قولي لي :
متى تشعرين بأنك امرأة
أ حينما أتلمسك بعيني ؟
أ حينما أمرر اسمك على لساني ؟
فيصير غارقــاً في السكر
قولي لي
أعندما أمثل بين يديك
غارقا في شلالات العسل
المتدفق من صوتك؟
سيدتي لا أفهم ما تقولين
لكن أفهم صوتك
فقط أجيبيني
هل قابلتِ رجلا ً
لا يفهم كلامك
ويجيد الاستماع إليكِ
متى تشعرين بأنك امرأة ؟
أ حينما أنحّي سنوات العمر
جانباً وأراك؟
آسف أقصد ولا أراكِ؟
فمثلك لا يهم أن تراه
ولكن تشعر به نسمة صيفية
يعانقها عبير البنفسج
سيدتي أراكِ امرأة ً انشطارية
تصيبني في كل الأماكن
بدءاً من شعري إلى قدميّ
سيدتي لا تهتمي
فقط دعيني أترفع عن مشاعري
وأحاول ألا أعيرك أي انتباه
دعيني أتركك تسافرين في داخلي
كداءٍ جديدٍ مضافٍ إلى همومِ القلبِ
لن ألتفت إليك كثيراً
ولن أكون مزعجاً في رحلتك
فأنا منطقة أثرية مهجورة
من أزمنة سحيقة
تنتظر من يعيد اكتشافها
فقط اعلمي
أنه لن تُجدي عمليات ترميم الآثار
فأحجاري سحرية
مرصودة
سيدتي أراك تحملين كتبا تقرأني
وألمح فيها رموزاً لفك طلاسمي
لا يا سيدتي
مفاتيحي في أبعد وأجمل بقاع الكون
ترقد في أمان
هناااااااك
على شفتيك
نبضات قلبك تخبرني أن الحب يدق الأبواب
فتعال إلى مؤسسة الحب كي تضيفك يراعا ناشطا فيها
جميلة هذه الهمسات العفوية التي عزفها قلبك ورسمها يراعك
وكنت قبل دخولي وجدت جثث الياء الأخيرة ملقاة على قارعة الطريق
وهمزة القطع أعدمت وألقيت الرؤوس في غير أماكنها والتاء المربوطة قد قص شعرها
جميلة ورائعة هذه العروس الفاتنة رغم كل ذرات الغبار عليها
بكى الزيتون في سفح الجليل = على من كان في الفصحى دليلي
وفي نابلس تبكيه الروابي = وفي حيفا ويافا والخليل
فمن للشعر بعدك يا صديقي = يعيد له من الحظ الجزيل
فيا درويش تسألني القوافي = فتسبقني دموعي في الهطول
ويا درويش تسألني بلادي = فلا أدري الجواب فما سبيلي
حصانك قد تركت هنا وحيدا = يبث حنينه لك بالصهيل
أقمت بربوة للقدس ترنو = بنظرة عاشق قبل الرحيل
كأنَّكَ جاثمٌ فوق الروابي = تراقبُ إذنهم لك بالدخول
ترددُ في فضاء القدس طرفاً = يزيل الهمَّ عن قلب العليل
على جبل بقرب القدس تغفو = مسافة قُبلَةٍ أو دون ميل
وكنتَ تجوب ذي الدنيا بشعر = وتنشئُ في النفوس وفي العقول
وتهتف في هوى فلسطين شعرا = ولا ترجو الثناء مع الجميل
قتيلا في هواها عشت عمرا = فأكرم بالمفدّى والقتيل
فلسطين الحبيبة أنت ثكلى = فليس هناك بعدك من بديل
سنتبع في خطاك إذا مشينا = ويمضي جيلنا من بعد جيل
وتسألني القوافي عن أمير = تعجَّلَ في الترجل والرحيل
أرى حزني يُغالبني وحيناً = تُغالبني دموعي في الهطول
فهل حقّاً مضى درويش عنا = وسوف يغيبُ في سفرٍ طويل
رقة وعذوبة وعفوية وبساطة تتمايل هذه الحروف الرقيقة
استعذبتها الروح قبل الأذن لأنها تناجي روح الشاعر الكبير
محمود درويش
الذي جعل من الكلمات بندقية وعتادا يحارب بها العدو الغاشم
ذهب طاهر الروح نقي السريرة وكان قبره في قلوب محبيه
رحل وقد جعل من فلسطين أغنية الجراح الثائرة ونشيد العودة
وتهتف في هوى فلسطين شعرا = ولا ترجو الثناء مع الجميل
حقا يا أستاذي أن الشطر الأول فيه كسر كما قال أخي عادل