من شِدَّةِ الألَمْ ..يُزْهِرُ الأمَلْ أُحَاورُ وجَعِي .. أرْحَلُ في عُيُونِهِ بَعِيْدًا .. يُجَاوبُنِي.. يُحَاصِرُنِي .. يُردِّد ُخَلْفِي .. آهَات قَابعَة في الأعْمَاقِ ... صَرخَات تَكَاد تَنْفَجِر كالبُرْكَان ... يتَفَجَّرُ قَلمِي مُحْتَرقًا... يَنْثَالُ الحِبْرُ الغَامِقُ ... يَحْرِقُ كُلّ غَابَاتِي ... يَسْتَحْضرُ كُلّ دُمُوع الكَون.. تَتَشَكل في عَيْنِيّ شَلاَلات مِلْح... كِبريْت ألَم... يَكْوي جَسَدِي المُسْتسلِم للأَحْزَان ... ويَعْصِرُ قَلبِي المُمَزَّقُ في أورِدَةِ الشَّوْق ... يَتَرجَّلُ حَنِينِي .. و سَكاكيْن الغُربَة.. يَا وَجَعِي: بِلَهفَةِ المَحْرُومِ.. ولَوعَةِ المَحْبُوبِ .. يَتفَنَّنُ رحِيلكَ في نَهْشِي ... َ أأنْتَقِمُ مِن نَفْسِي..؟! أم مِنْ الزَّمَنِ ومِمَنْ حَولِي ...؟! يَا فَرحَتِي الكُبْرَى..!! سَأبْنِي منْ حُبِّكَ عُشًا.. وأنْسُجُ مِن غُصْنِ مَجْدِكَ أفُقًا.. وأحْفظُ عَهْدكَ.. سَأفْرشُ في عَينَيْكَ الصَّغِيرَتَيْنِ .. كُل أحْلامنَا البَعِيدَة عن فِلسْطيْن .. أقْرَأُ فِيهمَا أوجَاع المَنْفَى .. ولَيَالِي الانْتظَار .. حَلمَتْ بكَ يَا أبَتِي مُقَل الضُّحَى في كُلِّ حِين.. رَحَلْتَ..!! فكَسَرَتْ الذِّكْريَات مَرايَا الإحْسَاس .. ولَكِن.. بَينَ كُل يَأس وكُل بُؤس .. سَتَنبُتُ البَراعِمُ .. و يَسْطَعُ نُور الحُرِّيَة .. حِين تَنتَصِرُ السَّواعِدُ السَّمْرَاء.. رغْم الألَم والحُزن .. سَأحَقِّقُ المُرَاد.. وأعْبُرُ المُستَحِيل .. عَلَى مَلامِحِ وجْهِكَ الضَّاوِي.. يَا والِدِي الغَالِي .. سَنبَدَأُ من جَدِيْد . إبنتك سفانة