ثنائية (اشراقة على وجه الخريف) دوريس سمعان& شاكر السلمان

سأتي

وحقِّ عينيك سآتي

لقد أوقعْتِني في قبضة الغيم

فما من مهربٍ لي .. وسوف أتكئُ

على قطراتِ المطرِ مستسلماً رافعاً راياتي

سأمكث هناك جنْبَ أسْكُفِ عينيكِ وحتى اشعالٍ آخر

أتوسّدُ أهزوجة الحنين لأكداس الزيتون المورقِ في الأحداق

ولْتكن مأدبةُ بوحٍ أو ثرثرةٍ يهتزّ الشوقُ فيها .......حتى مرافيء الوجع

سأنزع عني ثوبَ الخريف وآتي ........ فقد يجتاحني الوجدُ من

رأسي حتى أخمص قلمي لأبتلّ بكِ أنا والسهلُ الممتنع

ولا أخاف صوراً للمرايا في ذاكرة الآتي وسأبقى

جنب أيْكك شوقاً لحكايا دوزنها العمر

الخاوي إلا من .......أمنيات

أبحث عن زمن آخر

قد لا يأتي

دون أن أدرك ولَهي وهوسي بكِ وبِوَدَقِ عينيك البلّوريٍّ

الذي يتوارى خلفه سجعٌ يُغنّى

بأوتار حروف الأميرة

د ي ز ي ر ي

( 6 )

في إضاءةِ الشوقِ ستجدُني

على مرمى لهفةٍ

أتحسّسُ نبضا رسمتْه سنواتُ الغربة

انصهرتْ شمعتُه

فانشطرَ ترنُحاً يبكي زمنا لم يُنصِفْه

لا زال يلهجُ بألحانِ فرحٍ بعيد

يأملُ بثورةِ بركانٍ تعانقُ النجومَ

برعشةِ عشقٍ .. تنتظرُ هبوبَ الربيع

بهمسةِ وجدٍ يغفو على وسائدِها هانئا

لمَ لا تعدو صوبَ دروب جنوني

وبكلِّ معاني الحبِ نمتطي فرسَ الخيال

تهاجمُ أسوارَ ذاتي

تسمعُ زفراتَ الحنينِ الضّاجةِ بحروفِ اسمكَ

ش
ا
ك
ر

أُدرِكُ أنَّ الخريفَ بات قابَ آهتين

لكني لن أستسلمَ لعتمتِه

ولا لذبولِ أوراقِه

بل سأبني مملكتي الورديّة

على امتدادِ الفصولِ

وأُطلقُ العنانَ لشعريَ الغجريّ

تداعبُه أصابعُ الشمس

حتى تلفحَ خصلاتَه دفئا وحبا

وفوقَ بساطِ صدركَ أنثـرُه

لينعمَ بعطركَ الزاهي



ديزيريه

يااااااااااااااهـ ما هذا الشبه بين نيسان وحنينك
عمييييييق!!!!!!
فهل تكون لنا به موانيء؟؟
سأعدو حتى أصل صوب دروب جنونك

ايتها الأنثى
التي تمتزج الفضة بصوتها مع الأمطار
ويبزغ من جبينها ضوء النهار

ايتها الأنثى تعالي واقرئيني
فقد رسمتك في جميع غصوني
وقطعت لك تذكرة الربيع

خذي أول قطار الى صدري
وافترشيه
واطفئي مدينة حزنٍ تحترق فيه
استبدلي الموت ولادة
واجعلي منه وسادة


تعالي
فقد نقشت عناوينك في جميع مساماتي
وسأعيد ترتيب دفاعاتي
و شعرك الغجري
كي لا يقترب منّا الخريف



اشربي قهوتك الآن
على اضاءة الشوق
ودعي سجارتك تتلوى بين أصابعك
سأتابع دخانها
وهو يرسم خرائط أوردتي ومدائنك



سأعزفك لحناً للجنون
حتى يأخذني البحر بعينيك مع الزيتون

سألف قلادة عمري حول جيدك
سأسقي صحراء صدري ندى
من سنواتي الـ ذهبت سدى
وألملم جراحاتي من وريدك

لن أنهي حديثي عنك
ايتها النيزك الكوني
الذي جاء بك القدر من الأفلاك القصية

اشربي قهوتك الآن وثوري
فأنا منذ الحب قبل السوْرة
أدمنتها وأنت معي
وكلما ذكروا القمر وليالي السمر
أتباهى بوجهك



رفرفي بشفتيك للمسة الشتاء
كي تشتدّ حرارة أوراقي الصفراء
وأسافر فوق الغيم
لأقتطف لك سحابة تنوء باللهفة
وعناق المساء



هل تسافرين معي؟
نفتش عن الزهر في سما العجائب
وتنثري الطيب معي فوق الكواكب

وإني أتيت بوردة عشقٍ
ولهفة قلبٍ
وشوقٍ عنيفٍ أماميَ يمشي
كعنف الرياح

فهل تستجيبي لهذا الرجاء
وهل نتبادل هذا العطاء

قل لي يا عمدتنا ... !!
كيف أخبئ حروفا بالآهات مزخرفة
وهل يستكين نبضٌ هائجٌ فوق حصان أبيض ؟؟
دعني أملأ الكأس اليوم من خمرة بوحك
أتلذذ به بهدووووء ريثما تسري تفاصيل العنفوان بالوريد


تلك ليست مشاركة فعلية بل تمهيد لمشاركتي التي ستنزل غدا ..
فانتظرني مولاي غدا .. على رصيف البوح

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديزيريه سمعان     قل لي يا عمدتنا ... !! كيف أخبئ حروفا بالآهات مزخرفة وهل يستكين نبضٌ هائجٌ فوق حصان أبيض ؟؟ دعني أملأ الكأس اليوم من خمرة بوحك أتلذذ به بهدووووء ريثما تسري تفاصيل العنفوان بالوريد تلك ليست مشاركة فعلية بل تمهيد لمشاركتي التي ستنزل غدا .. فانتظرني مولاي غدا .. على رصيف البوح

ومن الأن وحتى شهقة غدٍ

سيتدفق في عروقي ألف مسار

فأين تكون وجهتي سيكون انفجار

( 7 )






أتساءلُ ..
كيف للأنفاس أن تهدأ
وقد أغوتْها الشفاهُ بانسكاباتِ شوقٍ
كـ شلالٍ هادرٍ
ينصتُ له الكونُ بأكملهِ ؟

كيف لشمعةِ العمر أن تذوي
وقد ارتوى بريقُها
من ربيعِ حرفكَ المخضوضر بالأمل ؟

ففي غفلةٍ من كل الخلايا النائمة
اخترقَ سهمُ لهيبك كل الحواجز
ودكّـتْ جيوشُ بوحِك كل الحصون
وفوق شواطئٍ تعجّ بالبوح الشهي
تكسرت أمواجُ الصمت

آآآآه ٍ .......
ماذا أقولُ لهم ؟
وكيف أواجه تساؤلاتهم ؟
كيف أغضُّ البصر عن نظراتهم ؟
إن سُئلتُ عن عنواني
سيشيرُ إبهامي إلى قلبك
وإن سُئلتُ عن هويتي
فسأبوح بوطني السرّي فوق بساط صدرك
حيث تزهر براعمُ النرجس والفل
على ضفافِ حلم
بنيناه سويا
فوق جسرٍ من أمل

فـ كل ارتعاشات البوحِ تهذي باسمك
وكل انتفاضةِ جسد تعلن عن ترتيلة شوق لك

مُحالٌ يا سيدي ..
فصباحات الحنين قد فرشت لنا
دربا مضاء بتغاريد البلابل الصداحـة



ديزيريه

الله يسامحك ديزي

ليْتَ رياح العشقِ تمالكتْ أنفاسَها
وتجاوزتْ لحنَ كلماتي
ليتني لم أبْحِرْ في أمواج اللون العسلي
بشراعاتي القديمة

ما عُدْتُ أفَرِّق بين الحنين
وبين الشوق
أو بين وجعِ صمتي
وألوان الحقيقة

تمُرّ سنابُكُ الحنين بهواجسي
فتسحق مفرداتي
وصهيلُ الشوق يدّوخني

حنينكُ سيدتي يجتاحُ أبجديتي؟
ويكتبُ اسمَكِ باللون العشقي
على مرآتي
فكيف أمحوك من ذاكرتي
ومازال عطري مُعَتّقٌ بانفاسِكِ

يا أشِعَّةَ نبضي ورئةَ الحب....
سنظَلّ ننثرُ حكايانا
فلا تجيبي السائلين عن هوانا

أريدُك تنبتين غُصْناً في جسدي
وتُزْهري في روحي الياسمين

خُذيني بأفْقكِ الذهبي وارتفعي
حتى تُريني مدارات السنين

لنتعمّدَ هناك بِمدادِ الشوق
فلا أرِيدُ بِحُبُّكِ اسْتِبدالا
أغَارُ عَليكِ من آهاتي
تَرَانِيمٌ مِن هَيكلِ الوجودِ أنتِ
وأطيافُ المشاعِر لا تُسافرُ إلا اليكِ
سَفَرٌ لا يَتقِنُهُ أحدٌ....لا يَتقِنُه إلاّيَ ..وَأنتِ..

يا نخلةَ الروح
تَعْالِي وَ كُونِي لصَدْريِ روضاً من زهر
فلازال جمَال وَجَهكِ يرشقني كالأمطار
تَدلي بيَنْ ذراعيّ لنعتليَ الحصن
وكل الأسوار
لم يكن صوتي، صهيلي سَوْرةً
بل كان تحضير انفجار

زركشي فضَاءَاتِي بألوانك الزاهية
سَأحملكِ قوس قزح بين أضلعي والمدار

أيتها الغائرة في عمق التاريخ وخاصرتي
أين وصَلتْ سنابك خُطايَ
أين ينتهي فيكِ مدايَ
الصمت بدا يتنفس في الحنايا ..
فقد عرفتِ سيدتي اختراق الجدار

يا انت المبعثرة على شاطئي
يتلاطم موجك البلوري عند حافة هَوَسي
وتتكثف اشراقتك عبر مسافات ضوء الشمس

ياسيدتي
أيُّ سهمٍ منك يصيبُ قلبي .. يُعرّشُ فيه البنفسج والياسمين
فأمدّه لك كل مساء
لا لتحضنيه فحَسْبْ
بل لترسمي عليهِ صور الآتي
وتزرعي فيهِ لواعج صدرك

تكوّري في صدري أمنيةً
وخذي معاصم قلبي وردةً
فأنا الحكاية المركونة في عز السحر
اشتقتك يا أنا

(8)







كما لو كنتُ بغفوةِ حلمٍ
فقد جعلتَني أحلّق بسماءٍ
امتلأتْ بلهفة العناقِ
حتى اشتعلتْ أطرافُ الحنينِ إليكَ
وأسدلَتِ المساءاتُ
ستائرَ الوجد المخملية
في حنايا القلب


بكلِّ لحظةٍ ..
بكلِّ ترتيلة فجرِ نديّ
وحين تغازلُني أشعُة الشمس
أسمعُ أجراسَ أبجديات العشق
تدندنُ أنغامها العذبة
فوق قببِ البوح
تستفزُّ ما غفا بالوريد
توقظُ جموحَ قلب
أحرقتْه ألسنة الشوق
فتدحرجتِ الحروفُ ثملةً فوق الأوراق


فابقَ موردَ دفءٍ للروح
قمرا يتسلل لغرفتي كل ليلةٍ
ليعزفَ مع شموعِ اللهفة
سينمفونيةَ سحر
تدغدغُ أحلامي بالنشوة



ديزيريه

أي اشواقٍ هذي التي تتراشق
بين دقات القلب
وأي انشودة هذي التي تغنيها
العيون العسلية بأوتار الفؤاد
التائه بين خطوط يديك واوراقي المتساقطة
فأتدحرج على ضفاف يديك
وفوق شموع خديك أذوب


أللعذاب في هذا العمر ولادة؟
تفترشين عشب صدري
الذي بات ينهكه الخريف
وبدلاً مِنْ أنْ تجعلي منه حطباً
تتخذيه وسادة!!!!

في كل شهقةٍ
عبرَ وشوشات حروفكِ نحوي
أفتحَ لها ذراعيَّ وأظمها حتى تُؤَبد داخلي .

لقد جعلتِ الجدارَ يتحدث برحيق الأبجدية
ورسمتِ بتلات الحروف عناقيداً تتدلى
وعصرْتِ من عالم الخريف حديثاً كشهد مصفّى ..


أطلقتُ لك من أنيني قافيتين
احداها موشومة بك
والأخرى ترتيلة فجرٍ نديّ

رسمتك في زاويتين
فبزغ القمر في احداها
والأخرى اخضوضرت فيها نخلة
فابْقِ سعفةً جذلى
تهفهف
وبدراً يضيء أوراقي