دهر ٌينوحُ وصبرها يتكتّمُ
والعمرُ من أحزانها لا يسأمُ
.
فيما مضى كانت تلوّحُ نجمةً
في أرضها، وسماؤها تتجهّمُ
.
كانت تسيرُ على النسيم عطورُها
ترعى الغمامَ فغيثها يتبرعمُ
.
كانت تؤثثُ حلمها كـ حمامةٍ
تبني وعشُّ عَذولها يتهدّمُ
.
كانت تظللُ صمتها بهديلها
والنورُ من أحداقها يتعلّمُ
.
أنثى وأجملُ ما لديها حسنُها
والشمسُ من ألوانها تتلعثمُ
.
بغدادُ يا مفتاحَ كلِ قصيدةٍ
أنتِ البلاغةُ والحبورُ تترجمُ
.
بغدادُ يا لغةَ الحضارةِ إنني
موجوعةٌ وسياطهم لا ترحمُ
.
كنّا معاً حتى استفاق خريفنا
ولسانهُ بالنائباتِ يتمتمُ
.
هل حان وقتُ فطامنا يا أمةً
تهدي الغريبَ عروشَها وتكرّمُ
.
ثديُ العروبةِ غافلٌ لا يهتدي
لفمِ الحقيقةِ والظما يتبرّمُ
.
ماذا أصاب الدينَ كيفَ تفرّقوا
هل في السلام تجارةٌ ومواسمُ؟
.
أهناك من يدعو لنصرةِ فجرنا
أم أن ليلَ الصامتين مخيّمُ
.
لن يستبيحَ هجومُهم أفكارنا
لا ، ألفُ لا ، مهما بغوا وتهجّمُوا
.
كلاّ وعدلُ اللهِ حدٌ فاصلٌ
ما بيننا ربٌّ ، فَعُوا وتفهّموا
.
لن يسلبَ الشرُّ الضئيلُ عتادنا
مادام في الدنيا كتابٌ محكمُ
.
.
نور من الشهر الفضيل توقدا
ومع الرغائب قد دنا لي موعدا
.
طوبى لعبد نال من بركاته
وقضى الليالي ساجدا متهجدا
.
طوبى لمن بالصوم زكّى نفسه
وعلى الخطايا والذنوب تمرّدا
.
طوبى لمن ملك العقيدة قلبه
ومضى بأمدية اليقين ترددا
.
تتسابق الحسنات نحو رحابه
وكأنها درر كساها عسجدا
.
فتغنّموا الآيات زاداً إنها
صوت الإله بها الخلائق قد هدى
.
نزلت بأسمى ليلة وأجلّها
فتوهّجت أنوار أحمد في المدى
.
.
29/4/2014
لستُ أدري
ما الذي أسرى بقلبي نحوَ جمرِك
ما الذي حزَّ وريدَ الحرفِ.. في جدول شعرِك
ما الذي ألهبَ شهواتَ هوانا
بعدَ أن أغلقتُ أبوابَ غرامي
وهجرتُ الوجدَ.. وانفكّت قيودُ الصبرِ من معصمِ أسرِك
لستُ أدري
كيفَ عادَ النبضُ في المهدِ رضيعا
واستفاقَ القلبُ من سَهدةِ هجرِك
بعدَ أن شاخ َ سؤالي
واستقامَ اللحنُ في ناي سكوتي
وانزوت أهواءُ نفسي
واضمحلَّ الضوءُ في مصباحِ فجرِك
لستُ أدري
من أعادَ اللونَ في عينيَّ ليلاً
كي ترى جنّةَ رمّانٍ على واحةِ ثغرِك
من أراقَ السهدَ في كأسِ هجودي
ووجودي
كي يعومَ الشوقُ في أمواجِ بحرِك
من أباحَ العشقَ.. كي تنموَ ناري
فوقَ مازوتِ الغواية
من أزاحَ العشبَ.. كي يقطفَ ثغري
ألف عنقودٍ وقُبلة
من على بستانِ صدرِك
لستُ أدري
هل أبالي
لصراخِ الروحِ.. أم أخلدُ في كتمانِ جهرِك
كم أعاني
من سبايا خافقي الموبوءِ بالرشدِ المعلّب
من هلوعي
من أزيزِ البعدِ في ضمّةِ نحرِك
هل ستصغي لخريرِ الوصلِ وديانُ ظمائي
ويُشَنُّ الغيثُ في قفرِ دلائي
هل سيجثو الحبُّ في مربعِ عمري..؟
ويعرّي مِن مجافاتكَ ذُعري
لستُ أدري
.
.
عيناكَ سرٌّ غامضٌ مبهمُ
يجتاحني رمشٌ بها مُبرمُ
.
قد أستقي الإيحاءَ من نظرةٍ
تنهالُ من أعماقها الأنجمُ
.
أنسابُ في وديانها.. ليتني
أفهمُ ما فيها ولا أفهمُ
.
أطلقتُ في أرجائها دهشتي
فابتلَّ من تقبيلها.. لي فمُ
.
واجهتُ في عصيانها رأفةً
فيها حنانٌ بالهوى مفعمُ
.
رقراقةٌ في طيّها دمعةٌ
يرتادها حزنٌ ولا تُهزمُ
.
في قربها الأنفاسُ موجوعةٌ
في بعدها الأشواقُ لا تَرحمُ
.