آخر 10 مشاركات
يا هوى (الكاتـب : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          مساجلة النبع للخواطر (12) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إعتراف (الكاتـب : - )           »          يوميات فنجان قهوة (الكاتـب : - )           »          رحلة عمر (الكاتـب : - )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دواوين شعراء النبع

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من فلسطين : الف الحمد لله على سلامتكم الاخت الفاضله منوبيه ودعواتنا لكم ان ترفلى دوما بثياب الصحة والعافيه ******** عصام احمد من فلسطين : اطيب الاوقات لكم ************ اتمنى ان يكون سبب غياب الغائبين خيرا ************ منوبية كامل الغضباني من من تونس : عميق الإمتنان ووفر العرفان لكم أستاذنا الخلوق عوض لجميل اهتمامكم وتعاطفكم ************متّعكم الله جميعا بموفزوالصّحة والعافية عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : سلامات و شفاء عاجلا لمبدعتنا و أديبتنا أ**** منوبية كامل و طهور و مغفرة بإذن الله************محبتي و الود منوبية كامل الغضباني من من القلب إلى القلب : كلّ الإمتنان صديقتي ديزي الرّقيقة اللّطيفة لفيض نبلك وأحاسيسك نحوي في محنتي الصّحيّة التي تمرّ بسلام بفضل دعائكم ومؤازرتكم جميعا دوريس سمعان من ألف سلامة : حمدا لله على سلامتك أديبتنا المتألقة منوبية من القلب دعاء بتمام الشفاء وعودتك لأهلك وأحبابك بخير وسلامة

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-13-2010, 01:36 AM   رقم المشاركة : 11
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي


عزف على وتر الوداع

للرِّيح تتركني.. لإجداب السماءِ!
للبرد يوقف في شراييني دمائي!
للوحشة الشمطاءْ..
للسُّهد.. للاعياءْ!
لمرارة الذِّكرى.. لأحلام اللقاءْ!
للوجد يلسع ناهدي.. كالحيَّة الرقطاءْ!
للدَّمع يفضحني.. وما عرف الحياءْ!
*****
لا.. لا تدعني.. يا حبيبي.. في العراءِ
فالليل يرعبني.. وأنيابُ الشتاءِ
وأنا حبيبتكَِ الضعيفة.. قد أموتُ من الجفاءِ
*****
خذني إليكَ.. فسوف يسقمني نواكْ
وانقذْ رفيقتكَ الوحيدة.. من هلاكْ
وأنا الَّتي أسعى بهدْيِكَ.. أقتفي دوما خطاكْ
أنا ليس لي أحدٌ سواكَ..
وليس لي سندٌ سواكْ
*****
رحماكَ لا ترحلْ.. إذا نادى الرحيلْ
من ذا يروِّي الورد في عبِّ الخميلْ؟!
سيجفُّ وردي لو رحلتْ..
وتجفُّ أعشاب الحقولْ
لا.. لستََ تعني ما تقولْ!
فلسوف لن تبخل عن أرضٍ سيولْ
ما دام فيها سائلٌ يجري..
ويحمي من ذبولْ..
*****
إني أُحسُّ كأنما سُرقتْ ثيابي
عريانةٌ.. والناس حولي في اصطخابِ
كلُّ العيون تلوكني.. وتقوم سرّاً باغتصابي
تالله.. لا تترك لهم هذا الجسدْ!
يتطلعون إليه.. عيناً مِنْ حسدْ
هاتِ اعطني منكَ السِّتارَ..
ودعْ على عنقي التستُّرْ
أنا كلُّ ما صنعتْ يداكْ
لا .. لا تدعْني إنَّني لكَ أنتَ..
لا أحدٍ سواكْ.
*****
***
*
دمشق- 6/3/1972
نبيه محمود السعديّ







 
قديم 06-24-2010, 11:16 AM   رقم المشاركة : 12
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي

الحب المعاصر


عندما يتحرك الهوى في مراكب الميوعة.. ويخلع العاشق ثياب رجولته على شواطئ الغرام.. عندئذ يتدحرج الحب على سفوح التردي.

ألا.. فليطـردِ الوصــلَ التمنّي
لِيشكوَ للهــوى عنـكمْ وعنّي

تغنّى بالهـوى يومــاً فـؤادي
فـذاب الفرح في دمــع المغنّي


أعنتُ الحـبَّ.. حتّى زار قلـبي
ولمّـا احتـلّ قلـبي.. لم يعنّي
*****
أفاطمةَ القلوب!.. فطـمتِ قلباً
صغير السنّ.. يصـرعه التجنّي

فطـامُكِ يا حـياتي.. كان أولى
بأن ينــهاه في الجفْـوِ التأنّي

فإني في الهـوى مازلتُ غِـرّاً
حديـثاً فــيه.. ليس بكلّ فـنّ

ولكني حضـنتك في فـــؤادي
وغنّـيتُ الغـــرامَ بكلّ لحـن

ضننتِ عليَّ بالإخـلاص.. لمّـا
وفيـتُ بـه.. فليـتك لم تضنّي

جـنونكِ في ربوع العشـق سيلٌ
يهــدّم كلّ مــا للحـبّ أَبني
*****
لقـيتُ الحـبَّ مـراتٍ.. ولكـنْ
أدرتُ لوجـهه ظهــر المِجَـنّ

وجـرَّبتُ المحـبّة في خــيالي
لأنّي في الحقــيقة خـاب ظنّي

وجدتُ الحبَّ أمـراً.. ليس يبـدو
لهـذا الجـيل إلا بالتــــدنّي

وجـدِّ السّـير في طلب الغـواني
بتجـــديدٍ.. فمِنْ حِضْنٍ لِحِضْن

شـبابٌ لاكتسـاب الـودّ باتـوا
قيــاناً.. ليس يخجــلهمْ تثنّي

غلوا بسلوكهم.. حتّى استعاضوا
عن الطبع الكـريم.. بطـبع قَيْن
*****
يقولـون: العقـول لها لسـانٌ
ويحكي العاشـقون بغـير لِسْن

ومختلف العقول.. قـد اسـتقرّتْ
بلـونٍ.. والعـواطف غـير لون

فمثلُكَ نحــلةٌ.. تبغي رحــيقاً
ومِنْ زهـرات كلّ الروض تجني

وغــرّيدٌ يطـير.. ولا يــبالي
بمـوقعه.. فمِــنْ غصنٍ لغصن

تنقّلْ في الهـوى حــرّاً طلـيقاً
ودعْ عنكَ التزامكَ.. فهـو يُضني!

تبنّ بَلاً يسـود.. وكـنْ طـريّاً
ولا تصـلُبْ.. فيكســرْكَ التبنّي
*****
أنا ضــدّ التَّـمادي في التَّراخي
سـواء أفـادني.. أم لم يفـدْني!

وهـل صحّ التبنِّي دون طــفلٍ
غـريبٍ لستُ منه.. وليس منّي!

ألم يسـقطْه إسـلامي قــديماً
وقـد رفض الأبـوَّة غـير لابن!

فأيّة نسـبةٍ.. بل أيّ قــربٍ؟!
يواصـل بين منحـولٍ.. وبيني!
*****
فيا من يقـبل الدنـيا عمــيّا

بلا فكـرٍ ونقــدٍ.. أو تظـنّي!

أراني ازددتُ في طـلب التزامي
ولم أفقـدْ لصدق الحـبّ عوني

إذا لم أسـتطعْ للشَّـرِّ ردعــاً
سأحجب عن شرور النَّاس عيني

فإنْ أغلقـتُ بالأقـفال قلــبي
فعن سـبب انغلاقي.. لا تسلْني!

وفي الإحجام عن عبثٍ وفوضى
إذا أبديتُ عــذري.. لا تلمني!
*****
***
*
كسب- محافظة اللاذقية
11/2/1964
نبيه محمود السعديّ







 
قديم 08-13-2010, 10:48 PM   رقم المشاركة : 13
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي

ما هكذا رمضان!

هلَّتْ علـيكَ معــارجُ الإيمانِ
فاسـعدْ بسكنى منزلِ القـرآنِ

رمضانُ شهرُ تعـبُّدٍ.. وتنسُّـكٍ
بمسالكِ التَّوحـيدِ.. والعـرفانِ

تسـمو به الأرواحُ نحو مليكِها
توَّاقـــةً للفــوزِ بالغفـرانِ
*****
رمضانُ شهرُ تجـلُّدٍ.. وتعـاونٍ
لا شـهر تعـذيبٍ.. ولا حرمانِ!

ما صـحَّ تقتـيرٌ وإسـرافٌ بهِ
وكفى الكـفافُ لصـحَّةِ الأبدانِ

فالصَّـومُ يدفـعُ للتَّفاعلِ غـايةً
معْ حاجةِ الجوعانِ.. والعطشانِ

فاعرفْ بصومِكَ حالَ مُحتاجٍ إلى
بعضِ الرَّغيفِ على مدى الأزمانِ

واصرفْ لنصرتِهِ طـعاماً صُنتَهُ
كضـريبة الشَّـبعانِ للجـوعان
*****
لا تقلـبوا الأيَّامَ.. حتَّى ينقضي
شـهرُ الصِّيامِ براحـةٍ وأمـانِ

نقضي اللَّيالي والسِّماطُ جليسُنا
ونهـارُنا نــومٌ لـذيذٌ هـاني

فإذا بشهرِ الصَّومِ يصبحُ عندنا
شهرَ الطَّعامِ.. ومتعةُ الشهوانِ

منْ ظنَّ أنَّ الصَّومَ جوعٌ موجعٌ
قـد غـابَ عـنهُ للصِّيامِ معانِ

للصَّومِ مرتبةٌ؛ فإمَّـا مسْــلمٌ
أو مؤمـنٌ يصـبو إلى الإحسانِ
*****
ما هكـذا رمضانُ عيشٌ باذخٌ
ومَــوائدٌ لــزيادةِ الأوزانِ!

حدنا بشهرِ الصَّومِ عن أهدافهِ
حتَّى بـدا عـبئاً على الإنسانِ
*****
***
*
13/8/2010
نبيه محمود السعدي
ِ







 
قديم 08-26-2010, 06:38 PM   رقم المشاركة : 14
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي


أنا ابن العالم الثالث
أسئلة بسيطة.. تتردّد على لسان شاب بسيط.. موجهة إلى أم مقهورة:

لماذا العيش.. يا أمَّـاهُ.. سمسارُ؟!
يتاجرُ في كرامتنا
يبيعُ ثمارَ قوَّتنا
فكيف.. ونحن أسراهُ..
نقول؛ بأننا في العيش أحرارُ؟!
*****
لماذا العيش.. يا أمَّـاهُ.. أسرارُ؟!
تعذِّبنا..
وترهقنا
فإن ذاعتْ.. تميدُ الأرضُ.. والدنيا..
وتُطفـأ في عيون الشمس أنوارُ؟!
*****
لماذا الليل.. يا أمَّـاهُ.. أسـوارُ؟!
كوابيسٌ.. تؤرِّقـنا..
وأشباحٌ تلاحقنا
ترتـِّـلُ سِفرَها الجُدْرانُ
فتسـجدُ فوقنا الدارُ؟!
*****
لماذا الليلُ.. يا أمِّـي..
غلافٌ أسودٌ فاحمْ
كتيمٌ.. ليس تخرقهُ..
كليْلِ الناسِ.. أنجامٌ.. وأقمارُ؟!
*****
لماذا ليلنا أَرَقٌ ؟!
أما لِمُؤَرَّقٍ في الليل مصباحٌ..
يبعثر ظلمة الوَحدهْ
أما في الليلِ سـمَّارُ؟!
*****
لماذا يومنا كـدٌ ؟!
وعينُ نهارنا بالجهدِ مدرارُ؟!
نكرِّسُ لاتقاءِ الجوعِ غايتنا
ونجمعُ في رغيفِ الخبزِ طاقتنا
فتشوي قُوْتَنَا النيرانْ..
وتكوي صبرنا النـارُ؟!
*****
لماذا ليس للأزمان في حسِّي..
عـلاماتٌ.. وآثـارُ؟!
قطارُ الوقتِ يغفلنـي
وعقلي جامدٌ.. يرنو
بليدَ الحسِّ.. لا تعنيهِ أسـفارُ؟!
علامَ تدقُّ ساعتنا.. بلا معنى؟!
علامَ لسـانُها بالوقتِ ثرثارُ؟!
*****
لماذا لم تعلِّمْنا من التاريخ أخبارُ؟!
لماذا نقضم التاريخ كالفئرانْ؟!
لماذا نحرثُ الماضي.. كما الثيرانْ؟!
نحمحمُ في جهالتنا
نهـزُّ رؤوسنا كالخيلِ
بئس الخيلُ.. ما شاؤوا.. وما اختاروا؟!
*****
علامَ جميع أخطائي..
مبررة ٌ.. تغلِّفها أكاذيبٌ.. وأعذارُ؟!
أبرِّرها بلا حقٍّ
أصدِّقها بلا صدقٍ
ويدفعني لدرءِ الحقِّ بالبهتانِ إصرارُ؟!
*****
أنا قِربان هذا العصرْ..
يضحِّي بي.. أمام منصَّةِ الأخلاقِ.. جبَّـارُ!
دمائي سـرُّ قوَّتهِ
ولحمي سـرُّ قدرتهِ
وُجُودي كلـُّـهُ لِحِماهُ أسـوارُ!
*****
لماذا الخبزُ مشكلتي؟!
ونبعي في سهول القمح فوَّارُ؟!
لماذا النفطُ مشكلتي.. وعندي منه آبارٌ وآبارُ؟!
لماذا وجَّهوا للقُوْتِ مقدرتي؟!
أما في العيش غيرُ القوتِ مضمارُ؟!
*****
أنا الوارثْ
لكلِّ الفقر والفوضى
فإن لم أرضَ.. أو أرضى
حياتي كلـُّـها نَهْبٌ
لشعبِ العالـَـمِ الأوَّلْ
لشعبِ العالـَـمِ الثاني
أنا ابنُ العالـَـمِ الثالث.
*****
***
*







 
قديم 09-26-2010, 12:16 PM   رقم المشاركة : 15
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي


ليتَ "للفاروقِ" عيناً..!

رحمـةً يا لـيلُ.. أضناني السَّهَرْ

وسبَى صبرِي على الصَّمْتِ الضَّجَرْ



كيف طَيْفُ النَّـومِ يغــزو أعيُني

وفِراشِـي.. ولِحـافِي مِنْ إبَـرْ!



كبَّلتْني فــوق همِّـي خِشْـــيَةٌ

فاصطلى الواقـعُ ناراً.. واسْـتعرْ



أمَّتي حجّــتْ إلى أصْـنامِـها..

زُمَــرٌ تسعَى.. وتتْلوها زُمَــرْ



خافتِ المــوتَ.. فخــرَّتْ ذِلَّةً

لَمْ يفـزْ بالعـزِّ مَنْ أقعَى.. وخـرْ



فلمـاذا الخـوفُ مِنْ وقع الرَّدى؟!
هلْ مِنَ المـوتِ فقطْ يأتي الخطرْ؟!

أثَــرُ الضَّــيْمِ على أتباعِــهِ
لا يُســاويهِ مِنَ المــوتِ أَثَـرْ

فحــياةٌ ينـعقُ الضَّـــيمُ بها
ما هيَ البُشْرَى بفــَوْزٍ أوْ ظَـفرْ

ليس بالمـوتِ نـهاياتُ الـورَى
فاطلبِ المـوتَ.. ولا تخشَ القدرْ!
*****
قـدْ خـبرتُ العيشَ.. حتَّى عفتُهُ

وعرفتُ الناسَ.. إلاّ مـا نــدرْ



لم يفتْني في حـــياتي منــظرٌ

حـادَ عنْ عيني.. فألهاني ومَـرْ


كلُّ أمــرٍ لــهُ عـندي وقفـةٌ
أجـتلي فيها المــعاني والعِـبرْ
*****
كلُّ حيٍّ ســــيلاقي حتْـــفَهُ
ويوارَى جــــثَّةً بين الحُـفرْ


لِمَ يخشَ المـوتَ مَنْ يسـعى لهُ..
ويعـاني لِلِـــقاءِ المُنْتــظَرْ؟!

هل تَرى في العيشِ إلاّ أحمـــقاً
مَنْ إلى مــوتهِ يسعى في حذرْ!
*****
يا لَعيـشٍ.. كابَــدَ العــدلُ بهِ
سـفرَ المنبوذِ.. أعـياهُ السَّـفرْ!

أصبح العــدلُ بأرضي خـادماً
عـند ذي مـالٍ.. ومسؤولٍ أمرْ!

شـِرْعةُ الغـاباتِ عمَّتْ.. فارتقتْ
فوق أعـرافِ البـوادي والحضرْ

نحفـظُ القانـونَ مكـتوباً.. وما
قـارَبَ العـدلَ بمـا عـنهُ صدرْ
*****
كلَّـما أدْمـنتُ مُــرّاً في الدُّنا
زوَّدتْـني كلَّ يـــومٍ بالأَمَــرْ

يا لَدنيانا.. طغــتْ في غَــيِّها
ونَمَـا الباطـلُ فيها.. وازدهـرْ!

تركـتْ حقَّ البــرايا مغْـنماً
لِقـوِيٍّ.. مُسـتبدٍّ مـا ازدجـرْ

نَدَبَ الحـقُّ وحـيداً حـــالَهُ
فنـعى أنصــارَهُ.. ثمَّ انتحـرْ
*****
وطني.. يا حضْرةَ "الفاروقِ".. لا
لنْ ترَى فـيهِ لذي عِـزٍّ مَقَــرْ!

عضَّني الجـــوعُ وأبنائي.. فلمْ
يغْنِني مثلُكَ عن طـبْخِ الحجــرْ

أقْطـــعوهُ لِوُلاةٍ.. نهجُـــهُمْ:
من يوارِي الشَّعْبَ في العيْشِ اسْتمرْ

حوَّلــوا أرضي إلى مزْرعـــةٍ
كلُّ مـا فيها شِــياهٌ.. أوْ بَقَـرْ

شَـبَكاتُ الأَمْـنِ غطَّـتْ مَوْطِني
ضـاعَ مَنْ يعلـقُ.. حتَّى لوْ عَبَرْ
*****
أيّها "الفـاروقُ".. عـايِنْ حـالنا!
شَـرِبَ الظُّـلمُ دِمـانا.. يا عُمـرْ!

وحُشِـرْنا في فســادٍ خــانقٍ..
مُحْـكمِ الإغـلاقِ.. مـا منهُ مفرْ

مـا نخَـوْناكَ.. وفيـنا نخــوةٌ
أوْ بقــايا مِنْ مـزايا تُدَّخــرْ

نحنُ يا "فـاروقُ" أشْــباهُ الدُّمَى
أَخَـذَتْ -فيما يُرَى- شـكلَ البشرْ
*****
عجِـبَ "الفـاروقُ" ممَّا قـدْ رأى
وتمنَّى لـو تعـــدَّاهُ الخــبرْ

فتـوارَى قائــلاً.. في حسْـرةٍ:
ليتني أعمَى.. وطـرْفي ما نظرْ!
*****
***
*
15/9/2010
نبيه محمود السعديّ













التوقيع

 
قديم 10-17-2010, 01:18 PM   رقم المشاركة : 16
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي

صاحبة الجلالة!


أرجو جلالكِ في الهوى.. أن تفهمي ما أقصدُ
أن تعرفي أني غـريقٌ في الهوَى.. يسـتنجدُ
هـذا أنيـنٌ غــائمٌ.. في داخـلِي يتــردَّد
إطلاقهُ.. بيديكِ أنتِ.. وليس لي فيـهِ يــد

*****
عفواً.. إذا سـاءتكِ منِّي كلـمة ٌ.. أو مقصدُ
لو قلتُ: راقتْكِ الظُّـنونُ بأنَّ حـبَّكِ معــبدُ
مَنْ زارهُ.. لا بـدَّ يسـجدُ طائعاً.. أو يُطـردُ
وبأنكِ "الهُـبَلُ" الذي لو قالَ كـفراً.. يُعــبدُ
نَذرَ الشَّبابُ لكِ النُّـذورَ.. وقدَّسوكِ.. ومجَّدوا
والحبُّ.. كالكلبِ الذليلِ.. أمام عرشكِ يسـجدُ
نظراته سـيلُ الرَّذاذ.. على حـذائكِ يجـمدُ
*****
عفواً.. إذا سـاءتكِ منِّي كلمة ٌ.. أو مقصـدُ
لو قلت: أوهمكِ التجنِّي أنَّ صـدركِ موقــدُ
يقـتاتُ لحـمَ العاشـقينَ.. ونـارُهُ لا تخمدُ
فيسـيل دفؤهُ في عروقـكِ.. تنتشِي وتعربدُ
وعلى خـدودكِ يَسـتَهِلُّ.. فبالدِّما تتــورَّدُ
فالحـبًُّ نـارٌ.. والحـبيبُ فراشـة ٌ تتبـدَّدُ
*****
عفواً.. إذا سـاءتكِ منِّي كلـمة ٌ.. أو مقصدُ
لو قلتُ: قلبُكِ في الهوى أسطورة ٌ.. لا توجدُ
والحـبُّ عـبدٌ مُسْــترقُّ.. للمـذلَّة يولـدُ
تستعملينهُ كيفَ شــئتِ.. وكيفما يتحــدَّدُ
فقـلادة ٌ.. أو خنجــرٌ بدمِي أنا يتعــمَّدُ
*****
عذراً.. إذا سـاءتكِ منِّي كلمـة ٌ.. أو مقصدُ
فالنرجسيَّة فيكِ أنـــواءٌ.. وغــيمٌ أسودُ
لا.. ليس عندك في الغـرام مقرَّبٌ.. أو مُبعدُ
فجميعهم خدمُ الغــرام.. كما يشاءُ تجدَّدوا
والصبُّ سنبلةٌ بحـقل الحـبِّ.. يوماً تُحصدُ
وعليَّ أن أشـدو بفضلكِ معـلنا.. وأغـرِّد
وأطــرِّزُ الآياتِ راياتٍ لقدســـكِ تـُعقدُ
*****
فالشـكر.. إذ أبقيتِ ما أهــذي بهِ.. وأردِّدُ:
يا ربَّةََ الحـبِّ العظــيم.. أنا كسـيحٌ مُقعدُ
سـبحان قدرتكِ الجليلة.. تسـتجيب.. وتُنجدُ
لولا غرامكِ.. كان جزءاً من عظامِي المَقعدُ!
*****
***
*
القاهرة- 6/6/1974
نبيه محمود السعديّ













التوقيع

 
قديم 10-30-2010, 06:32 PM   رقم المشاركة : 17
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي

الجوع.. وليد الحضارة الحديثة!

كل يوم يزداد عدد الجياع في العالم.. عملا بشرعة الأمم المتحدة، وحق الإنسان في الموت جوعا!
*****


كلبةُ السَّيِّدةِ الحسناء.. تغفو في فراشٍ من حريرْ
وعليها يُسفح "البارفان".. من أغلى العطورْ
والقلادهْ..
حُمرة الياقوت فيها من عناوين السعادهْ
تنحني فوق الوسادهْ
وبها يزهو السريرْ
*****
صرخات الجوع.. أنياب المنيَّهَْ
تملأ الآفاق.. تجتاح البريَّهْ

ورقاب الجائعينْ
وبطون الجائعينْ..
حطبٌ يبَّسهُ حرُّ المجاعهْ
فتكسَّرْ..
وتبعثرْ..
كلَّ يومٍ.. كلَّ ساعهْ
*****
وشرايينُ الجياعْ
لوحة ٌ زرقاء من أسمى الروائعْ
رسمتها يد "بيكاسو".. بعنوانِ "الضياعْ"
*****
وحلوق الأمَّهاتْ
مثل تنُّورٍ.. خبا فيه اللَّهبْ
لمْ تعدْ رائحة الخبزِ.. وغيمات الدُّخانْ..
وزغاريدُ الحطبْ
تملأ الحيَّ بأنفاس الحياهْ
أهملتهُ.. بصقتْ فيه الحضارهْ
ورمتهُ في وجوه الجائعينْ..
بعد أن كان لعامٍٍ.. أو سنينْ..
عملاً.. يحتلُّ في الفجر الصدارهْ
*****
عالمٌ حرٌّ يبيع الأرغفهْ
وبقايا المائدهْ
تحت آلاف الشُّروط المجحفهْ
لجموعٍ زاحفهْ
همُّها حبَّة قمحٍ..
وأمانيها رغيفْ
وهي في استجدائها القوتَ القليلْ..
من فتات الخير والرَّزق الكثيرْ
تتطاولْ..
وبخوفٍ تتساءلْ:
أين ما يدعونهُ "حقُّّ الحياةْ"؟!
أين تقرير المصيرْ؟!
*****
***
*
القاهرة- 11/11/1974
نبيه محمود السعديّ







 
قديم 11-25-2010, 09:07 PM   رقم المشاركة : 18
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه سعدي


مكاشفة
ألقيتها في أمسية شعرية في قاعة محاضرات فندق ويستن هوتيل في مدينة ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية..

يا أيُّها الإخوان.. والأخواتُ..
ما سافرتُ من بلدي القصيَّهْ
إلا وفي صدري لكم منها وصيَّهْ
*****
فقبيلما رفع الرَّحيل شراعهُ..
وصلتْ.. تودِّعني بصمتٍ.. أمَّتي الثكلى
فغصَّتْ.. وانحنتْ..
تخفي على الخدَّينِ دمعاتٍ سخيَّهْ
ثم انطوتْ في حيرةٍ..
وكأنها نسيتْ حروف الأبجديَّهْ!
قالتْ.. وما قالتْ..
ولكنِّي شعرتُ بوجدها.. نارا قويَّهْ..
تجتاحني.. وتصوغ من شوقي.. ومن حبِّي لكم أحلى تحيَّهْ
*****
وقفت تودِّعني ك "لبنانَ" الجريحِ..
جنوبُه! يلتفُّ بالعتبى..
على كلِّ المحافل والجهات العالميَّهْ
أنفاسُها الحرَّى!.. تلامس حرقة "الجولانِ"..
في أفران من وُصفوا بأصحاب القضيَّهْ
مأخوذةًٍ بأزيز نيران "الخليجِ"..
بوقعها الغربيِّ.. تعزفه طبولٌ مشرقيَّهْ
وعلى الخدود.. وجيدها.. بعض الدماءِ
من الجراح المغربيَّهْ
*****
وقفت.. وفي نظراتها إصرار سوريَّا..
وحسرتها على جمع السيوف اليعربيَّهْ
وتطلعتْ نحوي.. وسالتْ دمعة ٌ..
فيها اختصارٌ للشجونِ.. لكلِّ أحزان البريَّهْ!!
*****
يا إخوتي!
في جعبتي من أجفن الأوطان.. أشواقٌ نديَّهْ
تُهدَى إليكمْ.. أيها الأبناء.. من آبائكمْ..
من أمَّهاتٍ.. تحت أقبية الفراق.. تموتُ حيَّهْ
وتظلُّ تحكي عن رسائلكمْ..
متى تاتي إليها من هناك.. على رياحٍ موسميَّهْ؟!
ما زال يشغل ذهنها.. ذاك الفتى..
يسعى إلى المجهول.. محمولا بأجنحة الحميَّهْ
وعتاده للغربة الحرباء.. بعضُ حقيبةٍ..
وعزيمة ٌ.. أجدى وأمضى من رصاص البندقيَّهْ
وتذوب في بحر الظلام ظلالهُ..
لكنَّه يُبقي على شواطئه بقيَّهْ
وتظلُّ تذكر طفلها في مهده الخشبيِّ..
في خطواته الأولى.. ومرحلة الشباب الأوليَّهْ:
"أيَّام كان الشمل مجتمعاً..
أيَّام جمَّعنا الرغيف.. بطيب أنفاس شهيَّهْ"
*****
يا أنتمُ.. يا صرخة الرفض التي دوَّتْ
بآذان الحضارات الدعيَّهْ
يا جذوة الشمم العتيق.. وأهلهِ؛
أهل الشجاعة.. والإرادات القويَّهْ
يا من شققتم في التغرُّب دربكمْ..
بمعاول الإصرار.. بالهمم العليَّهْ
وفديتمُ الوطن المصاب.. إذا دعا
وجملتمُ الأوزار.. بالنفس الرضيَّهْ
*****
لقد اغتربتُ.. وبتُّ أعلم ما اختفى في الغربتينِ..
من الشقاء.. من الهموم المهجريَّهْ
وعددتُ أيام البعاد ثوانياً.. وثوالثاً..
حتى سقطتُ على صدى عدِّي ضحيَّهْ
عانيتُ من شوق الغريب لموطنٍ.. ألماً
يهون لمثله وقع المنيَّهْ
لأمرُّ من ألم التغرُّب والفراق دروبُهُ..
لو أنَّها بقيتْ على القاصي قصيَّهْ

*****
***
*
ديترويت- الولايات المتحدة الأمريكية
10/10/1995
نبيه محمود السعديّ








 
قديم 12-18-2010, 10:25 PM   رقم المشاركة : 19
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه السعدي

لا تنم

عاش جدي عمرا ناف عن المئة وعشرة أعوام.. سألته يوما: هل ساورك الندم في يوم من الأيام؟ فأجابني عقب إطراقة صمت طويلة: نعم؛ أندم على كل ساعة نمتها في أيام شبابي!!

يا حبيبي.. لا تنمْ!
لن يدوم الليل إلاّ ساعةً..
بعدها.. يمحو الصباحْ..
وخيوط الفجر.. لذّات الألمْ
*****
وجهك الآخر.. يا هذي الحياةْ..
سوف يأتي جامداً.. مثل الصَّنمْ..
فنعاني من تماديه الرَّهيبْ..
عبثََ التَّكْرار في القلبٍ الكئيبْ
وضياعُ الوقت.. يتلوه الندمْ..
يا حبيبي.. لا تنمْ!
*****
كيف لا نمتصُّ ساعاتِ الغرامْ!
مثلما التربةُ تمتصُّ المطرْ!
مثلما الأزهار تمتصُّ الغمامْ..
سوف نفنى.. ونبيدْ..
دون أن يبقى أثرْ
سوف تستهلكنا أعمارنا
فلماذا هي تستهلكنا؟!
نحفظ الجسم.. فيفنيه الزمنْ!
فلماذا نحن لا نحرقهُ!
كيفما شئنا.. بنارٍ وحممْ!!
يا حبيبي.. لا تنمْ!
*****
ضرباتُ السَّاعة البلهاء تُدميفيالفؤادْ
إنَّها تحمل فأساً قاطعهْ..
بأكفٍّ بارعهْ
حطِّمِ الجسم بحبٍّ.. وودادْ..
بعناقٍ.. واحتراقٍ.. وسهادْ
لا تدعْ قتلي لأنياب المحنْ!
حين لا بدَّ من الموت.. فقمْ..
واعْطني.. يا قاتلي.. موتاً حسنْ
يا حبيبي.. لا تنمْ!
*****
إنَّما النَّائم ميْتٌ.. وحرامٌ أنْ نموتْ
وحرامٌ أنْ تذوقَ الموتَ أجفانُ الشَّبابْ
فشبابانا لإنعاش الهوى..
لا لموتٍ خُلِقا!
دعْ يدي كالطَّير.. تغدو وتؤوبْ..
قبل أنْ تحرقها نارُ الزمنْ!
دعْ فمي في نشوة الخمر يذوبْ
قبل أنْ يَلْحََفَهُ برْدُ الكفنْ!
ضمَّني.. واعصرْ شبابي.. طالما
لم يسِلْ من جوفه.. ذاك الألمْ!
لا تذرْ للجوع في صدري رسوماًَ ودِمَنْ!
ضمَّني.. آهٍ حبيبي ضمَّني!
خيرُ دربٍ.. للفناءْ..
أن يجيءَ الموت من عشقٍ.. وضمْ.
يا حبيبي.. لا تنمْ!
*****
فغدا.. يدركنا برْقُ المشيبْ
ذلك المنسابُ في ليل المغيبْ
بعده.. يهمي المطرْ
وخيول العمر يُعييها السَّفرْ..
فيصير الصدر قبراً.. وأمانينا حُفرْ..
لا يواسيها القمرْ
أهِ من أيَّامهِ.. ذاك المشيبْ!
إنَّني أسمعه يأمرني..
باكتفاءٍ وحذرْ..
وبقايا تدَّخرْ
لا تخبِّني لهُ!!
واعْتصرْني.. وأنا غصنٌ رطيبْ
لا تدعْ فيَّ مياهاً.. وثمرْ!
واقذفِ الأحشاء في جوف اللهيبْ!
سوف لا أبقي له غير الرِّممْ..
سوف لن يبقى له إلا الرِّممْ
يا حبيبي.. لا تنمْ!
*****
***
*
نبيه السعديّ







 
قديم 01-05-2011, 01:08 AM   رقم المشاركة : 20
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / نبيه السعدي



ما أضحك الإنسان.. أبكاه !

ألقيتها في أمسية شعرية خاصة
في فندق السمرلاند في بيروت

قلْ للسـلام سـلاماً.. حـين تـلقاهُ
إن لم يدعْ سـيفَهُ.. لســنا رعاياهُ

خلـَّـفتُ خلفي رُبَى الفيـحاءِ تائقةً
إلى السـلام.. تصلِّي في مصـلاّهُ

والشرق يحلم في صلحٍ.. إذا انفتحتْ
له الصدور.. فقـلب الحـقِّ مأواهُ

إن تاه حُلمكَ.. يا شـرقِيْ. بواقعـنا
فحسـب حُلمكَ عـذراً من به تاهوا
*****
إنَّا لنـدركُ كيف الســلم ينصـفنا
وكيف يظــلمنا قـاضٍ.. نصـبناهُ!

للحـقِّ والعـدل مسـعانا.. ومطلبنا
والضعف أبعــدنا عـمَّا طـلبناهُ

لـقد وأدنا عُـلانا تحت فرقــتنا
وما أســفنا على عــزٍّ وأدناهُ!

بدتْ مواقفـنا مـهزوزةً.. فخــلتْ
من اعـتدادٍ.. ومن حــزمٍ ورثناهُ

لا يُرعبُ السـيفُ مهـتزّاً برِعْـدتنا
بل مـرعبٌ فيه.. لو أنَّـا هـززناهُ
*****
درب السـلام.. الذي نجري به خَبَباً
لـو كان في يدنا.. كنَّـا هجــرناهُ

نُسـاقُ للسِّـلم كالقطعان.. نحسـبُهُ
مرعىً.. يدوم لنا في مرجـه الجـاهُ

لقد فقـدنا شـعور الحـرِّ.. نظرتَهُ
كأنَّـنا في صـراع العيـش أفـواهُ

نـُقاد للسِّـلم كالقـربان.. ما أَثِمَتْ
يــدٌ تُبـاركُ من بالســيف أرداهُ
*****
إنَّا لَنعـلم ماذا قــد يحـيق بـنا
لو أنَّ ســلمهمُ الـواهي رفضـناهُ

قد يظـفرون بنا.. لكنْ ســنقنعهمْ
بأنَّ للشــعب دوماً ما تمـــنَّاهُ

عـباءةُ الأمس.. نحن اليوم نلبسـها
إنَّ العـباءةَ تعني؛ حمْـلَ أعــباهُ
*****
نريدُ سـلْماً سـليماً.. نسـتظلُّ بـهِ
فأين في عـالَم الظُّلْمــات نلـقاهُ!

يسـتفردون بنا في كلِّ زاويـــةٍ
أيا ســلاماً.. ركعـنا في زواياهُ!
*****
فكيف نسعى إلى سـلمٍ.. إذا انتصبتْ
أركانُهُ.. وعَـلَتْ.. كنَّـا ضـحاياهُ!

سـلمٌ يحـوِّلنا من سـادةٍ مَلَــكوا
إلى عـبيدِ إلـهٍ.. مـا أمِــــنَّاهُ!

سـلمٌّ يضـلِّلنا.. حتَّى يوظِّـــفنا
فيـما ملــكنا.. فننسى ما ملـكناهُ

وحـين يُنقــدنا من مالـنا ثمـناً
فعُشْـرُ أجْـرٍ على جـهدٍ بذلــناهُ
*****
سـلمٌ سيجعلنا سـوقاً لفائضـــهِ
من المـتاع.. كأدنى ما تمــــنَّاهُ

ونحن أسـوأُ حـظّاً في منافســةٍ
كيف التنافـس.. حـين الكفْؤُ جافاهُ!
*****
سـلمٌ يوظِّـفنا في جمْـع ثروتــهِ
وكلُّ ما زجَّــنا في الفقـر أثـراهُ

سـلمٌ يحطِّـم أسـوار الحدود.. ولم
تمـلكْ بداوتُـنا علــماً لِتلـــقاهُ

فـقد يهـبُّ علينا كالنســيم.. بـهِ
من السـموم نشــوقٌ قد جـهلناهُ

وقـد يمـرُّ على آذانـنا خـــبراً
تفـيض بالشَّـرِّ والفوضى خـفاياهُ

وقـد يحمِّـلنا من علـمه قبـــساً
إنْ يسـتقمْ في حقـول الفكر.. لظَّاهُ
*****
لقد خـرجنا من الماضي بأســئلةٍ
طـفا الجـواب عليـها دون مـعناهُ

ماذا نقـول لطـفلٍ في الجنوب.. نما
في الاحتلال.. وأضحى من رعاياهُ؟!

ماذا نقـول "لبيروتَ" التي اغتُصِبتْ
لو أنَّـها سـألتْ عـمَّا فعــلناهُ؟!

لهْـفي على الغادة الحسناء ضارعةً
أمـام مغتصِـبٍ.. ترجـو عطاياهُ!

ونحن نرنو إليـها.. حين تجـلدها
يدُ الزَّنـيم.. وننـسى مـا رأيـناهُ!

يغسِّـلُ البحـرُ أقدامَ الفـتاةِ.. ومَنْ
يغسِّـلِ البحـرُ.. يطهرْ من خطاياهُ

شـلاَّلُ شَعْرِكِ يا "بيروتُ".. سرَّحهُ
مشطٌ منَ المـدِّ.. ثمَّ الجـزْر سوَّاهُ

وردَّد الزَّبَـدُ الصَّـخريُّ أغنيـــةً
يهـيم شــوقاً على أنغامـها الآهُ

معشوقةُ النَّاس والأيَّام.. هل خلصتْ
لكِ النَّـوايا.. بيـومٍ غـاب نوراهُ؟!

الكلُّ "قيسُ".. وفي "بيروتَ" مُـنيتهُ
يا بئس "قيسُ الليـالي".. باع ليلاهُ!
*****
يحـاول القـلب أن ينسى مواجـعهُ
ويســتكين إلى نـومٍ تغشَّـــاهُ

فيصـرخ "اليمنُ" المجـروح من ألمٍ
بسـيف وحـدته.. لمـا تحـــدَّاهُ

و"مصرُ" تبكي وفي "السودان" مجزرةٌ
وفي "الجــزائر" روعٌ مـا تخـطَّاهُ
*****
يا مجلس الأمن! ها "لبـنانُ" تمـزقهُ
يـدُ الجـريمة.. فاسـتمتعْ بشـكواهُ

بالأمس لمـلمََ في "قانـا" فجيعــتَهُ
مودِّعـاً بدمـوع الصَّـــبر موتاهُ

فلتصـدرِ اليومَ كالمعتاد حكـمكََ معْ
وقـفِ النَّـفاذِ.. يوارى بين قتـلاهُ

في صدرِ "لبنان" حزنٌ.. لو يفيض بهِ
لأصبح الكـون من تعـداد غـرقاهُ
*****
قد غلـَّف الدهـرُ بالأحـزان أعيننا
فلـو مررنا بفـرْحٍ مـا عــرفناهُ

فكيف تقـبلُ.. يا قلبي.. بأعــطيةٍٍ!
تُهـدي إليكَ الضَّنى دوماً.. وترضاهُ!

ألا تجمِّـعُ حـزناً.. ثمَّ ترجـــعهُ
عـبر البـريد لمـن أهــداكَ إيَّاهُ!

إبسـمْ! فكلُّ جـمال الكـون بسمتُهُ
من ذا تعـثَّر بالبســمات مسـعاهُ!

واختـرْ لنفسـكَ أمراً.. لا تضيقُ بهِ
فإنَّ ما أضْـحكَ الإنســانَ.. أبكاهُ
*****
***
*
بيروت 3/8/ 1994
نبيه محمود السعديّ







 
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::