رد: قصة وقصيدة \ مع الشاعر العراقي الرائع عواد الشقاقي
أستاذتي الفاضلة الأديبة عواطف عبد اللطيف
صديقي الجميل الدكتور عدي شتات صاحب الفكرة المميزة
سيدة الألق والجمال والشعر أستاذة سفانة بنت ابن الشاطيء
الأساتذة أعضاء اللجنة المكرمين
أستاذ عبد القادر الحسيني
أستاذ شاكر القزويني
أستاذخالد شوملي
أساتذتي الأفاضل المتداخلون
تحية لكم جميعاً
بداية أود أن أشكركم جميعاً على هذا الإطراء الجميل الذي إن صح على أرض الواقع بأن له أسبابه الحقيقية والواقعية متمثلة بما تراود لكم في أمر عواد الشقاقي كشاعر أو إنسان فذلك ينم عن طيبكم وحسن خلقكم وحبكم للشعر والشعراء وذائقتكم الراقية وما أنا إلا تلميذ بينكم في مدرسة الشعر
وكما يسعدني أن أكون ضيفاً خفيف الظل عليكم هنا في هذا القسم يسعدني أيضاً أن أكون معكم وتفاصيل القصة لقصيدتي ( آهات وكلمات ) التي أتمنى أن تروق لكم
بداية نعلم جميعاً أن الشاعر هو ينبوع عشقٍ ومحبة على امتداد الزمن والحياة ووجوده في هذه الحياة والتي تمثل فيها ( المرأة ) الجمال الناصع والأوحد حيث أنها المرآة العاكسة لجمال الحياة والتي طالما تشعره بالرغبة الشديدة في أن يعيش حياته هذه بكل طبيعتها وإرهاصاتها واقعاً وخيالاً كروضة غنّاء ملؤها الأزهاروالأطيار والظلال والماء وكعالم أثيريٍّ يغمره الحب والجمال والموسيقى والأحلام التي لا تحدها حدود ولا يتوقف لديها الزمن ، وهو بفطرته التي فطر عليها يتلمس الحب والعشق بالسمع والبصر ويتحسسه بكل مشاعره وأحاسيسه وعواطفه كيف لا وهو الشاعر
وطبعاً هذا ليس مبرراً لأن لا يمتلك الشاعر إرادته ونفسه ومشاعره في حالات ما ، غير أن الواقع ومن باب الإنصاف يجب أن يقول أن هذا الشاعر المحتقن دائماً بمشاعر الحب والعاطفة الجياشة ، في حالة عدم إمتلاكه لإرادته ونفسه ومشاعره وضمن مسار الطهر والصدق فلا تثريب عليه حيث أن الحب وعشق الجمال هما لغة الأرواح المطربة التي ليس للإنسان عامة والشاعر خاصة الإرادة في أن يمتلك أو لا يمتلك منها حرفاً أو لحناً واحداً
يقول الشاعر المصري إسماعيل صبري الذي كان دائم الإرتياد لصالون ( مي زيادة ) الأدبي الذي كان يعقد كل يوم ثلاثاء حينها وقد كان شديد الاعجاب بمي زيادة حاله حال جميع مرتادي هذا الصالون من الأدباء والشعراء ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي وقد وصل هذا الإعجاب حد العشق والهيام ودليل ذلك ما تقوله أبياته
روحي على دور بعض الحي هائمةٌ = = كظاميءِ الطيرِ مشتاقاً إلى الماء
إن لم أمتِّعْ بـ ( ميٍّ ) ناظريَّ غداً = = أنكرتُ صبحَكَ يا يوم الثلاثاء
ومن هنا يثبُ لنا الشقاقي بقصته مع الحب والشوق وهي أنه .. في زمن ما كان مواظباً وباستمرارعلى متابعة بعض القنوات الفضائية وكان يكتب خواطره وما تنثره مشاعره من كلمات أو أبيات شعرية يعبر فيها عن مايختلج في داخله من مشاعر وأحاسيس وينشرها بواسطة ( السبتايتل ) في واحدةٍ من تلك القنوات الفضائية وأسمها ( ريتمو ) وبلقب رمزي هو ( كلمات ) وحصل ذات ليلة أن دخلت عليه إحدى المشتركات في هذه الخدمة وهذه القناة الفضائية وكانت تحمل لقب ( آهات مجروحة ) وأخذت تطارحه وتبادله التعبير عن المشاعر والأحاسيس في كتاباتها والتي تعدتْ ، بدافع الإعجاب المتبادل فيما بينهم ، إلى معرفة كل منهما هوية الآخر الشخصية وبأحاديث خرجت عن إطار الشعر والأدب ومن ثم حصل أن ضربا موعداً ثابتاً لهما وهو الساعة العاشرة من كل ليلة وحصل بعد ذلك أن تطورت هذه العلاقة إلى حدود العشق والهيام حيث كانت وهذا ما حصل ولأكثر من مرة عندما كان ( كلمات ) يتأخر لسبب ما عن الموعد بدقائق تقوم ( آهات ) بمحاسبته وتوبيخه وإنذارهِ بعدم التكرار مرة أخرى
وكما أن ( كلمات وآهات ) وفي أي لقاء لهم في أي ليلة يهيمون في عالمهم الخاص السحري الجميل الذي ليس كبقية العوالم دون درايةٍ ومعرفةٍ بما مضى من الوقت ولا يعودون إلا بإشراقة شمس صباح اليوم التالي والتي عندها يهيمون من جديد بانتظار موعدهم المتفق عليه وهنا بمعرفة ودراية تامة بما مضى وسيمضي من وقت حتى يتم اللقاء والتواصل وتتبرعم الحياة وتزهر بمشاعر الحب والشوق والجمال
وحصل أيضاً أن الأمر وصل إلى أن جميع المشتركين في هذه القناة إنتبهوا لعلاقة آهات وكلمات مما دفعهم إلى ترك ما بيدهم من مواضيعهم الخاصة التي ينشروها باستمرار في هذه القناة وأخذ اهتمامهم ينصب بأحاديث وكتابات ( آهات وكلمات ) التي أخذت وقتها تنحو منحى الغزل والعشق والهيام ورغم أنها كانت تسير بطريقة غير مباشرة جداً إلا أن المشتركين أحسوا بذلك جداً جداً مما أوصل الأمر إلى أن بعضهم وبدافع الحسد وبدافع أنهم كانوا يوجهون أحاديثهم لآهات من باب التقرب منها لكن ( آهات وكلمات ) منشغلين ببعضهم فلا يردون على أي من هؤلاء المتداخلين وبأي كلمة مما أدى إلى أن هؤلاء المتداخلين اشتاطوا غضباً وأخذوا يرشقون ( آهات وكلمات ) بكلمات من هنا وهناك ويوجهون الأنظار عليهم وعلى ما يدور بينهم من أحاديث وما بينهم من علاقة لغرض ما .. إلى أن جاءت تلك الليلة المشؤومة التي دخل فيها ذلك الغول المتمرد الذي حطم تلك القصور الشاهقة التي بنيت بأحلام رقيقة وفي عالم أثيريٍّ سحريٌّ جميل وأحرق كل ما حولها من بساتين وحقول تعانقت فيها أغصان الكروم والخوخ والتفاح وجرت فيها جداول تتراقص بنشوة وطرب مرددة أغاني الحب والفرح وهطول المطر وترفرف حولها أسراب الطيور الملونة ببياض الثلج
في هذه الليلة أخذ ( كلمات ) يبعث برسائله عند الساعة العاشرة ولكنها لم تنشر وأخذ يكرر الرسائل لأكثر من مرة فباءت جميع محاولاته بالفشل عندها وبسبب الإلحاح في إرسال الرسائل كتب الشيطان المارد هذه العبارة ( كلمات أنتَ محجوزةٌ عليك جميع القنوات الفضائية .. وأنتِ يا آهات حسابكِ بعدين ) .. هنا انقطع التواصل وتلبدت سماء آهات وكلمات الجميلة الصافية الزرقاء بغيوم مدلهمة سوداء وعصفت هذا الكون الخيالي الساحر الجميل ريح صفراء قضت عليه لوعةً وبكى بدموع الحزن وألم الفراق
بعد ذلك أخذ كلمات يحاول الدخول على قنوات أخرى عسى أن يجد آهات ولكنه لم يفلح فقد صدقت مقولة هذا الشيطان المارد ثم حاول باستعارة ألقاب أخرى من أجل الدخول وأيضاً لم يفلح .. جاء بأرقام هاتف أخرى وحاول الدخول ورغم أنه نجح للوهلة الأولى إلا أنه سرعان ما يكتشفون طريقة ونمط كتاباته فيغلقون الباب بوجهه أيضاً ( وهنا من الطبيعي كلمات أصر أن يكتب بنفس طريقته الأولى لأنها الإشارة الوحيدة لآهات فيما لو كانت موجودة لتتعرف بها عليه بعد أن استعار لقباً جديداً ليتم التواصل من جديد )
إنتهى الأمر .. مات (كلمات )وماتت معه (آهات ) وبقيت الحياة على قيد الحب والشوق
عاد كلمات يجر أذيال الخيبة والخذلان والحسرة على حقيقة اكتسبت جمالها وسحريتها ونصوعها من كونها بنيت من أحلام ملونة بألوان قوس قزح
وأخذ يكتب قصيدته ( آهات وكلمات )
بدموع من دم
كل الشكر والتقدير لكم ومحبتي الخالصة
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 12-17-2011 في 01:19 PM.
رد: قصة وقصيدة \ مع الشاعر العراقي الرائع عواد الشقاقي
الأساتذة الأفاضل مع حفظ الألقاب
أخي العزيز الشاعر المرهف والمبدع الأستاذ عواد الشقاقي
قصة هذه القصيدة اقتحمت وجداني كمتلقي دون استئذان
وتركت أثراً شاعرياً عميقاً
وبصراحة كنت أثناء القراءة أقول لنفسي :
ليته يحفظ خط الرجعة بوضع خطة وقائية يحافظ بها على حبيبته
بيني وبينك
طغت علي العقلية العسكرية أثناء القراءة من شدة خوفي عليك
ولكن
قدر الله وما شاء فعل
وهذا من مساوئ العالم الإفتراضي
سؤال: (ما هو الفرق عند الشاعر بين أن يكتب عن مشاعره في العالم الإفتراضي وفي الواقع؟)
متابعون معك
محبتي
رد: قصة وقصيدة \ مع الشاعر العراقي الرائع عواد الشقاقي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سمير
الأساتذة الأفاضل مع حفظ الألقاب
أخي العزيز الشاعر المرهف والمبدع الأستاذ عواد الشقاقي
قصة هذه القصيدة اقتحمت وجداني كمتلقي دون استئذان
وتركت أثراً شاعرياً عميقاً
وبصراحة كنت أثناء القراءة أقول لنفسي :
ليته يحفظ خط الرجعة بوضع خطة وقائية يحافظ بها على حبيبته
بيني وبينك
طغت علي العقلية العسكرية أثناء القراءة من شدة خوفي عليك
ولكن
قدر الله وما شاء فعل
وهذا من مساوئ العالم الإفتراضي
سؤال: (ما هو الفرق عند الشاعر بين أن يكتب عن مشاعره في العالم الإفتراضي وفي الواقع؟)
متابعون معك
محبتي
أستاذي الفاضل محمد سمير
أشكر حضورك الكريم وثنائك الجميل وتفاعلك مع مشاعري
هناك ظاهرة أستاذ أسمها ( الصدق الفني )
الشاعر ربما يكتب من وحي خياله وبما يمتلكه من أدواته الفنية
إن أحسن إدارة وتوجيه القصيدة بالصور الجميلة والتعبير البليغ واستطاع أن
يدرك مايريده في قلب المتلقي تحققت لديه هذه الظاهرة
وربما يكتب من صميم الواقع وبنفس الطريقة بما يمتلك من أدوات وعندها
يستطيع إيصال ما يريده من موضوع للقاريء وهكذا هو الشعر