في مساءٍ يختلفُ عن مساء سابق ...أخرجَ كلَّ شيء في جوفه ،
كانت الأرضُ تدور تحت أقدامه ،
وصل لمستشفى وسط المدينة ، وكلُّ شيء داخله يتمزقُ ألما
نام على سرير يقبعُ في زاوية معتمة
في قاعة الطواريء ...قاعة تنتمي لكل شيء إلا للطواريء ...
أشفقَ أحدُ المرافقين لمريض ، وصرخَ ..أين الطبيب !!
حضر الطبيبُ واستغرق وقتا في البحث
عن إجراءات الدخول والتسجيل ...بعدها ...
يُصدرُ الطبيبُ قرارا ...يجب تحويله لمستشفى غرب المدينة ...
وقفَ مجددا ...كلُّ شيء داخله قابل للتمزق ...
وصل لمستشفى غرب المدينة
المكتظ بالناس واللاناس ...وهناك الرتابة القاسية
والملل الغريب والإنتظار القاتل ...
سامح الله من حمله لهذه المستشفيات ،
ماذا كان لو حمله لمستشفى خاص ، هناك
تنوب عنا النقود في جلب الإحترام والعناية التي نبحثُ عنها ...
وصل الطبيب ...وأسئلة كثيرة له وهو يتلوى ألما ...
ثمَّ بدأت الحقنُ تنهال عليه ، هذه في يده ،
وتلك في جنبه ، وهذه لأخذ عينة من الدم للفحص ،
بعد ثلاث ساعات من الموت البطيء
على سرير الشفاء ( الموت ) ، استعرض المكان ،
شكل الوسادة التي استقبلت العديد من الوجوه ،
كل وجه يختلف بأحلامه وآلامه ...لون الطلاء على الجدار
أرضية المكان ، ملامح الممرضة ،
ووجه الطبيب الغائب عن ملامحه إبتسامة ضلّت طريقها ..
كلُّ شيء هنا قابل للموت ... أشياء كثيرة يستعرضها في خياله ،
وكيس الجلوكوز المعلق في يده
اليمنى يكادُ يفرغ ...وآلامُ مستمرة ...
الوليد
لسفر السفرجل ...محطات
غاليتي :
كان حضورك بلسماً ، أزال وجعي ووجع حروفي
لك باقات ورد ..تليق بصباح كنت فيه ...
شكرا لك ، للمتنبي ، لوعاء شوربة ساخن ...
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 05-31-2011 في 07:53 PM.