تعال وقل لي
هل ينطفئ السهد إن لم يمسسه ليل..؟
وهل يحترق التبغ.. إن كان ملفوفا بقصيدة خضراء
تعال
واشهد تدافع نبضاتي على باب لقائك
وحدك على الشوق تخطر
وحدك من الآه تصدر
يا نبيّ حزني الأول
خذني إليك.. ما استطعت من وجد
واعجن قلقي برزانة رجولتك
وقشّرني من أوزار ظنوني اللاذعة
كيف أصف إيماني بك.. بعد كفر مبين
جعلني أنقّح باليأس أوجاع الرماد
وأسلّم للموت أشلاء الوداد
كيف أشرح غيابك الذي تمخّض في غرور صبري طويلا
وشغفني به وجعا
وصهر مهارة خطاي.. في خدر القنوط
كيف أروي حكايا التوق على مشيب العمر
وألقّن الندم نبوءة فجرنا القادم
أحتاجك وطنا.. أفرش ملامحي على ملاءة أحداقه
أحتاجك صوتا.. أبث عبره حروف اسمي
أحتاجك عمرا.. أوزّعني على أيامه بالتساوي
أحتاج أن تعتقني من غموضك
لأكون حرّة لوجه الوفاء
لأهديك خضوعي ودفتر تجاربي وحقيبة شبقي العفيف
أحبه.. ذاك العشق الداكن الذي أغراني بقطيعته
وجعلني أواصل أمنياتي على سفوح الرجاء
أخبرني بربك
هل ينطفئ السهد إن لم يمسسه ليل..؟
وهل يحترق التبغ
إن كان ملفوفا بقصيدة خضراء
؟
دنوتَ من عزلتي.. كـ قاب شمسين أو أبهى
ناولتني الحبّ من خرم صدفة
أجّجت سكون شغفي بنظرة ساهية
جعلتني أهرع خلفها.. بحثا عن نواياها المحرّمة
غمست انبهاري في خلجان جرأتها
صححت بها أخطاء ذائقتي المغفّلة
وأحببتك يا هذا
فاطرد غربان الشك من غابات يقينك
ونم قرير الذنب.. علخى وسادة قلبي
لوّن صحيفة أحزاني بجرائمك النضرة
واملأ جرار ليلي ببزوغك المضطرب
ليتوب عليّ العمر
ويغفر لي ما تقدّم من هجرك
تعال كـ مبتدأ.. يبحث في مفارق انتظاري
عن خبر يقين
وانثر حنطة أصابعك على يباب وجهي المغترب
تعال أعترف لك بقبلة
تفتّحت أزهارها على غواية شفتي
ففرّ شيب اللحظات بعيدا عن جريرة وقاره
فقدتني فيك
ضعت بين هموم نظراتك المكبّلة بأعراف القبيلة
ماذا لو أعلنت العقبات رحيلها
وسدّدت فواتير الترقب المتوالية
ليتني قطعت لك عهدا بسكّين التمرّد العنيد
لتندلع شهواتك في دمي
وتخلع الخيبات أسمالها
أي يد عابثة لا تأخذني إليك
وأي حكم جائر لا يصدر براءتي من تهمة فقدك
(ما بيننا) أمل غمره النعاس
وحتى اللحظة
لم يهتدِ لسراط يقظة
التوقيع
آخر تعديل هديل الدليمي يوم 05-20-2016 في 09:48 AM.
منذ ألف يأس
وأنا أرغم أحلامي على الإختباء
أمنياتي الكثيرة.. حكايا معتّقة بالمجهول
تجرجر خلفها أياما لم تولد بعد
من قال أن الإنتظار لا يعجز..؟
غادرَتني للتو.. كل احتمالات الممكن
وبقي وجهك رابضا في أحداقي
يا أنت.. هل ضاع الأمل
ما زلت أقترف الــ (ياليت) إثما
لتخدير شغفي يوما أو بعض ليل
أرتشف خمرة وهمها لإخراس الواقع ذات وعي
أخيطها قصائدا معطّلة
لا تستر ولو جزءا خسيسا من الحقيقة العارية منك
تنوح محبرتي.. دون دمع يذكر
وأحترف الهروب صمتا.. حتى الموت
عيناك مبرّر قوي لمحنتي
حُسن نابغ.. يغسلني بتنهيدات ساطعة
يكاد فوحها يضيء ولو لم يمسسه قصد
أحبّك بفقر مقتدر
يعصرني رغبة حتى أقصى بقيّتي
وثمة قدر.. يرقب سريرتي
يخنقني من بعيد
دون أن يدنو من أنفاسي
وثمة نافذة مغلقة.. لا تغتالها خيوط الشمس في الصباح
في لهاث الوقت مكيدة أسّستها الظنون ضدّي
رغم أنني لم ألمس الشكّ في غموض أجوبتك
وثقت بك
لأنني لا املك الوقت الكافي للنسيان
سأضع هنا أمنية مزمنة
وأختم رسالتي بميثاق قبلة حمراء.. قاتم لونها
تسرّ البائسين
ما أصعب َأن ْتَعيشَ على قلقْ !
أنْ تُفتّشَ عن الساكنِ بك
في مرايا الإنكسار
أنْ تدنو من الرّيح في حلبةِ المُراوغة
أنْ تتقمصَ الضحكاتِ رغم ضيقكَ من ضيفٍ ثقيل
تعبتُ من السيرِ على طريقٍ من الأشواك
أريدُ أن أقرأ القصيدةَ وهي تجلسُ جواري على حصيرة حب
أريدها أن تتخلى عن مكياجها / صبغة شعرها بلون يتلاءم مع فستانها
أريدها بسيطة كلوحةٍ رسمها طفلٌ صغير
لا يعرف كيف يدمج الألوان
تتشابهُ الخيْباتُ كما الهزائم
وتنهزمُ الأمنيات ..
كنتُ أعتقدُ أنّ الحبَّ ملاذ العاشق القروي
فوجدتُ فيه جيوشاً تلاحقني
تحاربُ فرحتي وقلّة حيلتي
حاولتُ أن أعيدَ الموجَ للبحرِ الطريد
حاولتُ أن أصالحَ الشاطيء المنسيّ
لكنّ الزوارق محطمة ...والأشرعة بالية
منذ عشرينَ خيْبة ..
وأنا أقول : سينتصر الدوريُّ يوما في الرجوع
لا الطائرُ الدوريُّ عاد
ولا أنا ..
أدركتُ أسرارَ السنابل في الحقول
ماذا أقول ..
للنجم يسرقه الأفول
للشوقِ في كلّ الحنايا يحتضر
وسأختصر ..
كيْ لا تُباع المفردات يوماً في المزادْ
كيْ لا أحاكم بتهمة ِ الإسراف ِ في الحب
في زمن الخداع ...
سقط الشراع
كلّ الستائر مُسدلة فوق النوافذ
لا وجه من أهوى أرى
ومشاعر المشتاق ِ لا تُشترى
تحيطني المُرْية من كل الجهات
تتشبّث بي.. كــ وجه غريب يتعفّر بعد شقاق طويل بتراب الوطن
حبّك خريف واهن
لا يقوى على العبور لمواسم أخرى
قابلتك بجهد المعجبات.. وسيئات الغيرة
أعياني الشك وقتلني المحك دون أدنى رثاء
وفي مقتبل الخيبة
عثرت عليك مخضّبا بظنون الخيانة
أطلقت عليك سهم السؤال
فسقط الجواب صريعا.. غارقا بغموضه
هل بلغ الندم سنّ الرشد
كي أعيره بعضي على عجل وأمضي..؟
هل أبتكر الرحيل حلا.. يسدل ستائر النهاية على الحكاية
هل أسقط في وحل التغاضي لأعيشك على مزاج القلب
هل أبتر عنق الدمع بمقصلة التغابي
وأحتسي رماد العشق كـ قهوة بنكهة العجز
كيف..؟
ومشاعري أدلّة تلهث خلف أغوار اليقين
حتى انتهت إلى مفترق طريق كافر
يحملني للعقل تارة.. وللقلب أخرى
أهكذا تتخلّى أنثى المطر عن غيمتها
آه يا دمعة أمي
كم كنت صغيرة على استيعابك
أعرف أن القلب بلا ضمير
وغالبا ما تكون أحاديثه خالية من الحصافة
لكنني لا أنبض إلا به
ولا أذكي الحبر إلا بأنفاسك
ولا أنسى قبلاتي
إلا على طراوة شفتيك
أيمكنُ أن تجتمعَ المصادفات
في لحظة واحدة
أن نلمحَ سوانا في ملامحنا
أن ندنو من كأسٍ فارغٍ لنروي غفلتنا
أريد أن أعود إلى مقاعد المدرسة
فقدتُ قدرتي على القراءة والكتابة
أريد أن أشتري تذكرة ً لدخول المسرح الصامت
فقد أغراني صديقي بحضور العرض الأخير
فربما يعود لي الربيع ...
لم أستمع يوما للوصايا التي لقنتني إيّاها جارتنا العجوز
كنتُ مشغولا بجمال ثوبها ...
أراقبُ تجاعيد وجهها
كما الوقت وأنا على صفيح الإنتظار الملتهب
أتأمل صوتها المتدحرج من شفاهٍ عتيقة
ليتني التفتُ لحكمة عيونها
كنت عرفت مواعيد القطاف في مواسم الحصاد
كنت تجاوزت سنوات الخيبة
واحتفظتُ بمقعدٍ ليليْ
لقصيدتي
وخلعتُ نعلي في حضرة الحضور المشتهى
من أنا في بستان مشاعرك..؟
سؤال يحوم في سماء ظنوني كـ جذوة تنزف اشتعالا
كعادتي
اقترحتك عنوانا لقصيدة عمري
رتّبت ملامحك في أدراج حلمي
فلوّنك الله في عيني.. كـ مشمشة شهيّة
استلّت من مهابة الغروب رونقها
ورسم فمي على مقاس نكهتها
مهلا
لن أكون إلاك بعد اليوم
أقسم لك بموت حذري أمام غرائز المجازفة
سأشدّ الرحال إلى محبّة بدينة
لا تقترف ريجيم الشكّ
ولا تكترث لمساحيق الغيرة
تسرف كثيرا في التهام الصبر كـ وجبات سريعة
أحبك بنكهة تنهيدة
أنفقتُ كل أنفاسي في سبيلها
يا أنت
يا أمواجي التي لم يحتضنها بحر
يا سهدي العصي على قضمة نوم
يا بحّة الحزن.. في عويل العصافير
ثمة قلب.. يعدّ الساعات بكل ما أوتيت من عقارب
يتثاءب انتظارا على متن أمنية
يوبّخه الإذعان
وتمنعه لثغة نبضه من الصراخ
ثمّة ليل.. تشرّب مرارة فقدك دون أن يتذمّر
وثمّة ناي.. تنقاد له الدموع طائعة
ويتصاعد منه الشوق نشيجا يطرب الأوجاع
ويجعلني أتغلغل فيك حد التمادي