فإننا بك بعد الله نعتصم
عش خافقا في الأعالي للبقاء
و ثق بان تؤيدك الأحزاب كلهم
جاءت تحييك، من قرب مبينة
أفراحها بك فانظر هذه الأمم
ان العيون قريرات بما شهدت
والقلب يفرح والآمال تبتسم
ان احتقرت، فان الشعب محتقر
او احترمت، فان الشعب محترم
الشعب أنت، وأنت الشعب اجمعه
وأنت أنت جلال الشعب و العظم
فان تعش سالما عاشت سعادته
وان تمت ماتت الآمال و الهمم
هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه
جميعه لك، فاسلم ايها العلم
بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات = أو ما تمضّك هذه النكبات
وَلعت بك الاحداث حتى اصبحت = ادواء خطبك ما لهن أساة
قلب الزمان اليك ظهر مجنّه = أفكان عندك للزمان ترات
ومن العجائب أن يمسك ضره = من حيث ينفع لو رعتك رعاة
إذ من ديالة والفرات ودجلة = أمست تحل بالهلك الكربات
ان الحياة لفي ثلاثة انهر = تجري وأرضك حولهنَّ مَوات
قد ضلَّ اهلك رشدهم وهل اهتدى قوم أجاهلهم هم السروات
قوم أضاعوا مجدهم وتفرّقوا =فتراهم جمعاً وهم أشتات
لقد استهانوا العيش حتى أهملوا = سعياً مغبة تركه الإعنات
يا صابرين على الأمور قسومهم = خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فانه = ان دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة = ٍ والماء تجمع سيله القطران
لا تستنيموا للزمان توكلاً = فالدهر نزَّاء له وثبَات
فتناطحا وتوالت الهجمات = فوضى وفيكم غفلة ُ وأناة
تالله إن فعالكم بخلافه = نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بان ترك السعي في وترِف فوقك للهدى رايات
إن صحّ نقلكم بذاك فبيِّنوا = او قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلقَ عندكم الحياة ُ كرامة =َ في حالة فكأنكم اموات
شقيت بكم لما شقيتم ارضكم = فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي الى العلى= فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه = لرقي كل مدينة مرقاة
ان البلاد اذا تخاذل اهلها = كانت منافعها هي الآفات
تلك الرُّصافة والمياه تحفها = والكوخ قد ماجت به الازمات
سالت مياه الواديين جوارفا = فطفحن والاسداد مؤتكلات
فتهاجم الماء من صفتَيهما = فتناطحا وتوالت الهجمات
حتى إذا اتصل الفرات بدجلة = وتساوت الوَهدات والربوات
زحفت جيوش السيل حتى أصبحت = بالكرخ نازلة لها ضوضاة
فسقت بيوت الكرخ شر مُقيء = منها فقاءت اهلها الابيات
واستنقعت فيها المياه فطحلبت = بالمكث ترغو تحتها الحمآت
حتى استحال الكرخ مشهد أبؤس = تبكي به الفتيان والفتيات
طرقاته مسدودة ودياره = مهدومة وعراصه قذرات
ياكرخ عز على المرؤة انه = لجج المياه عليك مزدحمات
فلئن أماتتك السيول فإنما = أمواجهن عليك ملتطمات
من مبلغ المنصور عن بغداده = خبراً تفيض لمثله العبرات
مست تناديه وتندب اربعاً = طمست رسوم جمالها الهبوات
وتقول يالأبي الخلائف لو ترى= اركان مجدي وهي منهدمات
لغدوت تنكرني وتبرح قائلاً = بتعجب ما هذه الخربات
اين البروج بنيتهن مشيدة ً= اين القصور علت بها الشرفات
اين الجنان بحيث تجري تحتها = الانهار يانعة بها الثمرات
أترى ابو الامناء يعلم بعده= بغداد كيف تروعها النكبات
لا دجلة يا للرزية دجلة = بعد الرشيد ولا الفرات فرات
كان الفرات يمد دجلة ماؤه = بجداول تسقى بها الجنات
اذ بين دجلة والفرات مصانع = تفتر عن شنب بها السنوات
يا نهر عيسى أين منك موارد = عذبت واين رياضك الخضلات
ماذا دهى نهر الرفيل من البلى = حيث المجاري منه مندرسات
اذ قصر عيسى كان عند مصبه = وعليه منه أطلَّت الغرُفات
ام اين بركة زلزل وزلالها السلسال تسرح حوله الظبيات
يا نهر طابق لا عدمتك منهلاً = اين الصراة تحفها الروضات
ام اين كرخايا تمد مياهه = نهر الدجاج فتكثر الغلات
ام اين نهر الملك حين تسلسلت فيه المياه وهنَّ مطردات
قد كان تزدرع الحبوب بارضه= فتسح فيه بفيضها البركات
ام اين نهر بطاطيا تأتيه من= نهر الدجيل مياهه المجراه
وله فروع أصلهنَّ لشارع الْـ = الكبش المجاري منه منتهيات
تنمو الزروعِ بسقيه فغلاله = كل العراق ببعضها يقتات
لهفي على نهر المُعلى إذ غدت = لا تستبين جنانه النضرات
نهر هو الفردوس تدخل منه في= قصر الخلافة شعبة وقناة
كالسيف منصلتاً تضاحك وجهه= الانوار وهي عليه ملتمعات
إذ نهر بين عند كلواذي به = مُلد الغصون تهزها النسمات
وبقربه من نهر بُوق دارة = تنفي الهموم مروجها الخضرات
يا قصر باب التبر كنت مقرِّنا = والنفي يصدر منك والاثبات
أيَّام تطلعك العدالة شمسها = وترف فوقك للهدى رابات
أيام تبصرك الحضارة في العلى = بدراً عليك من الثنا هالات
أيام تنشدك العلوم نشيدها =فتعود منك على العلوم صلات
أيام تقصدك الأفاضل بالرجا = فتفيض منك لهم جدا وهِبات
أيام يأتيك الشكى بأمرهِ = فيروح عنك وما لديه شكاة
تمضي الشهور عليك وهي انيسة = وتمر باسمة بك الساعات
ماذا دهاك من الهوان فأصبحت = اثار عزك وهي منطمسات
قد ضيعت بغداد سابق عزِّها = وغدت تجيش بصدرها الحسرات
كم قد سقاها السيل من أنهارها = ضرا وهن منافع وحياة
واليوم قلت بجانبيها ارخوا = دفق السيول فماجت الازمات
ديوان شعر ملؤه غزل
بين العذارى بات ينتقل
أنفاسي الحرّى تهيم على
صفحاته والحب والأمل
وستلتقي أنفاسهن به
وترف في جنباته القبل
***
وإذا رأين النوح والشكوى
كلٌ تقول من التي يهوى؟!!
وسترتمي نظراتهنّ على
الصفحات بين سطوره نشوى
ولسوف ترتج النهود أسى
ويثيرها ما فيه من نجوى
ولربما قرأته فاتنتي
فمضت تقول من التي يهوى؟!!
ديوان شعري, رب عذراءٍ
أذكَرتَها بحبيبها النائي
فتحسست شفةً مقبِّلةً
وشتيت أنفاسٍ وأصداءِ
فطوتك فوق نهودها بيدٍ
واسترسلت في شبه إغفاء
***
يا ليتني أصبحت ديواني
لأفر من صدر إلى ثانِ
قد بتُّ من حسد أقول له
يا ليت من تهواك تهواني!!
ألك الكؤوس ولي ثمالتها
ولك الخلود وإنني فانِ
***
سأبيت في نوحٍ وتسهيد
وتبيت تحت وسائد الغيدِ
أولست مني..إنني نكدٌ
ما بال حظك غير منكودِ؟!!
زاحمت قلبي في محبته
وخرجت منها غير معمود
أأبيت في نوحٍ وتسهيد
وتبيت تحت وسائد الغيدِ.
خرائب فانزع الأبواب عنها تغد أطلالا ،
خوال قد تصك الريح نافذة فتشرعها الي الصّبح
تطل عليك منها عين يوم دائب النوح .
وسلّمها المحطّم ، مثل برج داثر ، مالا
يئن اذا أتته الريح تصده الى السطح ،
سفين تعرك الأمواج ألواحه
**
وتملأ رحبة الباحه
ذوائب سدرة غبراء تزحمها العصافير
تعد خطى الزمان بسقسقات ،والمناقير
كأفواه من الديدان تأكل جثّة الصمت
وتملأ عالم الموت
بهسهسة الرثاء فتفزع الأشباح تحسب أنه النور
سيشرق فهي تمسك بالظلال و تهجر الساحة
إلى الغرف الدجيّة و هي توقظ ربّة البيت
لقد طلع الصباح و حين يبكي طفلها الشّبح
تهدهد و تنشد يا خيول الموت في ألواحه
تعالي و احمليني هذه الصحراء لا فرح
يرف بها و لا أمن و لا حب و لا راحة
**
ألا يا منزل الأقنان كم من ساعد مفتول
رأيت و من خطى يهتز منها صخرك الهاري
و كم أغنية خضراء طارت في الضحى المغسول
بالشمس الخريفيّة
تحدّث عن هوى عاري
كماء الجدول الرقراق كم شوق و أمنّية
و كم ألم طويت و كم سقيت بمدمع جاري
و كم مهد تهزهز فيك كم موت و ميلاد
و نار أوقدت في ليلة القر الشتائية
يدندن حولها القصّاص يحكي أن جنّيه
فيرتجف الشيوخ و يصمت الأطفال في دهش
و إخلاد كأن زئير آلاف الأسود يرنّ في واد
وقد ضلوا حيارى فيه ثمّ ترنّ أغنية
أتى قمر الزمان و دندن القصّاص جنيّه
وبؤسهم المرير الجوع و الأخزان و السّقم
وطفل مات لما جفّ در ماتت المعزى
و جاعت أمّه فالثدّي لا لبن و لا لحم
سمعت صراخها و الليل ينظر نجمة غمرا
وولولة الأب المفجوع يخنق صوته الألم
**
و لو خيّررت أبدلت الذي ألقى بما ذاقوا
ممضّ ما أعاني شلّ ظهر و انحنت ساق
على العكّاز أسعى عاثر الخطوات مرتجفا
غريب نار الليل ما واساه من أحد
بلا مال بلا أمل يقطّع قلبه أسفا
ألست الراكض ألعداء في الأمس الذي سلفا
أأمكث في ديار الثلج ثم أموت من كمد
و من جوع و من داء و أرزاء ؟
أأمكث أو أعود إلى بلادي ؟ آه يا بلدي
و ما أمل العليل لديك شح المال ثم رمته بالداء
سهام في يد الأقدار ترمي كلّ من عطفا
على المرضى وشدّ ضلوع الجائعين بصدره الواهي
و كفكف أدمع الباكين يغسلها بما و كفا
من العبرات في عينيه إلا رحمة الله ؟
**
ألا يا منزل الأقنان سقتك الحيا سحب
تروي قبري الظمآن
تلثمة و تنتحب
و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
من خلل السحاب كأنه النغم
تسرب من ثقوب العزف ارتعشت له الظلم
و قد غنى صباحا قبل فيم اعد طفلا كنت
ابتسم
لليلي أو نهاري اثقلت اغصانه النشوى عيون الحور
و كنا جدنا الهدار يضحك او يغني في ظلال الجوسق
القصب
و فلاحيه ينتظرون غيثك يا اله و أخوتي في
غابة اللعب
يصيدون الأرانب و الفراش و أحمد الناطور
نحدق في ظلال الجوسق السمراءفي النهر
و نرفع للسحاب عيوننا سيسيل بالقطر
و أرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف
وأشعلهن و مض البرق أزرق ثم أاخضر ثم تنطفئ
و فتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
عاد منه النهر و هو ممتلئ
تكلله الفقائع عاد أخضر عاد أاسمر عص
بالأنعام و اللهف
و تحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
تراقصت الفقائع و هي تفجر انه الرطب
تساقط في يد العذراء و هي تهز في لهفه
بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الانوار ال الذهب
سيصلب منه حب الاخرين سيبرئ الاعمى
و يبعث في قرار القبر ميتا هذه التعب
من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما
و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب
و ابرقت السماء فلاح حيث تعرج النهر
و طاف معلقا من دون اس يلثم الماء
شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا
و اسية الجميلة كحل الاحداق منها الوجد و السهر
يا مطرا يا حلبي
عبر بنات الجلبي
يا مطرا يا شاشا
عبر بنات الباشا
يا مطرا من ذهب
تقطعت الدروب مقص هذا الهاطل المدرار
قطعها و وراها
و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
كغرقى من سفينة سندباد كقصة خضراء ارجأها و خلاها
الى الغد أحمد الناطور وهو يدير في الغرفة
كؤوس الشاي يلمس بندقيته و يسعل ثم يعبر طرفه
الشرفه
و يخترق الظلام
و صاح يا جدي أخي الثرثار
انمكث في ضلام الجوسق المبتل ننتظر
متى يتوقف المطر
و ارعدت السماء فطار منها ثمة انفجرا
شناشيل ابنة الجلبي
ثم تلوح في الافق
ذرى قوس السحاب و حيث كان يسارق النظر
شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق
ثلاثون انقضت و كبرت كم حب و كم وجد
توهج في فؤادي
غير اني كلما صفقت يدا الرعد
مددت الطرف ارقب ربما ائتلق الشناشيل
فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة الى وعدي
و لم ارها هواء كل اشواقي اباطيل
و نبت دونما ثمر و لا ورد