خاطرة اراد كاتبها ان تكون وجدانية وهو ما جاء به في اخر الخاطرة
ولكنها خاطرة ذات بعد فكري وراصد لحالات انسانية وهي صبغة وبصمة
لبعض كتابنا الاحبة وبعض مفرداتها تحمل هوية ..
تحية للفاضلة سيدة النبع و للاخ سمير وتحية لكاتبها.....مع تقديري
...............................
الأستاذ الفاضل قصي المحمود
أشكرك على هذه المداخلة الرائعة
بانتظار معرفة كاتب\ة النص
تحياتي العطرة
البعض
ومنذ الازل: لم يفارق قوقعته , بل تموضع فيها ,حتى صار يشبهها
وهي كل حياته ,,,, واذا ما ارغمه ظرف قاهر على الخروج منها , رأيته يركض متعثرا بخيبته
يتلفت ذات اليمين , وذات الشمال,, حتى اذا ما قضى حاجته , هرع الى سجنه لا يلوي على شيء , كسمكة قذفها الموج
صوب الشاطيء,, وقد ملأها العجب ,, من حال من يعيش خارج الماء !!
والبعض
الآخر: ترك القوقعة مبكرا ,, فظل رطبا كجوزة قطفت قبل الحصاد ,,من غير جلد يضمه ,, يلتحف بجلد هذا او عباءة ذاك
تائه ,لا يحكمه عرف ولا قانون , وقد اتخذ من الجرأة سلاحا ,, حتى لو اورده موارد الهلاك
اما انت
يا ملهمتي ,, فقد خرجت محاطة بوعاء من نور, تخترقه العيون ,, لكنها تعجز عن لمسه سوى بالكلمات ,, قريبة , بعيدة
شفافة كهالة القمر,, او عطر النرجس وقد طوّق تويجه بصمت الرهبان ,, باذخة انت كموجة اثير
[/QUOTE
خاطرة بدت فيها المفارقة جليّة بين بعض وبعض والبعض...
ساق فيها كاتبها صورتين لبعض من النّاس في مستهلّها لغاية في ذهنه تتجلّى بأكثر بهاء من الحالتين الاولتين
في حالة أولى حدّث عن نمط حكم على نفسه بالقوقعة فسكن دائرة مغلقة بكل نمطيته حتى كأنّ حركة الزّمن أصبحت مرتدّةارتداده وان صادف أن تخلّص من قوقعته فلظرف قاهر
وقد وفّق كاتب هذه الخاطرة في انتقاء العبارات والأوصاف الدّقيقة الى درجة مدهشة فجعل هذا البعض وهذا الصّنف من النّاس كسمكة قذفتها أمواج البحر فهالها وأذهلها حال من يعيش خارج البحر
فهم من نوع أزرق كالذي يسكنون...بعيدون عن الرّوح المغامرة والتّقولب
وما يمكن أن أختلف مع صاحب الخاطرة هنا أن تشبيه بيئة هؤلاء بالبحر لا ينسجم مع ما يمكن أن يتصّف به ساكن البحر من حياة متنوّعة خصبة فيها المغامرة وشراسة العواصف التي يعرفها البحر
فتراه ربّما قصد هنا أنّ حياتهم كحياة السّمكة التي يستحيل عيشها خارج البحر ...ربّما يكون هذا من وراء القصد
أمّا البعض الثاني فهم من انفصلوا عن القشرة بكرا كثمرة قبل نضجها وقطافها ليمضوا في رحلة من المشقّة والمغامرة ...يمضون حياتهم في صعود ونزول وأخذ وردّ ومدّ وشدّ وجزر ...
لا تحكمهم قوانين ولا أعراف ولا ثوابت ...
جرأتهم جنونيّة ومتهوّرة قد تكلّفهم رؤوسهم أحيانا
ثمّ يتخلّص في آخر الخاطرة ليفصح عن مقصده من ايراد النّموذجين الأولين فيخاطب ملهمته وحبيبته فيتوجها بهالة من نور ويجعلها في رقعة وكوكب غير الأرض ...تطوف في رحابه هو بصمت الرّهبان وعطر النّرجس...باذخة كموجة أثير
وبمثل هذه العبارات والأوصاف ترتقي ملهمته عن البعض والبعض فتطلّ في مدار أرقى من كلّ المدارات التي يطوف فيها نماذج أوردها في أول الخاطرة فبقدر قوّة لغته وفرادتها في نسج الكلام جاء لسانه في وصف ملهمته لاهجا بمدحها مدحا مذهلا
أنهي لأقول أنّ ماشدّ انتباهي في هذه الخاطرة لمختار السعيدي نعم هي لمختار السّعيدي على قصرها أنّها حافلة بنفس شعريّ يرافقها جرس وايقاع جميل وقوّة مذهلة في شحن العبارات وهي خاصيّة من خاصيّات مختار في الكتابة التي تشبه قدح من عسجد يضمّ رحيقا مختوما ...له كلّ التّقدير
هي فعلا مفرقة وضعها الكاتب بين أيدينا لنتعرف على الفارق رغم جلائه .. بأسلوب مباشر و جميل مع تكثيف في بعض الجمل .. و اللافت اهتمام الكاتب باختيار الألفاظ لتكوِّن فكرته لهذا لم تكن الجمل تلقائية أبدا بل هي مرسومة بتؤدة لها حدود و قالب حُمّل بالرسائل المرجوة .. و رغم أن القارئ سيقف أمام هذه المفارقة إلا أنه لا بد أن تشده الصورة التي تترك للقارئ مساحة يبني عليه .. و هذا يحسب للكاتب .. وأرى أن النص لا يندرج تماما تحت جنس الخاطرة بل هو يميل في مكان ما للقصة .. التي تعتمد على سرد الأحداث و التدرج في إيصال الفكرة .. مما يجعل القارئ لا يتوقع ما سيلي الجملة التي سيقرأها تباعا .. و الغرض من كل مفارقة يتضح في قراءة المفارقة التي تلي أكثر حين تجبرنا الأفكار على المقارنة .. و طبعا كان الختام أكثر توهجا للمشاعر و مباشرة للفكرة من حيث الوصف و يشعر أمامه القارئ أنه هو الركيزة الأساسية التي بنى الكاتب أفكاره الأولى عليه للوصول إليه .. حين أراد أن يقول لنا قارنوا ثم تأملوا لملهمتي كم هي مختلفة و رائعة لهذا رسم لها لوحة من نور .. هذا ما عكسته لي هذه الكلمات أتمنى أن تكون مرآتها صافية .. كل التقدير لماما عواطف الغالية و لشاعرنا المميز محمد سمير .. و للقلم الذي نثر هذا العبير .. و لكل من سيشارك هنا .. مودتي و تقديري و الياسمين
مساء الخيرات والمحبة
خاطرة من الواقع المعاش...فيها من أنكفأ على نفسه وتقوقع مكتفياً بحدود كهفه لايرى أبعد منها ولايريد...وآخر حاول خرق الحواجز والثوابت ونحت الصروح بأزميل غيره وهو لم يزل بضا ً على مواجهة العواصف فيلتحف القشور و يتيه في مسالك العبور ...
وتبقى الملهمة حاملة راية الكمال والتكامل التي تمثل الوجه الناصع...
أعتقد هذه الخاطرة الجميلة للمتألق أ.عمر مصلح
دمت بود مع أعطر التحايا
خاطرة لطيفة رقيقة هادفة
اراد من كتبها أن يضع النقاط على الحروف
مصنفا الناس بين من هو جمال النفوس
وبين من ينطوي على نفسه لا يهتم حتى لنفسه
وبين من هو كأنه يخشى الآخرين يعيش في خوف
تحية لمن كتب تلك الخاطرة الوجدانية
خاطرة جريئة ترسم بصدق إخساس من يحب والذي يرى فيه التميز حد الانسلاخ عن الآخر والاتصاف ب:" محاطة بوعاء من نور, تخترقه العيون ,, لكنها تعجز عن لمسه سوى بالكلمات ,, قريبة , بعيدة
شفافة كهالة القمر,, او عطر النرجس وقد طوّق تويجه بصمت الرهبان ,, باذخة انت كموجة اثير" ما هذا الجمال و المثالية ؟
ساعود حين اتعرف عن الكاتب والذي أراه رجلا رومنسيا عرف كيف يبعد من يحب أيّا كانت امرأة أو وطن عن متهات الحياة ويبرئها من أخطاء الاخرين ليضعها في عالم من نور