ثنائية (وشوشات فوق سماء ثامنة) ليلى آل حسين& علي التميمي

وكأن الندى يتوضأ بطهر
تكدس على ضفاف عينيك ملحا
يستل الوفاء من صبوته
فتستسيغه روحي،
الحزن فصل خامس،
يداهم فرات النبض المبهور
بشغب الحكايا
ويجلجل الأنفاس المدانة
بالتيه في شهيق الأوهام،
وصوتك المفرط بالأنين،
نشوة تشردق بارتشافها قلبي.
ألا يكفي يا سليل النفس،
وقد بلغت من الوجع عتيا...!!
هات يدك يا علي
تسامر نبضي
وتربت على خفقات تهذي
بدفء أنفاسك
شاغب سكون البوح
تحت جناح اللهفة بحفيف زفيرك
وآنس لوعة الانصات بقيثارة الغزل
حرر عروة اليأس
وانفث بملء رئتيك ما يبدد ضباب الدجى،
وتوهج كقمر تكور
في الثلث الأخير من أمنياتي ،
افرد غطاء الحب على فراش ارتباكاتنا
متسللا إلى سراديب جوارحي
لأنثال على غرسك الراسخ بين الحنايا
بعشق سرمدي
واحساس مشتهى .

قبلَ أن تبلغَ مشاعري سنَّ الرّشد
سأعيشُ مراهقةَ الشعر
وريعانَ اللّغة
أنبضُ لكِ بشكلٍ
لا يخطرُ على قلبِ ' ريختر '
سـ أنظفُ صدري من بقايا الأحزان
المترسبةِ منْ حرائقِ الحنين
دعيني اتنفّسكِ
فرئتي مفلسةٌ من عبيرِ الأناث
وأقمصتي لمْ تحظَ بتواقيعِ القُبل
ما زلتُ ياليلى
ما زلتُ محتفظاً بوصايا النّخيلِ
و تواضع الرافدينِ
ألقّنُ القصائدَ الغزلية الذّائبة بدمي
دروسَ الحياء
أبعثُ بقطيعِ اشتياقي
لواحةِ نبضكِ ، ترتوي حتى آخر ظمأ في حواصلِ اللقاء
يا ليلـى
دعي أناملَكِ الناصعةَ الطُّهر
تجفّفُ رطوبةَ أحزاني
تضعُ على دماملِ عزلتي
مراهمَ القربِ
تُذهِبُ بداءِ توحّدي وانطوائي
بـ قماماتِ أيامٍ مضتْ
دعيني
أتخذُ منْ قلبكِ
صوامعَ لقمحِ الغرام
ومدخراً لنقاءِ الهوى
أجعلهُ خزينةً تمنحني ثراءَ الحنان
مركزاً لجذبِ اشتياقي
محوراً تدورُ حولهُ سبعاً
أشواطُ قصائدي
أصطنعهُ لنفسي
قبلةَ النظمِ والشاعرية
وأقيمُ فيه ما بقي من قلائل أيامي

ها قد تزاحم الكثير منك في قشعريرة الروح
وتضخم عطرك في منابت وريدي
ليرسمك في عيني كل الرجال ،
أي وشوشة تسربلها فاهك
على مشارف قلبي قصائدا
تغزل التحليق الى سماء ثامنة
تمنحني التأشيرة لارتشاف تراتيل بعبق هواك ،
ماذا لو فككت ضفائر حزني
وامتشقت خوابي همسك
لمست عنقك وعانقت خصري ..!!
خذني الى مواعيد عينيك
لأتكاثر أنوثة وشقاوة في طرف بؤبؤ حزين
أتحرش بكمنجات عشقك
وأستنطق العميق من أوتار الحواس
خذني الى مدارج شوقك قيثارة
تحط رحال لهفتها بين ضلوع القوافي ،
وتحسس بشوقك فوضى خفقاتي
وانفعالات الشغاف،
يا علي ،
مقيمة أنا على حدود جفنيك
وقابع أنت تحت ثغر الهوى
فماذا تبقى لنهدي أرواحنا قربانا
لهفهفات حب
واللب مأخوذ برضاب الخدر
تعال ....
وهز غيوم الفرح فوق آنية قلبي
واملأ جرار روحك بأقاح
تعطرت وريقاتها بشذاك

يا كلَّ النّساءِ
رِحتُ أتوجّسُ تدويناتِ العصرِ
ومخطوطاتِ الأزمنةِ والتواريخِ
عن امرأةٍ مثلكِ
لم أجدْ أنثى يجري في عروقها
بنفسجُ الحبّ
تنبتُ في قلبِها فسائلُ الهوى
تنبعُ عذوبةً
تفيضُ طيبةً
تتّخذُ مِنَ الغرامِ شريعةً قُدسيّة
ياليلى
دعيني أعلقُ على صلبانِ توقكِ
أنباء هدايتي
اعينيني على اغتراف هذا الكمّ من الحبّ
الذي أعدّهُ لنـا
قدرنا الجميل
اسمحي لي
ان أمشطَ خصلات انوثتكِ
بمشطِ شغفي
وألصقُ على ما كتبناه
طوابعَ الجنون
إلهميني شعرا ونثرا
لأدونَ لقلبكِ قصائدَ غزل
نسكبُ نبيذَ لُغتنا القرمزي
على وسائدَ الأحلام
علها تلد لنا يوما .. حلما أشقر

جئت أتهافت حمائم تحنان بين ضلوع مشتاق،
صب شفه الوجد،
بفم عذب يرتل الحب مطرا
في شفاه الأرجوان
ساهما يعشعش في أحداقه
صفصاف عشقي
حالما يزرع وجهي في قصائده
أهازيج أقحوان
يامن حباه الله بخضاب القوافي
هبني من روض حروفك خمائل
تفيء بظلها أحداقي
وارشق الهمس رذاذا
يبلل عطش تنهيداتي
يا من تحيك من نبضك الحاني أثوابا للبنفسج،
هذا رداءك يبدي أنوثتي كرزا ورمانا
على صدري الياذة عشقي
والخصر يميس حول هدير أنفاسك غنجا ودلالا ،
جئت والخدر يربك حواسي،
أقاسمك فاكهة الحرف
وألون السطور بأحمر الشفاه
فاغمض جفونك
وأشرع فاهك لشامة على وجنتي بطعم الحياة
علي يا طهر يسري في جسدي مختمرا
معتقة أنا في رحيق كأسك
فاسقني واشرب،
ولتقرع قلوبنا بخفقان الحب
خمرا وهذيانا

يا آيةَ للشعرِ
كتبتْ بأزرقِ تقوايَ
على جُدرانِ اللُغةِ
دعيني اتلمّسُ بركاتِ دفئكِ
منْ ابوابِ العشقِ
كي يُغفرَ لي
وتمحى احزاني الكثيرة
تعالي لـ نضعَ إكليلَ حروفِنا
على أضرحةِ الأحلام الموءودة
إنّي تُبتُ الى الشعرِ
توبةً موزونة
اقدّمُ قوافي النّياتِ الحسنة
الى معابدِ الأبجدية
علّي أحظى بيديكِ
لرحلةِ السماواتِ
نوشوشُ بما تيسّرَ لنا
من نبض قلب
نتخذنا أخلاء
ندوّنُ حكاياتِ الضوء
لتقرأها أجيالٌ يجهلونَ ما الحبّ
لِنُريهم منْ طقوسِ الغرام
ما لا يخطرُ على قلبِ أحد
لنشيّدَ صرحا
يرتادهُ طالبو الهيام
يفسّرونَ أشعارنا
كرموزٍ لا يفقهها الا الراسخون في الحب
ولنجعلنّ من هذا المشهد العظيم
مزارا تفوحُ منهُ توابلُ الجنة
حيث الامنيات المورقة
نسيرُ في ظلّها ما شاء الحرف
نقطفُ ثمارَ القبلِ
بأناملِ الحياء
ونردد
طوبى للقلوبِ المومنة بالهوى
فأشكركِ الف يومٍ
مما يعدّون

وأمد كف حرفي
تتسربل أصابع قصائدك
نحلق صعودا
نحو صفحة السماء بأرواح عفيفة
نغازل غيمات القوافي
نناغي الأمنيات
ونتراشق بنجوم الأبجدية

تعال نرص البياض في وجه القصيد
ندس القرنفل في نون الضفيرة
ونخاصر حكاياتنا بأنامل سحرية
تعال ندغدغ ايقاع جوارحنا
نروي للعشاق عن مداد مياد
يزف الاحساس برضاب الصبا
عن يراع يخط براءة شغاف
بلحن موشح بالطفولة
؛
كم عزفنا على أوتار الروح حروفا
ذبحت على مقصلة الخيبات
وابتلينا بحسن النية
وذرفنا من شآبيب الوفاء ما توارى في ثراه
وباغتته المنية
حنانيك يا هوى
بمن اكتوى
بنار الجوى
فمالنا وعتاب لا يهطل ودقا على سنابل النفس
مالنا ولوم لمن أمعن في ضلاله وغوى

ما جُنَّ عاشقٌ وما غوى
لكنّ عذاب الحبّ أليم
يوغل فينا
حتى آخر عصبٍ
في حكايتنا
ليتنا نخلعُ عروة ذكرياتهم
ننامُ ملء الليل
نقرضُ أنفسنا حلماً حسنا
فيتضاعف بعشرٍ
تنبجسُ منها صرر امنيات
تكفي لمقاسِ قلوبنا
تكفي لقطفِ دالية فرح
من اعذاق السماء
ياليلى
ها هي أبوابُ السماواتِ
تفرد اذرعها استقبالا
لموكب العاشقين
دعينا نحثُّ السيرَ
بأقدام اللهفة
وشغف الوصال
نقتفي أثر الفراشات الضوئية
لترشدنا لعرائش الإتكاء
يا ليل
خذي بيدي
نحو تخومِ الدفء
وأسرّة الهوى
اركضي امامي بدلال انثى
وسألحق بك بثمالة رجل
محاولة لقطف بتلات البنفسج
و اقتناص القبل
قبيل ان يختلط علينا
خيط فجر ابيض
و ساق ليل طويل
فيثبتُ أجر الغرام
وتبتل القصائد بريق الشفاه
ومساحيق الهيام

يلاطفني ليلك
يشاكسني بغمزة
يطوق عنقي وشاح مسك
يغزل شعري ضفائر رياحيين
يغمسني في خيوط معتقة بضوءك
يشكل ملامحي
يشرع أغصانه لتغريد جوارحي
ويرسمني يمامة في قفص صدره

؛
يا سليل النور
المنبعث من آتون القمر
ممتلئة قلوبنا بصقيع المنافي
مكتظة بأشباح الهجر ،
ونبضاتنا اليتيمة ترتعش،
تستجدي شرارة دفء،
فاقترب وحدثني ،
أمثل ما تسكنني أسكنك ...!!
خذ يدي تغمض عينك ،
وارتشف ما تخمر
من خوابي جنوني في حدقة احساسك
دع نبضي يندف بياضه في ظلال جفنيك
خذني اليك انبلاجة نور أبدد حلكة الماضي
دعني أعزف بين ضلوعك لحن البعث
أستعيد روحك الهائمة في دياجير الذبول
أبدد العطش برائحة عطري
وأمنحك قبلة
من مبسم الليل الضحوك
الا يكفي ما طوي من اشتهاء
لقطاف على اغصان الحرمان ...!!

كنتُ بجانبِ الليلِ الأيمن
أتّكئ على أرقي
أهشّ على قطيع افكاري
كنتِ كلّما ادخلتُ رأسي
في صدرِ وسادتي
اصطادُ حلما ملونا
لِأثرثرَ فيه على مسامع اوراقي
واقترف قبالة الفجر
تناول ذكرياتك
يبزغ وجهك في لوحة السَحَر
فاستغفر شوقي
افتح للمشاعر نافذة التحليق
فتتطاير فراشات التوق
تتبنّى رحلة الغرام الى عينيك
تجدف بكل ما تملك من عزم
لتكون حاضرة
لقيامة الهوى
تحمل ذبوب قصائدي
في كتف الزهد الأيمن
تبكي حبرا
تفيض شوقا
تتصبب ألما
فأعلق نظري
ليتصلّبَ فكري
وأنادي
حيّ على اللقاء