نص هادئ جميل بأسلوب بسيط خال من متاهات الرمزية
وهو برأيي أقرب للقصة منه للخاطرة
ساقني الذهن لشخص معين ولا أعلم هل أبوح به الآن أم أتريث في الإجابة
لي عودة
https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=21372
جاءت كتابة هذه الخاطرة بأسلوب جدّ متقارب مع أسلوب كتابة القصّة وهي خاصيّة تلتقي فيها كتابتها مع أسلوب القصّة
وقد وفّقت كاتبتها فيها من حيث هي تعبير عن حالة شعوريّة إنتابتها وهي تقف خلف زجاج نافذتها تشاهد لوحة ما ومنظرا ما كان هو الدّافع لهذا الإنثيال الجميل .
أبصرتها هناك في العراء
تقاسم الطبيعة قساوة البرد و أوجاع وحشة الوحدة
و هاهي تعانق الصباح في حنو
وترسل زفراتها فتنتشر في الفضاء الفسيح
حاولت مرارا إخفاء ألمها وراء ظلال الكبرياء
وعنفوان الشباب
فتاهت عنها بسمة الربيع
فلمّا أبصرتها في عراء تقاسم الطّبيعة قساوة البرد تدفّق وجدانها لتعبّر عمّا جال بخاطره وهي تقف لترى هذا المشهد الذي تطلّ فيه الهاء الغائبة في الفعل أبصرتهاقابلة للتّأويل مشعة على إحتمالات عديدة
أتكون فتاة بائسة فقيرة تقاذفتها الظروف وضراوة العيش لتقبع قبالة نافذة الكاتبة أم تكون قطّة التجأت للإحتماء من البرد بنافذة البيت ...أم ...أم....
فما نلاحظه أنّ عنصر التّشويق متوفّر منذ البداية وكذلك دقّة متابعة المشهد وتخيّر العبارات الكفيلة بالوصف الدّقيق
ولكنّها ظلّت شامخة تطاول عنان السماء
لتضرب لنا أروع مثال عن التحدي
وظلّت ساكنة تمارس طقوس الغضب
وتعلن الحرب على نفسها
مستنفذة كلّ انواع الاسلحة دون أن تذرف دمعة واحدة
وما نلاحظه في هذه الخاطرة جمالية العبارة وتوفّر المحسنات البلاغية وهي مقوّم هام في كتابة فنّ الخاطرة وقد توفرت في التّدفق اللّغوي الباذخ الذي إنتقته الكاتبة بإتقان وإقتدار على غرار هنا
"أنا هنا عارية أقاوم ظلم الطبيعة بمفردي
وأنت هناك حيث الدفء يدغدغ أوصالك
ويداعب جسمك الممشوق،
ظلال الكبرياء...
تاهت عنها بسمة الرّبيع
الشّمس تغذيها من لعاب أشعتها
وقد كانت يقظة وجدان الكاتبة عاملا أساسيّا في نمرير ما احتدم في خاطرها من انفعالات وأحاسيس وهي تشاهد هذه العارية من خلال زجاج نافذتها
تأسفت حين لم تحرّك ساكنا
ولم تولِ أدنى اهتمام
وظلّت ساكنة تمارس طقوس الغضب
وتعلن الحرب على نفسها
مستنفذة كلّ انواع الاسلحة دون أن تذرف دمعة واحدة
ترى هل هي ممن يؤمن بانّ الدموع للضعفاء ؟
ثمّ تتخلّص بمهارة لتهيئ لحوار بينها وبين هذه العارية وهي في هذا تحافظ دوما على تسلسل الكتابة
كسرت الحدود التي صنعتها بيننا
وصرخت بأعلى صوتي:
قاومي ،اصمدي،لا تضعفي ،أصبري
فما هي إلاّ لحظة زمن وتهدأ الطبيعة
فتعود المياه إلى مجاريها،
وكأنّها تروم إستنطاقها لتفضي بألمها وضيقها وما تحسّبه وهي في كلّ هذا تأخذ منحى لحوار مستطرد
وتجيبها العارية التي لم نعرف بعد نوعها بجملة تنزل كصاعقة على وجدان انسانة مرهفة
أين الإنسانة فيك؟
ويبدو أنّ ما رسمته الكاتبة لخاطرتها من مواقف يصير هامّا في تحديد نوعية الخطاب والمواقف والأحاسيس
فالسّؤال الذي طرحته عليها هذه الواقفة في عري في طبيعة قاسية وبرد لاذع كان كفيلا بنقل وتوصيف لما انتابها من خجل وليد اللّحظة والموقف .
وهذه أيضا خاصيّة من خاصيّات الخاطرة التي نكتبها دون اعداد مسبق لها فهي وليدة اللّحظة والمشهد وردود الفعل
أمّا الخاتمة فكانت رائعة ومختصرة ومنهيت للحيرة التي عاشتها الكاتبة
فكلّ ما في الأمر أنّ ماحدث هو حلم يقظة وأنّ العارية هي شجرة بحديقة بيتها سرحت في تأملها في يوم قارس شديد البرد في زمن خريفي عرّى أفنانها من الورق فغدت في مهبّ الرّيح.
فشكرا لصاحبة الخاطرة وقد رشّحت لها فتحية الحمد/COLOR]واللّه أعلم
.......................
الغالية منوبية
اعترف باني أنتظر مداخلاتك التحليلية للنصوص في هذا القسم
تجيدين فن الغوص في أعماق النصوص وتفكيكها
شكراً كبيرة جداً
على هذه المداخلات التي تثري الحلقات
وتنمي ذائقتنا الأدبية
محبتي
تحية تليق
ومساء معطّر بجمال حضوركم
أظن الكاتبة من عشاق الرومنسية
وكلما أمعنا القراءة حضرتنا خصائص الرومنسية
من توظيف عناصر الطبيعة والمشاعر الفياضة
أعجبتني نهاية الخاطرة حين وضعت حدا لتساؤلاتنا
فعرفنا أنّ من كانت في العراء هي شجرة الحديقة
وربما لو قرأنا الخاطرة أعمق من هذا لوجدناها تعج بالرمزية
فالنص يعالج النزعة الانسانية
تحياتي للكاتبة
...............
الغالية ليلى أمين
معك في ما ذهبت إليه من رومانسية النص
ولكن لِمَ افترضتِ سيدتي أن صاحب النص هو كاتبة وليس كاتب؟
محبتي
نص جميل
هادىء الملامح
واضح التعابير وبعيد عن الرمزية
حيث المباشرة في التعاطي مع الكلمات والمعنى
لا يوجد في خاطري إسما لصاحب هذا النص
لكن ..ربما أعود
مودتي وتحاياي لصاحب /ة النص وللجميع
...............
الغالية ليلى أمين
معك في ما ذهبت إليه من رومانسية النص
ولكن لِمَ افترضتِ سيدتي أن صاحب النص هو كاتبة وليس كاتب؟
محبتي
تحياتي أستاذ سمير
ربما تصريف الافعال أخذني إلى ان أتصور انّ صاحب النص كاتبة والله أعلم
هل تراقصك مثلي؟
هيّا كوني جريئة ولو مرة في حياتك وقولي الحقيقة؟ "
و أمام هذه الاسئلة المشروعةصور انّ صاحصور انّ صاحب النص كاتبة والله أعلم
وقد همست في أذني:
"أفيقي فما هذا إلاّ حلم يقظة وما هذه إلاّ شجرة حديقتنا"
نص جميل
هادىء الملامح
واضح التعابير وبعيد عن الرمزية
حيث المباشرة في التعاطي مع الكلمات والمعنى
لا يوجد في خاطري إسما لصاحب هذا النص
لكن ..ربما أعود
مودتي وتحاياي لصاحب /ة النص وللجميع
تحياتي أستاذ سمير
ربما تصريف الافعال أخذني إلى ان أتصور انّ صاحب النص كاتبة والله أعلم
هل تراقصك مثلي؟
هيّا كوني جريئة ولو مرة في حياتك وقولي الحقيقة؟ "
و أمام هذه الاسئلة المشروعةصور انّ صاحصور انّ صاحب النص كاتبة والله أعلم
وقد همست في أذني:
"أفيقي فما هذا إلاّ حلم يقظة وما هذه إلاّ شجرة حديقتنا"
....................
الغالية ليلى أمين
برافو برافو برافو
محبتي