آخر 10 مشاركات
يا هوى (الكاتـب : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          مساجلة النبع للخواطر (12) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إعتراف (الكاتـب : - )           »          يوميات فنجان قهوة (الكاتـب : - )           »          رحلة عمر (الكاتـب : - )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > اختيارات أدبية > اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من فلسطين : الف الحمد لله على سلامتكم الاخت الفاضله منوبيه ودعواتنا لكم ان ترفلى دوما بثياب الصحة والعافيه ******** عصام احمد من فلسطين : اطيب الاوقات لكم ************ اتمنى ان يكون سبب غياب الغائبين خيرا ************ منوبية كامل الغضباني من من تونس : عميق الإمتنان ووفر العرفان لكم أستاذنا الخلوق عوض لجميل اهتمامكم وتعاطفكم ************متّعكم الله جميعا بموفزوالصّحة والعافية عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : سلامات و شفاء عاجلا لمبدعتنا و أديبتنا أ**** منوبية كامل و طهور و مغفرة بإذن الله************محبتي و الود منوبية كامل الغضباني من من القلب إلى القلب : كلّ الإمتنان صديقتي ديزي الرّقيقة اللّطيفة لفيض نبلك وأحاسيسك نحوي في محنتي الصّحيّة التي تمرّ بسلام بفضل دعائكم ومؤازرتكم جميعا دوريس سمعان من ألف سلامة : حمدا لله على سلامتك أديبتنا المتألقة منوبية من القلب دعاء بتمام الشفاء وعودتك لأهلك وأحبابك بخير وسلامة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-26-2010, 11:08 AM   رقم المشاركة : 11
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: قصيده..الوكواك..المناضل الليبي..شعر:عبد المجيد فرغلي-رحمه الله تعالي

أولا شكر وتقدير وإحترام للجميع

ثانيا رحم الله قائل الأشعار والدي الشيخ

عبد المجيد فرغلي

توفي منذحولي عشرة أشهر

وترك أكثر من مائة وثمانون ديوانا شعريا تقريبا

منها ملحمة الخليل إبراهيم 64000أربعة وستون الف بيتا شعريا

وملحمة السيرة الهلالية 36000سته وثلاثون الف بيتا شعريا

ونظرا لأنني لست شاعرا ولا ملما بدروب الشعر والأدب ذلك لأنني محاميا

ونظرا لجهلي المطبق والتام بالكي بورد والنت وكل مايتعلق بهما

ونظرا لعدم وجود غير ذلك من وسيلة أمامي لطرح أشعاره رحمه الله

لعلها تكون في ميزان حسناته أو علما ينتفع به

فأستبيحكم عذرا في أخطائي وأنا معترف بجهلي التام والمطبق ولكن أحاول أن أتعلم لتستمر المسيرة

وختاما

نلتمس منكم تصحيح ما ترون من أخطاء أصابت نقلي للأشعار

فالأمر كله أمانة نضعها في أعناق الشرفاء

ورحم الله الشيخ

دمتم بخير وود






  رد مع اقتباس
قديم 09-26-2010, 12:37 PM   رقم المشاركة : 12
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: قصيده..الوكواك..المناضل الليبي..شعر:عبد المجيد فرغلي-رحمه الله تعالي

بارك ربي بك استاذ عماد الدين

ولا تبتئس من طفرات الكيبورد

فللتصحيح أهله

وخيرنا لهذه المهمة استاذنا الكبير عبدالرسول معلة

تحيتي












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 03-10-2012, 10:37 AM   رقم المشاركة : 13
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي عبد المنعم رياض "بطولة وفداء"شعر: عبد المجيد فرغلي

عبد المنعم رياض

بطولة وفداء

أبليت في الميدان خير بلاء .. يا أشرف الشجعان والبسلاء

أديت أعظم ما يؤدي قائد .. كم كان رمز بطولة وإباء؟

بطل أبي إلا تقدم جنده .. ليرد كيد فواجر الأعداء

وأمام خط النار جاد بروحه .. أو بعد ذا مثل لصدق فداء؟

لاقي الإله وفي يديه سلاحه .. من بعد ما أبلي أشد بلاء

من بعد ما خاض المعارك ظافرا .. وأعد للأعداء كل فناء

ما خط "بارليف" غدا أسطورة .. يزهو بها الأعداء في خيلاء

إذ أن خطته هوت منهارة .. من فعل خطة أروع الفطناء

تدميره قد كان أروع خطة .. من نسج فكرك يا أبا النبغاء

ما خط" بارليف" بشم حصونه .. إلا" كبيت العنكبوت" إزائي..

صبوا عليه الجحيم قذائفا .. ليصير أنقاضا علي الصحراء

فلنعم ما أبدعته من خطة .. كانت حصيلة خبرة علياء

أوحي بها رب السماء لقائد .. فذ البطولة ذي نهي وذكاء

قد خلدت ذكراه في اّثارها .. وغدت نموذج عزة وإباء

"أفريقنا" الفذ البطولة والفدي .. بك طاب فخر جنودنا الشرفاء

لبيت أقدس دعوة نوديتها .. فأجابتها في ساحة الهيجاء

ما بين جندك في أشرف بقعة .. شهدت بطولة أروع الشهداء

ما كان أعظمه نموذج قائد .. لاقاه ربي في ذكي دماء

يكفيك موتك بين جندك فائزا .. بالحسنيين النصر والإعلاء

قد قدت معركة تخلد ذكرها .. يثني عليك بها أجل ثناء

والله أعطاك الوسام شهادة .. فيها استضافك أكرم الكرماء

وحباك في دار الخلود مكانة .. بجوار صديقيه والشفعاء

لله معركة لبست وسامها .. وكسبت عند الله خير جزاء !!


والقصيدة 55 خمس وخمسون بيتا شعريا قليت في يوم الشهيد بمناسبة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9من مارس 1969



في "معركة المدافع" بالقناة وهو بين جنوده

ونكتفي منها بهذا القدر

وهي ضمن الجزء الأول من الأعمال الكاملة

وستبقي يا وطني حيا


تحية لكل الشهداء عبر التاريخ بمناسبة يوم الشهيد






  رد مع اقتباس
قديم 03-10-2012, 05:30 PM   رقم المشاركة : 14
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عبد المنعم رياض "بطولة وفداء"شعر: عبد المجيد فرغلي

بوركت أخي الوفي

ورحم الله قائل هذا الشعر الجميل

لك التحية












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2012, 10:18 PM   رقم المشاركة : 15
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحلة إبداع في تاريخ (أمة المجد)




إطلالة على ديوان أكتوبر رمز العبور

للشاعر / عبد المجيد فرغلي
بقلم : عاطف الجندي
***
عند ولوجي إلى عالم الشاعر :عبد المجيد فرغلي ..واجهتني مشكلة عدم توافر المواد الأدبية المطبوعة التي يمكن أن أرجع إليها و أقرأ منها كوحدة أدبية واحدة متجانسة كالديوان مثلا و لكن للأسف ما وصلني هو بعض القصائد على الإنترنت و الذي أدين له و لابن شاعرنا الراحل :عماد عبد المجيد فرغلي .. في تعريفي بشاعر بحجم :عبد المجيد فرغلي .. و حقيقة أشعر بسعادة بالغة من ما يفعله الإبن :عماد .. مع شعر و سيرة والده الكريم من احتفاء و تعريف به و بشعره و بسيرته الذاتية ، و تحضرني الآن حادثة مأساوية مع شاعر مطولات آخر و هو الدكتور الراحل : محمود خليفة غانم .. و الذي رحل عن عالمنا و للأسف لم يطبعْ سوى ديوان ٍ واحد ٍ و ترك خلفه تراثا شعريا كبيرا و للأسف قام أبناؤه بحرق هذا الشعر بحجة أن الشعر حرام ! و ضاع ما تعب من أجله و عاش حياته له مشاركا فعالا فى ندوات و أمسيات الشعر المختلفة و تكفي هذه الحادثة للتدليل على أن هناك فارق كبير بين إبن يحرق أعمال أبيه و آخر يحافظ عليها و يجعل كل همه هو توصيل شعر أبيه للناس هذه مقدمة كانت لابد من الوقوف عليها .

و نعود لشاعرنا المكرم : عبد المجيد فرغلي ..و هو من شعراء الخمسينات و كتب الشعر العمودي و إن كان قد كتب الشعر التفعيلي و النثر أيضا رغم
قلة ما كتب فيهما .
و الذي ألمحه من خلال قراءاتي لأشعاره على وجود ملمحين أساسيين فى شعره – من خلال ما وصلني - و هما الدين و الوطن و اللذان يشكلان جل ما كتب الشاعر و أنفق حياته مخلصا لهذا اللون الشعري و لهذا القالب العمودي و الذي صب فيه أشعاره و جاءت القصائد على هيئة مطولات شعرية أو ملاحم شعرية و هو من أصحاب النفس الشعري الطويل و الذي يدل على مقدرة كبيرة فى التحكم الشعري مع إيماني بأن الشعر ليس بالطول و لا بالقصر و لكن الشعر بما يترك الشاعر من أثر نفسي فى أذن متلقيه و ما يسببه من سعادة لقارئيه و ما يعلق في ذاكرة القارئ من أبيات لهذا الشاعر و خلق ما أسميه بالدهشة الشعرية فيصرخ المتلقي بكلمة الله إعجابا بما قرأ أو بما سمع من شعره و حقيقة رغم طول قصائد شاعرنا :عبد المجيد فرغلي .. فقد قدم لي الدهشة الشعرية ليس من خلال النفس الشعري الطويل فقط و لكن من خلال صور مدهشة تركت أثرًا جميلا لدي .
و حين حصلت على ديوان أخيرا لشاعرنا المحتفى به و هو بعنوان ( أكتوبر رمز العبور ) – من وقت قليل - كانت سعادتي بالغة فلأول مرة أقرأ مكتوبا ورقيا لهذا الشاعر و الديوان يقع فى مائة و عشرين ورقة من القطع المتوسط و يحتوى على ثلاث عشرة قصيدة من المطولات الشعرية لم تكتف فقط بالكتابة عن حرب أكتوبر كديوان و لكنها حملت أيضا قضايا عربية .

و الديوان ينقسم إلى ثلاثة محاور هي :

المحور الأول : الشعر الوطني و الحماسي و الذي يستنهض و يمجد في الوطن و أبنائه و قد احتل هذا المحور جل الديوان و جاء في تسع قصائد هي : إلى متى الصمت و نداء من القدس و في ذكرى الشهيد عمر المختار و يوم العبور و انتصار أكتوبر و تكريم عائد من خدمة الوطن و رسالة إلى ساكن سيناء و مع ثورة شعب و أحبك يا مصر .
و المحور الثاني : هو قصائد فن المعارضات الشعرية و اشتمل على ثلاث قصائد هي : ( لا .. ثم لا .. يا نزار ) ، و يعارض فيها بالطبع :نزار قباني .. و قصيدته الشهيرة متى يعلنون وفاة العرب و هى معارضة أعدها من صنوف الهجائيات الشهيرة و القصيدة الثانية هي قصيدة ( صوت من أعماق التاريخ ) و يعارض فيها رائعة :حافظ إبراهيم ..وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي ، و القصيدة الثالثة هي معارضة لقصيدة الدكتور حامد الحضيري و التى يقول مطلعها :
أحاطت بنا من كل فج عصابة ٌ.. تساومنا أن نغمد السيف في الغمد
ِ
في قصيدة اسمها ( حرب العراق )

و المحور الثالث : و هو قصائد المديح و تمثله قصيدة واحدة بعنوان ( سلام النيل يا بردى ).

و إذا نظرنا إلى هذه المحاور الثلاثة سنجد السمة المشتركة بين جميع هذه المحاور هو الطول أو الطول الفائق في القصائد و الذي يصل إلى حد المطولات الشعرية و وضع عناوين كأقسام داخل القصيدة الواحدة و ذلك في أغلب القصائد فمن المحور الأول و هو المحور الوطني و الحماسي ننظر إلى القصيدة الأولى و التي تحمل في بدايتها تماسًّا مع رائعة على محمود طه و التي يقول فيها : ( أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد و حق الفدا ) ، نجد شاعرنا :عبد المجيد فرغلي .. يسير على نفس المنوال متأثرًا بهذه القصيدة فيقول في قصيدته ( إلى متى الصمت ؟! ) :

أخي جاوز الصمت منا المدى .. وقد أوشك الصبر أن ينفذا

فحتى متي الصمت والمعتدي .. يهد الكنيسة و المسجدا

و حتام نصبر والصبر مر ٌ ؟ .. علي ما به تمادى العدا ؟

أليس لدينا قوي عُبئت .. لقهر الغزاة وخوض الردى؟


و في هذه الأبيات يستنهض الهمم و يقوي العزائم للثورة في وجه العدو الغاصب و يتساءل أليس الحق و التاريخ و البطولة معنا فنراه يكمل بهذه الأبيات :

أليست لدينا ضروب السلاح .. لنضرب خصما بغى واعتدى؟

ألسنا علي حق والمعتدي .. علي باطل زعمه فندا؟

ألسنا حفظنا حقوق السلام .. ومن أجله قد أجبنا الندا ؟


فماذا سيفعل الشاعر و الحق مازال ضائعا و مبادرات السلام لم تقدم جديدا و ظل الغاصب المحتل يبني و يشيد قلاعه في سيناء و القدس و غزة و الجولان و الجنوب اللبناني فينشد :

وما زالت يا حقنا ضائعا .. يغار علي قدسك المفتدى

فكم من مبادرة قدمت .. لحل وما حققت مقصدا؟

رأينا الخداع بها كامنا ..
وكانت لإخضاعنا مصيدا


و يصور شاعرنا موقف العدو الذى لا يشبعه شيء و لا يروي ظمأه للدماء ما قد حصل عليه من دماء العرب فكل يوم و له مطمع جديد و يهدد و يقيم الحصون ، في القس و غزة و الجولان و غيرها فيقول مثلا :

وظل العدو علي أرضنا .. يقيم الحصون وكم هددا؟

وفي كل يوم له مطمعٌ .. جديدٌ تجاوز فيه المدى

ففي القدس يبني وفي غزة ٍ .. معاقل للبغي ، كم شيدا؟

وفي سفح جولان مستعمرات ٍ.. شيدها للردى مرقدا

يهاجم منها الذي يبتغي ..
وينقض بالبغي أني غدا؟


ثم يدين موقف العرب المتخاذل من هذه القضية و لم نعد نقنع بالحرب التى تطهر الجرح العربي الذي لا يندمل فيقول :

ونحن عن صمتنا لا نزال .. وقد أغمد السيف َ من أغمدا

ثم يناشد العرب جميعا للثورة على الوضع القائم و ترك حالة الركون للهزيمة و الرضا بالواقع أو أن يكون الصمت هو المنجي من المهالك ، فينشد قائلا :

ألا إنما الصمت ليس السبيل .. إلي نيلنا المجد و السؤددا

أخي أيها العربي الأبي ..
كفاك وقم لقتال العدا

ففي القصيدة الأولى وجدناه ، يستنهض الشعوب العربية للدفاع و الثورة على العدو الغاضب هذا الكيان الصهيوني المزروع بالقوة فى قلب وطننا العربي ، سنجده فى المطولة الثانية و هي بعنوان ( نداء من القدس ) هو يبلغ ما يعانيه القدس من وجع و كيف تحكم مجموعة من اللصوص و الشواذ فيه ، فيقول في مطلعها :

غفا الليل فليبرز من الخدر طالع .. ومن وكره فليغد غاو وضالع

وفي غفلة من هجعة الخلق في الكرى .. تنمر وحش الغاب و اجتال ظالع

وما الغاب إلا مرتع الذئب جائلا .. ليقنص حملان الحمي أو يخادع

فيا وطنا عنه استنامت حماته.. لك الله فيما خصمك الفظ صانع

لك الله في هذا الذي قد لقيته ..
من الهول أذراعيك في الليل خانع

و في قصيدة ( في ذكرى الشهيد عمر المختار ) يتحدث عن أسد الصحراء " عمر المختار " هذا الثائر و البطل العربي الكبير و الذى رثاه من قبل أحمد شوقي فى قصيدة شهيرة يقول فيها :

ركزوا رفاتك في الرمال لــواء .. يستنهض الوادي صــباح مساء

و يقول شاعرنا :عبد المجيد فرغلي .. في رثاء و تكريم هذا البطل :

أَبْصَرَتْ مِنْ عُمْرِ الْمُخْتَارِ مَا أَثْرَوْا .. عَنْهُ وَأَحْفَادِهِ صَارُوْخُهُمْ حَجَرٍ


الْحَامِلُوْنَ عَلَيَّ أَكْتَافِهِمْ لَهَبَا .. يُفْنِيَ الْغُزَاةَ وَمَنْ فِيْ بَغْيِهِمْ فَجَرَوْا


رَأَيْتُ أَبْطَالِ (حِطِّيْنُ) امْتَطُوا شُهُبَا .. طِفْلٌ الْحِجَارَةِ فِيْهَا الْضَّيْغَمُ الْحَذَرَ


( فِيْ عَيْنٍ جَالُوْتَ ) لِلْثُّوَّارِ وَثَبِّتْهُمْ .. فِيْهَا الْكُمَاةُ لْجَيْشِ الْبَغْيُ قَدْ دَحَرُوْا


وَفِيْ مَعَارِكَ أُخْرَي أَشْبِل وَثَبِّتْ .. تَسْتَلْهِمُ الْغَيْبِ نَصْرا عَنْهُ مَا قَصَّرُوْا


ثم يتحدث شاعرنا عن العبور فى مطولة أخرى بعنوان ( يوم العبور ) و يتغنى بقوة الجيش المصري و بفدائية و بسالة الجندي المصري في هذه الحرب و يبدأها بقوله
:

يَوْم الْعُبُوْر بِجَيْش مِصْر أَعَادَا .. أَرْض الْجُدُوْد وَحَطَّم الأوْغّادّا


فِي صَيْحَة عَذْرَاء شَقّت أفُقِها .. وَصَحَا الَوَجَوْد يُرِي ابْن مِصْر أرَادَا

و يمضى شاعرنا في سلاسة و جمال يصف لنا ما حدث في هذا اليوم العظيم و كيف أن المصري أحس بقوته فأراد استعادة سيناء لحضن الوطن الأم فيقول :

إِن ابْن مِصْر أَحْسَن قُوَّة بَاسِه .. يَبْغِي ثَرِي سِيْنَا إِلَيْه مُعَادا

بَأْس الإرَادَة وَ العِزِيمة وَالْنَّهْى .. بَلَغ الْمَدِّى مِمَّا ابْتَغَاه مُرَادا

قَد زَلْزَل الأرْض الَّتِي مِن تَحْتِنَا .. وَ أحَالِنا بَدَدَا وُرَام حَصَّادَا


ثم يتحدث عن إسرائيل و كيف صرخت و استنجدت بأمريكا كي تغيثها و تبعث سرب من الطائرات لإنقاذها و يؤكد على حتمية النصر ، فلتبعث أمريكا ما تريد فلن نتراجع عن استرداد الأرض فيقول بلغة الواثق :

صَرَخ الْعَدُو أَذَقْت نِيْرَان الْرَّدِى .. يَا جُوَلِدِمَائِيّر إنَدَبي اسْتِنْجادّا

قَد دَمَّرَت قُوَّات إِسْرَائِيْل فِي .. دُشَم لْبارْلِيف هَوَت أَوْتَادا

جَيْش الْعُبُوْر أَصَابَنَا فِي مَقْتَل .. لَم نَدْرِي كَيْف يَبِيِّدْنا فَأبَادّا؟

قَوْلِي لأمْرِيْكا ابْعَثِي مَدَدا لَنَا .. إِنَّا هُنَا نُفْنِي فَقَدْنَا الَزَادّا

و يمضي فى تصويره موقنا بالنصر و يشير إلى التراث الإسلامي و يشبه ما حدث في أكتوبر بما حدث في الحروب الإسلامية العظيمة و خاصة التي كانت في رمضان فها هي بدر الكبرى و اليرموك و حطين و غيرها من أيام فخر العرب و المسلمين فيقول :

الْنَّصْر آت رَفْرَفَت رَايَاتُه ..
مِن بَدْر الْكُبْرَى تَحُث جِيَادَا

وَالْقَادِسِيَّة أُرْسِلْت أَبْطَالِهَا .. لِّتُصَافِح الْيَرْمُوك وَ القُوّادّا

قُوَّاد يُعْرَب فِي ثَرِى حِطِّيْنِهَا .. وَتَعَانَق الْعَرَبِي ثُم تِلْادّا

و يكمل في ستين بيتا هذه الملحمة الرائعة عن حرب أكتوبر بقوله :

" و الله ناصر ُ عبده في أرضه .. و مثبتًا مَنْ للسلام أرادا

و الموقدون الحرب جَزل ُ أوارهِا ..
حتى و لو مكثوا بها آبادا


و نجدة فى القصيدة الأخرى التي تحدثت عن حرب أكتوبر و هي بعنوان ( إنتصار أكتوبر ) و فيها يدافع عن الجندي المصري و بقدرته على اجتياز خط بارليف المنيع و تكسير ما رسخ في ذهن العالم باستحالة عبور قناة السويس و خط بارليف و ليس أمام مصر سوى الاستسلام للأمر الواقع فيبدأ قصيدته بقسم على أن انتصار أكتوبر قد أضاء الكون و جعل مكانة مصر و العرب في خير حال فى كل مكان فيقول :

بسم الذي رفع السماء بناء .. نلنا انتصارا في الوجود أضاء

نلنا انتصارا للعبور أحله .. في العالمين مكانه الوضاء

قالوا ابن مصر يداه تقصر أن تري .. ما كان من بارليف عز وطاء

فيه الحصون موانع لا ترتقى .. أو تقتفي أثرا ثري وسماء

قد خططوه فكرة بهرت نهى ً.. وتعاقبوها فطنة وذكاء


و تحدث في الأبيات السابقة أيضا عن أسطورة هذه الحصون سنجده فى الأبيات التالية يتحدث عن معاول الهدم التى قامت لتهدم عزيمة المصري و تزعزع ثقته بنفسه و بأنه لن يستطيع العبور و حتى مدافعه لن تفعل شيئا و بأن الجيش المصري يشبه النمل الذى يريد أن يحمل الجبال على كاهله فلن يقدر بطبيعة الحال فيقول :

قالوا بأن لو حاول ابن كنانةٍ .. هدم الجدار لما استطاع فناء

أو ثم لم تأخذ مدافعه سوى .. أن دمرت نفسها إعياء

أو قدر ما النمل استطاع بلوغه .. من ركن ثهلان ابتغاه هباء

هل تنقل النمل الجبال بحملها .. أطنان صخر ٍ للذرى شماء ؟

و يصف شاعرنا الموقف و كيف استطاع جيش النيل أن يقهر كل هذه الصعاب و يحيل الساتر الترابي إلى أشلاء و أن يحطم الدشم و يبعثر خطوط العدو و لما لا و قد عبر قناة السويس أسودٌ مصريون و حلقت النسور المصرية في سماء الحرب حتى أن قبور الصهاينة قد مزقت أيضا كدليل على شدة الحرب و كثافتها التي لم تفرق بين كائن حي و آخر ميت فيقول :

وإذا بجيش النيل من أفاقه .. شق الفضا جددا وأنزل ماء

فيه الرؤوس ثمار أجساد لها .. و جسومها دوح هوي أشلاء

وقبورهم قد بعثرت بخطوطهم .. دشما تضم بطونها أحشاء

عبر القناة ضراغم ٌمن فوقها .. ونسور جو رجت الغبراء

والقاذفات النازعات الراجفات .. الرادفات غدت لهم أرجاء

طحنت عظام جنود إسرائيل في .. شرق القناة تبيدهم إفناء

ثم يعد قادة إسرائيل بالويل و الثبور و عظائم الأمور ، فلقد انتصر المصريون و لقادة إسرائيل الهزيمة و البكاء حتى الموت فيقول :

ويل لديان و جولد مئيره .. إن كان رابين ابتغي العلياء

إنا قهرنا المبتغين توسعا .. في أرض يعرب عزة وإباء

فلتغد يا ديان نادبَ طوقها .. و لجولد مائير انتفضت بكاء

و حقيقة هذه القصيدة هى أقل القصائد عددا من حيث الأبيات الشعرية فعدد أبياتها هو واحد و عشرين بيتا فقط و بهذا نخرجها من شعر المطولات .

و في قصيدة بعنوان ( تكريم عائد من خدمة الوطن ) و كأنه يكافئ من حارب و انتصر و أعاد الأرض السليبة إلى أصحابها و من العنوان نعرف ما يدور في القصيدة فيبدأها بشكر هذا الذي حارب و عاد منتصرا و حقيقة القصيدة من النوع الموجه لفرد بعينه و لكنها تصلح لكل عائد في ذات الوقت ، فالقصيدة موجهة لابن أخت الشاعر هكذا فهمت من بيت بالقصيدة و يقول فيه :

فيا أخى و ابن أختي و ابن مؤتلفي .. في الود من قبل ِ ميلاد ٍ و معتبر ِ

و واصلا حبل َ خال ٍ كنت أوثره ..
و صرت َ أنت َ امتدادا طيب َ السِّير ِ


ثم يبعث بقصيدة تفعيلية إلى المقيم فى سيناء بعد الانتصار و الحصول على سيناء كاملة بمعاهدة السلام في قصيدة بعنوان ( رسالة إلى ساكن سيناء ) و فيها يتسائل عن أرض الفيروز و يطلب من أخيه المصري المقيم في سيناء أن يخبره عن جمال هذه الأرض و عن رمالها و أحداثها التاريخية التي مرت بها و يتماشى مع سيرة النبي موسى عليه السلام و ما حدث له في سيناء من عبادة العجل و المن و السلوى و عيون موسى و جبل الألواح و الأسباط ، و يتحدث عن رفح و العريش و يتساءل عن شجر الحرية الذى يُسقى من دم الشهداء و كيف عبر المصريون من الهزيمة إلى النصر و يكمل حديثه العذب و تساؤلاته و يلمح إلى وصول نهر النيل إلى سيناء من خلال ترعة السلام و يتساءل في صور جميلة عن الأحلام و الأيام الجميلة من العمر فيقول :

أخبرني هل فيها تخضر الأيام و تورق ُ أعواد الدهر ؟

و تزهر ساعاتُ صفاء ِ العمر ؟

و في قصيدة تفعيلية أخرى و هي بعنوان ( مع ثورة شعب ) و يبدأها الشاعر بتعريفنا بموقعه و أنه يرى ما يحدث و يراقبه في شوق و حنين فيقول :

بخيالي أرقب أحداثك و أرى

لك أرنو في شوق و حنين

و أمني النفس بأحلام الورد

و يتحدث عن الإقطاع و ما كان يحدث منهم و أن الثورة بمثابة الصبح الذى يتنفس و كيف كان المصري الفقير ينام في الكوخ و يلهب ظهره سوط الإقطاعي ثم يتحدث عن فرعون و ما حدث منه في استفاضة ثم يعرج على الواقع العربي في فلسطين و كيف تم تصحيح مسار العرب على يد أبناء العرب أنفسهم وفي كل مكان من روابي لبنان و تل الزعتر و جبل الزيتون و حطين و جالوت و سيناء و رفح و غزة و يستنهضهم ليقتدوا بمصر في التحرر كما تحررت مصر على يد جمال عبد الناصر و الحقيقة القصيدة هي بانوراما شعرية طافت و جالت في أزمان و أماكن بعيدة و أعتقد بأنها كتبت أيام الثورة أي قبل القصائد السابقة التي تحدثت عن حرب أكتوبر المجيدة ، بالرغم من عدم وجود تاريخ مكتوب على القصيدة .

و في ختام الديوان تأتي قصيدة عذبة بعنوان ( أحبك يا مصر ) و كانت خير ختام لديوان جيد و من بدايتها نجد الحب الصادق و الشاعرية العذبة المتفردة في قوله :

أحبك في السر ضعف العلن .. و حبك سر ٌّ سيبقى و لن

و لن يخمد الحب طول الحياة .. و أنت ِ لروحي و جسمي السكن

و هي من أجمل القصائد و أصدقها و أكثرها شاعرية لما فيها من صدق العاطفة و حميمية و عدم تكرا المعنى بطرق مختلفة و سهولة القافية التى جاءت طيعة معه .
***********
و إذا نظرنا إلى المحور الثاني و هو فن المعارضات الشعرية سنجد قصيدة ( لا .. ثم لا .. يا نزار ) ، و فيها يهاجم نزار قباني حينما قال قصيدته الشهيرة متى يعلنون وفاة العرب و يصفه بالشاعر المراهق الذى يتخذ من النهود و الأرداف وسيلة للتعبير و وسيلة للشهرة أيضا و إن كانت هذه المقولة صحيحة عن نزار فلا ننس أن نزار مدرسة في حد ذاتها و حقيقة اختلف مع شاعرنا عبد المجيد في هجائه لنزار ليس بطابع عاطفي فحسب و لكن لأن نزار كتب هذه القصيدة تحت وطأة وفاة زوجته و حبيبته بلقيس في أحد الفنادق بفلسطين من جرَّاء تفجير الفندق من بعض الفلسطينين ، فالرجل مكلوم هنا .. و لو نظرنا إلى شعره السياسي سنجد له قصائد فارقة و علامة شعرية مميزة و على سبيل المثال قصائد مثل : ( هوامش على دفتر النكسة و منشورات عدائية على جدران إسرائيل و يقول شاعرنا مهاجما نزار قباني :

أمنذ الطفولة لا زلت طفلا

تعربد في نزوة ٍ لا تحب ؟

و إنَّا على أرضنا سادة ٌ

و لسنا عبيدا

حِمانا اغتُصِب ْ

و في موضع آخر يقول :

رحلت إلى يمن ٍ أو شآم ٍ

و كم كنت َ شؤْمًا

عليها نعَب ْ

تنكرت لابنة حيفا و يافا

و قلت أريحا

طوتها الحقب
......الخ

و الملاحظ أن القصيدة بالرغم من أنها عمودية فقد كتبت على شكل القصيدة التفعيلية و كأنه قد مل من الكتابة على الشكل العمودي و القصيدة طويلة تصل إلى مائة و واحد وثمانين بيتا شعريا .

و في قصيدة يعارض فيها شاعرنا قصيدة " وقف الخلق جميعا ينظرون " للشاعر حافظ إبراهيم و يقول في مطلعها :

قل لمن رام في المعالي التحدي .. أنا فوق النجوم شيدت مجدي

أي شيء سبي عقول البرايا .. لم يكن منه في العجائب عندي؟

قد بهرت الورى بكل عجيب .. من تليد ٍ غدا بثوب أجد


و في القصيدة فخر و اعتزاز بمصر و كيف هي قري مضاءة و حقول خضراء ثم يطلق شاعرنا صيحة استنهاض و يخاطب المصريين من شباب و رجال على لسان مصر فيقول :

يا شبابي و يا رجال زماني .. توجوا هامتي برايات مجد

إن تكن فترة تأنيت فيها .. لالتقاط الأنفاس ِ من طول كد

فهي للوثبة البعيد مداها .. حيث بسمت للمفاخر جهدي

هذه نهضتي وما شيدت .. من صروح للمجد فرعاء نجد

أنا مصر الخلود في كل صرح ..
قد بناه الجدود في كل عهد

ومن شعر المعارضات نجد القصيدة الثالثة في هذا المضمار و التي جاءت باسم ( حرب العراق ) و هي المهداة إلى د محمد حامد الحضيري و تحتوي على مقاطع أيضا أخذت عناوين مختلفة مثل : فلسطين تدعونا و زبطرية نادت و فلا تجنبوا و فقل لمريد الحرب و قهرناهم و كأصحاب روض و مؤامرات الغرب و غيرها من العناوين و الملاحظ أن هذه العناوين هي كلمة أو كلام فى السطر الشعري ذاته بخلاف ما سيأتي في قصيدة المدح ( سلام النيل يا بردى ).

المحور الثالث : و هو قصائد المدح أو ما يسمى بشعر الأخوانيات:
و أقصد به الشعر المهدى إلى شاعر آخر و الذي نجده في قصيدة واحدة فى هذا الديوان تحمل هذا المعنى و مطولة أيضا تحتوي على خمسمائة و أحدى عشرة بيتا بعنوان ( سلام النيل يا بردى ) و هي مهداة للشاعرة السورية خديجة مكحلي و يتحدث عن قدومها إلى أسيوط و في عدة مقاطع أيضا ، أخذت عناوين متعددة مثل : خديجة عليها التاج و بنت سوريا و بنت النيل و خديجة رسول الوحدة و أحب نيلنا خديجة و أوحيت لي شعري ولماذا كنت أخ الخديجة و جراح البعد و همس أشعار و خديجة أنت شاعرة و سوريا و مصر و خديجة في الهوى ملك و حلف الود لعنة الله على بوش و لكل ثقافة روم و أهلا فى رحاب النيل و بين تماضر و خديجة و نضال شعب و معاناة و فدائيون و خديجة صوت من الآفاق خديجة أخت مريمها و من لام ما أفتى .
وهذه المقاطع هى بمثابة قصائد متفرقة داخل القصيدة الواحدة و بالطبع هى كتبت على مراحل أيضا و ما يؤخذ على هذا اللون الشعري هو الإطراء المبالغ فيه إلى حد قد يجعلنا ننفر من القراءة فالمدح على طول الخط يحيلنا لعدم قبول و تصديق ما يقوله الشاعر و مبالغته الأكيدة و يعلن عن حب و رغبة صادقة لديه – أي الشاعر - في أن يكتب مطولة عن شخص ما ، أرى أنها رغبة ملحة لدى الكاتب في أن يتجاوز بأبياته قصيدة فلان أو بأن يحقق الرقم القياسي في عدد الأبيات و هو ما يضر بالشعر عموما ، و أتساءل : أما كان يكفي بأن يكتب قصيدة ما أو فليجعها عدة قصائد .. فاعتراضي الوحيد هو الطول هنا و ليس الشخص الممدوح فلكل رأيه الخاص و الذي يجب أن يحترم و من العادي أن يحب الشاعر فلانا فيمدحه أو يبغض علانا أو يختلف معه فيهجوه .
*******
ما يؤخذ على الديوان وجود ما يسمى في القصيدة العمودية بالفائض الدلالي و هو الذي يكمل به الشاعر بيته الشعري بدون حاجة له مثل قوله :

" ففي القدس يبني وفي غزة ٍ ..معاقل للبغي ، كم شيدا؟ "

فالبيت الشعري انتهى عند معاقل للبغي و جاءت جملة كم شيدا كفائض دلالي عن المعني لتكملة الوزن الشعري و هذا حدث و -لحسن الحظ - نادر جدا. و نجد شاعرنا يكرر القافية بعد سبع أبيات و يستخدم خاصية المسموح لنا كعرب مستعربة في مصر و للتخفيف علينا يسمح بتكرار القافية بعد سبع أبيات كما فى قصيدة سلام النيل يا بردى فقد كرر كلمة ( الساقا ) بعد هذا العدد من الأبيات و هكذا مع قواف ٍ أخرى و في قصائد أخرى . وجاءت عناوين القصائد مباشرة كنا رأينا و فاضحة لما هو مكتوب بداخل كل قصيدة فمن عنوانها تعرف ما سيقوله الشاعر .

و طول القصائد أيضا قد تجعل القارئ – ربما - يشرد بخياله بعيدا عن العمل أو لا يكمله فنحن فى عصر السرعة و إن كان الناس في الماضي يذهبون لحضور حفلات أم كلثوم أو يجد الشخص منهم من الوقت ليستمع إليها فى مطولة من خلال الراديو ، فعصر الصورة الآن قد طغى على ذلك و لجأ بعض الشعراء – و أنا منهم – لقصائد الومضة الشعرية ، قد يكون الطول قديما علامة جودة على النفس الشعري الطويل و نجد ذلك عند شعراء كبار مثل الجواهري و أحمد شوقي و حافظ إبراهيم و غيرهم الشعراء لكن الآن اختلف الوضع تماما .

و من مميزات الديوان هو سهولة القافية و تناغمها عدم وضع كلمة للتكملة فقط أو ما نراه من عيوب للقافية عند البعض من استسهال أو إقواء أو وجود القافية التي يجبر على وضعها الشاعر و وجود صور طازجة أيضا في الديوان مثل ( زجاج الأصول ) في قوله أتكسر منهم زجاج الأصول في قصيدة ( لا .. ثم لا .. يا نزار ) و أغاريد ود و غيرها من الصور الجديدة و أيضا قاموس الشاعر اللغوي الكبير و الذي ربما يجعلنا نبحث في القاموس عن معنى كلمة لنتعرف على كلمة جديدة تضاف لقاموس القارئ .

و أخيرا:

لقد أبحرت في أمواج هذا الديوان الذي أدخلني إلى عالم :عبد المجيد فرغلي .. الشعري و أحسبني لن أخرج منه لأنه قد شدني كثيرا بقدرته الفائقة على التصوير و سلاسة أبياته و تلقائيته المنضبة بعقل شعري واع ٍ لما يكتب .
***
القاهرة في 12 / 12 / 2010
بقلم
عاطف الجندي
شاعر و ناقد مصري






  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2012, 10:19 PM   رقم المشاركة : 16
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحلة إبداع في تاريخ (أمة المجد)

القصيدة العلمية بين قوة السرد وذكاء التعامل مع التاريخ

دراسة تحليلية في قصيدة


(هيكل سليمان.. وَهْمٌ لا وجود له)


للشاعر الكبير / عبد المجيد فرغلي


بقلم الشاعرة / شريفة السيد


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخترت هذا الشاعر كما اختارت شكسبير أمته.. بل ونضعه في أحداق عيون الأمة على أرض الإبداع العربي؛ لأنه يستحق التكريم...
ما قبل:
إن كتابة مقالة نقدية حول قصائد الشاعر الكبير عبد المجيد فرغلي أصابتني بالحيرة؛ بسبب غزارة إنتاجه وملحميته التي تـُربكُ أي كاتب أو قارئ حديث.. لأنه يحتاج إلى كتيبة من النقاد، ولن يفلحوا في سـدّ تلك الثغرة.. فكل قصيدة تحتاج لدراسة خاصة، وكذلك الدواوين والملاحم والمسرحيات والقضايا التي تناولها.. فما بالكم وأنا أمام كم هائل من الإنتاج الأدبي المتميز.. لا يمكن لفرد واحد الإلمام به؛ وإن استطاع أبناؤه جمعه وحصره وتدوينه ونشره؛ فإنهم يحتاجون إلى عُمر إضافيٍّ لأعمارهم...
ودخلت المأزق بنفسي؛ فوجدته مأزقا يصعب التملص منه؛ إلا بكتابة مقدمة لكتاب يضم سيرته العطرة.. فرأيتها أيضا أقل مما يستحق الرجل، فهداني الله لعمل دراسة عن إحدى قصائده لعلها تفي الغرض، وتعطيه جزءًا من حقه على الأدب والنقد، وعليَّ أنا تحديدا... حيث استضافني الشيخ عبد المجيد فرغلي في النخيلة وفي صدفا بأسيوط؛ فكان هو بعينه الكرم يمشي على قدمين، والأدب والأخلاق يتوزّع نهرا سلسبيلا لا مثيل له، والفصاحة التي تفحم كل الفصحاء، وتـُخجل كل صاحب قلم.
من هنا توجَّبَ عليَّ ردًا لبعض دَينهِ، وحفاظـًا لجميل صنعهِ مع الأدباء الذين عاصروه وتنعّموا بكرمه الزائد وعلمه المتين، أن أقدم شيئا وإن كان يسيرا، مع وعد بعمل الأكثر من أجل تكريمه.
لذا.. وقع اختياري على قصيدته (هيكل سليمان.. وَهْمٌ لا وجود له) لتكون محط َّدراستي المتواضعة؛ التي أعتبرها مجرد انطباعات لا تعتمد على المناهج البلاغية الحديثة؛ لأن النص يُعد من الكلاسيكيات التي تتخذ من قواعد البلاغة القديمة أساسا لها..
من هنا نبدأ:
أولا: عنوان النص:
اختار الشاعر عبد المجيد فرغلي لهذا النص عنوانا جامعا مانعا يقرر فيه أن (هيكل سليمان هذا.. وَهْمٌ لا وجود له) وأنه أسطورة مزعومة فكانت أكبر الأكاذيب البشرية بل أكبر جريمة تزوير للتاريخ.. قال تعالى في وصف كـَتـَبـَةِ التوراة: "فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يكسِبون" سورة البقرة آية 79.
فكان العنوان أبلغ تعبير عن هدف النص، وإفحام الآخر بالأدلة والبراهين على كذبه وادعاءاته الكثيرة، ومنها أكذوبة هيكل سليمان.. تقرير واضح لا يحتاج إلى تفسير. ونفي يؤكد العكس، ويقف حجر عثرة أمام العدو المكابر... وفي توازٍ ملحوظٍ جاء العنوان لخدمة النص، والنص يبرر العنوان تبريرًا قاطعا.. دون أن يعطي فرصة للاهتزاز أو عدم اليقين.
ثانيا: البناء الشعري الرصين
إن ما يلفت النظر في هذا النص ذلك التناغم النصي، وعدم التنافر بين الجُمل الشعرية، وإعطاء كل فكرة حقها في العرض والتناول، دونما بتر يضعف بالمعنى أو يهدد النص بأي نوع من الخلل..... حيث يبدأ النص بقسَمٍ صادمٍ، ضميرُه اليقين بوهمية ما يقولون:
أقسمت بالمسجد الأقصى فداه دمي ..
وقبة الصـــــخرة اجتاز الهيام فمي
أن العـــــــدو الذي طال الغـرور به..
ويحسب الحلم ضعفا من ذوي الكرم
قد مدّه الصــــمت منا أن رأى هدفا..
يـــروم تنفيذه في ذلك الحـــرم
فهو يستعرض تلك النية المبيتة لهدم المسجد/ مكان إسراء رسول الله سيد الخلق قاطبة، ويسرد حقيقة هذا الهيكل المزعوم؛ مؤكدا أن الحَفر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل سيبوء بالفشل، ونتيجته هدم المسجد؛ إذ لا يوجد هيكل من الأصل..
ويتعرض الشاعر لعلاقة نبي الله سليمان – عليه السلام - بهذا الهيكل وعلاقته باليهود وقصة بناء الهيكل، وأين يوجد المسجد الأقصى والصخرة المقدسة بالضبط؛ حيث أ ُسْرِيَ برسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهما؟ يقول الشيخ في قصيدته:
أيبتغي الهدم شــــــارون لقبته....
والبحث في صخرة المعراج عن وهم
أظن هيكلا اندسَّتْ معالمــــــه ....
تحـــت البنــاء سـليمان بنى ولـم

الظن منه أتى في غير موقعـــــه ....
من فعـل شــارون أو باراك من قـدم
ليؤكد أن اليهود يدّعون أن نبي الله سليمان بنَى هيكلا لليهود كمكان لحفظ تابوت العهد، وأن هذا الهيكل يزخر بالرموز الوثنية والأساطير الخاصة بعبادة الآلهة الكنعانية، وأن نبي الله سليمان بنى الهيكل لإله اليهود "يهوه" أو "ياهو" لحفظ تابوت العهد، فإذا أثبتنا أن تابوت العهد لا وجود له في عهد النبي سليمان، إذن فلا حاجة لبناء الهيكل أصلا..! وهنا يبدأ في وضع الدلائل على مصداقية النفي يقول:
الهيكل انهـدّ مُذ عيسى المسيح أتى..
يقضي على الشرك حيث الوهــم لم يرم
وقـد طلـوه بقـار كبرتـوه لظـى ..
وأ ُحـرق القصر بالرومان لم يقم
.................................................. ..................
فإن يكـن هدمـه صحت روايتـه....
سـفر الملوك رواه من فم الكلم
" لكم خرابـا " سيغدو ولا وجـود له....
أبعد هـذا دليـل بالــغ الحكــم؟
قد دمرتـه يد الرومان ناقمـة.....
على يهــود وهم جرثومــــة الأمـم
ثم يحكي لنا كيف يدّعي اليهود ومنهم باراك وشارون ونتنياهو– زورًا – بذلك الهيكل مبررين ادعاءَهم بأن نبي الله سليمان كان يعبد إلهًا غير الذي كان يعبده باقي الأنبياء؛ هو إله بني إسرائيل، وأنه كان من عبدة الأوثان؛ لأنه بنَي معبدا يزخر بالرموز الوثنية. فإذا أثبتنا لهم أن نبي الله سليمان لم يكن كذلك، وأنه كان يعبد الله رب العالمين الواحد القهار كسائر الأنبياء؛ فهذا يعني أنه لا حاجة لبناء هيكل ضخم كما وصفه اليهود لإله اليهود ياهوه .
وقد اعتمد الشاعر في قراراته هذه على كتاب الله تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام ومُلكه العظيم.. وكذلك على كتب التاريخ المحققة والتي جاء فيها أن مُلكَ نبي الله سليمان ليس من بينه هيكلٌ وثنيٌ مطلقا، بل كان له قصرٌ عظيمٌ من الزجاج الصافي شاهدته بلقيس ملكة سبأ، وعندما تأكدت أنه نبي الله أتاه المُلك والعِلم والنبوّة آمنت وأسلمت لله رب العالمين، ولم تؤمن بإله بني إسرائيل الذي يدَّعي اليهود أن نبي الله سليمان كان يعبده، فإذا كان نبي الله سليمان يعبد الله الواحد كسائر الأنبياء؛ فلماذا يبني هيكلا وثنيًا لإله بني إسرائيل (ياهو) كما يدّعون؟
إذن فلا وجود لتابوت العهد بعد ذلك التاريخ، والاحتمال الأكبر أنه فـُقد منهم في أحد الحروب، لأنهم لم يحافظوا على ما جاء في لـَوحَي الشهادة، وبالتالي فلا وجود لتابوت العهد في عهد نبي الله سليمان عليه السلام.. لذلك يقول الشيخ:
أنتم بنو فريةٍ بالإفـك روَّجهـا ...
وثمّ صدق وهمـــًا غيـــر معتلم
ما هيكل من سليمان بناه لكم ...
وصُنتمـــــوه ولكن زال من قـدم
الهيكل المدعَّى مسـّـته قارعة...
ألقت حجــــارته من كـــف منتقم
فقد جاء في كتب التاريخ أن: "تابوت العهد" هو صندوق مصنوع من خشب السّـنط أودع به لوحَا الشهادة اللذان نـُقشتْ عليهما الشريعة، وتلقاها نبي الله موسى عليه السلام بسيناء، وكان بنو إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا، فضاع منهم حيث لم يحافظوا عليه.
وتاريخ كتابة هذه القصيدة 10/11/2000 يؤكد ثقافة المؤلف، واطلاعه على التاريخ العربي والعبري بلغتيه، أو بترجمة عن العبرية، حيث كان يعمل مُدرسًا لمادة التاريخ والجغرافيا معظم سنوات عمره.. ويبدو أنه اطلع على ما نـُشر بصحيفة معاريف الإسرائيلية في عدد 7 فبراير 1997: وأنَّ "منليك" بن سيدنا سليمان من "بلقيس" ملكة سبأ سرق تابوت العهد من أبيه أثناء بناء الهيكل، وهرب به إلى الحبشة، وأن الهيكل لا يعني أيَّ شيءٍ بدون تابوت العهد. وأن الحفر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل مجهود لا طائلَ من ورائه ولا هدف منه سوى هدم المسجد الأقصى.. وهذه هي الحقيقة برُمتها.. حيث شهد شاهد من أهلها... فيقول:
في دير مارٍ له قد كان موضعه..
في أرض سورية قد شـيدَ من رَضم
ولم تكن أرض قـدس تحت قبتها...
من مسـجد كان مسرى صاحب العلم
نعم بناه ســـليمان وشــــيّده ..
دارا لسـكناه أو محراب ذي رنم
إذن ما بناه سيدنا سليمان لم يكن أصلا تحت القبة، وإنما في (دير مار أو هار باللغة العبرية) بسورية، وكان دارًا لسكناه ومحرابا يتعبَّد فيه.. فما بالهم يدّعون غير ذلك.. ويضيف:
فقل لشـارون أو باراك قد ذهبتْ ...
أســـطورة الهيكل انسلتْ إلى العدم
وبحثكم عنه ســـعيٌ ليس يبعثه ...
من رقـدة الموت للثـاوي لدى أطم
وحقنا في تراب القـدس من زمن ...
زالـت هياكلـه في غمرة الظلــم
ما أرض كنعان قد كانت لكم وطنا...
في أي يـوم وعصـر بادَ لم يدم
بعدها يدلل على أن هذا لم يكن أول ادِّعاء كاذب، فقد مرَّ ذلك المكان بحملات غزو الفرنجة، حين قيل أن جسد المسيح ثاوٍ به.. ساردًا قصة الحوت وعصيان اليهود لنبي الله حين كانوا يصيدون في يوم السبت الذي حرَّمه الله... وحكى كذلك قصة العجل المصنوع من ذهب. وأهل إرم وعاد وثمود... الخ من القصص التي عصى فيها بني البشر الرسالات السماوية.... وأن القدس كانت لهم من قبل اليهود في منطقة أورشليم.. يقول:
القدس كانت لهم من قبل تسمية .. "بأورشليم" ودار للســلام نسم
كانوا أحق بها من قبل مرسلهم ..داوود.. وابن له قد كان في الحكم
حتى يصل إلى قوله بأن هناك من تنبأ بهدم الهيكل داود صاحب الحرث حتى حدث ما تنبأ به.. بالفعل..
ويوم أن كان داوود بمحكمـة..
في صاحب الحرث والمنفوش من غنم
وإن يكُ الهيكل البانيه صاحبه..
للذكــر في مشـرق الإصباح والظلم
وحينما مات من شــيد البناء له ..
وخربوه بفعل الســــوء والجــــرم
تنبأ المرســـل الداعي بشرعته ..
بهدم هيكلهم رأسـا على قدم
وكان ما كان من مســرى نبوءته ..
أبعـد قـــول فيه من كلم.؟
عودوا فما تلك من أرض المعاد لكم
بل أرض شعب ثوىمن سالف القدم
ثم يبدأ في سرد قصة الإسراء والمعراج.... إلى أن يقول متسائلا:
فهل مكان براق عند صـــخرته.. يُعطي إلى أحد من بعد مقتسم؟
لا فوق أو تحت أرض للبراق غدا.. من هيكل أو سواه ملك مختصم
ليعود لنفس القضية مرة أخرى، وأنه لا يوجد فوق القبة ولا تحتها إلا وهم من أوهامهم.. فهُمْ بأنفسهم الذين دمَّروا ما أشاروا إليه.. وأنهم بتدميرهم لتاريخهم قد شرَّدهم الله على الأرض فلم تقم لهم قائمة.. ليختتم النص بقوله:
طفل الحجارة من ماضين أو قدم .. من حقهم أرضهم ليست لمُجترم
ثالثا: نص فضفاض لشاعر محلق
من المدهش في هذا النص أن عدد أبياته يقترب من مائة بيت.. يحلق فيها الشاعر صعودا وهبوطا، وبيده عصا الأستاذ والمعلم والخبير، يشير بها على خريطة معلقة أمامه، يشرح جغرافيا المكان، ويعود بالكاميرا على طريقة (البلاي باك) مذكـِّرا إيانا بالتاريخ الذي نسيه اليهود.. بداية من عهد الكنعانيين الأول والآشوريين الأول ومن هم قبل ذلك.. فقد تغلبت مهنة الأستاذية عنده.. نظرًا لعلمه الغزير بشأن تواريخ البلاد؛ فسخـّر كل معلوماته لخدمة النص. يترك الموضوع الأصلي ليستطرد بما له علاقة به ليعود للموضوع الأصلي بانسيابية وحنكة وحكمة في التناول والعرض، ودون أن تشعر بأي نوع من الترهّل.. لأن كل جملة وكل معلومة وكل استطراد جاء في مكانه تماما. لنجد أنفسنا أمام نص محكم..
رابعا: ظاهرة التدفق الفكري في النص
يلاحظ أيضا ازدحام النص بالرؤى والأفكار، مع المحافظة على روح الفكرة الأساسية، وهي نفي القول بوجود هيكل سليمان تحت قبة الصخرة أو تحت المسجد الأقصى.. وفي المقابل إثبات أغراضهم الدنيئة وهي هدم المسجد الأقصى ....
فيتنقل الشاعر بمنتهى الرشاقة بين الأفكار الفرعية، التي فرضت نفسها بقوة على النص ومنها :
- غرور العدو بسبب الصمت العربي الطويل ما يجعلهم يحسبوننا ضعفاء.
- المرور بالضرورة على مكان المسجد الأقصى، والهدف من وجوده منذ البداية؛ كحكمة إلهية كبرى وهو الإسراء والمعراج.
- الهدف الحقيقي وراء حفر اليهود تحت قبة الصخرة وهو هدمها، وليس البحث عن الهيكل، وما هي إلا حجة ووهم يغلف أفكارهم الهدامة.
- إثبات صحة أهدافهم الخفية بالدليل القاطع التاريخي، بأن الهيكل انهدَّ منذ جاء عيسى ومنذ تدمير الروم للقدس كلها، وحرق الرومان للقصر.
- تحقـُق النبوءة التي قالت بخراب المكان كله من قبْل عيسى تحقـُقـًا فعليا..
- النتيجة الحتمية لكل هذا: وهي أنه لا معنى إذن لادعاءات شارون أو نتنياهو أو باراك بوجود الهيكل تحت القبة أو تحت المسجد الأقصى.
- تحديد المكان الحقيقي للهيكل السليماني، وهو دير (مار) أو (هار) (باللغة العبرية) في أرض سورية إن كانوا لا يعلمون.. وأن القدس لم تكن في سورية أصلا.. حيث بنى سيدنا سليمان هناك محرابًا له؛ لكن اليهود هم الذين أزالوه بأيديهم.. وبهذا ضاعت أسطورة الهيكل من الأساس.
- بيان أحقيتنا في القدس، وأن أرض كنعان لم تكن لهم وطنا في العصور البائدة..
- إظهار محاولات غزو متعددة على أرض القدس منذ الفرنجة وكلها باءت بالفشل. حيث ادعوا أنهم أحق بعيسى ولا هم أحق بعيسى ولا بموسى.
- التذكير بالفلسطينيين الذين هم أولَى بالقدس منذ أيام أورشليم، بل إنهم أحق بها من قبل داوود وابن له في الحكم.
- التذكير بصاحب الحرث والغنم المنفوش والمحكمة التي أقيمت وقتئذ، والهيكل الذي تم بناؤه للذكر.. وموت من شيَّده وتخريب المكان بفعل السُوء والجُرم. وتحقـُق النبوءة في ذلك أيضا.
- وجود قبة الصخرة كحلقة ربط بين الماضي والحاضر.
- التعرُض لرحلة الإسراء والمعراج وما حدث فيها بالضبط.. حتى العودة في نفس الليلة.
- استنكار أن يعطي الله مكان البُراق لأحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالله يُقسم الأشياء بحكمة.
- تقرير أخير بأن كل تلك الأقاويل ما هي إلا ادعاءات وافتراءات، لا أساس لها من الصحة.. وأن أصحاب الأرض أولى بها.. لأنها أرض العروبة ولها شعب يمثلها.. وبيانها درة جاءت من بين البانِ والعَلَمِ..
- سيظل طفل الحجارة سيد تلك الأرض وصاحبها.
ورغم تعدد الأفكار وازدحامها لم تهرُبْ الفكرة الأساسية من الشاعر، ولم يترهل النص.. بل ظلَّ مُحكما متينا، يتميز بقوة البيان في كل بيت فيه. واحدٌ وتسعون بيتا لم تتضارب فيها الأفكار ولا الرؤى ولا المعاني.. بل كانت في كل فكرة تدق مسمارًا في نعش ادعاءاتهم.. وترد عليهم رد الواثق باليقين القاطع بحقه.
خامسا: تعدد أساليب التعبير
تعددت أساليب الكتابة في هذا النص برشاقة؛ لتثبت جدارة الشاعر في التعبير بشتى الطرق. وأدلتنا من الربع الأول للنص على سبيل المثال (نظرا لطول القصيدة) هي :
- أسلوب القسم الدال على اليقين والثقة في مفتتح النص (أقسمت بالمسجد الأقصى فداه دمي)..
- وأسلوب النفي والإثبات كما في قوله: (فما له أثر يوحى بموقعه) (ما هيكل من سليمان بناه لكم) (ولا وجود له في أي مزدحم) وتعدد أدوات النفي بين ما ولا ولن.
- والإتيان بالأدلة والبراهين والمعلومات الثابتة من كتب التاريخ في قوله: (وقد طلـَوْهُ بقار كَبْرتـُوهُ لظى)، (وأ ُحرق القصر بالرومان لم يقم) (فرام قائد رومان كمنتقم) (حرقا لهيكلكم واجتاس بالقدم).
- والأسلوب التقريري والخبري في قوله: (الهيكل المدعَى مسَّته قارعة)، (ألقت حجارته من كف منتقم)، (مكان إسراء خلق الله قاطبة)، (وبدء معراجه سعيا على قدم)، (الهيكل انهدَّ مذ عيسى المسيح أتى)،( قد دمَّرته يد الرومان ناقمة، على يهود وهٌم جرثومة الأمم )، (باراك شارون نيتنياهو زعمُهمُ، محض افتراءٍ وقولٌ غير ملتئم ) ..
- وأسلوب التساؤل الاستنكاري.. في قوله: (أيبتغي ـ أظنَّ ـ أبَعدَ هذا دليل بالغ الحكم؟ )، (فأي معنى ادعاءٍ منه باقية، يجيزها مدَّعٍٍ في وهم محتكم؟)، (أو فعلٌ لمُجترم.؟).
- وأسلوب الاستنتاج (الظن منه أتى في غير موقعه)..
- وأسلوب الشرط بفعله وخبره كنتيجة مؤكده لصدق كلامه، ونفي ادعائهم في قوله: (فإن يكن هدمُه صحَّت روايته سفر الملوك رواه من فم الكلم) ..
- وأسلوب الاستدراك بـ لكن بعد النفي بـ ما في قوله: (ما هيكل من سليمان بناه لكم، وصنتموه ولكن زال من قدم ) (لكن يهودا أزالوا عنه حرمته).
- كثرة استخدام مشتقات الأفعال أو الأسماء مثل قوله: (مٌجترم- مُؤتمم- مُختتم- مُقتدم – مُختصم... الخ) وهي للدلالة على قوة المعنى وعدم سطحيته.
- وأسلوب الالتفات والانتقال من الحديث بضمير المتكلم في البيت رقم 1، إلى الحديث بضمير الغائب في البيت رقم6 و 7، إلى المخاطب في الأبيات رقم 9 إلى 19، ثم توجيه الخطاب لله تعالى بقوله: (يا رب فرية قوم عشـَّشتْ زمنا ) في البيت رقم 20، ثم إلى اليهود بقوله: (أنتم بنو فرية بالإفكِ روّجها ) في البيت رقم22، ثم إلى المخاطب مرة أخرى بقوله: (فقل لشارون أو باراك قد ذهبت) في البيت رقم 34،
كل ذلك قد أتى برشاقة بالغة وفي أبيات متتالية ومتتابعة، تفيد الانتباه واليقظة الدائمة، وتطرد الرتابة أو الملل من طول الأبيات، فلا يشعر المتلقي بشيء كهذا، من خلال قص وسرد متنوع الدلالات ومختلف في أساليب البيان..
- استخدام فعل الأمر للتنبيه والتحذير.. حيث تميزت القصيدة بالتنبيه الدائم باستخدام فعل الأمر كناقوس يدق فوق رءوسهم كقوله: ( فقل لشارون أو باراك قد ذهبت – فلترحلوا من ديارٍ كم بكم غصبت - فقل لعُبـَّاد عِجل صيغ من ذهبٍ- فلتتركوا أرض شعب ظل صاحبها - عودوا فما تلك من أرض المعاد لكم- فاخسأ أخا البغي شارون الذي عميت) ......إلخ
سادسا: نصٌ علميٌ تاريخي
وقد تميز هذا النص بكثرة المعلومات المحققة، سواء من القصص القرآني الكريم، أو من كتب التاريخ وكتب الجغرافيا... أو من قراءاته الحرة، والتي أثبتت تبحُّره في العلم، لدرجة تتدفق معها المعلومات خلال الكتابة، فلا يستطيع منعها في أماكنها لأهميتها وضرورتها وقوة الدحض بها..
فهو شاعر موسوعي.. نضحتْ على قصيدته كل المعلومات التي جمعها وعرفها عن موضوع النص.. فذكر:
- 19 اسمًا من أسماء الأماكن ( المسجد الأقصى – قبة الصخرة – القدس – دير مار – سورية – شرق سورية – محراب سليمان – أرض كنعان – أرض عاد – أرض إرم – أورشليم القديمة – دار السلام – أرض المعاد – البان والعلم – أرض الشعب الفلسطيني.
- 13 اسمًا لشخصيات تاريخية عظيمة: (ليس على رأسها اسم الله تعالى جل جلاله حيث تنزه عن كل اسم)، ثم جبريل عليه السلام.
- ومن الأنبياء: النبي سليمان – عيسى المسيح عليه السلام – موسى عليه السلام – داوود عليه السلام – ابن داوود عليه السلام – ورسول من عند داوود.
- ثم شخصيات يهودية مثل: شارون وباراك ونتنياهو – كما ذكر أيضا طفل الحجارة.. وأخيرًا البراق.
- ثم ذكر عدد 6 أمم ٍ وبدأها بخلق الله قاطبة: وهي الروم ومرة أخرى قالها الرومان – اليهود – الفرنجة – العرب – الفلسطينيين ضمنا..
- وذكر اثنين من الكتب السماوية: سفر الملوك.. وكتاب الله تعالى ضمنا.
- وعدد 6 قصص من القصص القرآني هي: قصة الإسراء والمعراج – قصة الحوت والبحر وصيد يوم السبت والأيام الحرم – قصة العجل الذهبي والسامري – قصة محكمة داوود وصاحب الحرث والغنم المنفوش – قصة بناء محراب سيدنا سليمان – قصة ملك سليمان العظيم.
- مما يدل على أنه شخصية موسوعية لديها من العلم والاطلاع والمعرفة ما يجعله في مصاف الشعراء الموسوعيين.. ويجعل من النص مرجعا تاريخيا تتعلم منه الأجيال.

سابعا: قلة الصور الفنية
لذلك... تقلُ في النص التشبيهات والصور الفنية، لأنه لم يستخدم لغة الخيال.. وإنما استخدم لغة الحقائق التي من شأنها التنوير والوصول إلى الحقيقة.. وكأنه يقدم مرافعة في قضية أمام المحكمة الدولية، ولكن بطريقة الإغراء الشعري بالوزن العروضي والقافية المتوحدة مع النص.. ذلك لأنه قارئ في القانون بل دارس له.. وله باع طويل فيه.. فكان العقل الباطن القانوني هو لسان حال الشعر.. وليس الخيال البحت.
فلم نجد سوى قليل من الصور ــ على طول القصيدة ــ منها على سبيل المثال: وصفه لليهود بأنهم/ ذوو فكرٍ نزق في البيت رقم 21.. وأنهم/ شُذاذ فكر في البيت رقم 26.. وأنهم/ الظالم الباني على وهْم ٍفي البيت رقم 77.. وأنهم/ جرثومة الأمم في البيت رقم 17.. وأنهم/ بنو فرية في البيت رقم 22.. وأنهم/ يحلمون بها، ويقصد الأرض في البيت رقم 26.. ووصف شارون بأنه/ أخو البغي شارون في البيت رقم 88.. ووصف سيدنا محمد بأنه/ صاحب الصخرة المرسى البراق له في البيت رقم 61. ووصف الأنوار بأنها/ مسبحة باسم الله في البيت رقم 67.. وأنه/ صلى على بساط هو وسام فخر في البيت رقم 72..
ثامنا: ميمية تتفق مع الغرض
وأخيرًا .. لقد وفق الشاعر في اختيار الوزن الشعري والقافية، لما فيهما من انزياحات دلالية ومعنوية ترمي إلى ميمية نهج البردة للإمام البوصيري، التي قيلت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما كان غيرُهما ليؤدي الغرض.. لكن ذكاء الشاعر في اختيار البحر والقافية جنح بنا إلى حب النص على المستوى النفسي، كمدخل مبدئي نميل إليهما طربا.. فاستطاع أن ينسينا بذكاء مفرط طول النص، وندرة الصور والخيال، كعامل لا يـُستهان به في الشعر بعامة.
لكنها في النهاية - بطريقته وأسلوبه المميز - قصيدة تمثل إضافة لشعره، الذي هو بالتالي إضافة للشعر العربي.







  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2012, 10:20 PM   رقم المشاركة : 17
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحلة إبداع في تاريخ (أمة المجد)

التناص فى ديوان
"
عودة إلى الله "
للشاعر
عبدالمجيد فرغلى .

دراسة بقلم

دكتور/ على حوم
مدخل :-
تأثر الشعراء بعضهم بالبعض الآخر من ناحية - وتأثرهم بما يقرؤون من التراث العربى واﻹسلامى والإنسانى من ناحية أخرى - يعد من القضايا التى لا يمكن تكرارها،حيث يستطيع الباحث أو القارئ المتمعن ملاحظتها بسهولة ويسر*بل إن هذه القضية فى آداب بعض الأمم وآداب بعض الأمم الأخرى- مما يدخل فى نطاق الأدب القارن - أمر لا يحتاج إلى نقاش.
فمن اللافت للنظر أن الشاعر" لا يبدع من فراغ قد يحوله إلى نبت شيطانى لا يستطيع حينئذ الاهتداء إلى أصوله وأسسه وإلا تحول الفن إلى نوع من الزيف،ولعل هذا الموقف هو ما شجع النقاد على التوقف عند مسألة الأخذ فأقروها "(1)
فحكم النقاد للشعر،العلماء به قد مضى بأن الشاعرين إذا اتفقا على معنى أو لفظ جمعاهما " أن يجعل السبق لأقدمهما سناً وأولهما موتاً ،وينسب الأخذ إلى المتأخر" (2)
وقد اهتم النقد العربى القديم بهذه المسألة اهتماما كبيرا،وتم إدراجها تحت باب"السرقات" (3)
بيد أن الشاعر_بوصفة متلقيا (قارئا أو سامعا)_يختزن كثيرا من أشعار الآخرين فى ذهنه،وتطفو بعد ذلك أثناء عملية إبداعه الشعرى،وربما يأتى ذلك من منطقة اللاوعى عنده،وهى ساحة الانطباعات والمشاهدات والخبرات.
ولعل التضمين بمعنى الأخذ من مصدر أدبى أو تراثى بقدر ما واستجلابه إلى النص الشعرى ،لخدمه السياق العام لهذا النص هو أقرب المفاهيم إلى مصطلح"التناص"،صحيح أن الدراسات النقدية الحديثة - والغربية منها بخاصة - أدرجت ما أسماه النقد العربى القديم بالسرقة تحت مصطلح " التناص"
وحين يذكر هذا المصطلح تذكر الناقدة الفرنسية"جوليا كريستيفا"التى أطلقته فى فترة السبيعينات،وإن لم تكن المكتشفة الأولى لعمليات التداخل النصى ، فقد سبقها إلى مثل ذلك((ميخائيل باختين))الذى تحدث عن التداخلات بين النصوص ،وعلاقة النص بغيره،وشبه ذلك بحالة المهرجان أو الكرنفال الذى يختلط فيه كل شئ وإن لم يستخدم - فى ذلك مصطلح"التناص"- الذى بقى لدى الفرنسين منذ وضعته كريستيفا - دون مرجعية تاريخية ، حيث لم تتم ترجمة باختين إلا بعد خمسة عقود انتشر بعدها فى فرنسا واوربا انتشارا كبيرا"(4).
وترتكز نظرة كريستيفا )) علي الطبيعة التداخلية للنصوص. ؛فالنص لايقوم بذاته ، وإنما هو مجموعة من تقاطعات لنصوص أخرى، يقوم بامتصاصها فتنخرط فى بنيته " (5) ومن ثم فإن " كل نص هو امتصاص وتحويل لنص آخر " (6) وقد انطلق المصطلح من كتب كريستيفا إلى آفاق النقد والنقاد فى كل مكان ، كما ظهرت الكلمة " التناص" عند " دولان بارت " فى كتابه " لذة النص " عام 1973م ، حيث يعتبر بارت " أن كل نص هو تناص " والنصوص الأخرى تتراءى فيه بمستويات متفاوتة ، وبأشكال ليست عصية على الفهم - بطريقة أو بأخرى - إذ نتعرف نصوص الثقافة السابقة والحالية ، فكل نص ليس إلا نسيجا جديدا من استشهادات سابقة "(7)
ويسمى " جيرار جينيت " تلك العلائق الخاصة بين النصوص ( بالتعالى النصي ) ، وهو يقصد به كل ما يضع النص فى علاقة خاصة مع غيره ظاهرة أو خفية ، وذلك من خلال الحضور الحرفي أو الاستدعاء الصريح لنص ضمن آخر "(نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كما أن كلمة " النص " لا تعنى فحسب " ما هو مكتوب ، فالتجارب الحياتية المعاشة تصبح فى الذاكرة " نصا " غير مكتوب ، أو مختزنا كرموز فى الذاكرة ، والقراءات السابقة تتحول دلالتها ومعانيها ومعلوماتها إلى " نصوص " مشابهة فى ذاكرة مؤلف النص الجديد " ( 9) ولا جدال فى أن مقدرة الأديب أو الشاعر " تتبدى أساسا من تشكيله من هذه النصوص - التى أتيح له تمثلها فى أطوار سابقة من تكوينه الثقافى – نصاً جديداً يحمل بصماتة الخاصة به ، أو – إذا شئنا استخدام لغة المجاز – حياكتة من تلك الخيوط التى وفرها له تكوينه الثقافى نسيجا محكما غاية الإحكام ، يصعب - إلا على القارئ المتمعن المدقق والخبير _ تمييز خيوطه المكونة له " (10)


ديوان : - " عودة إلى الله " للشاعر عبدالمجيد فرغلى .
هذا الديوان يمثل واحدا من الدواوين الكثيرة للشاعر عبدالمجيد فرغلى (1932_2009م) الذى عرف بالإنتاج الثرى القدير ، حيث تربو دواوينه الشعرية العشرين التى تقترب من العشرين ملحمة ومسرحية ومطولة . ونظرا لجودة شعره وغزارة إنتاجه ونفسه الطويل فى كتابة الشعر لقب بشيخ شعراء الصعيد ، وكانت أشعاره ولما تزل مادة لما يقرب من سبع رسائل ماجستير ودكتوراه ( 25 )
ويتميز شعر عبدالمجيد فرغلى بالرصانه والجزالة وتدفق الموسيقى وتنوعها ، وإخلاصه للشعر العمودى التقليدى صياغة وبناء ، مع التسليم بمواكبة شعره لقضايا العصر الحديث وما يمور به واقع الأمة العربية والإسلامية من نكبات وأزمات وصراع سياسى وطبقى . وتندرج معظم قصائده تحت مفهوم " المطولة الشعرية " (26) فعلى سبيل المثال : الديوان الذى بين أيدينا الآن " عودة إلى الله " يقع فى ست وخمسين صفحة من القطع الكبير ، مكتوب بالكمبيوتر ( على نفقة المؤلف ) ، ويحتوى على خمس مطولات شعرية ، يتراوح عدد أبيات المطولة منها بين ثلاثمائة وتسع عشرة بيتا ، وبين ألف ومائتين وثلاثة وثلاثين بيتا ، وهى مطولة " واقف على باب القبول " وقد جائت على قافية واحدة ، ووزن واحد هو بحر الخفيف ، وفيها يسرد حياة الرسول الكريم منذ مولده ، مرورا بالأحداث التى مرت به عليه الصلاة والسلام ، وانتهاء بفتح مكة ، وقد تخلل الطولة إشارات إلى ما تعانيه الأمة العربية والإسلامية من أحداث فى العصر الحديث .
ومن ثم فإن هذه المطولة وغيرها تتجلى فيها ثقافة الشاعر عبدالمجيد فرغلى ووعيه بأحداث التاريخ الإسلامى وإلمامه بقضايا العصر ، ولذلك يأتى تأثره بالتراث الإسلامى والقرآن الكريم والحديث الشريف فى صور تناصات تتفاعل على نصه الشعرى ، وتعمق دلالته ، وتؤكد على رؤاه وأفكاره ، وموقفه من الحياة والأحياء ففى قصيدتة :
" جريمة العصر " رصد لما حدث عام 1987 فى رحاب بيت الله الحرام ، وما أثاره الإيرانيون من مظاهرات واحتجاجات لمساندة ثورة الخومينى ومحاولة نشر أفكاره الشيعيه ، وما نتج عن ذلك من قتل أكثر من أربعمائة قتيل فى رحاب بيت الله الحرام ، وفى أحد الأشهر الحرم ، لذلك فإن عنوان القصيدة " جريمة العصر " له دلالته ، لأنها جريمة الكريم ، وهى محاولة تدمير الكعبة من قبل أبرهة الحبشى ، فالجريمتان قد حدثتا فى مكان واحد ، ولكن مع تغير الأسباب والملابسات التى أحاطت بكل منهما .
ألم يكفه دم حرب الخليج فأحزم بين الحجيج الشغب
وفى حمأة من عمى مذهبى يخضبه بالردى الملتهب
وينفث حقد ظلام السنين على العاكفين وساع قرب
ومن يرد البيت يوما بظلم بإلحاده فيه يلقى العطب
ومن يبغ كيدا ببيت السما ء خاب سعيا وتب
أيرم فيه ببيض الثياب وسود النوايا تحل الصبب
ومن قبل أبرهة قد عدا بجيش غزا فارتمى واضطرب
مضى كيد أبرهة خائبا بسهم المنية لا بالحرب
رمته مسومة باللظى بطير أبابيل تلقى الحصه
ومما يعمق من دلالة الحدث الجديد تناصه مع الحدث التاريخى القديم
( غزو أبرهه لبيت الله الحرام ) أن القرآن الكريم أفرد لهذه الحادثة سورة من سوره هى صورة الفيل ونصها :"
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5)صدق الله العظيم}.
كما أن تناص الشاعر من خلال الإشارة إلى الطير الأبابيل _ كما ورد فى السورة السابقة _ يستدعى انتباه المتلقى الذى يعى تاما قدسية وجلال القرآن الكريم ومؤازرة هذا السياق القرآنى للسياق الشعرى ، ومن ثم فإن الشاعر يؤكد على فشل تلك المحاولتين ( القديمة والحديثة ) ، ذلك أن الشخصية المستدعاة ( أبرهة الحبشى ) تعمق دلالة الحدث الجديد ( جريمة العصر ) لما لشخصية أبرهه من نصب كبير فى الوعى الجمعى ، وارتباط ذكر علم تراثى مثل أبرهة يرتبط " بتداعى أفكار معينة فى ذهن المتلقى ، وما دام الأمر كذلك فإن المتلقى يستطيع أن يرصد _ كذلك _ ارتباط بعض الشخصيات بتداعى حوادث معينة فى ذهن المبدع ذاتة ، حيث يتلازم استدعاء العلم والحادثة(2نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بمعنى استدعاء شخصية أبرهه ، ومحاولة هدمه للكعبة فى مقابل الحادثة الجديدة ( موضوع قصيدة " جريمة العصر " ) .
ثمة حادثة أخرى يسردها الشاعر فى قصيدته " تائب إلى الله "
وتتلخص فى تناحر القبائل العربية وتنافسها فى شرف رفع الحجر الأسود ووضعه فى الكعبة ، وما كان من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من حكمه سدسدة مضادها : دعوته لاشتراك كل القبائل فى نيل هذا الشرف ، وذلك بوضع الحجر فى ثوب ، وكل ممثل لقبيلة أمسك بطرف من ذلك الثوب ، وهذا التصرف الرشيد عمل على لأب لصدع والتناحر والتقاتل بين تلك القبائل . إن الشاعر يوظف تلك الحادثة لإيجاد موقف حاسم لدرء مخاطر الصراعات والتناحر بين الشعوب .
جئ بالثوب بينهم فرشوه حجر البيت قد حواه الرداء
ودعا كل ذى القبيلة منهم ممسكا جانبا وجد الضاء
ذهب الخلف بينهم وسرى الو د ومن حوله التفت آراء (29 )
وكأن الشاعر يأخذ من التاريخ الماضى درساً ليستفيد منه القادة والزعماء فى العصر الحديث ، معتمداً _ فى ذلك _ على وضوح هذه الحادثة فى أذهان المتلقين ، مما يعطى لهذا النداء مصداقية وصدقاً ، افتداء برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الذى رأب الصدع بين القبائل :
ليت قومى بكل أرض وعصر
يحسم الخلف بينهم فطناء
يرأبون الصدوع بين شعوب
للهدى قادها لحب إخاء
من هدى مولد الرسول ضياء
شع منه إشراقة وسناء ( 30 )
كما يتناص الشاعر عبدالمجيد فرغلى مع أول جريمة قتل على وجه الأرض
( حين قتل قابيل أخاه هابيل ) ، حيث يتخذ الشاعر من هذه الحادثة مدخلاً لإدانة الشعوب التى يقتل بعضها بعضاً :
وإذا كان صان قابيل وداً هل لهابيل كان سالت دماء
فربة الأمس فرية اليوم حتى يرث الأرض ربها إذ يشاء
لم لا يربط الإخاء قلوبا فرقتها البغضاء والأرزاء
كلهم آدم ، وآدم أصل من تراب وهم له الأبناء
ولا يقف تناص الشاعر عبدالمجيد فرغلى عند هذه الأمثلة التى تحدثنا عنها ، وإنما هناك أمثلة كثيرة ، يبد أنها لا تخرج عن تناصاته مع القرآن الكريم والتاريخ الإسلامى والحديث النبوى الشريف / وقلما تطرقت إلى منابع أخرى كالتراث اليونانى أو الفرعونى أو الأدب الشعبى ، ولا غرابة فى ذلك فثقافته العربية والإسلامية جعلته أكثر أهتماماً بغيرها من ثقافات أخرى وربما يبدوا استلهام التراث بصفة عامة فى دواوين أخرى للشاعر وهى كثيرة كما تقدم .

خاتمة :
فى ضوء ما تقدم يمكن القول بأن الديوان وهو ضمن دراسة بعنوان "
التناص فى خمسة دواوين لشعراء من الصعيد..دراسة بقلم دكتور/ على حوم" جاء بها:


"الدواوين الخمسة : نظرة أولية
لما كان التناص يمثل ظاهرة فنية تنسحب على الدواوين الشعرية الخمسة التى دفعها إلينا إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى لكتابة دراسة نقدية عنها ، ومن خلال قراءتى لهذه الدواوين تبين لى أن هذه الظاهره فرضت نفسها على كثير من القصائد التى احتوت عليها الدواوين الخمسة التالية :-
ديوان " أحلام يقظان " للشاعر الراحل محمد على مخلوف - إصدارات جماعة شعراء حلوان - الإصدار الأول - القاهرة 1997م
ديوان " عودة إلى الله " للشاعر عبد المجيد فرغلى -أسيوط1999
ديوان " ما قبل العزف " للشاعر أحمد هريدى أبو بكر – جهينة-سوهاج 2000م .
ديوان : أقفاص الحرية " للشاعر أحمد شوقى عبدالموجود - سوهاج 2007 م .
ديوان " صحوة " للشاعر أحمد عارف حجازى - المنيا 2009م ويلاحظ على هذه الدواوين أن أصحابها قد أصدروها على نفقاتهم الخاصة ، ما عدا الديوان الأول الذى صدر عن جماعة أدبية هى " جماعة شعراء حلوان " التى يبدو أنها كانت تضم أعضاء من كافة شعراء مصر ، من بينهم شاعرنا الراحل محمد على مخلوف الذى ينتسب - من حيث المولد والنشأة إلى قرية " بنى عدى " إحدى قرى منفلوط بمحافظة أسيوط ، كما يلاحظ أيضا أن التوزيع الجغرافى لهؤلاء الشعراء يمثل ثلاث محافظات بصعيد مصر ، هى : أسيوط ، ونصيب الدراسة منها شاعران ، وسوهاج ، ونصيب الدراسة منها شاعران أيضا ، بينما جاءت محافظة المنيا ممثلة فى شاعر واحد .
ومن اللافت للنظر أن هؤلاء الشعراء الخمسة لا ينتمون إلى مدرسة شعرية واحدة ، وإنما تتنوع انتماءاتهم واتجاهاتهم الفنية ، فثمه شاعران ( عبدالمجيد فرغلى _ أحمد شوقى عبدالموجود ) ينتميان إلى مدرسة الشعر العمودى الذى تبنى موسيقاه الداخلية والخارجية على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدى،وثمة شاعر ينتمى الى المدرسة الرومانسية من حيث الأخلية والصور الفنية والالفاظ والتعبيرات. هو محمد على مخلوف
اما الشعر التفعيلى فيمثلة من هذه الدراسة شاعران،هما: أحمد هريدى أبو بكر،وأحمد عارف حجازى،مع التسليم بالتفاوت بين الشعراء الخمسة فى مستوى الابداع،الذى يصل إلى حد التجديد والابتكار،والاتباع الذى لا يصل إلى مستوى إلاجادة حتى فى النماذج التى تم الاحتذاء بها،أو بمعنى آخر:الإبداع الذى يضع صاحبه فى الصدارة والمتن ، والاتباع الذى يلقي بصاحبه الى الهامش "


وتثير هذه الدراسة تثير ثلاثة تساؤلات :-
أولاً :- ما ستقبل الأدب فى ظل التغيرات العصرية ؟
ثانيا :- هل ثمة مستقبل للتجريب والأشكال الأدبية الجديدة ؟
ثالثاً :- بما يوصف أدباء الصعيد فيما يتعلق بالمتن والهامش ؟
لا شك فى أن بعض هذه التساؤلات قد أجيب على بعضها فى ثنايا سطور الدراسة ، فقد لاحظنا أن بعض هؤلاء الشعراء ( أصحاب الدواوين الخمسة ) قد واكبوا التغيرات والأحداث العصرية ، مع التفاوت فيما بينهم فى التعبير عن هذه الاحداث والتغيرات ، فمنهم من جاء تعبيره فجاً تقريراً بحيث لم يصل إلى رؤية فنية واعية تستشرق آفاق المستقبل ، ومنهم من عبر عنها تعبيراً فنياً راقيا . أما التساؤل المتعلق بالتجريب فإن منهم من جربوا استخدام اللغة المجازية التى تعتمد على مصطلحات الحضارة الحديثة ، ومنهم من حاول التجريب الشكلى فوق الصفحة البيضاء فلم يسفه هذا التجريب بدلالات جديدة تخدم النص الشعرى يتبقى – بعد ذلك – التساؤل الأخير : وهو مستقبل أدباء الصعيد بين المتن والهامش ... هذا تساؤل متشعب وخيوطه متشابكة ، وحدود هذه الدراسة لا تسمح برصد أبعاد وملامح هذا التساؤل حيث نلقى قضية " المتن والهامش " بظلالها على أكثر من بعد من أبعاد التجربة الشعرية وما يرتبط بها من أمور التلقى ووسائل هذا التلقى ( ندوات – إذاعة وتليفزيون – نشر ورقى – نشر الكترونى )
فإذا كان المتن يعنى المركز أو بؤرة الاهتمام – بمعناه الاصطلاحى ، فعلى أى مقياس يوضع أدباء أو شعراء فى المتن ، وآخرون فى الهامش .
إن ثمة معايير أخرى تحكم مسألة المتن والهامش ، فليس الإعلام أو الشهرة التى يصنعها أصحابها – بدون إبداع فنى حقيقى – أحد مقاييس الحكم على الشاعر ووضعه فى المتن أو الهامش .
وليس التعبير عن الطبقات المقهورة والمهمشة فى المجتمع ، هو المعيار الذى يحدد موقع الشاعر ( فى المتن – أو فى الهامش ) فذلك أمر آخر يتعلق بمضمون العمل الأدبى ، وليس له علاقة بمسألة المتن والهامش ، إذ لم تعد هناك مقاييس نقدية تحكم على الأدب من خلال المضمون وحده أو الشكل وحده ، وإنما تتحدد جودة العمل الأدبى بالاثنين معاً : المضمون والشكل .
ومن ثم فإن عناصر الإبداع الفنى هى وحدها المعيار الذى يجعل شاعراً أو أدبياً فى ( المتن ) وشاعراً أو أدبياً آخر ( فى الهامش ) فكم من الشعراء والأدباء ضعوا لأنفسهم أبراجاً شاهقة من الشهرة وذيوع الصيت – من خلال مكانتهم الاجتماعية ومن خلال وسائل الإعلام – فصفق لها أناس ، ثم ما لبثت أن اندثرت وانمحت من الذاكرة ، فحين ظل شعراء وأدباء آخرون لم ينالوا من الإعلام والشهرة ما تستحقة إبداعاتهم الأدبية من تقدير وتبجيل ، بينما حفظ لهم التاريخ والدرس النقدي المحايد ما تستحقه أعمالهم من تقدير وإشادة بها وبأصحابها فالعمل الإبداعى الذى نكتمل أدواته الفنية ورؤاه وأفكاره هو الذى يستحق أن يكون فى المتن ( الركز – بؤرة الاهتمام ) أما سوى ذلك فموقعه فى الهامش ( الإفصاء والنفى خارج حدود الإبداع الفنى الحقيقى ) بكل ما تحمله كلمة إبداع من معان ودلالات .
الهوامش والإحالات :-
د. عبدالله التطاوى :- المعارضة الشعرية بين التقليد والإبداع – دار الثقافة والنشر والتوزيع – القاهرة 1988 ، ص 26 .
أبو بكر بن محمد بن يحيى الصولى : أخبار أبى تمام – ( حققه وعلق عليه : خليل محمود شاكر ، محمد عبده غرام ، نظير الإسلام الهندي ) – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة الذخائر – عدد 170 – القاهرة 2008 م ، ص 100
انظر د . عبدالله التطاوى : السرقات الأدبية – مكتبة الأنجلو المطرية – ط . الرابعة 1975م ، ص3 وما بعدها ( وقد ورد فى هذا الكتاب – ص161 – أن بعض النقاد قد تلطف فأطلق على السرقة البارعة اسم " حسن الأخذ " ومن ذلك التضمين والاقتباس ، سواء أكان الاقتباس من القرآن الكريم أو الحديث النبوى الشريف .. )
فاروق عبدالحكيم دربالة : التناص الواعى شكوله وإشكالياته ، مجله " فصول " – القاهرة – العدد 63/ شتاء وربيع 2004 م ، ص 306
فاروق عبدالحكيم دربالة : المرجع السابق ، ص 306
هذا القول ينسب إلى جوليا كريستيفا ، أورده ليون سمفيل فى مقال بعنوان " التناصية " وترجمه : محمد هير البقاعى ضمن كتاب : " آفاق التناصية " الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1998م ص 98 .
رولات بارت – نظرية النص – ضمن المرجع السابق ( آفاق التناصية ، ص42 )
انظر : مدخل إلى النص الجامع – ترجمة عبدالعزيز شبيل المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة 1999م ، ص.7
سامى خشبة : مصطلحات الفكر الحديث – جـ 1 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 2006 م ، ص240 .
عبدالنبى اصطيف : خيط التراث فى نسيج الشعر العربى الحديث مجلة " فصول " – القاهرة – المجلد الخامس عشر – العدد الثانى – ضيف 1996م ، ص 185
انظر الكلمات والمقدمات التى تصدرت قصائد الديوان لكل من : د. محمد عبدالمنعم خفاجى ، د . صلاح أحمد مخلوف ، الشاعر عبدالحميد فارس ، والشاعر محمود شاور ربيع .
كاملة سالم العياد : التناص فى الشعر الكويتى – دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة – دولة الإمارات العربية المتحدة 2009م ص33
محمد على مخلوف : أحلام يقظان – القاهرة – إصدرات جماعة شعراء حلوان – الإصدار الأول 1997 م ص12
محمد على مخلوف : المصدر السابق ، ص 131
محمد على مخلوف : المصدر نفسه ، ص 131
انظر د . أنس داود : الأسطورة فى الشعر العربى الحديث – مكتبة عين شمس – القاهرة 1975م ، ص237 .
ستيفن سبندر : الحياة والشعر – ترجمة محمد مصطفى بدوى – القاهرة -1995 م ، ص22 .
إبراهيم ناجى : ليالى القاهرة – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 2008 م ، ص 63 .
محمد على مخلوف : المصدر نفسه ، ص 27
د. رجاء عيد : القول الشعرى منظورات معاصرة – منشأة العارف بالاسكندرية 1995م ، ص 227
محمد على مخلوف : السابق ، ص 41
أنظر د . أنس داود : المرجع السابق ، ص 222
صالح الشرنوبى : ديوان " أصداف الشاطئ غبرات سبحات .. نسمات " جــ 1 تحقيق عبدالحى دياب ،مراجعة د. أحمد كمال زكى ، الهيئة العامة لقصور الثقاقة – القاهرة 2003 م ، ص 122
د . أنس داود : المرجع نفسه ، ص 221 .
انظر السيرة الذاتية للشاعر بقلم ابنه عماد عبدالمجيد فرغلى ضمن كتاب " رحال الشعر العربى عبدالمجيد فرغلى " دراسات نقدية " – إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى – فرع ثقافة أسيوط يناير 2011م ، ص 7 – 16 .
انظر على حوم : المطولات الشعرية عن عبدالمجيد فرغلى ديوان " عبير الذكريات نموذجاً " دراسة نشرت ضمن كتاب : رحال الشعر العربى عبدالمجيد فرغلى " دراسات نقدية "
عبدالمجيد فرغلى : عودة إلى الله ، ص 12
أحمد مجاهد : أشكال التناص الشعرى دراسة فى توظيف الشخصيات الذاتية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1998م ص 53
عبدالمجيد فرغلى : المصدر السابق ، ص 43
عبدالمجيد فرغلى : المصدر نفسه ، ص 43
عبدالمجيد فرغلى : المصر نفسه ، ص 42
أحمد هريدى أبوبكر : ما قبل العزف ، ص 12
أحمد هريدى أبوبكر : المصدر السابق ، ص 17
د. على عشرى زايد : استدعاء الشخصيات الذاتية فى الشعر العربى المعاصر – دار الفكر العربى – القاهرة 1997م ،ص 288
أحمد هريدى أبو بكر : المصدر نصه ، ص 22
أحمد هريدى أبو بكر : المصدر نفسه ، ص 22
راجع د. محمد بنيس : الشعراء العربى الحديث – الشعر المعاصر – دار توبقال للنشر – الدار البيضاء ، ص 2-1996م هامش ص188 ، حيث أورد ما حكى عن خلف الأحمر الراوية ونصيحته لأبى نواس بكثرة حفظ الشعر ثم نسيانه ، على اعتبار المخزون خلف الذاكرة .
فاروق عبدالحكيم دربالة : مرجع سبق ذكره ، ص 326
أحمد شوقى عبدالوجود : أقفاص الحرية ، ص 8
أحمد شوقى عبدالموجود : المصدر السابق ، ص9
احمد شوقى عبدالموجود : المصدر نفسه ، ص 13
أحمد شوقى عبدالموجود : المصدر نفسه ، ص53
أحمد عارف حجازى : صحوة ، ص 24 ، 25
انظر على حوم : أدوات جديدة فى التعبير الشعرى المعاصر الشعر المصرى نموذجاً دراسة نقدية – دولة الامارات الوجية المتحدة – الشارقة – دائرة الثقافة والإعلام 2000م ، ص 105 – 130 ( الفصل الخامس بعملات الترقيم ودلالاتها فى النص الشعرى )
أحمد عارف حجازى : المصدر السابق ، ص 32 – 49
د . رجاء عيد : مرجع سبق ذكره ، ص 225
***********************************************
بالتوفيق ان شاء الله






  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2012, 10:21 PM   رقم المشاركة : 18
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحلة إبداع في تاريخ (أمة المجد)

صورة الأدب المقاوم

فى شعر

"
عبد المجيد فرغلى"


بقلم / عبد الحافظ بخيت متولى


يقول المتنبى

أكلـما رمت جيشا فانثنى هربا *** تصرفت بك في آثاره الهمـمُ

عليك هزمهم في كل معتـرك *** و ما عليك بهم عارإذا انهزموا أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر*** تصافحت فيه بيض الهند واللممُ
مدخل
حفلت المكتبة العربية بالعديد من الكتب والدراسات والأبحاث في النقد الأدبي ، وتناول جلـّها تجارب شعراء وقصاصين وروائيين وحقب شعرية ومدارس فنية في الشعر والنثر شرقية وغربية لكنها وللأسف ما تزال شحيحة في الموضوعات التي تتعلق بأدب المقاومة العربية ، وما صدر لحد الآن لا يشكل إلا ّعددا ً قليلاً جدا ً من الكتب لكتّاب يدركون أن الكتابة في هذا الموضوع مسؤولية أخلاقية ووفاء لموقف من أختار أن يعبئ ماسورة بندقيته برصاص الكلام النافذ إلى قلب العدو الغازي والمعتدي الحاقد .
ومن الكتب التي تناولت أدب وثقافة المقاومة العربية :





إن النقد الأدبي يستطيع أن يقدم خدمات جليلة لأدب المقاومة ، ويساهم في ترويجه وتشذيبه وتعزيز مكانته بين الأجيال المتعاقبة من القراء ، وهو قادر على تحفيز الشعراء الشباب المقاومين ممن يستحقون لقب (شاعر مقاومة ) ويقدمهم للقارئ العربي بامتياز مما يدفع بهم قدما ً إلى أمام ، كما أن عمليتي الرصد والتوثيق للأدب المقاوم مهمة تاريخية في غاية السمو ولا يقدر على إجادة التقديم فيها إلا من اتسم بالفكر النير والعلمية والموضوعية من نقادنا العرب.
يقول الأديب والمفكر العربي الراحل أدوارد سعيد « لم أستطع أن أعيش حياة ً ساكنة أو غير ملتزمة ، ولم أتردد في إعلان انتمائي والتزامي بواحدة من أقل القضايا شعبية على الإطلاق « أجل فقضية مناهضة الإستعمار والاحتلال ، والمقاومة بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة ليست قضية مربحة لأن المستفيد الوحيد منها هم أبناء الشعب الفلسطيني وليس تجار الحروب أو سماسرة السلاح ، كما أن المقاومة (تضحية من أجل الآخر الذي لا نراه ) كما يقول الشاعر ناظم حكمت ، لكن الربح الحقيقي فيها هو أن يربح الإنسان المقاوم نفسه ، ثم شرف كتابة اسمه بماء الشمس على لوحة السماء ليتألق كنجمة في مساء الصيف تراه الدنيا بكل بهاء وجلاء
وتؤكد أدبيات التاريخ الإنساني وتجاربه أن الأدب والفنون رافقا الإنسان طوال تاريخه الحربى ويمكن أن يقسم دور الأدب المقاوم في الدعم والمساندة إلى ثلاثة أقسام: ما قبل المعارك، أثناء المعارك، ما بعد المعارك، ولكل منها ملامحها وخصائصها الفكرية والفنية والتى يمكن إجمالها (غالبا) فى تلك العناصر "الدعوة إلى استرداد الحقوق المغتصبة" الدعوة للجهاد، الحنين إلى الديار والوطن، الدعوة إلى قيم العدل والإصلاح، التغني بالبطل والانتصار كما أن (البكائيات) تعد ضمن عناصر تناولت أدب المقاومة وإبداعاته وهو ما نلاحظه فى الإنتاج الأدبي خلال فترة انهيار الدولة الإسلامية فى الأندلس مع الدعوة للثأر والبحث عن البطل والبطولة وطلب النجدة.
ولمواجهة ثقافة الفتنة والاستسلام التي تنتشر اليوم في بلادنا العربية لابد من تبني ثقافة وأدب المقاومة قبل الحروب العسكرية فلقد أصبحت ثقافة وأدب المقاومة ذات دور وقائي أي يمكنه أن يعمل قبل بدء المعارك ويعتبر أدب المقاومة الآن أكثر أهمية من أى وقت مضى حيث أنه هو الكلمة الحرة المؤثرة التى تبحث عن الأسباب ولا تبرر الخطأ بل تدعو إلى تحضير الذات فى مواجهة الآخر العدوانى فتكثر الأمثلة وتتعدد الآراء ووجهات النظر ويبقى أدب المقاومة دوما خير معبر عن محاولة الإنسان منذ قديم الزمان وحتى الآن ليبقى صوت الحق فى مواجهة الباطل بكافة الوسائل المتاحة ليس بتعزيز القدرة على مواجهة الآخر فقط ولكن بتعزيز الذات (الجمعية) وتعظيم عناصر قوتها في مواجهة هذا الآخر المعتدي.
وإذا ما ترجمنا هذه المعاني علي واقعنا العربي والإسلامي اليوم، نجد أن دعاة الفتنة المذهبية والسياسية هم أنفسهم دعاة الاستسلام والتحالف الضمني مع مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني، وإن تخفوا تحت عباءات مضللة أو احتموا بلافتات كاذبة مثل حماية ورعاية المقدسات، إننا أمام مشروع واحد في الواقع، مشروع للفتنة والقبول بالهيمنة في الوقت ذاته، ومثل هذا المشروع لا يمكن مواجهته دونما امتلاك مشروع مضاد، ونحسب أن مشروع المقاومة بثقافاتها وآدابها وإعلامها هو وحده القادر علي ذلك، وهو الأكثر تماساً مع هوية الأمة وتاريخها ومصالحها، ومن الواجب الشرعي قبل السياسي علي دعاة المقاومة وحماتها من النخبة السياسية والثقافية في بلادنا أن يتبنوا هذا المشروع ويدعوا إليه إذا كانوا بالفعل جادين في مواجهة كارثة المشروع الأمريكي/ الصهيوني وتابعيه من دعاة الفتنة في أمتنا
تعدّدت الأنماط الشعرية في الأدب المعاصر، وبرزت أنماط جديدة غير تلك التي كانت معهودة عند الشعراء في العصور السالفة،
1 ـ أدب المقاومة في فلسطين المحتلة/للأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني 2 ـ الثقافة والمقاومة / للأديب والمفكر الفلسطيني أدوارد سعيد . 3 ـ الموت والحياة في شعر المقاومة / للناقد د . قصي الحسين . 4 ـ الأدب والمقاومة / د . خالد علي مصطفى . 5 ـ ملامح في الأدب المقاوم / د.حسين جمعة . وإن أبرز تلك الأنماط الشعرية في الأدب المعاصر هو ما يُسمّى الأدب المقاوم.
والشعر الذي هو أحد مفردات الأدب المعاصر، يعتبر بطبيعته ثورياًَ إذا ما قيس بمفردات الأدب الأخرى كالقصة والرواية والمسرح، وغيرها من المفردات الأدبية الأخرى، إذ القافية عادة ما تلتهب عند الشاعر عصريةّ كانت هذه القافية أو كلاسيكية، فالأسلوب لا يحدّ من الانفجار الهائل في الأبيات الشعرية المعاصرة، حيث يتحكّم الشاعر فيها بأسلوب فنيّ وبلاغي مُطَعّمٍ بثقافته المتنوّعة ليصوغ من حروف وحيه الشعريّ الممزوج بالوعي الفكريّ أو السياسيّ أو الاجتماعيّ أو حتى العلميّ ما نسمّيه بعد ذلك بالقصيدة مختلفة في الشكل والمضمون وتختلف القصيدة المقاومة كنمط برز في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي على أيدي بعض الشعراء الفلسطينين من أمثال محمود درويش ، وسميح القاسم، وفدوى طوقان وغيرهم من الشعراء الذين أسسوا مثل هذا النوع من القصيد، تختلف عن بقيّة أخواتها من القصائد الأخرى بأنّ ركيزتها الأولى هو عنصر المقاومة، حيث يستشرف الشاعر من خلالها مستقبل القضية من دون الوقوع في مستنقع ( الأيدلوجية ) لتُبقى القصيدة على عنصر التشويق والتدفّق الشعريّ والجمال الأدبي الراقي والعفويّ والفطريّ والوحدة العضوية التي يُنادي بها كثير من النقاد اليوم، إلا أنها تُهرّب عبر حدودها المفتوحة وعياّ حقيقياً لمسارات القضية السياسية ليتلقّاها المتلقي عبر اللاوعي بسبب جماليات الأبيات واتساقها ونضارة مداركها، ولُطف معا
لذا يلجأ الشاعر في القصيدة المقاومة إلى إبراز ما يستشعره وما يؤمن به من أفكار وما يُحسّه هو من اضطهاد وظلم وألم متكئاً على عنصر المفاجأة أحياناً وعنصر المفارقة في أحايين كثيرة، مثله مثل الشاعر في القصيدة الأخرى، إلا أن العنصر الثوريّ الكامن في اللفظ النّاري، والحرف الانفجاريّ، والمعنى الحسيّ، والانفعال الذاتيّ، تبرز كلها أمام المتلقي وكأنها أسلحة يريد أن يستخدمها في وجه عدوّه، لكنْ بابتعاد كبير وحذرٍ ومدروس عن المباشرة ، فيصنع من الحرف قُنبلةً، ومن القافية قذيفة، في جوٍّ مقبولٍ ومستساغ من لدن المتلقي الذي يصفّق وبحرارة متقبّلاً لما يتلقّاه ومستزيداً الشاعر للإعادة أو الاستئناف أثناء الإلقاء، أو يعيد قراءة القصيدة عدّة مرات في حال نُشرت القصيدة مكتوبةً.
هذه الحالة المتبادلة بين الشاعر والمتلقّي تدل دلالة واضحة على أن القصيدة المقاومة لا تزال تحتفظ بالوجاهة في الشعر المعاصر، فهي وكما يبدو في تعريفها أنها تختزن في طيّاتها أنموذجاً لموروثٍ حضاريٍّ إذا ما خرجت بعمق وأصالة من ذات الشاعر الواعية لهويته الثقافية، تماماً كما يقول احد الباحثين في تعريف للشعر المقاوم : (ويمكننا تعريف شعر المقاومة بأنه تلك الحالة التي يعبر فيها الشاعر و بعمق و أصالة عن ذاته الواعية لهويتها الثقافية و المتطلعة إلى حريتها الحقيقية في مواجهة المعتدي في أي صورة من صوره, منطلقا من موروثه الحضاري و قيمه المجتمعية العليا التي يود الحياة في ظلها والعيش من أجلها) ، لذا ومن هذا المنطلق فإن القصيدة المقاومة تعبّر عن نشوة حقيقية وشعور طافح بالقيم الاجتماعية.
والقصيدة المقاومة تُبنى عادة على الرفض للظالم والمحتلّ في سياق متّزنٍ مليء بالتفاؤل والوعي لما يقال أو يُكتب، وعادة ما تصبُّ في قالبٍ معيّنٍ خليليٍّ أو حديث لا ضير في ذلك إن كانت مضامين هذه القصيدة أو تلك تطفح بمعاني الحريّة، وطلب النصرة، والبحث عن الحق والحقيقة، ومن ثم رفض الظلم بكل صوره، كل هذا يكون في صورة من الموروث القِيمي والأخلاقي المتّسم بالصدق في العاطفة، المتأجّجة المشاعر المتنوّعة الأفكار المتّحدة في السياق الشعري، وبالتالي البعيدة عن التصنّع والتلفيق.
هذه هي القصيدة المقاومة التي ننشدها في ظلّ وجود الانحراف الفكري والعقدي لدى الكثير من الشعراء اليوم الذي يفضّلون التطبيل والتزمير ويُحسنون النفاق البلاغيّ اللامسؤول، زارعين بأيدهم أشواك الندامة ما بين زهور جماليات الحرف، متوغلين في الإسفاف الشعري المقيت الذي لن ينبت يوماً بزيتون الوعي ونخيل الولاء على بستان مستقبل أمّتهم ومجتمعهم.

وفي مبادئها تكمن السِّمات

إن ما يميز الشعر المقاوم أنه يصطف إلى جانب أخوته من أنماط الأدب المقاوم الأخرى، ليرسم لوحة النصر الآتي المشحون بالأمل الذي يُنبئ عن وعْدٍ قادمٍ ينشر مفاهيم الرسالة والانتماء لهذه الأرض المقدسة، وفي ظل يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الراحل رصاصةً في قلب العدوّ المحتلّ يمكننا أن نعيد بالقصيدة روح المقاومة ونضمّد ببلسم حروفها الجراح العربية النازفة، وذلك لأن "الشعر المقاوم" هو الذي يستنهض الأمة من سباتها و يوقظها من نومها العميق, و يعمل على تحريك المشاعر و الأحاسيس وهي مخرجات لا تتأتى إلا بوجود عوامل تحفيز كالاحتلال و الغزو و الاضطهاد الذي تتعرض له الدول و الشعوب

ولئن كانت القصيدة المقاومة في الشعر العربي تتسم بالأصالة والفكر معاً، والتوهّج الثوري، جامعةً في أسلوبها الثرّ كل الميزات الإنسانية، إلا أننا نجد أنه وبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وبزوغ نجم الإمام الراحل فإن القصيدة المقاوِمة أخذت أبعاداً أخرى في هذا الشأن وضمّت إلى تلك السمات الراقية سمة التضحية والبحث عن الكرامة المفقودة في سنوات الضياع، إضافة إلى الوعي السياسي المفضي لفتح باب الأمل وكسر طوق الخنوع الذي وضعه الغرب على عاتق الأمة من جرّاء الخوف من أسطورة الجيش الذي لا يُقهر
وهذا ما أعطى للشعر المقاوم الأبعاد الإنسانية التي تجمع أصحاب كل الديانات من العرب تحت مظلة واحدة هي الانتصار الجماعي ومعرفة الأخر من خلال ما يُحسه من اضطهاد وقهر، سواء ما يعود على الفرد أو المجتمع، وهو بذلك يَسُنُّ لنا وللأجيال القادمة طريق العزة والكرامة والإباء.
ويبدو ان كل هذه المفاهيم تجمعت فى شعر الشاعر عبد المجيد فرغلى , ذلك الشاعر الذى وجه خطابه الشعرى وجهة قضايا الوطن واثبت فى هذا الخطاب للقصيدة الثورية مكانتها داخل هذه الخطاب واستطاع بوعيه السياسى والجمالى ان يشكل من القضايا الملحة أيقونات شعرية ضاربة فى عمق الخطاب فيرصد قضية الانتفاضة الفلسطينية فى قصيدة "
الحجر الغاضب" رصدا شعريا يبتعد عن الخطابة الشعرية ويمتد داخل إطار شعرى كاشف عن الوعى السياسى لدى الشاعر ومختزل المسافة بين الوعى السياسى والوعى الشعر فهو يقول فى هذه القصيدة
أقوي من النار هذا الثائر الضجر … لا مدفعا ثار:لاصاروخ:بل حجر
في صرخة من أوار النفس فجرها … شعب به ثورة الاحقاد تنفجر
هي النذير لسحق الظلم عن وطن … في قلبة غضبة الأجيال تستعر
تفجر الغضب المكبوت في دمة …. ففي انتفاضة هذا الغاضب الظفر
ثمة قدر من العلامات اللغوية فى هذه الأبيات ينبئ بركيزة يتحرك وفقها الشاعر فى وعيه الباطنى ثم تتبلور فى اتجاهين متفاعلين ومتكاملين الأول هو الصياغة الخارجية والتى تمثلت فى خطاب صارخ للشعر يعتمد على ايقاع موسيقى متفجر ينتهى بقافية الراء المضمومة مما يحول القافية إلى شحنة من خضب فى ايقاعها الحاد وكأن كل راء مضمومة هى ضرخة بروح الانفاضة والآخر هو المساحة الدلالية لهذه اللقطة الشاعرة التى تمجد الحجر بوصفة علامة بارزة فى تاريخ المقاومة الفلسطينية وتعلى من قيمة الحجر على البندقية وتجعلها نذير انفجار أكبر فى رسالة يبعث بها الشاعر إلى العدو
ونحن حين نسعى للربط بين وعى الشاعر واختيارات اللغوية انما نريد ان نقدم مفاتيح البؤرة الدلالية الكبرى فى النص والتى استدعت طبيعة هذه االبؤرة فى النص كله إحياء بعض المفردات من خلال تكرارها والتركيز عليها مثل مفردة " الغضب" ومفردة الحجر التى احتلت كل منهما مساحة كبيرة فى النص بأشكال وسياقات لغوية مختلفة مما يؤكد حضور الوعى السياسى الدافع إلى المقاومة ويدفع إلى اتساع الرؤيا السياسية عند الشاعر
ولذلك لاتمل هذه القصيدة تذكر بقضية فلسطين وتنذر العالم كله بما يحمل وعى الشاعر من ثورة وغضب حيث يقول الشاعر فى ذات القصيدة
نقول للعالم المعصوب أعينة…أتنظرون:أم أستغشي لكم بصر؟
جرائم الغاصب الباغي تطالعكم … من أرضنا وبوقر مسكم خدر
تلك الحقيقة يرويها لكم وطني … مما يعاني:ألم يبلغ بها خبر؟
قضيتي بين عين الكون ماثلة … وللفظائع يدمي القلب والنظر
أتنصفون كفاحي :أم أحملكم .. عواقب الصمت شعبي بات ينتحر؟
أتنصرون نضالي ضد مغتصبي … أم أشعل النار في الدنياولي عذر؟
ان تنصفوني تقم للسلم قائمة … أم تضرم الحرب لاتبقي ولا تذر

وهنا توقظ القصيدة الهاجس الحقيقى للثورة والغضب وهى اولى ان توجه انظار العالم اليها وبخاصة القوى المساندة للعدو الصهيونى بما فى ذلك المزج بين صوت الشاعر وصوت الآخرين من خلال التنويع فى توظيف ضميرى المتكلم المفرد والمتكلم الجمع فى اشارة الى ضرورة ان نحمل نحن نفس رسالة الشاعر فى المقاومة وهذ التوظيف استطاع ان يمزج الماضى بالحاضر ليصنع صوتا متفردا للمستقبل الذى يراهن على الثورة والغضب وهو الرهان الاخير والوحيد كما يرؤى الشاعر " أتنصرون نضالى ضد مغتصبى أم أشعل الناتر فى الدنيا ولى عذر"
ولا يصيب الياس نفس الشاعر ولا يهدأ صوته فى سبيل التحريض على المقاومة حيث يقول
أخى صار حقا علينا الفــدا.. وحق الجهاد: لقهر العـدى

فقد جاوزوا الحد فى جورهم.. وفى ظلمهم: قد تعدوا العدى

أتو بالذى فاق حد الخيــال ..مذابح قتل: وجرم إعتــدا

والشاعر فى خطاب الآخر القريب هنا يستنهض الهمة ويدفع الى فعل المقاومة فهو يقدم الخطاب ويعلى من مبرراته فى محاولة منه للاقناع بضرورة جهاد العدة وكسر شوكته ولذلك فهو يضخم صورة العدو للتحرض عليه حين يقول" أتوا بالذى فاق حد الخيال مذابح قتل وجرم اعتدى" ولذلك فهذه القصيدة التى عارض فيها ابا القاسم الشابى تمثل اشارات تنضح بالالم والتحدى وتدفع الى الثورة والتحريض اثر محنة احتلال الكيان الصهيونى الارض العربية وجراحات العرب المادية والفكرية
وفى قصيدة "م
لحمة نداء من القدس" يتسع الخطاب ليشمل دوائر اخرى تستخدم مفردات الطبيعة المقرونة بالجمال لتتحول هذه المفردات فى السياق النصى للقصيدة الى مفردات اتخذت صور الخوف والفزع والقبح حيث يقول الشاعر
وَقَد قَطَعُوْا غُصْن طَيْر الْسَّلَام .. وَطَيْر الْرِّبِّي فَر أَو سُهْدَا
أَمَّا قَطَعُوْا الْلَّحْن مِن دَوْحِه .. فَمَن غُصْنُه الْطَّيْر مَا غَرِدَا ؟
أَحَس الْفَجِيْعَة تُدْمِي الْفُؤَاد .. وَتَعْتَصِر الْكَبِد الْأَمْرَدَا
فَجِيْعَة شَعْب عَلَي أَرْضِه.. بِه الْخَصْم نَكَل أَو شَرَدَا
وَلِلْقُدْس أَخْرَس طَيْر الْأَذَان .. فَمَا صَاح فِي الْفَجْر أَو غَرَّدَا

فالغصن والطير واللحن والدوح انزاحت من معطاها الجمالى فى الطبيعة الى معطى آخر قصده الشاعر قصدا لا من باب التسجيل والسرد وانما من باب تثوير النص والدفع الى المقاومة من خلال التاثير النفسى فى المتلقى وهذه الصور المجازية لمفردات الطبيعة ترتقى لتغدو لوحة رمزية متوهجة للموقف المعاصر من التخاذل تجاه القضية الفلسطينية واطراف الصراع حتى انه يقرن هذه القضية بالفجيعة والتنكيل والطير الاخرس وغير ذلك مما يختزل المسافة بين الرمزية والدلالة
ويبدو ان التفاعل بين الشاعر والشعر المقاوم يتسع الى حد يؤكد على حضور طاغ لمعنى المقاومة فى نصوص الشاعر وامتزاج هذا المعنى بروحه ووعيه ويمكن ان نستدل على ذلك من هذا المقطع الذى يقول فيه الشاعر
سَنْسْحَقَهُم بِيَد مَن فِدَاء .. تُدَمِّر أَطْمَاعَهُم مَقْصِدَا
سَنَمْضِي الَي الْنَّصْر مُسْتَبْسِلِين .. وَلَن نَّتْرُك الْجَمْر أَن يَبْرُدَا
سنَّرْدي الْقِلَاع وَنُغَشي الْتِّلْاع .. وَنَطْوِي الْشِّرَاع ..وَأَن نْفَردّا
وَنَبْلُغ مِن زَحَفْنَا شَأْوُه .. نَشِق الْفَلَا فَدْفَدَا .. فَدْفَدَا
بِبَحْر الْصِّرَاع نَخُوْض الْغِمَار .. وَلَن نُقْبِل الْعَار مُسْتَعْبَدَا

فحينما نقرأ هذا المقطع نشعر ان القيمة التعبيرية للنص تكمن فى هذا الصوت المرتفع الحاسم فى رسم دوائر المستقبل الممزوجة بالنصر من خلال قوة الدفع الانسانية والعسكرية التى ستسحق العدو لا محالة وتدمر اطماعة ساعية الى تحقيق نصر مؤكد يمحو عار احتلال الارض ولذلك جاء تكرار حرف " السين" ليعطى اشارة واضحة على مسقبل محدد لا بديل عنه وهو النصر وهزيمة العدو و هذا التكرار ايضا تاصل هذا المعنى فى وعى الشاعر ورغبته الشديدة فى اعلاء قيمة المقاومة عند كل فرد من افراد الامه وهذا ما دفعه الى استخدام ضمير الجمع فى دعم قيمة التكرار وحركته على المستوى الشعرى الجمالى والمستوى الدلالى
وفى قصيدة "
لا مستوطنات"
أَرْضِنَا الْعَرَض الَّذِي نُفْنِي .. وَإِن مُتْنَا ظِلّا
نَحْن مَازِلْنَا أَوَّل بَأْس .. وَعَزَم لَن يَقْلِا
أَرْضِنَا لَيْسَت مَجَالَا .. فِيْه نُرْضِي الْيَوْم قَوْلَا
حَبَّة الْرَّمْل بِرُوْح .. وَهِي فِي الْتَّقْدِيْر أُغْلِي
أَيُّهَا الْزَّاعِم أَنَا .. مَلَلْنَا الْحَرْب كَلَّا
نَحْن فِيْهَا قَد وُلِدْنَا .. مُنْذ مَاضِيْنَا اسْتَهِلّا
نَحْن جُنْد الْعَرَب دَوْمَا .. نُقْهَر الْخَصْم المُدَلا
مَا فِلَسْطِيْن لِبَاغ .. سَام بَاغِي الْسَّلَم قَتْلَا
أَيُّهَا الْقَاتِل عَمْدا .. إِخْوَتِي شَيْخا وَطِفْلَا
وَفَتَاة الْخِدْر أُخْتِي .. وَمَذِيق الْأُم ثُكْلَا
هنا يدخل الشاعر دوائر أخرى فى الادب المقاوم حيث يساوى بين الارض والعرض فى القيمة الانسانية والرمزية وبناء على هذا الخطاب يؤسس النص على الثورة والتفجر فى وعى المتلقى فكل حبة رمل بروح بل هى أغلى وهنا يزواج الشاعر بين خطابين خطاب الخر القريب الذى يحرص على دفعه الى المقاومة من خلال استدعاء الذاكرة الجمعية للمورورث الذى يجعل الارض مثل العرض متكئا ايضا على ضمير الجمع فى الخطاب وفى هذا المستوى يبدو الايقاع الشعرى هادئا متوازنا والمستوى الثانى خطاب الأخر الغاصب الذى يروم الشاعر الى تخويفه وتهديده مخاطبا إياه بيأها الزاعم ويعلو الخطاب الشعرى هنا بقدر ما تحمل الذات الشاعرة من غضب مستدعيا أيضا تاريخ الامجاد العربية القديمة من الانتصارات والفتوحات التى استدعاها الموقف الفكرى والنفسى عند الشاعر " نحن جند العرب دوما نقهر الخصم المدلا" ولا شك ان التركيب الخبرى هنا اكدت هذا المعنى بما تحمل من خصائص تقريرية وتوكيدية وتعمل على تقاطع خطوط رحلة الازمنة والوجوه التاريخية والبقاع المتدة معها أنفاس القضايا العربية
ويستخدم الشاعر طاقة التاريخى فى تدعيم الخطاب الشعرى المقاوم حين يستدعى صلاح الدين ذلك الرمز التاريخى المقترن بالقدس فى أذهان الوعى الجمعى ولكن الاستدعاء هنا لم يكن استصراخا لصلاح الدين بقدر ما كان استصراخا لهذة الامة العاجزة عن ان تقاوم عدوها وذلك حيث يقول
تحرك صلاح فحطين أخرى.. تناديك والسابقين افتـدا
وقدسك بين شباك العــداه.. أسنوا الشفار لها والمدى

ولعل هذا الاستصراخ الضدى عند الشاعر ينبئ بتغيرات الايام واستشراف مستقبل تتحر فيه القدس بفعل المقاومة الصادقة وهذا ما يبرر استدعاء الاشفار والمدى والشباك للتاثير فى واعية المتلقى
وفى مقطع "
وتبقى فلسطين" من ملحمة "نداء من القدس"يأتى السياق المشهدى الذى ينادى العرب بشكل مباشر ويدفعهم الى المقاومة ومساندة فلسطين وان كان يبدو سياق القصيدة فى ظاهره سياق مودة الا انها تضمر فى باطنها مفاتيح الثورة والغضب حيث يقول
فَيَا جِيْرَة مِن بَنِي يَعْرُب .. فِلَسْطِيْن مَدُّوْا الَيْهَا الْيَدَا
وَكُوْنُوْا حَمَاة لَأَرْض لَهَا … تَصُن أَرْضِهَا وَتَوَقِّي أَعْتَدَا
فَفِي ضَفَّة غَرْب أَرْدُنِها .. وَقَلْقِيلِيا وَجَنِيْن الْفِدْي
اذَا الْصَّوْت صَاح قَوِيّا فَدَيْت .. أَجَاب الْصَّدِي الْصَّوْت أَو رَدَّدَا

وهنا ياتى الشاعر بما يعرف بالتدرج فى الخطاب من المودة الى الثورة حتى يصل الى التجريد الثورى فى خطابه" فإذا الصوت صاح قويا فديت اجاب الصدى الصوت او رددا" وهنا تتحول الصورة الاليفة فى خطاب الاخوة العرب الى الغرابة فى تهيئة الاجواء الماسوية للخطاب الدال تحميل الوعى الباطن للشاعر بالمقاومة والسيطرة عليه
ثم ينتقل الشاعر الى القضايا السياسية حين يصف شارون وافعاله المستمدة من تاريخ اليهود القديم فى اشارة منه الى ان القوة هى الفاعلة مع اليهود على مر التاريخ وذلك حيث يقول
أشارون يا عجل ذا السامرى.. خسئت خوراً وخاب الصدى
وما كان شارون إلا كبـان.. لقـوم له القبـر والملحـدا

وحين يساوى الشاعر بين شارون وعجل السامرى فان هذا التوازى فضلا عن انه يختزل التاريخ يمتد فى السخريو والتهكم من افعال شارون الت لا تخرج عن كونها افعال حيوان لا يعقل ولا يعى وما مصيره هو وقومه الا القبور من خلا ما يبنون من مستوطنات سوف يدفنون فيها وهنا يراهن الشاعر على ان ينسرب هذا الموقف الى كل انسان يعى الواقع السياسى ويدرك ابعاده فيضعه اما خيار واحد هو خيار المقاومة الذى لابديل عنه

وفى قصيدة "
رثاء عبد الناصر"

يستدعى سياق الرثاء من ذاكرة الشاعر هذه اللمحة التى تعرى الواقع وتكشف عن تردى العرب تجاه قضاياهم الوطنية والسياسية فى مشهد شعرى باك اعتمد على استفهام شجنى حيث يقول الشاعر

من للحياري التائهين؟ .. علي بديد مراقد؟
وقنابل "النابلم" .. تمطرهم بموت حاصد
والموقف العربي .. بين تخاذل وتقاعد
متأجج الجنبات .. بين تفكك وتباعد
من مستهين بالأمور .. وذي شعور بارد

وتبدو مرجعية الشاعر هنا عمقه السياسى وقراءته الثاقبة للواقع المهزوم اللاهى عن قنابل النابلم التى تمطر الحيارى التائهين العاجزين بفعل التخاذل العربى هنا يأتى الاستفهام الشجنى الذى تأسس عليه هذا المشهد محفزا على التعاطف والثورة والمقاومة ومبررا شرعية هذه المقاومة
من هنا نستطيع أن نحدد ملامح ادب المقاومة عند الشاعر عبد المجيد فرغلى من حيث التنويع بين التسجيل والتقرير والرصد والمزج بين التاريخى والواقعى والاعتمدا على الاسلوب المشهدى فى رسم ملامح العدو او ملامح ويؤسس لفاتحة دالة على الحزن العميق ووصف الحالة التي آلت إليها الأوضاع في فلسطين, وتمهد لانفتاح النص على خطاب ذاتي وتاريخي واجتماعي يصف الحالة ويؤكد على عمق المأساة, مستخدما مفردات المقاومة من مثل ´القتل / الارهاب/ الأرض / العرض وغير ذلك" بما يشير إلى أن الشاعر يؤكد شعرية الحالة ووجوديتها في آن، ويكشف عن علاقة القصيد بالواقع المنهار ومن خلال النصوص يكشف(العنصر الذاتي) بموضوعية في شكل منطقٍ شعري/ خصوصي/ يتجه نحو الإنسان ونحو الأفكار في آن واحد , وتكمن تأويليته في دنوها الواضح من المتلقي، بلا ترميز غامض، وكأن نصوصه بقدر ما تكشف، تحكي، وتؤكد، امتداداً وفضاءً مفتوحاً لفعل المقاومة، والدافعة في ذات الوقت نحو الحالات التي ترصدها النصوص.
فيجوس الشاعر في الذات، ثم يوصف المكان الهزوم من خلال انطباع ذاتي.. مأساوى, لذا يدخل منطقة الموضوعي شعراً، كضرورة، يعتقدها لازمة في إيضاح الفهم لصياغته الشعرية ، مستبعداً الاحتمالية أو التأويلية وإنما يضعنا مباشرة أمام التاريخ والجغرافيا حتى يدفعنا إلى المقاومة من خلال نصوصه الشعرية, حتى إن النصوص عنده تتحول إلى لوحات من(طبيعة): بشرية/ وحياتية، واختلاجات، تتراتب جملة، جملة، ومقطعاً مقطعاً، بقصيدة طويل تزيد على المائة بيت فى كثير من نصوصه التى تعرضت للمقاومة- كأنها كتلة لهب- ذات إيقاعات جمالية مساعدة، ورؤي، وقص..، قصيدة مديدة، وتلك هي تحكمية آلية الكتابة لدى الشاعر فشعره لا ينفلت عنه، بل يصاغ بوعي موضوعي حيث تجد تلك القرابة المتلازمة بين جملة وأخرى وبين مفردة وأخرى في تعالق نصي عجيب تفضى كل مفردة إلى أخرى في تشكيل حجم المأساة وهكذا يستمر الشاعر في كشف منطقة اشتغاله(الشعري/ النوعي/ الخصومي) عبر ثنائية العنصر الذاتي والموضوعى هو- دائماً- ظرف الخطاب ووجهة
والشاعر فى نصوصه، لا يسعى إلى"زيادة القول" بل يقربه إلى ذاكرة الحاضر مستبقاً الكمال، وتحريك الإرادة القوية على نصرة أهله، مرات في الشعور بالخيبة والأسى، ومرات بتساؤلية تدفع ميزات النص إلى الظهور الواضح، عبر مزدوجات ثنائية: (الموت أوالحياة) ليفتح بذلك وعيا جديدا في تلقى نصوص الحالة الشعرية الواقفة عند حد الوطن بما تحمل من ميزات جمالية وإيقاع موسيقى هادر يناسب طبيعة الفوران الشعري في الحالة المقاومة ,ولغة صاخبة معظم حروفها مفخمة كاشفة عن بركان الثورة في الذات الشاعرة , هنا يبدو الجرح جرحين جرح الشعر وجرح المتلقي في دائرة شعرية توصف بالجمال والثورة فى ظل ادب المقاومة








  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2012, 10:22 PM   رقم المشاركة : 19
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحلة إبداع في تاريخ (أمة المجد)

بسم الله الرحمن الرحيم


الرؤية الفنية في قصيدة الشيخ عبدالمجيد فرغلي






مرتزقة أبواب السلطان



تأليف الأستاذ الدكتور / محمد أحمد مخلوف
أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط
فرع جامعة الأزهر


المبحث الأول : الرمز في القصيدة .
ـــــــــــــــــــــــ
وظف الشيخ عبدالمجيد فرغلي الرمز في هذه القصيدة ؛ لأنه يقصد من قوله في العنـــــــــــوان
[ مرتزقة أبواب السلطان ] الشعراء الذين ينافقون الحكام ، أوينافقون أصحاب الجاه والسلطـة وكان هؤلاء الشعراء المنافقون أشبه بتنابلة السلطان ؛ لأنهم لم يقدموا أعمالا شعرية فنيـــــــة أصيلة وقوية ؛ لأنهم انتهازيون ، وأصحاب مصالح شخصية قد صرفتهم هذه المصالح الأنانيـة
عن الإخلاص للشعر ، ووضعه في المكانة التي يستحقها؛ لأنه من المفترض أنه يقدم رسالة سامية ؛ ومما جعل الشيخ عبدالمجيد فرغلي يلجأ إلى الرمز في هذه القصيدة أنه تعرض لجحود هؤلاء الشعراء المنافقين لمكانته الشعرية التي يستحقها حيث إنهم كانوا يوشون به عنــــــــــد أصحاب السلطة ، ولا يقدمــونه بالطريقة التي تليق به ، ولا يذكرونه في المضمار الــــــــذي يخوضه فهذا يعد من وجهة نظره اغتيالا فنيا لشاعريته ، وإقصاء فنيا لأدبه ؛ فآلمه ذلــــــــك
وآذى نفسيته وجعله يشعر بالكبت والحرمان والغربة في الوقت الذي يعد نفسه فيه أنه شاعـــر أصيل وفنــــان كبير وموهوب مبدع .




المبحث الثاني : الشعر الحر في إطار القصيدة .
ــــــــــــــــــــــــ
تعد هذه القصيدة من الشعر الحر الذي حقق الشروط الفنية للشعر الحر ؛ لأنه حقق الشرط الأول وهو أن تكون القصيدة من بحر موحد في التفعيلات ؛ لأن هذه القصيدة من بحر الخبب وتفعيلاته هي :
فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن فعلن
لكن هذه التفعيلات الموحدة مبنية على نظام السطر الشعري وليس على نظام الشطرين الخليليين ، كما أنه حقق الشرط الثاني في الشعر الحر وهو ألا يزيد عدد التفعيلات في السطر الواحد عن ثماني تفعيلات ؛ كي لا نبعد عن عروض الخليل بن أحمد الفراهيدي كثيرا ، زد على ذلك أنه لم يلتزم بقافية متكررة في القصيدة من البداية للنهاية ولكنه نوع في القوافي بين الهمزة والنون .
وذلك أن الشعر الحر الذي قنن له مقننوه لم يشترطوا فيه تكرار القافية في نظام متكرر بحيث أن الشاعر له أن يكرر القافية وله أن لا يكررها وهنا تتاح للشاعر الحرية في استخدام النظام الذي يريده ومن هنا تحلل الشاعر الشيخ عبدالمجيد فرغلي من الالتزام بقافية واحدة في كل القصيدة .

المبحث الثالث : الصدق الفني في القصيدة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
قد تحقق الصدق الفني في قصيدة [ مرتزقة أبواب السلطان ] ؛ لأن الشاعر هنا قد عبر عن مشاعره بإخلاص وصور معتقده بصدق ؛ لأنه كان يشعر بأن هؤلاء الشعراء المنافقين قد اضطهدوه ، كما أنه كان يعتقد أنه شاعر قوي يعبر عن تجربة شعورية عميقة وعاطفة متوهجة بقوة الحرارة .
ومن هنا تجد الشاعر هنا قد أخلص أيضا لجمله وعباراته وألفاظه فجاءت واضحة وسليمة معنويا ولغويا ؛ مما أدى إلى الإقناع والتأثير .

المبحث الرابع : السخرية من الشعراء الانتهازيين :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قدم الشيخ عبدالمجيد فرغلي غيظه من الشعراء المنافقين ؛ فسخر منهم سخرية لاذعة ، وجعلهم هزأة أمام المتلقي ، وأضحوكة لكل المشاهدين .

ومن أمثلة ذلك قوله في هذه القصيدة :

" مهلا يا مرتزقة أيام
الشؤم الشوهاء
مهلا ورويدا يا مزبلة التاريخ




ويا بوم غرابيل الماء . "

ومما دفعه إلى السخرية من هؤلاء الشعراء الانتهازيين هو أن الشيخ عبدالمجيد قد وجد أشعارهم هابطة ؛ بسبب أنهم يصورون في أشعارهم الجنس المفضوح في شكل مقبوح


ومن أمثلة ذلك قوله عن أشعارهم :


" أن كان الشعر هو الجنس العاري

المفضوح المذبوح
اللابس من مزق الأردان
ومصاص الحلمات على ربع طريق
أو مقطوع الأوزان
أن كان الشعر هو العري بكل معاني
شرف الإنسان "

فهو هنا يعترض على الشعر الفاضح الذي لا يعتمد على الإيماء في تصوير الجنس وإنما يعتمد على التصريح الذي يغري بالوقوع في الرذيلة ، وينفر من الفضيلة .


كما أنه هنا يعترض على الشعر الذي لا يعتمد فيه صاحبه على الصياغة في بحر من بحور الشعر العربي ولا يعتمد على وزن من الأوزان المشروطة في الصياغة الشعرية سواء في سياق الشعر التقليدي أو في سياق الشعر الحر .


وقد اعترض الشيخ عبدالمجيد على شعر هؤلاء المرتزقة حينما جعلوا أشعارهم حشوا وهم يلبسونها بأعمال السحرة والحواة .


ومن أمثلة ذلك قوله :

"من قال بأن الشعر فضالات الأسواق
وآخر ما في جعبة ... سل حواة جمعوا فيها
حيات الأركان
وتواصوا فيها باللمز وبالغمز وتمزيق
شيات
الألوان " .

واعترض أيضا على اجتماع المرتزقة من الشعر على الصياغة الشعرية المعتمدة على الوهم والاستعانة بفعل الشيطان .





ويمثل ذلك قوله :
" أراهم قد قالوا نحن فريق تنابيل
السلطان
نصنع من وهم قمصانا ... وملاحف
من نسج الشيطان
ثيابا من عري مرئي تتأذى منه الأجفان
أن جمعوا شلتهم يوما في ساحة قصر
الأوهام "

كما اعترض الشيخ عبدالمجيد على تنابلة السلطان من الشعراء في كونهم يهاجمون العرب وبلغاءهم وفصحاءهم زورا وبهتانا .


ويمثل ذلك قوله :

" وأخيرا قالوا ما قالوا من بعض
حكايا موشي ديان
في سابق أيام الحرب مع العرب لهم قال
الصهيوني المنصان
الخطة عندي في شن العدوان
على كل الجبهات وضعت لها هذا
العنوان
العرب جميعا أو معظمهم من حملة
أختام وبيان
والواحد يبصم بالخاتم أو بالإبهام
لا يدري المكتوب ولا يتقن فهم حروف
لبيان " .

فهو هنا يعترض على أن مرتزقة السلطان من الشعراء قد أيدوا الصهاينة في وصف العرب بالجهل والأمية والتخلف .


لكن الشيخ عبدالمجيد يرى أنهم قد كذبوا في أشعارهم وزوروا ؛ لأن العرب أهل بلاغة وفصاحة وخاصة أهل مصر .

ولذلك يقول الشيخ عبدالمجيد في الرد على من وصف المصريين بالعي والتخلف :
" فتعال معي نستنبط بعضا مما قال تنابيل
السلطان
أو ليسوا قد وصموا العرب ومنهم مصر
بمقبوح النقصان ؟
وكذلك قد وصفوا أو وصموا واتهموا




بالعي ذوي الفهم أو الوعي
وخاضوا في حق دعاة الإتقان ؟
وصفوا العريان بذي الثوب
وذو الثوب له قالوا بالزور العريان ؟ " .

فهو يأمر المستمع والمتلقي والمشاهد أن يرمي بكلام هؤلاء الشعراء المرتزقة عرض الحائط فيقول :

" فلتطمس بالكف عليهم أو ذرهم كرماد
لا تأبه يوما بنعيق الغربان
لا تعبأ أبدا بكلام
تنابلة السلطان " .

والسبب في كون الشيخ عبدالمجيد فرغلي لا يعترف بأشعار هؤلاء المرتزقة هو أنه استوثق من أنهم انتهازيون وأنانيون ومشوهون ومزيفون .


وأخيرا :
أقول :
إن الجديد في هذا البحث هو ما يأتي :

أولا :
إن الشيخ عبدالمجيد فرغلي له رؤية فنية في الهدف من الشعر ورسالته وتتمثل هذه الرؤية في أن الشعرالحق هو ما عبر عن عاطفة صادقة في شكل فني جميل ومن هنا قد صور هذه الرؤية الفنية بالشعر في هذه القصيدة مما يدل على تمكنه من صياغة أفكاره ومشاعره بأجمل الأشعار

ثانيا :
إن الشيخ عبدالمجيد فرغلي له رؤية فنية في وصف الشاعر وتتمثل هذه الرؤية في أن الشاعر لابد أن يتخلص من الانتهازية وأن يضع الحق في نصابه ولا يغمط أصحاب الفن والبلاغة والفصاحة ولا يحتقرهم ولا يقلل من قيمتهم وقد استطاع الشيخ أن يصور ذلك بأبيات شعرية قيمة ومؤثرة ومقنعة.

والله الموفق
أ . د / محمد أحمد مخلوف
أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط
فرع جامعة الأزهر بأسيوط

تأليف الأستاذ الدكتور / محمد أحمد مخلوف
أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط
فرع جامعة الأزهر






  رد مع اقتباس
قديم 03-12-2012, 10:23 PM   رقم المشاركة : 20
كاتب
 
الصورة الرمزية عماد الدين رفاعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عماد الدين رفاعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحلة إبداع في تاريخ (أمة المجد)



(فن المعارضات الشعريه عند :عبد المجيد فرغلي ..دراسه تحليليه فنيه)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي سائر رسل الله وعلي الهم ومن صحبهم وازرهم

ثم اما بعد

دعاني الي كتابه هذه السطور القليله الوفاء لشخصه وذكراة فهو أهل الوفاء والمرؤة والسخاء والاخلاص.

ولقد عرفت الاستاذ الشاعر:عبد المجيد فرغلي ..منذ خمس سنوات حين كنت ابحث بين الشعراء لانتقي

موضوعا أو شاعرا يكون الحديث حوله او حول فن من فنونه الشعريه..أطروحتي لنيل درجه الماجستير من كلية اللغة العربية

..جامعه الازهر باسيوط.

فدلني الشاعر :تامر المطيعي ..علي شاعرنا وحين زرته برفقه صديقي وزميل الدراسه الشيخ:حماده عبد الصبور ..وكان مثلي يبحث عن

موضوع ليكتب عنه رسالة الماجستير ايضا.

استقبلنا شاعرنا بكل ود وحفاوة وشعرت ونحن بصحبته اني اعرفه منذ امد بعيد فقد كان بشوشا مقبلا علينا بابتسامته الصافيه ..فرايت فيه روح

الشاعر ..وحنان الاب العطوف علي ابنائه..فكم كنت احبه واعشق جلسته لما اجد فيه

من دماثه الخلق وجمال المنطق وفصاحه اللإقاء وحسن الصحبه ..لقد كان الأاستاذ الشاعر يساعدنا بكل ما أوتي من جهد .. فقد فتح لنا قلبه وبيته

ومنحنا شرف الكتابه عن شعره ..فهو بحق شيخ شعراء العربيه وحامل لواء القصيدة

العموديه الفصحي في أدبنا المعاصر ..واذا أردت أن اتحدث عن شاعريته ..وجدتني تنتابني الحيرة فعن أي فن من فنون شعره أتحدث واكتب

وهو الذي يضرب بسهمه في كل فن ..وأصاب كبد الشعر ..فهو حين يكتب عن الوطن

والوطنيه تجده مصريا حتي النخاع ..وحين يتحدث عن اتحاد مصر وسوريا في الوحده يقول:

هكذا يا صاح قد نلنا منانا .. فاتحدنا بعد أن كنا عدانا

والتقينا في سماء المجد روحا ..يا أخي حين امتزجنا في هوانا

وانطلقنا في سموات المعالي ... نمتطي الامال والدنيا ترانا

ثم مازلنا الي الافاق نسعي ... لم نخر عزما ولم تضعف قوانا

بل ركبنا الريح تحدونا الاماني ... ما ضللنا القصد او زلت خطانا

وهكذا في كافه الاغراض الشعريه .

أما عن موضوع رسالتي عن المعارضه لديه ..وهو..

(فن المعارضات الشعريه عند :عبد المجيد فرغلي ..دراسه تحليليه فنيه)

فقد وجدت شاعرنا لايقل في قامته الشعريه عن عظماء عصرنا أمثال (البارودي ..أحمد شوقي .. إسماعيل صبري ) وغيرهم ممن تناولوا هذا الغرض بالكتابه والنظم فيه ..فقد وجدته عارض كبار الشعراء في العصور الادبيه المختلفه

القديم والحديث منهم ( إمرئ القيس ..المتنبي.. أبو تمام ..والإمام البوصيري ..وابن الرومي ..وأحمد شوقي ..ومحمود حسن اسماعيل

..ونزار قباني ..ومحمد أبو دومه ..وسعاد الصباح..والدكتور :محمد حامد الحضيري ..وغيرهم كثير )

مما يدلنا علي اصاله شاعريته وغزارة نظمه

وأكتفي في مجال التمثيل بأن أذكر نموذجا من معارضاته للأمام البوصيري ..صاحب (البردة) في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم .. والتي

استهلها ..بقوله :

أمن تذكر جيران بذي سلم .... مزجت دمعا جري من مقلة بدم

حيث عارضها شاعرنا الشيخ:عبد المجيد فرغلي ..بقصيدته (دموع تائب )

وجاء فيها :

أرقت عيني في منهل منسجم .. اذ رمت باب كريم واسع الكرم

فاضت خزائن عفو منه غامرة ... بفيض جود عميم غامر الديم

اتيت اسعي اليه والفؤاد هوي ... كم بات يخفق بين البان والعلم

وصار يصعد من واد الي جبل ... مابين وحش الفلا والأسد في الأجم

وظل بين وهاد النفس يحفظه .. وبين شم رجاء عالي الأكم

فتجده في هذه القصيده ومثيلاتها يعبر عن روح المسلم ووجدانه وتتجلي لديك معاني الانسانيه حين يحدثك عن مواقف انسانيه اثرت في حياته ..

والحق اقول لقد كان أستاذنا شاعرا بمعني الكلمه ..أشهد بأنه امتلك عناصر الإبداع

فتفنن فيها فكان في فنه مبدعا وفي نظمه سابقا متفردا فهو الشاعر الذي لايشق له غبار صاحب الدواوين الكثيرة التي بلغت فيما اعلم أكثر من

مائه ديوان ..وأنا علي يقين أني مهما قلت فلن أوفيه حقه ..فجزاه الله خير الجزاء

..ورحمه رحمة واسعه ..وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا..

بقلم

عبد الكريم عياد محمد علي

كليه اللغه العربيه

جامعه الأزهر باسيوط






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ السراب رائدة زقوت إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 22 07-14-2010 07:00 PM
مهزلة متوسطة المدى سعدون جبار البيضاني القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 24 05-03-2010 09:51 PM


الساعة الآن 06:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::