أن علاقة الأحرف بعضها بالبعض الآخر في بيت أو أكثر من القصيدة من حيث تشابهها أو اجتماعها أو غيابها أو افتراقها أو تجانسها، مما يخلق إيقاعاً موجوداً متجانساً يرسم صلة متفاعلة بين بنية المنطوق مع بنية المدلول، فيتحول النسيج الصوتي إلى تنغيم إيقاعي كما يتحول البناء (الثابت والارتكاز) إلى حركة.
أشتاقك فابعث لي قصيدة بحب المصطفى لغرضٍ في نفسي
قبلاتي
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان
لا تغيب عنكم التعمقات ذات الدلالة في مطامير القصيد عمدتنا الطيب
وأنتم هنا أبدعتم أيما إبداع في سبر أغوار هذا القصيد الأخاذ
بأسلوب أخاذ وادوات فارهة الدقة والجودة
دمتم بخير وعافية وشكرا لكم القراءة الرائعة
محبتي
قال أفلاطون عن الإيقاع على نحو يوحي بأنه يعتمد أساساً على الحركة فقال: "إنك تستطيع أن تميز الإيقاع في تحليق الطيور وفي نبض العروق وخطوات الرقص ومقاطع الكلام". كذلك، فإن إنقسام الإيقاع الموسيقي في نظامه العام إلى وحدات قوية وأخرى ضعيفة، يحاكي ما يحدث في عملية التنفس عند الإنسان، فحركة الشهيق قوية وحركة الزفير ضعيفة.
مما شدني في قصيدة جهاد قولها: (فما بال شِعري لا يناجــــي قصيدَهُ**فيعصي لصوتِ البيتِ طيفَ مؤازرِ)
" وفي المعجم الفلسفي" الإيقاع: مصطلح موسيقي ينصب على مجموعة من أوزان النغم؛ فالإيقاع مركب موسيقي يشتمل على أوزان غير متساوية، وهو جانب الموسيقى في الشعر، والوزن صيغة آلية، والإيقاع إبداع جمالي" لذلك كان للهسهسة والخاطر نصيبٌ من الأقراط والحُليّ.. هههه
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
نصّ بديع حقا ويستحق التأمل والاهتمام
هي مجموعة من أحاسيس امتزجت وشكّلت جهاد بدران
قراءة دقيقة ورائعة أبحرتم وأبحرنا معكم فيها في أعماق الرؤى الحصيفة المتفحّصة للجمال
إعجابي الجم لهذا الكمّ الهائل من البيان الثر
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي
نصّ بديع حقا ويستحق التأمل والاهتمام
هي مجموعة من أحاسيس امتزجت وشكّلت جهاد بدران
قراءة دقيقة ورائعة أبحرتم وأبحرنا معكم فيها في أعماق الرؤى الحصيفة المتفحّصة للجمال
إعجابي الجم لهذا الكمّ الهائل من البيان الثر
قيل إن الإيقاع مجموع من اللحظات الزمانية الموزَّعة وفقًا لترتيب معين، وأن الإيقاع هو النظام في توزيع مدد الزمان. إذ إن الإيقاع ليس حركة فحسب، بل هو نوع معيَّن من الحركة، ولا يمكن أن يكون الانسياب المتدفق للحركة، وهناك نظريات أخرى ترى أن الموسيقى هي أصل الإيقاعات جميعًا؛ لأنها لغة طبيعية لا تتقيد بقواعد اصطلاحية معينة، يسهل على الجميع فهْمها والتأثُّر بها، ومن ثَمَّ فإن إيقاعاتها هي التي صبغت إيقاعات اللغة بصبغتها الخاصة، وبالتالي فإن الوزن الشعري قد استمد قواعده، في البداية، من الموسيقى. والنص الذي بين يدينا يشير الى هذا الفن الذي أنا بصدده وقد أحببته لأنه كائنٌ فيه روح
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
عمدتنا القدير
تبحرك في النص وسبر غوره بطريقتك الإبداعية
أضاف لنا المتعة والثقافة في قراءته ، هذا لغير الشاعر
فما بالك بشعرائنا الكبار ، ولا أبالغ إن قلت أنك
أضفت هسهسة عالية القدر والجمال .
بوركتم وزادكم الله الصحة والعافية
تحية وتقدير
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة عبدالله
عمدتنا القدير
تبحرك في النص وسبر غوره بطريقتك الإبداعية
أضاف لنا المتعة والثقافة في قراءته ، هذا لغير الشاعر
فما بالك بشعرائنا الكبار ، ولا أبالغ إن قلت أنك
أضفت هسهسة عالية القدر والجمال .
بوركتم وزادكم الله الصحة والعافية
تحية وتقدير
مراحب ببسمة الخير
الإيقاع ينعكس على الحالة الوجدانية والفكرية عند المتلقي ويترك أثراً في قواه الفكرية والتخيلية، ويتحقق ذلك من الإطار البنائي الذي ينتظم أحرفاً وألفاظاً وتراكيب تتوزع وفق هندسة صوتية مما يجعل الإيقاع منبثقاً عن جملة من التقنيات التي تخلق بتضافرها وحدة وزنية متكاملة ومتناسقة، وفي ذلك يقول نزار قباني: الشعر هندسة حروف وأصوات نُعمر فيها في نفوس الآخرين عالماً يشبه عالمنا الداخلي، والشعراء مهندسون لكل منهم طريقته في بناء الحروف وتعميرها.
محبتي
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان
هسهسةُ خاطر
في كلمة هسهسة شاعرية عالية المستوى لأنها تعني صوت الحلي وخاصة الأقراط حين تتحرك تحت أذني الجميلة فتحدثُ صوتاً يطرب بإيقاعه عشاق الموسيقى.. هذا للقرط فكيف اذا كان للخاطر ؟
إذا أوجــــع َ الوجْدانَ دهْرَ مناوئٍ سرى في دُجى صدري كطيرٍ مهاجرِ
فلا الرّوح يجثو ضوؤها بين أضلعي ولا الجفن يخفـــي بالدّموع سرائري
إن حسن الألفاظ والتجنيس والنضج الإيقاعي وتوظيف الحركات وائتلاف حروف القصيدة في مخارجها تثير التشويق فينا وتدفعنا الى التأمل والتحايا لشاعرتنا الجميلة، وإن حركة النفس، وتنوع وثبات القيم الصوتية فيها والتزامها و حركة الدلالات النصية بوزنٍ واحدٍ يتّحد بنغماته وألحانه في النموذج الفني ويتجه صوب حركة الداخل التي تنمو وتتطور بفعل التواصل والتفاعل بين معظم مكونات النص، و نسيج علاقاته. أما التوظيف الصوري والإيقاع المترنم ينهي وحدة البيت ليفسح لبيت آخر تصبُّ فيه الشاعرة جهاد أنفاسها بنغمٍ محسوب ليتحقق التطويع بين المبنى والمعنى، بين التصوير والتخييل بين التعبير والتركيب، وكل نوع من هذه الأبيات يعكس اسلوبا معيّنا وايقاعا مخصوصا يعتمد على الأذن الموسيقية الرهيفة للشاعرة. فتغدو القصيدة بالنسبة اليها مجمع أصوات، للفرد والمجتمع والمستويات الجمالية والفكرية.
إقتباس
فما بال شِعري لا يناجــــي قصيدَهُ فيعصي لصوتِ البيتِ طيفَ مؤازرِ
لأغفو بلا مـاضٍ كأنّـــــــي شريدةً وعينُ زماني فـــــي مهبِّ الدّياجرِ
فما الّليلُ يُجْلي عنعيوني ظلامَهُ ولا الشّمسُ تُغري الّليلَ كشْفَ السّتائرِ
ان حُسن وقْع الألفاظ، وجودة جَرْسها،(أي الإيقاع) والفاعلية الشعرية وائتلاف الحروف في مخارجها، والتجنيس الحسن وتوظيف الحركات الشعرية، كل هذا يعبر عن طاقة إيقاعية وثروة موسيقية ثرّة. مما يثير في المتلقي التشويق والفضول، ويدفعه إلى التأمل. تنتقل شاعرتنا من أوجع الوجدان إلى ساحة تسيطر عليها جزئيات وتفاصيل دقيقة في( لأغفو بلا ماضٍ كأنّي شريدةً) تستغل الشاعرة مكنوناتها في سبيل التخطيط لعنصر الموسيقى الذي هو الركيزة لعملها الفني عالمةً بأن هذه الصناعة تتداخل فيها (المعاني والكلمات والأوزان) وهي على علاقة وطيدة بالانفعالات النفسية ( فما الليل ... ولا الشمس)ولذلك أميل الى القول بأن الايقاع هنا قد تموسق بوتر ينبض داخل النص وفق مستويات التقبّل لدى الشاعرة ووفق حساسيتها الفكرية والنفسية، وإن العناصر اللغوية التي تتشكل منها هذه الأبيات تحظى من ثنائية رائعة في علاقة انسجام ووئام بما لاتحظى في أوقات عادية.
قد أجادت الشاعرة في بحرها الطويل هذا النظام الذى يتناوب بموجبه مؤثر ما )صوتي أو شكلي) أو جو ما (فكري أو روحي)، (حسي أو سحري) وهو كذلك صيغة لعلاقات (التناغم، التعارض، التوازي، التداخل) إذن هو نظام أمواج صوتية ومعنوية و شكلية.. وبما أن الإيقاع في القصيدة هو العنصر الذي يميز الشعر عما سواه ومتوازنٌ في جرسهِ، فأن البنية الشعرية لاتبدو في بساطة تلك الظلال الجديدة لدلالات الألفاظ، بل إنها تكشف وتجسد بهذا الإيقاع خلقًا جديدًا متمازجًا بالفكر واللغة والرّموز والصّور والرّوح. وإيقاع الجمل التي تقوم بنيتها على أساس متين، وتقوم حركتها بتقديم تشكلات مقطعية؛ وفاعلية يخلق انزياحات إيقاعية.ثم إن توزيع الكلام في القصيدة الرائية بهذه الصورة هو نتيجة حتمية لطبيعة الأوزان التي تَنْظِمُه؛ مما يجعلنا نقول، انها إيقاعية مرئية، وهي إحدى السمات العفوية للإيقاع المرئي بامتياز.
وهكذا يغدو عند جهاد مفهوم الشعر ذاته مفهوم خطاب نوعي تسهم كل عناصره في خاصيته الشعرية ويصبح التناغم الشكلي الذي يتضمن في رأيي إيقاع المفردات بالنظر إلى بنيتها المقطعية، وتبيان التناغم الذي تحدثه الظواهر الصوتية في بعض مفرداته جرساً موسيقياً يغنّى ويطرب كلّ ذي ذوق. فالإيقاع هو الوعى الغائب/ الحاضر وله علاقة ثنائية بالأجواء الشعرية فهو يستحضرها و يبثها، وقد تَقصُر مقاييسُنا العلمية عن تحديد سرِّ الجمال فيه، وهذا القصور يبدو بصفة خاصة في الجمال الداخلي في الأسلوب الذي يعتمد على طريقة رصْف الكلمات بعضها إلى بعض؛ لأن وضْع الكلمة أو العبارة كثيرًا ما يُوحي بطرافة دقيقة، أو يُثير شعورًا بالجمال. فالأسلوب الشعري لا يَصلُح له من العبارات إلا ما كان موزونًا، وله جرسٌ موسيقي، ولا يصلح له من العبارات أيضًا إلا ما كان جَزِلاً ورقيقًا؛ حتى يتحقَّق عنصر التهذيب والتأثير المرجوَيْن من الشعر. وقد حصل هنا.
بوركت شاعرتنا جهاد
بقي لي قول موجه للشعراء لطفاً لا أمراً عليكم ابداء الرأي والتنقيح اذا وجدتم بوزنه أو بحركاته هنّات.. فهذا ميدانكم.
يا لهذه المفاجأة التي أثلجت الروح والفكر، والتي لم أتوقعها أبداً من عملاق حرف وأدب وفكر وعلم ونقد..
أستاذي الرائع الكبير البارع المدهش
أ.شاكر السلمان المبجل
ماذا أقول في حضرة هذا الجمال وهذا الإبداع وهذه القراءة الواعية وتفكيك مفاصل القصيدة من رؤيا ثاقبة، وأبعاد مختلفة لا يدركها إلا خبير محترف.. وتوظيفكم للفكر والعلم الواسع من زاوية احترافية تشكّلت كلوحة منقوشة بألوان تعايشت مع النص حتى وصلت منتهى الدهشة والذهول..
ماذا أقول أمام لوحة جمالية أنتم من نسجها بحرير النقد وسبركم لأغوار النص بإتقان..
فقد اكتمل الحرف بتمرير ضوئكم عليه، حتى أزهرت السطور جمالاً بحضوركم المبارك، والذي سبر الحروف بالضياء والعبق..
تحليل وقراءة بارعة مميزة وجهد عظيم وارف الأناقة، يشيع الشروق بين السطور .
مهما تدفق من قلمي حروفا لشكركم يبقى نهر قلمكم أعظم شريان للقصيدة، فقد كان لمروركم وسام شرف في عنق القصيدة، وموسم حافل بالنور ، وذائقة قلمكم المضيء سدرة الجمال وكرم من بهاء مروركم الواعي الحكيم الذي رسم للحروف أبعادها الجمالية بهندسة نقد بارعة، وباستخراج إيقاعاتها وفق الحس الداخلي والخارجي لصاحبة النص..
لن أجد من الحروف شكرا أو امتنانا يكفي، إلا أن ترفع القبعة لفخامة قراءتكم، ولن أزيد على الثناء المبارك لكم إلا بقول:
جزاكم الله كل الخير
ووفقكم لما يحبه ويرضاه
وأسعدكم الله كما أثَرْتم الفرح بين السطور وبين الضلوع..
.
.
.
أعتذر وبشدة على التأخر على جماليات هذا النقد البارع، بسبب تدريسي في المخيم الشتوي، وبسبب وظائفي الكبيرة في الماجستير، لأنني طالبة سنة ثانية للماجستير في موضوع القياس والتقييم المدرسي، فكان علي الالتزام بمتطلبات اللقب من أبحاث ووظائف تحتاج جهدًا كبيرًا..
شكرًا لكم ولمنظومة نقدكم المختلفة والمتفردة في غرس أصول النقد وما فاض منها من قدرات إبداعية تثير كل فكر متلقي ومبحر في ثروات نقدكم العظيمةمن خلال تفكيكم لشيفرة النص وما تحمل بين ظلالها من خفايا..
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
إلى كل قامة أدبية حضرت وهطلت هنا على منضدة هذه اللوحة النقدية البارعة،
يعجز قلمي عن شكركم والله، بما أغدقتم على هذه اللوحة من ضوء وبصمات من أقلامكم الرشيقة، وهذا دليل على فكركم النير ومتابعتكم كل ما طاب من ألوان الجمال والرقي، متابعتكم لما يحمل قلم أستاذنا الكبير البارع شاكر السلمان، دليلًا على حجم فكركم والتقاط جماليات النقد التي لا يتقنا الكثيرين من النقاد، حيث نجده يتقمص مشاعر وأعماق النص بما يثير الدهشة ويثري كل متلقي..
فشكراً لحضوركم هذا المكان وتوقيعكم الفاخر وما توّجتم النقد بتاج أرواحكم الراقية.
جزاكم الله كل الخير كلٌّ باسمه وروحه الطيبة الراقية..
دمتم بخير وعافية
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
رد: الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران
تناول النص من زاوية الإيقاع مسألة غير بسيطة أبداً، حيث يُشترط بالناقد امتلاك أذناً موسيقية وتصوراً ذهنياً بمخيال شاسع المساحات، ومتعدد التصورات.
والجرس (لغة واصطلاحاً) مرتبط بالناحية الصوتية من الأسلوب، وهو يعني فيما يعنيه صوت الحركة، والصوت الخفي، وفي الأدب هو رنَّة موسيقيّة تقع في الأذن عند سماع عبارة وهي ناجمة عن حسن اختيار الألفاظ وتناسق رنَّتها الصوتيّة فنقول ألفاظ هذه القصيدة ذات جَرْس قويّ رنّان.
أما الإيقاع فهو من الناحية الفنية فهو تناغم الأصوات وتوافقها في الغناء أو العزف.
والإيقاع (لغوياً) يعني دراسة الأوزان الشعرية.
وهناك إيقاع خفي هو تناغم الصور وارتباط الوحدات والحفاظ على جغرافية النص، وهذا - حسب اعتقادي - هو الأهم.
ورغم غياب النبر حسياً في النص الشعري، إلا أنه موجود تصوراً، فإذا رفع الشاعر صوتَه، أعطاه بروزًا
أو توافقًا مع الوزن، وهذا قد يكون سمعياً، ولذا أكد عليه الأستاذ السلمان في قراءة سابقة.
لذا أجد هنا في هذه الورقة النقدية، اهمية كبيرة كون الكثير من النقاد - على اختلاف اتجهاتهم ومداخلهم - يشيرون إلى الإيقاع الشعري ضمنا، دون التأكيد عليه بتخصيص ورقة نقدية به، وهذا ما اشتغل عليه الأستاذ السلمان هنا.
ولا أريد تفسير ماهو مفسّر، لذا على القارئ أن يعود إلى وحدات القراءة ليتأكد من جماليات وحدات النص.
حقيقة موضوع الورقة مغرٍ لدرجة تحفزي للكتابة اكثر، ولكني حريص على وحدة موضوع القراءة هذا لذا سأكتفي برفع القبعة للقارئ والمقروء (نصّاً وناصّاً).