إهداء : الى الطفل الفلسطيني والمرأةالفلسطينية ... الذين اعتادوا مداهمات يهود بعد منتصف الليل .
صوتُ الرّصاصِ هُناكَ يَسْري في المَمرْ
وضجيجُ أقدامِ الطُغاة صوبي يسيرُ ولا أحدْ إلايَّ في هذاالمكانْ الصوْتُ يخترقُ المكانْ الصوتُ يخترقُ الزمانْ نامي قليلاً يا بقايا فكْرَتي بدَأَ الحُطامْ ها قد تَكَسَّر في المدى ريشُ الَحمامْ
حلَّ الظلامْ حوْلي أنا والنوْمُ يعرفُهُ النيامْ إلا أنا وحدي أنا وأنا هُنا وهُنا أنا ماذا أنا؟؟
ِظلُّ الأماني في السَّنا شَبَحٌ دنا صمتٌ لنا
الصوْتُ يدنو من جدارِ نائمِ في المُنْعَطَفْ يا ليْلُ هيّا لا تَخَفْ
والبابُ عندي مُسْتَباحْ يا شمسَ أُغنيةَ الصباحْ داوي الجراحْ
فالصمتُ مزَّقه الرصاصْ ولا خَلاصْ أتُرى الطغاة اليومَ جاءوا يسرقوا منّي أنا !!!
لو قلتَ لي.. حتى أغسّلَ مُقلتي .. من نور وجهكَ بالتياعْ .. النّاسُ من حولي مضوا لم يبقَ إلا صوتُ أطفالٍ جياعْ لِمَ قدْ رَحَلتْ ؟؟ وتركتَني وحْدي أصارعُ في زمانٍ لا أطيقُ له صراعْ
ها هُمْ صغارُكَ يسألونْ
نفسَ السؤالْ إني تعبتُ من السؤالْ إني أراكْ في كل ركنٍ من زوايا بيتنا هذا قميصُكَ في الخزانةِ صامتٌ فرشاةُ شعركَ والعطورْ أشياؤكَ الأخرى هناك.... إني أراك ... الليلُ في بيتي طويلْ الليلُ في قلبي طويلْ الحزنُ يسكنُ كلَّ شيء حتى المرايا داكنة وأنا هنا وحدي هنا وحدي أفتشُ في خبايا الذاكرة علّي أراك كانتْ رصاصةُ حاقِدٍ
أودَتْ بنا
ليتَ الرصاصة أخطأتكْ ..
فأنا أموتْ .. في كل يوم ألف مرةَ في النهار ها هم صغارك حول قبركْ وأمامَ صورتك الجميلة يسألونْ نفسَ السؤال ... إني تعبتُ من السؤال... ماذا حبيبي ..هل تفكر في الرجوع فأنا هنالك انتظر سأظلُّ عمري أنتظر ...
بابا ...لِمَن صوتٌ يُحلّقُ في الفضاء ! بابا .. لمَن صوتٌ يُجلجِلُ في السماء!! تَبكي الشوارعُ والزّقاقْ تبكي الحواري والمُخَيّمُ والقُرى بابا ..وهذا الصوتُ ينبتُ في الذرى وأتى الشّهيد .. اليومَ ليسَ كعادته .. لمْ يأتِ في الليلِ المُلازِمِ للسُّكون كي لا يراهُ الحاقدون وأتي الشهيدُ تَزّفُّهُ .. صوتُ الحناجرِ والمنابرِ والرجالْ وأتى الشهيدُ يلفه علَم البلاد كوفيَّتُه ... فَوْقَ الجبينْ وأتى الشّهيدُ مُضرّجا بدمائه و مُحمّلاً فوقَ الجِباه الأرضُ يجذبُها الحنينُ إلى لقاه وهُناك في الرّكنِ البعيد في زاوية وَسَطَ الزِّحامْ طفلٌ وحيد يبكي ويغرقُ في النّحيبْ يبكي ..يُتمتُمُ في شَجنْ مَنْ يا أبي ... سيُعيدُ لي درْسَ القراءة في المساء مَنْ يا أبي سيجيء لي بثيابِ عيد مَنْ يا أبي سينامُ قربي في المساءْ يبكي وتبكي أختُه.. لا يا أبي لا لا تغيب ... الحُزْنُ يعصِفُ بالمكان الدمعُ يسري في العُروق نامَ الشّهيد هدأت ملامحُ وجهه غير ابتسامته الجميلة باقية ودماءُ جرحْ نزفت من القلب الجميل الطفلُ يغرَقُ في البكاء الطفلُ ينظرُ في الوجوه الحاضرة جيرانهم .. أعمامهم .. أخوالهم .. ورفاقُ دربْ ورفاقُ موت ورفاقُ ليل ورفاقُ قلبْ ووجوه أهل مدينته جاءوا جميعا يشهدوا وجعَ الغياب .. الدَّمعُ مُرٌّ في عيونكَ يا صغير مَنْ يا صغير ؟؟ أبْكاكَ أبكى مُهْجَتَكْ كمْ كُنتَ ترفُلُ في الدّلالْ مَنْ يا صغير ؟؟ أدماكَ أدمى خافقكْ قد كنتَ تلعبُ كالغزالْ مَنْ جَرَّدَكْ !!؟ صَدْرَ الأبوّةِ والحنانْ وأتى الشّهيد والنّاسُ تَهتِفُ في غضَبْ اللهُ أكبرُ زَلزَلتْ وجهَ المدينةِ والجبالْ اللهُ أكبرُ زلزلتْ قلبَ الغُزاة والقاتِلون .. في جُبْنِهم يتمايلونَ ويرقصونَ ويفرحونَ ويسكرونْ قتَلوا أباك .. قَتلوهُ غَدْراً يا صغير قَتلوهُ في قلبِ المدينةِ في الظلام وكلابُهُم .. نَهَشَتْ يَديه سقَطَ السّلاحُ على الجراحْ سَقَطَ السّلاح الدربُ دربُكَ يا شهيد دَرْبُ الفلاحْ
صيدا المسافة والمكان صيدا فتاةٌ نائمة بين الجفون ومسافةٌ تجتاحني ما بينَ خوفي والظّنونْ
صيدا الحكاية كلّها وحكايةُ أخرى على وتَر الربابة والكمانْ صيدا وقلبي توأمان ولها الحنينْ ولها ستبدأني القصيدةُ والغناء ماذا هُنالِكَ يا صبيّة يختفي فوقَ الجبين حُزْنٌ يُقيمُ على جذوع الياسمين !! وسترحلين يوماً على جُرْحي وجُرح المُتْعبينْ ويخافُني هذا التناقُضُ في دمي هذا الحديثُ عن الفُصول ماذا أقولْ حتى تنامَ المجدليّة في المساء حتى يعودَ الطيرُ من سفر المواسمِ في الشتاء صيدا الحكايةُ كلُّها وحكايةُ الشوق المُحلّق في السماء وتقولُ لي : يا شهريار العاشقاتُ على رصيفِ الإنتظار يَبحثنَ عنكَ وعنْ حُروفكَ في النهار وأنا النهار وأنا الطريقُ إلى الجنون هل خلفَ صوتِ الرّيح يوماً ألتقيكْ !! أم خلفَ ( يافطةِ ) الغيابْ وأنا بقايا الضوءِ في وجهِ الضّباب هذا زمانُ الإغتراب وأرى المسافةَ تَتسع بيني وبينكِ ألفُ باب حتّى النوافذُ نائمة لا رائحة .. للظلِّ من خَلْفِ القِبابْ لا صوتَ يبدو في المكان صيدا المدينةُ هادئة تركتْ هُنالكَ شَعْرها مكياجَها فُرْشاتها وملابس النوم الشفوفةِ فوقَ حبلٍ للغسيل ورسائل العشّاقِ فوقَ الطاولة وأنا أتيتُ على تَعَبْ وهناكَ في الرُكنِ المُتاخمِ للغياب برلينُ كانتْ نائمة برلينُ قصّةُ عاشقيْن ناما مَعا ضَحكا مَعا هَرَبا معا برلينُ عاصمة الرحيل وَجَعي كما وجعُ الحروف وحدي أنادي نجمَةَ الليل التي كانت معي وأنينُ صوتي مثلُ أحلام الصغار هذا الجدار بيني وبينَكِ يا التي عَرَفتْ خبايا مُهجتي عرفتْ تفاصيلي الدّقيقة في المساء وفي النهار خُذني إليها يا بحر خُذْ كلَّ يَومي أو غَدي وَخُذِ الحُروفَ جميعها ثمَّ اعطِني أمسي الجميل برلينُ عاصمةُ الرحيل هذا المساء فَتّشتُ عن ليلٍ جديد حتى أراك كما أشاء حتّى أحبّكِ في النَّشيد وكما أشاءْ فأجابني صوتٌ بعيد : ما حاجتك ؟؟ ماذا تريد؟؟ فَوْضايَ تعصفُ في خريف الذاكرة وأنا الطّريدْ فوضايَ تعبثُ في الرَّمادْ وأنا حِوارُكِ كُلّما أمضي وأرحلُ عن دمكْ / دَمي فلْتشْرَبي ، هذا نبيذُ الراحلين وَتَقَمَّصي ، وَجهي ووجهَ يمامةٍ فوقَ الغُصون يا ساكنة ... بينَ الجُفونْ ماذا جَنيْتِ مِنَ الرّحيل ؟ ومَنِ القتيلْ؟
وتَمَزَّقتْ منّي القصيدةُ والنَّشيدْ منْ يا تُرى منّا الفقيدْ وأنا وحيدْ كُنْ يا أنا يوماً أنا كيْ لا ترى يوماً سواكْْ فأنا تَعبتُ منَ المرايا الزائفة وأنا يُعذّبُني هَواكْ وحدي تُشاطِرُني السحابَةُ في الدُّموع صيدا تُناشدُكِ الرجوع حتّى يفيقَ البحرُ من نومٍ عَميق وَمَنِ الغريق ؟ هل يا هُنا غيري يُقاومُ في المدى مَوجَ البحار وإلى متى ... سأظلُّ أمضي خائفا غَدرَ الذينَ أحبّهم وسأحبُّهم .. صيدا تعالي يا ابنتي ثُم استَّعدّي للوداع فأنا حَزَمتُ حقائبي وقصائدي ورحلتُ عن جَسَدي وَروحي والمكان