في ثقافي سلمية ...
فعاليات اليومين الرابع والخامس من ملتقى قصيدة النثر الأول
الاعلامي :نصارالجرف
جريدة الفداء السورية - ثقافة
الاثنين : 4-4-2011
-في رابع أيام ملتقى قصيدةالنثر في سلمية، قدم القاص محمد عزوز لمحة تاريخية ووجدانية عن الشاعر حسين هاشم وعدّد أهم أعماله الشعرية المطبوعة وهي: «أناشيد الفقراء- صارت تضيق في الأرض- وحيداً وعارياً- مطر لبلدي وقلبي- عصفوران- مجموعة قصص للأطفال- الغبش- حقيبة الغياب».
بعده قدم الباحث مهتدي غالب دراسة نقدية عن جماليات قصيدة النثر، قدم فيها تعاريف حول مفهوم النثر والشعر في التراث العربي وتعريف قصيدة النثر وخصائص وجماليات قصيدة النثر.
ثم بدأت فعاليات الأمسية، حيث استهلها الشاعر نضال الماغوط بقصيدتين الأولى بعنوان «تداعيات أبي ذر الغفاري في العشق» فقدم عن طريق سردية شعرية هموم الشخصية التاريخية لأبي ذر متقمصاً إياه في هذا الزمن فقال:
ياقلم الحياة... ارمني على السطر
لأني سأقفز فوق خطوطك الحمراء
لأسير على هذه السطور بملء حريتي
ثم قدم قصيدة «حنين» أهداها إلى أمه الراحلة، فكانت قصيدة نثر نموذجية من حيث الصورة المكثفة والروح الجمالية فيها:
ثم قدم الشاعر ناجي دلول نصين، الأول بعنوان مناخ، وهو نص من مجموعة نصوص بعنوان «طبيعة صامتة» تظهر فيه الصورة البسيطة بعمق الألوان في اللوحة، والقصيدة الثانية «زهرة الرغبة» وهي نمط من أنماط قصيدة النثر التي تعتمد على السردية الوصفية في قصيدته مناخ يقول:
الورد يابس في الآنية دون خشخشة
ثم قدم الشاعر ماهر قطريب ثلاث قصائد: الأولى «تراتيل الضوء» أهداها إلى روح الشاعر حسين هاشم وفيها تتجلى القصيدة التي تعبر عن نفسها بوحدتها العضوية من العنوان إلى آخر حرف فيها، القصيدة الثانية «عودة» كشف فيها الشاعر عن عودة ذاته من أنثاه إليه،أما القصيدة الثالثة فكانت بعنوان «عندما يغفو الوقت» كشف فيها الشاعر عن شفافية العفوية الواعية التي تشير إلى رؤى فكرية عميقة
وختمت الشاعرة ندى عادلة الأمسية بقصيدتين الأولى بعنوان «لست شبيهي» أعطت فيها مقارنة بين ذاتها التاريخية وذاتها الآنية فرفضت العالم الذي أصبح قرية صغيرة يسكنها الغربان والخفافيش، القصيدة الثانية بعنوان «عتب» عتبت فيها على كل من تغير وتحول ونسي كينونته كي يزيف نفسه.
عتبي على البحر، عندما أضاع لونه ونسي مدّه وجزره
عتبي على السحاب المشتت في فضاء التفسير والتأويل
عتبي يطول على النهار الذي تجاهل ضوءه
دون تعليق على جدار الوقت
قدم بعد ذلك الباحث مهتدي غالب رؤية نقدية للقصائد المقدمة، حيث أضاء على النواحي الجمالية في النصوص التي ألقيت، ففكك بعض الصور وقرأ ماخلف سطور تراكيبها الجملية وأشار إلى بعض معايير قصيدة النثر كالسردية الوصفية التي قضت على التكثيف عند بعضهم.
في اليوم الخامس والأخير من الملتقى قدم القاص محمد عزوز لمحة عن حياة الشاعرة سنية الصالح وأهم أعمالها الأدبية وإبداعاتها الشعرية
ثم قدم الشاعر حسين الحموي قراءات نقدية في قصيدة النثر، قدم فيها قراءة في الإيقاع وعلاقته مع قصيدة النثر، كانت قراءة موسعة قارن فيها بين إيقاع قصيدة النظم الذي يعتمد على البحور والتفعيلات وقصيدة النثر التي تعتمد على الصورة والتضاد والتكرار.
ثم قدمت الشاعرة غادة فطوم أربعة قصائد كانت عناوينها «مشوق، على نقطة مني، نخب البشرى، أنا لاأغني» تحدثت في الأولى عن سلمية التي تنشر أبناءها في أصقاع الغربة، والقصائد الأخرى غلب عليها الطابع الوجداني والذاتي، فقدمت صوراً جمالية للحب النقي والطاهر.
من قصيدة «على نقطة مني» نقرأ:
قرأ بعدها الشاعر ميرزا ميرزا قصيدتين، الأولى بعنوان «فالنتين في زمن الكوليرا» تحدث فيها بلغة شاعرية راقية تعبر عن امتلاكه لتقنية قصيدة النثر مقارناً بين عيد الحب وزمن الدمار والقتل والوحشية، والثانية بعنوان «الثامنة» التي قدمها على شكل لوحة وقتية ملونة بالدقائق والإنسان والبيئة التي يعيش فيها ومنها نقتطف:
ثم قدم الشاعر نزيه صقر قصيدتين الأولى بعنوان «أوقدت من الجسد الأخضر ناراً» وهي قصيدة خاطبتنا بلغة تستعمل مفردات الحياة اليومية لتقدّم لنا رؤية فكرية عميقة تربط الشاعر بالمرأة بكل رموزها، أما القصيدة الثانية فهي بعنوان «وقع مختلف» عبارة عن مقطعات قصيرة تعتمد الدهشة:
ثم اختتمت الأمسية الشاعرة ميسون شقير بمجموعة من القصائد القصيرة «أبجديات -وصول- قلب - نهر- جدّف» ثم قرأت قصيدة بعنوان «جمرات من حكايا شتائي» فبدت لنا الشاعرة ناضجة من حيث التقنيات الفنية والفكرية في القصيدة وحضورها الشعري والجمالي الذي عبرت عنه بالصورة الرقيقة حيناً والقاسية أحياناً أخرى.
لاتقرأها بذكورة جسدك فقط
حول فكرة إقامة هذه الفعالية الأدبية والهدف منها التقينا الباحث مهتدي غالب، منسق الملتقى فقال:
- بدأت فكرة إقامة ملتقى لقصيدة النثر بسلمية منذ عدة سنوات إلا أنه في السنة الماضية بدأ التوجه من قبل شعراء قصيدة النثر في سلمية لإقامة هذا الملتقى، فتم التشاور مع فرع اتحاد الكتّاب العرب بحماة ثم عرضت الفكرة على إدارة المركز الثقافي في سلمية فلاقت قبولاً، وتم البدء بالإعلان لهذه الفعالية، وكانت الفكرة بداية أن يكون الملتقى الأول محصوراً بشعراء حماة، لكن كان لبعضهم رأي باستضافة بعض الضيوف فاستضافت شعراء وشاعرات من خارج المحافظة، ولم نتمكن من دعوة من نريد لأسباب متعددة أهمها المالية.
وفي البداية أحصينا 68 شاعراً وشاعرة يكتبون النثر في سلمية اخترنا منهم 15 شاعراً، وتم تشكيل لجنة تقييم للقصائد مؤلفة من السادة الأدباء محمد عزوز، ندى عادلة، علي أمين، مهتدي غالب وأيمن الحموي مدير المركز، هذه اللجنة قامت بالتنسيق مع النقاد حول المواضيع التي سيقدمونها، وقدمت لهم أغلب النصوص المشاركة لدراستها.
أقيم هذا النشاط الثقافي الخاص بقصيدة النثر في سلمية لأن أغلب رواد هذا النوع من الشعر هم من سلمية «سليمان عواد- اسماعيل العامود- محمد الماغوط» والهدف منه محاولة لتقديم قصيدة النثر بقراءة جمالية ونقدية، فهي مظلومة من قبل النقاد والدارسين والمناهج المدرسية، فالمتلقي يشعر بأنه لايمتلك أدوات قراءتها، فحاولنا من خلال الدراسات النقدية التعرف إلى بعض هذه الأدوات وهذه هي الغاية الهامة من الملتقى.
كما كانت فكرة تقديم دراسة نقدية يومية حول قصيدة النثر فكرة جديدة وكانت عموماً تجربة ناجحة في أغلب الأحيان، لأن بعض الدراسات قد طالت ولم تكن ذات هوية، ولاقت هذه البادرة قبولاً لدى الجمهور النوعي الحاضر.