الأخت الكريمة دعد كامل
خامرني شعور عذب وأنا أقرأ لك هذه السيرة العطرة وأنت تقفين في صفوف الرعية حيث تواردت إلى خاطري أبيات للجواهري قالها في هاشم الوتري حيث يعلن انحيازه إلى جانب الجموع التي تصنع الحياة مستهزئا من الطغاة حاطا من أقدارهم المنحطة أصلا :
ماذا يضرُّ الجوعُ ؟ مجدٌ شامخٌ ***أنّي أظَلُّ مع الرعيَّة ساغبا
أنّي أظَلُّ مع الرعيَةِ مُرْهَقاً***أنّي أظَلُّ مع الرعيَّةِ لاغبا
يتبجَّحُونَ بأنَّ موجاً طاغياً***سَدُّوا عليهِ مَنافذاً ومَساربا
كَذِبوا فملءُ فمِ الزّمان قصائدي***أبداً تجوبُ مَشارقاً ومغاربا
تستَلُّ من أظفارِهم وتحطُّ من*** أقدارِهمْ وتثلُّ مجداً كاذباً
أنا حتفُهم ألِجُ البيوتَ عليهم ***ُأُغري الوليدَ بشتمهمْ والحاجبا
خسئوا : فَلْمْ تَزَلِ الرّجولةُ حُرَّةً***تأبى لها غيرَ الأمائِلِ خاطبا
والأمثلونَ همُ السَّوادُ ، فديتُهمْ***بالأرذلينَ من الشُراةِ مَناصبا
بمُمَلِّكينَ الأجنبيَّ نفوسَهُمْ***ومُصَعِّدينَ على الجُموعِ مَناكبا
أعلِمتَ " هاشمُ " أيُّ وَقْدٍ جاحمٍ***هذا الأديمُ تَراهُ نِضواً شاحبا ؟
أنا ذا أمامَكَ ماثلاً متَجبِّراً***أطأ الطُغاة بشسعِ نعليَ عازبا
كتاب السيرة عادة يجمعون سير حياتهم في كتب كما فعل طه حسين في الأيام فينهل الناس منها عبر الزمن الدروس العظيمة وأنت هنا لجديرة أن تفعلي ذلك فلديك تجربة رائعة في السباحة عكس التيار بالإضافة إلى الأسلوب الأدبي الوقاد الذي يضيء كألف نجم..
في انتظار محطات أخرى من حياتك الحافلة بالجرأة والشجاعة في مواجهة الأوباش ..
دمت بشموخ دائم ..
مع اعتزازي العميق
الأم الرؤوم عواطف الخير
لم تنته حياتك ولن لأن الحياة الحقيقيةهي في العطاء النبيل وأنت أمرأة كريمة تخدمين الإنسانية في مجالات كثيرة وهنا أتذكر بيتا يقول:
ليس من مات فاستراح بميت*** إنما الميت ميت الأحياء
لقد بقيت بعد المرحوم نخلة عراقية شامخة تمنحين الخير والظلال والجمال للحياة فتسعد بك القلوب وتزهو بسيرتك العطرة التي تستحق أن تسرديها جميعا ولا شك أن المصيبة كبيرة والنفوس العظيمة هي التي تحول الهزيمة إلى نصر والضعف إلى قوة :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
الخنساء قالت حين سماع نبأ استشهاد أبنائها الأربعة:
من خلال كلامك الموجز المعبر أدركت أن في جعبتك الكثير من التجارب الحياتية المختلفة
أرجو أن تتحفينا بها قريبا
إن هذه المحطات من العمر جديرة بالوقوف عندها والاستفادة منها بخيرها وشرها فما من تجربة حياة إلا تركت أثرا في النفس ودويا في الحياة
في الانتظار
المبدعة الكريمة ليلى بن صافي
مرورك هنا أسعدني وجعلني متشوقا إلى سرد بعض تجاربك التي سنستفيد منها جميعا ولقد تأثرت مثلك بقصة أمنا العظيمة عواطف وهي تشهد فصلا مسرحيا مريرا في حياتها وهي ما زالت تعاني من الصدمة وكأن الحدث وقع منذ لحظة
أتمنى أن تجودي علينا بباقة من حياتك الآهلة بالحزن والفرح
ودمت في فرح
الرّائع أخي جميل داري
ردودك على مواقفنا ترفل في بهاء..
وتحقنني دما آخر لالغو بأكثر من موقف في ايغال في مسارب تكاد تضيع وتتلاشى منّي...
فشكرا أيها البهاء...
كم نكتشف معادن الناس الأصيلة من خلال عبارات صادقة موحية معبرة
وأنت هنا أظهرت الروح الإنسانية الجميلة التي تتمتعين بها من خلال تأثرك بمصيبة أمنا عواطف ومن خلال رغبتك في إزالة السدود والحواجز بيننا والتقارب أكثر بوساطة هذه الزاوية التي تأخرت في الظهور قليلا ..
نعم نحن هنا في نبع العواطف أسرة واحدة تجمع بيننا الأفراح والأتراح وقد قال الشاعر:
بورك الخطب فكم لف على ** سهمه أشتات شعب مغضب
ونحن هنا نتبادل التجارب الغنية كما تتبادل الأرض والسماء المطر والخضرة والحياة
دمت في حياة
وفي الانتظار
المبدع النبيل يوسف الحسن
بحزن بالغ قرأت شذرات من سيرة ابنك العظيم الذي اخترمه الموت في شرخ الشباب
قال أبو تمام:
عليك سلام الله وقفا فإنني ** رأيت الكريم الحر ليس له عمر
ومثل هذا الإنسان الجميل يستحق الخلود من خلال كتابة سيرته العطرة لا سيما أنه كان ذا أخلاق عالية لك الدور في سقايتها ورعايتها وعليك الاستمرار في هذه العناية الأبوية الواجبة
ما أصعب أن نفقد الأحبة ونحن نحتاج إليهم لأنهم عالم جميل نلوذ به عندما تضيق بنا الأرض بما رحبت ويغدو الكون سجنا مظلما
لكن يبقى أملنا بالله وبشعوبنا كبيرا كبيرا
ولا بد أن يجيء الحق ويزهق الباطل
إن الباطل كان زهوقا
لك ولنا الصبر وعليه شآبيب الرحمة والفراديس العلا
دمت بخير وسلام
رياض .. بدوت الآن- والله -شاعرا *** تبث هموم القلب فيضا وماطرا
عن الموت تحكي وهو ملء قصيدتي *** فمنذ ليال قد فقدت الأزاهرا
لماذا يجيء الموت يسحق حلمنا *** ويسرق أزماناعذابا غوابرا
اخي المبدع رياض
بتأثر عميق وحزن عظيم قرأت هذه السيرة الأليمة عن والدتك تغمدها الله برحمته وأدخلها فسيح جنانه
ما أكثر الموت
وما أقل الحياة
القهر في أعماقي يجعلني أصمت أمام عظمة ما قرأت لك الآن هنا
المبدعة القديرة ازدهار السلمان
ها أنت تقرئين الزاوية باهتمام كبير فتقفين مع أمنا عواطف في محنتها ومع الاخت سولاف في رغبتها ان نتعاضد في همومنا تترى تترى
وعندي يقين كامل أن في حياتك الثرية محطات كثيرة وتجارب مريرة في مواجهة هذه الحياة التي تذيقنا الموتالزؤام كل يوم
فنحن نعيش في غربة في الوطن وخارج الوطن هكذا هي إرادة أعداء الوطن والحياة غير أننا سنظل نحلم بالغد الجميل فنحن "محكومون بالأمل " كما قال سعدالله ونوس
في انتظار ما تجودين به من حكايات الألم والأمل
ولك كل الحياة
دمت في ظلال الخير والسلام