رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
أن يجمعنا الورق ولا تجمعنا العيون
ذلك هو العذاب بعينه
أن تكون ماثلا أمامي ولا تحتويك أصابعي
ذلك هو العذاب بعينه
أن أعيشك بكل ذرة في كياني دون أن تشعر
ذلك هو العذاب بعينه
أن أرى ملامحك في كل الوجوه.. ولا أراك
ذلك هو العذاب بعينه
أن نكون تحت سماء واحدة ولا نلتقي
ذلك هو العذاب بعينه
أشتهي حبّك المكثّف
واليأس سمّ يقطّر في مسامات أملي المتثائب
يمضي كـ موت بطيء في أروقة احتضاري
قدري أن أعيشك حلما يشاركني ذعري المصلوب
على ممر الخذلان
قدري أن أعثر عليك داخل مرج التمنّي
كـ نهرين متجاورين
لا يلتقيان ولا يفترقان
تعال
وتحسس أشواقي المنتهية الصلاحية
تعال.. أتلو عليك حكاية ألف رغبة ورهبة
تعال.. وانفخ في رئتي سحر الكلام
وامنح أنفاسي مهابة العطر
تعال.. وخبّئني من مارد انـتظاري
وارم عليّ يمين العناق
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
يعلّقني حبّك بين الواقع والإفتراض
بين العقل والقلب
بين البهجة والشقاء
بين الذل والكرامة
بين القوة والهوان
والجرأة والجبن
يناديني النسيان فأفزع إليه بكل ما أوتيت من وجع
أضع صندوق مشاعري بين يديه
وكل ممتلكاتي الحسّية الثمينة
ليعيد برمجة ذاكرتي من جديد
وأعود فارغة من كل شيء (سواك)
مقيدة أنا بأسلاك حروفك
بنبرات صوتك
بخطى أصابعك
بذلك الشعور الوسيم الدميم الذي لم أخترع له إسما بعد
عبثا أحاول الهروب من جاذبية عينيك الناعستين
كـ حجر مغناطيسي يجذب كل أشيائي إليه
ممشوقة أنا من غمد ضلعك
متيّمة بك.. بكامل وعيي وجنوني
أخونك معك.. فــ أغار عليك
أخاصمك وأبكي
أبتعد وأشتهيك
وأعود مبتلّة بطراوة أعذاري
وأنت وحدك تحتوي تقلّباتي الشرسة
تفهمني بلطف
وتغسل غضبي بشلال هدوئك المنهمر
تخدّر جوعي بفاكهة أشعارك
تجتاز أسوار غطرفتي بلباقة تواضعك
فأنام فوق كتفك
كـ ميتة بعد احتضار طويل
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
وقعت في حبّك
رغم أنني كنت أمشي بطريق مستقيم
بخطى راسخة
ونظرة واعية
وقعت في جبّك والتقطتني أياديك الشغفة
وقفت أمامك.. عارية من شؤم الماضي
ملطّخة بغياهب قلقي
شرعت أبواب ثقتي بوجه سخائك
غادرت تلك البئر المتنائية
إلى البشاشة والبهجة والسرور.. وحضنك
ونجوت أخيرا
وفي داخلي شوق كبـير لا يتسع له عمر واحد
ولهفة باسقة
أصلها ثابت ونبضها في الفضاء
ونجوت أخيرا
وسلّمتك قلبي بوضوح جلي
فتعال أغزوك بعيدا عنهم
أجتاحك بكل حواسي
أشنّ عليك شَرارات رغبتي
قبل أن تجنّدنا الأقدار لصالحها
وتقرع أجراس الفراق المدوية
تعال واغرس أحلامك في يقظة ليلي
خذني على قارب أنفاسك
وارمني برفق.. في خلجان أضلعك
وأنهار شرايينك
لأعوم فيك خلسة.. كـ سلحفاة جانحة
تتكردس أعضاؤها في أحشائك
كـ مرسى أخير
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
لا تُفلتيني
دعيني مُمسِكاً بيديكِ
حتّى لا تخلُو الحياةُ منكِ
فأقعد حزيناً محسوراً
هل أخبرتُكِ انّكِ حلمي ؟
الذي أنجبته وسائدُ القدرِ
لا أُحبّذُ أن نكونَ كذبةً
بِفمِ الشّعرِ
أخافُ فكرةً أن أغادرَ مرسى مينائكِ ذاتَ يومٍ
أخشى أن أُحَمّلَ ما لا طاقةَ لي بعدكِ
أخشى ذلكَ الفصلَ من السوادِ والعتمةِ
أن أودّعَ حبّكِ بالثلاثِ , قسراً
أن تُقصيني المسافةُ
فأستاء وأحزن وأتوعّك
وأندبُ قلبي
وأحملُ روحي المتهالكةَ
الى فِراشِ الانتظارِ و الاحتظارِ
آهٍ على عُرف الزمنِ يا حبيبتي
وَأَدَنَا في تُرابِ جاهليّتِه
حُرِّمَتْ علينا فيه
فرحةٌ مخنوقةٌ
وأمنيةٌ مرفوعةٌ
وحلمٌ منزوعُ الإرادةِ
دعيني اُمنّي النفسَ بسرابِ هواك
كي نُكتبَ في سجلِّ العاشقين
كي يُخلّدنا الفانون
ويتّبعنا الغاوون
ونكون عبرةَ عشقٍ لكلِّ من يسوّل له قلبهُ
نزرعُ قصائدنا , فيحصدها العُشّاقُ
وينتفعُ من حكايتنا الدّافئة
أولو الأحلام
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
يحتلّني فقدك
وتنحدر الدموع من عيني
كـ انحدار الأيام من مآقي العمر
سجينة أنا
ولا مخرج من هذا الجرح الموصد.. إلا فسحة بيضاء
على متن دفتر
أعرف أن من يكتب في الحب
كمن يكتب برصاصة طائشة
زهيدة هي اللحظات دونك
تجرّني لمواطن الغربة.. فـ أقيم في وحل من الرعب
أصارع موتي في خضمّ الحياة
في عباب التوق واللهفة والحنين واللا جدوى
إحتضنتك بقوة ذات وداع
وأودعتُ شطرا مني بين حناياك
وحملتُ شطرا منك في خلدي
فاستحوذ بعضك على كلّي كـ ساحر
وتحوّلت أغواري إلى مجمّعات أثرية
مسكونة بخفافيش مريعة
تهاجمني عند كل شوق
من نوافذ الليل المشرعة حتى أقصى مداها
مفتوحة للأرق والسهد وصراخ الأشباح.. وحبّك
تتلاشى ملامحي كـ رسمة على ورقة ممسوحة
أتذكر وجهك
فتنبت بذرة أمل في أعماقي
أرويها بدلو من الأماني
أربيها في ذاتي لتكبر مع كل رفّة نبض
كـ شجرة خلد
ولقاء.. لا يبلى
رد: ثنائية ( على وشك الحنين ) علي التميمي & حنان الدليمي
حين ألتقيك
أصير غانية.. كـ نجمة تلتمع ذراتها في العراء
في ليلة قمراء فاتـنة
تحتضنها عيون المارة من كل ناحية
يتراقص الحديث في حنجرتي
كـ موسيقى النبض الهادئة
في جنائن القلب المعلقة بصرح المشاعر
تغسلني كلماتك الهاطلة من ثغر غيمة حسناء
ترشقني بخدر طفيف
يجعلني أتخبّط في خيالات ثملة
أغيب فيك.. عن وعيي المصطنع
وأصير أحبّك بشدّة
أشدّ هيبة من سامقات جبال الأنديز
أشدّ حرارة من نيران الغيرة الحارقة
أشدّ عطشا من أرض بور
وأشدّ اتساعا من قلب أم
أشتاقك معك
وتتناسل الأوجاع الشهية في مهجتي
وتسبح الدموع داخل معابر مقلتي
وتنمو حقول الأماني فوق لحظاتي الرملية الشاحبة
أختنق جدا
من حجم تلك المسافات التي بيننا
يحتاجك احتياجي
وتشتاقك أشواقي
أيها البعيد كـ غيمة
والقريب كـ نسمة تمتصها رئـتي بشراهة
أيها البعيد كـ فرحة
والقريب كـ نهلة في موسم الظمأ
أخبرني
أي حرائق أضرمت في قلبي
ليحتلّني طيفك بهذه الهمجية اللاسعة