسُهَا=يَنَامُ مِن حُضنِهِ مَعشُوقُهُ الشِّعرُ
يَحنُو عَلَيهِ ، كَمَا يَحنُو عَلَى وَلَدٍ=أَبٌ تَوَضَّأ فِي يَنبُوعِهِ الفَجرُ
مَا زَالَ قِيثَارُهُ الرَّنَّانُ مُنتَظِراً=أَن يَرجِعَ اللَّحنُ للأَوتَارِ ، و البِشْرُ
مَا زَالَ بَينَ نُجُومِ اللَّيلِ يُؤنِسُهَا=حَدِيثُهُ العَذْبُ ، يُفشِي سِرَّهُ الثَّغرُ
مَن قَالَ " مَاتَ " فَقَلبِي لَن يُصَدِّقَهُ=و هَل يَمُوتُ لأَصحَابِ النُّهَى فِكرُ؟!
الفِكرُ بَاقٍ و إِن غَابَت مَنَارَتُهُ=كَالعِطرِ مَهمَا ذَوَى فِي غُصنِهِ الزَّهرُ
هُوَ الغِيَابُ قَلِيلاً ، ثُمَّ يَفجَؤنَا=بَعدَ الغِيَابِ بِشِعرٍ مَا لَهُ حَصرُ
هُوَ الرَّحِيلُ لِنَبعِ الشِّعرِ فِي سَفَرٍ=يَعُودُ مِن بَعدِهِ مَهمَا مَضَى العُمرُ
دَعُوهُ يَغفُ عَلَى صَدرِ الثَّرَى أَلِقاً=أَليسَ مِن حَقِّهِ أَن يَرقُدَ البَدرُ ؟
لا تَزعُمُوا أَنَّهُ قَد مَاتَ أَو غَربَت=شُمُوسُهُ ، إِذ طَوَى أَضلاعَهُ قَبرُ
لا تَمنَحُوا لَقَبَ " المَرحُومِ " فَارِسَنَا=لَقَد تَرَجَّلَ عَن خَيلِ الهَوَى حُرُّ
أَستَغفِرُ اللهَ مِن وِزرٍ و مِن شَطَطٍ=لَقَد شَرَدْتُ بِأَفكَارِي ، و لِي عُذرُ
فالعَقلُ لَو جَنَحَت يَوماً سَفِينَتُهُ=تلهو بها الريحُ أو يَهوِي بِهَا البَحرُ
هذا هُوَ المَوتُ مَقدُورٌ ، فَمَا سَلِمَت=مِن نَابِهِ رُسُلٌ هُم أَنجمٌ زُهرُ
مَا كَانَ يُنكِرُهُ إلا ذَوُو صَلَفٍ=و لَستُ مِمَّن تَوَلَّى أَمرَهُم كِبرُ
عَبدَ الرَّسُولِ :أَرَاكَ الآنَ مُبتَسِماً=فِي جَنَّةٍ ، لَكَ فِي فِردَوْسِهَا قَصرُ
مَا كُنتَ تَسكُنُهُ لَو لَم تُقِم أُسُساً=بِالصِّدقِ يَرفَعُهَا مِن فِعلِكَ الخَيرُ
تَرَكتَ بَعدَكَ عِلماً نَافِعاً أبداً=مَا كَان يَعدِلُهُ .. لَو أَنصَفُوا .. تِبرُ
و لُذتَ بِاللهِ تَرجُو فَيضَ رَحمَتِهِ=فَقَرَّ عَيناً إِذَا مَا جَاءَكَ الأَمرُ
واْهنِأ بِمَا زَرَعَت يُمنَاكَ يا نَهَراً=طَابَ الحَصَادُ و لَمَّا يَنضَبِ النَّهرُ












التوقيع

 
قديم 02-28-2012, 12:42 PM   رقم المشاركة : 19
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

الموت نزفاً


شعر : د. جمال مرسي


عَذِيرَكَ ، لا تُزَايِدْ فِي مَلامِي = و لا تَبْنِ السَّعَادَةَ مِنْ حُطَامِي
فَقَدْ شَرِبَ الخِصَامُ غَدِيرَ شِعرِي=و لاكَ الهَجرُ فَاكِهَةَ الكَلامِ
و غَابَتْ شَمسُ عُمرِي مُذْ تَجَنَّى=ضِيَاؤُكَ و اْمتَطَى ظَهرَ الظَّلامِ
كَأَنِّي لَم أَكُنْ يَوماً وَرَائِي=أَوَ اْنِّي لَم أَكُنْ يَوماً أَمَامِي
يُخَاتِلُنِي خَيَالُ الظِّلِّ حَتَّى =ظَنَنْتُ ثِيَابَهُ لَبِسَتْ عِظَامِي
أُحَدِّثُ جَمرَهُ عَنِّي فَيُصغِي=فَمَا لَكَ لَسْتَ تُصْغِي لاضْطِرَامِي
حَبِيباً قُلْتُ عَنكَ ، و سَوفَ تَبْقَى=لآخِرِ مَا تَبَقَّى مِن رُكَامِي
بَدَا لِي مَا بَدَا ، لَكِنَّ قَلبِي=يُحَدِّثُ عَنكَ عَقلِي بِاْحتِرَامِ
يَطِيرُ مُغَرِّباً لذُكَاءَ* ، حَتَّى=و إن أبْكَتْهُ أَحدَاثُ الشَّآمِ
بَلَوتُ مَشَاعِرِي فَوَجَدْتُ عَيْنِي=تَرَى عَيْنَيْهِ خَلْساً فِي مَنَامِي
هَرَبْتُ ، نَعَمْ ، و لَكِنْ كَيفَ أَمحُو=حُرُوفاً قَدْ بَدَأْنَا بِالسَّلامِ
أَمُدُّ يَدِي عَلَى بَاءِ القَوَافِي=لأَصفَعَهَا إِذ اْمتَشَقَتْ حُسَامِي
لِلَيْلَى صُغتُهَا و ظَنَنْتُ أَنِّي=سَأُسعِدُهَا و أَمنَحُهَا وِسَامِي
صَبَرتُ لِكَي أَرَى مَا كَانَ مِنهَا=فَعَادَ إِلَيَّ بَعضٌ مِن سِهَامِي
وَحِيداً صِرْتُ مَقْتُولاً بِنَزْفِي=غَرِيباً صِرْتُ فِي بَيْتِ العِظَامِ
فَدَيْتُكَ ، لا تَدَعْنِي اليَومَ وَحدِي=و تَمضِي سَالِباً نِيلَ اْبتِسَامِي
يُؤَرْجِحُنِي الزَّمَانُ عَلَى هَوَاهُ=و يُسقِطُنِي عَلَى أَرْضِ اْنهِزَامِي
عَـرَفـتُــكَ طُـولَ عُــمــِري ذَا خِصَـالٍ=تَكُونُ هِيَ الشَّفَيعَـةَ فِي الخِصَـامِ
فَإِنْ أَخطَأْتُ ، فَاْعفُ ، و كُنْ كَرِيماً=فَإِنَّ الـعَـفْـوَ مِـنْ شِــيَــمِ الــكِــرَامِ



*ذُكاء : من أسماء الشمس












التوقيع

 
قديم 05-23-2012, 11:13 AM   رقم المشاركة : 20
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة : عواطف عبداللطيف متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي

... أو فَكُنْ من المغرقين


شعر : د. جمال مرسي


لَيسَ يعنِينِي .. كَثِيراً .. مَنْ تَكُونْ ؟!
لا أُبَالِي
إِنْ تَوَضَّأتَ بِمَاءِ الوَردِ
أَو دَمعِ العُيُونْ .
لَيسَ يُغرِينِي إَذَا كُنْتَ وَسِيماً
لَكَ دُونَ النَّاسِ " كَارِزْمَا "
فَتَختَالُ كَطَاوُوُسٍ بَهِيِّ اللَّونِ بَينَ المُعجَبِينْ .
أَو بَدَتْ غَمَّازَةٌ فِي الخَدِّ
كَالبَدرِ اْتِّسَاقَا .
أَو نَمَا فِي اللِّحْيَةِ السَّوْدَاءِ فُلٌّ
فَتَأَلَّقتَ اْئتِلاقَا .
و تَحَدَّثْتَ إِلَيْنَا بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ .. فِي الخِطَابَاتِ .. مُبِينْ .
ليس يعنِينِي إِذَا مَا اْختَرتَ نَهجاً " سَلَفِيّا "
أَو طَرِيقاً نَاصِرِيّا
أَو يَسَاراً سِرتَ فَوقَ الدَّربِ
أَو نَحوَ اليَمِينْ .
لَيسَ يعنِينِي إِذَا مَا جِئْتَ مِن دِلتَايَ
أَو أَقصَى جَنُوبِي .
طَالَمَا قَدْ جِئتَ مِن مَيْدَانِ عِشقِي يَا حَبِيبِي
فَحَمَلتَ الثَّورَةَ البَيْضَاءَ
فِي الصَّدرِ الرَّحِيبِ .
و عَلَى رَأسِكَ حُلمُ المُتعَبِينْ .
لَيسَ يعنِينِي إِذَا مَا كُنتَ فِي الرَّيعَانِ
أو سِنِّ الكُهُولَةْ .
لا ، و لَنْ تُبهِرَ عَيْنِي كُلُّ أَنوَاطِ البُطُولَةْ .
و الشِّعَارَاتُ الَّتِي مِن شَاشَةِ التِّلفَازِ
و المِذْيَاعِ تَسرِي ..
و بِهَا زَيَّنتَ أَورَاقَ الصُّحُفْ ،
و عَلَى الجُدرَانِ جَاوَزتَ بِهَا حَدَّ التَّرَفْ ،
لَيسَ تَعنِي لِي سِوَى بَعضِ القَرَفْ ،
إِنْ أَتَتْ تَحمِلُ زَيفاً مِن رَئِيسٍ
( أَو كَذَا خُيِّلَ لِي )
قَدْ جَاءَ مِنْ مَاءٍ و طِينْ .
لَيسَ يعنِينِي
إِذَا مَا جِئْتَ مَحمُولاً عَلَى أَكتَافِ أَنصَارِكَ
مَفتُوناً بِهِمْ فِي كُلِّ صُبْحٍ
و مَسَاءْ .
أَو خَطَبْتَ الخُطبَةَ العَصمَاءَ فِيهِمْ
بِاْقتِدَارٍ و دَهَاءْ .
قَدْ أَغُضُّ الطَّرْفَ عَن أَشيَاءَ فَاقَتْ
كُلَّ حَدٍّ لِلغَبَاءْ .
إِنَّمَا أَزأُرُ
إِنْ ضَيَّعتَ حَقَّ الشُّهَدَاءْ .
و تَخِذتَ القَهرَ مِعرَاجاً و مَسرَى
فَتَعَالَيْتَ
كَمَا الفِرْعَونِ فِي وَادِيَّ
عُمراً
مُنذُ آلافِ السِّنِينْ .
أَيُّهَا القَادِمُ مِن غَيْبٍ إِلَى غَيبٍ جَدِيدٍ :
إِنَّ لِلكُرْسِيِّ لَو تَدرِي بَرِيقاً
كَالنُّضَارْ .
يُذهِبُ الأَبصَارَ ،
يُغرِي
بِاْمتِشَاقِ السَّيفِ فِي وَجهِ النَّهارْ .
رُبَّمَا يُغوِيكَ كَالشَّيطَانِ أَن تَفقَأَ عَينَ الفَجرِ
أَنْ تُطفِئَ نُورَ البَدرِ
أَنْ تَبقُرَ بَطنَ النَّهرِ
أَو تُحرِقَ قَلبَ الآمِنِينْ .
رُبَّما يُغوِيكَ أَن تَزرَعَ عِفرِيتاً شَقِيّاً
فِي جِهَازِ الهَاتِفِ المَحمُولِ
فِي المَقهَى
و فِي المِترُو
لِكَي يَأْتيكَ بِالأَخبَارِ مِن قَبلِ اْرتِدَادِ الطَّرْفِ
أَو نَبضِ الوَتِينْ .
رُبَّمَا يُغوِيكَ أَن تَصلِبَ فِي كُلِّ صَبَاحٍ
أَلفَ " حَلاَّجٍ " أَبَى أَن يَجعَلَ الأَشعَارَ مِنْ جُندِ الأميرْ.
و الدَّوَاوِينَ سِجِلاَّتٍ تُبَاهِي
بِفُتُوحَاتِ الأَمِيرْ .
و لِقَاءَاتِ الأَمِيرْ .
و نِسَاءِ القَصرِ و " المِكيَاجِ "
و الأَتبَاعِ و الأَشيَاعِ و المُنْتَفِعِينْ .
أَيُّهَا القَادِمُ مِن غَيْبٍ إِلَى غَيْبٍ جَدِيدٍ :
رُبَّمَا تَصحُو عَلَى دَاءٍ عُضَالٍ
لَم تَكُنْ تَعرِفُهُ قَبلَ الرِّئَاسَةْ .
فَاْستَمِع للُّنصحِ
إِن جَاءَ طَبِيبُ القَصرِ يُسْدِي :
" سَرَطَانُ المَالِ يَنمُو فِي شَرَايِينِ السِّيَاسَةْ ،
لَو يُبَاعُ الشَّعبُ فِي سُوقِ النِّخَاسَةْ ،
حِينَهَا يُستَأْصَلُ الدَّاءُ المُهِينْ .
أَيُّهَا القَادِمُ مِن غَيْبٍ إِلَى غَيْبٍ جَدِيدٍ :
بَيْنَنَا المَيْدَانُ فَاْحذَرْ
أَنْ تُعِيدَ الأَمسَ ‘
إِنَّ الأَمسَ قَدْ أَضحَى دُخَاناً فِي سَمَاءِ الطَّامِحِينْ .
كُنْ نَخِيلاً شَامِخاً لا يَنْحَنِي
إِنَّ نَخلِي لا يَنِي
كُن كَمَا فِي الحُلمِ أَبصَرتُكَ نَجماً
يُوسُفِيّا
أَو فَكُنْ فِي المُغرَقِينْ .




















التوقيع

 
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::