ســلام مـن الله وود على جميع الأرواح التي مرت من هنا وستمر ،
وتصحيح بسيط للخلل العروضي في البيت الخامس بناءا على همس واقتراح أخينا وشاعرنا أ. الناظم ليصبح :
نَحْـنُ الـكماة ونـور الله أشـرَقَـنَـا=حَتَّـى نُنِيْـرَ عَـلَـى المَعْـنَـى بِأَشْـعَـارِ
حاولت تعديله على النص فلم أجد خيار التعديل
وله الشكر والعرفان والتقدير
لي عودة تليق بكل القامات التي مرت و ستمر بما يليق بـكــمــ/ــن جميعا
مودتي و محبتي للجميع
سـلام مـن الله وود ،
على كل مــن مرَّ من هنا وسيمر..وكل باسمه و مـا يليق به مـن لقب ؛
وبحوله تعالى لـي عـودة تليق بـكـمـ/ـن بمـا يليق بقاماتكـم :
غير أنني أتصفح وأقـرأ دونما تعليق ...بعد غياب طال ...
؛ فعذيركم
مـودتي و مـحبتي للجميع
متى أنبضك في القدس قصيدتي...
يا لروعة هذا النبض الحي الذي يقدم للقدس خريدة جمالية
كيف لا والقدس نبراس العروبة ونبع العزة والرفعة وأرض الرسالات والأنبياء..
متى أنبضك في القدس...جاءت هنا ..كلمة النبض تنحت الصخر الأصم والقلوب المتحجرة .. والأعين المفقوءة..والخطى المبتورة.. ووحل الخيانة لمن تمرغوا بالطين..
جاء نبض الحرف مناديا مجاهرا صادحا ..يشق أثواب الآمال ليفتح أفواه الكلام ويشق أدران الصمت ..فلن يجدبنا من الصمت إلا الذل والعار..ولندع للحروف أن تجاهد بنصل الأشعار ..لعلها تحرق من نارها ما تمده الأحبار من نور الجرأة وصدق المقال...لعل بالنبض يحيي من عتمات النفوس ما يسير بها على المحجة البيضاء..والتوضؤ من ماء العقيدة والصلاة في محراب القدس متطهرا من رجس المحتل...
يبدأ الشاعر قصيدته بكلمة..دعني ..هذه الكلمة جاءت وكأن هناك صراع ما بين جهتين
لتكون الكلمة في مكانها بالضبط..تعطي أجواء مشاحنة سلبية ..وما يؤكد ذلك قوله..أقد من الآمال أشعاري..ويكمل ..ناري تلظت من الآهات يا جاري..هنا المحادثة مع من يجاور القدس وفلسطين من الدول التي تغفو من صمت على وجع القدس عاصمة الأمة المكلومة..كلمات تتقد نار النبض أن يتجمر بالألم على هذه البقعة المقدسة ..
الشاعر يستعمل فعل الأمر..دعني..وهذا يدل على رفض الركود وسبات الحراك في قضية القدس وفلسطين...وهذا الفعل هو انطلاقة نحو نوافذ الشاعر فيما يخطها لاحقا...وفعل الأمر دعني..كأنه يقول ..دعني وشأني أقد من الآمال أشعاري...ثم
يستعمل فعل الماضي في محله المحكم بقوله..ناري تلظت.. وتوظيف الماضي للفعل هنا..يستشهد به الشاعر ليقول أن الألم والنار تلتهب في النبض من زمن بعيد دون اكتراث من الجار الذي لمح له الشاعر عن أفراد هذه الأمة المتقاعسين عن نصرة هذه الأرض..وفعل المضارع المستمر ليومنا هذا بقوله..أقد من الآمال..نبضي يسير..يسبقني..يضيء..يلفظني..كلها أفعال مضارعة استشهد بها الشاعر بفطنته وحرفيته..ليقول لنا أن الحدث مازال قيد الإشتعال..أفعال المضارعة كثيرة قياسا على فعل الماضي والأمر.. وهذا يدل على الاستمرارية فيما يخصنا به الشاعر من لوحته النفيسة هذه..
استوقفتني هذه الصورة المبهرة الساحرة والتشابيه التي تكورت بجنباتها وفاض الخيال عبرها يفتح أجنحته لتتناسل الأفكار من وحيها..إذ يقول وهذه الصورة البارعة النسج المتقنة في رسم الوجع واستمراريته..
الرحم هنا كلمة لها دلالات عميقة ورمزية لولادة الهموم والآلام...أما أن يكون للهم رحم يتناسل هموما ويلد منه ما يلفظ لحضن هذه الأمة هذه القدس التي منذ ولادتنا وولادتها ورحم الوجع ينجب الويلات والنار بين جذورها...
ما أجمل وما أروع هذه الصورة الشعرية الفذة والتي لا تقف المعاني عندها بل تتناسل أفكارا وخيالا لا حدود له...
قمة الجمال هنا وقمة الإبداع لريشة هذا المحترف الشاعر الذي يدفق عينا الحروف من قوى حسية مفعمة بالمشاعر النابضة الحية...
ويكمل الشاعر...
منذ ولادتنا والهم يخيم محرابها..نلوذ لأمنا كي نستعطف النصر ..وإذ بساستها يلفظ أنفاس الرجولة ..ويقذف النخوة من قلوبهم..أمة من الويلات والنار..تتنفس الوجع وتحصد ألسنة الخيانة وتجتر الويلات تلو الهزيمة..
بالرغم من أننا أمة لها أمجادها وبالحب تواصلنا وبهدي المصطفى ابتغينا العزة والكرامة.. وأضفنا للحياة معنى الخلود..نحن أمة أنرنا الكون حين كان الظلام يقدم الجهل قربانا ..وحين يمارس عقوق الجمال الكوني بعبادة الجاهلية..
حضارة لها تاريخ وجذور لا تنقرض ولا تبلى أوراقها..لكن تريد من يحافظ عليها ويرعى أغصانها لتكبر وتثمر ويزهر جيلا كمصاحف يمشون على الأرض.. سيادة الكون..كما قال الشاعر:وقد سدنا بأخيار.. منذ بزوغ فجر الإسلام كانت بين أيدي قادة عظماء حكماء مفكرين يخشون الله بأفعالهم ..فكان الله لهم راع وحفيظ لهم وعلا شأنهم في كل بقاع الأرض...حفظوا حدود الله وعملوا بها ..فحفظهم الله ورعاهم حق الرعاية التي أزهرت جيلا لم يتكرر بعد...
نحن الأماجد أشراف..وكنا سادة هذا الكون وأخيارهم..إذ فتح الله من القدس
باب السماء لتكون ممرا لعبور الضوء على الأرض..لتكون لهذه البقعة شرف التقديس
إذ كانت خطوات المصطفى من الإسراء من بيت الله الحرام للعروج منها للسماء..
لتكون طقوس التوحيد وتراتيل الصلاة من عمق السماء.. هي تلك الأرض التي اتصلت بالسماء ..أولى القبلتين..وعروج نبي الهدى عليه الصلاة والسلام منها للسماء ..وقد سماه الله مباركا (المسجد الأقصى) في مطلع سورة الإسراء :"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله.لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"..لأنه مقر الأنبياء ..وقبلتهم..ومهبط الملائكة والوحي.وفيه يحشر الناس يوم القيامة..وله من المكانة العظيمة ما كان ترجمة نبويةكريمة لمكانة هذا المسجد والبلد الطاهر..لقول نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عن الإمام البخاري.."لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام
ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى"...
ألسنا إذن كما قال الشاعر الفذ في لوحته الباذخة هذه..
فِيْنَـا الإِبَـاءُ بِـحُـبٍّ ظَــلَّ يَغْـرُسُـهُ خَيْرُ الأَنَـامِ بِهَـدْيِ الخَالِـقِ البَـارِي
ونسل عزتنا سيف على العار...
صور شعرية أنجبت معها سلالة الجمال والرقي .وأعطت للقدس والإسلام أعذب الأوصاف..بتراكيبه الإبداعية وبلاغة ألفاظه المتينة..وقدرته على حياكة الكلمات ببناء متين يرتكز على حرفية وقدرة في تحويل الحرف لقبلة الكلمات البارعة...ببوصلة الحس وشراع الوجع استطاع الشاعر أن يرسم لحرفه وصوره نموذج حياة لكل حرف نسجه هنا بإتقان..وبتصوير رائع لأهمية هذه البقعة المقدسة من خلال هذه الأوصاف الفنية الرائعة وبنائها المتين وتصاويره التي جسدها بلغة قوية جزلة مؤثرة حملت بين ضلوعها فنية خاصة أبحرت بنا بعيدا في عمق دلالاتها العديدة..
شدتني الأوصاف والصور هنا بقوله:
يا لروعة حروف أمتنا المجيدة التي كانت عنوان الفخر والتي كان نسلها يعتز ويشاد به
ونسل حزتنا سيف على العار..أي جمال هذا يتناسل من قلم هذا الشاعر الراقي بحرفه..صورة مدهشة معبرة عميقة ذات رمزية عالية دلالاتها على مرامة الأمة الإسلامية التي سجلها التاريخ بصمة فخر لكل الأنساب والشعوب..أمة تقطع العار ودروبه وحججه لأنها من نسل لا يقبل العار لنفسه ويسطر الأمجاد بجدارة وقوة عقيدة...هذه الصورة فيها قوة خفية عظيمة تدفع الفرد بل الأمة أن تعيد حساباتها وتبني منظومة مدروسة بأهداف بعيدة عن الأنانية والتبعية والفرق..لتعيد لها من جديد قوتها وتاريخها المشرف...ويكمل الشاعر في نهاية خريدته.. زبدة القصيدة وحكمتها ومنها ننطلق بفكرنا ونزيل منه كل الشوائب..يقول :
قدنا الولاء..أي ولاء هو اليوم..شتان بين اليوم وولاء الصحابة لرسول الله...الولاء باتباع شريعة الله..باتباع قادة النور..لا الولاء للظلام وقادة العتمة..
صورة موحية لمعنى الولاء ولمن يكون ومتى كان وهل سيكون؟
رائعة فاتنة هذه الصورة العظيمة بمعانيها...
وما أروع الصورة في البيت الأخير..إذ يرسم الشاعر الإباء والعزة والكبرياء في النفس مجبولة بالحب حين نغمسها من عين السماء والضمير بين ظلال كتاب الله..ليحرسنا الله بظله..وهذه الخصال إنما هي من غرس خير الأنام الذي مان بهدي الله الخالق الباري...
هذا البيت الأخير ..هو من منهاج الدعوة إلى الله ولرسالته العظيمة ..وخلاصة الحلول لهذا الألم الذي ما زال يتناسل منذ تركنا دروب السماء والتحفنا المفاسد والشهوات والمعاصي ...ولن يكون ذلك إذا ابتعدنا عن دروب الجهل والتحقنا دروب النور من وحي شريعة الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام...
الشاعر الأديب الكبير المبدع القدير
د.عوض بديوي ..
الذي يرسم جذورا نقية للحرف بحسه الوطني وبفكر ناضج ووعي مقتدر وفهم واسع يعرف كيف ومتى وأين يغرف كل حرف له..
صورت لنا الواقع في القدس والأمة من خلال حرفك الراقي الموجع..ومن خلال عذوبة الوصف والتجسيد بتعابير دقيقة للأفكار النيرة..
دمتم وقلمكم الشامخ وحرفكم الواسع علما وتاجا في سماء الأدب ..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير
وأسعدكم في الدنيا والآخرة
.
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
يقال ان مخترع المسدس قال وقتها لقد انتهت الشجاعة.... ربما سمعنا هذه المقولة لكننا لم نحاول التعمق قليلا،، بغض النظر عن صحة أو زيف القصة لكن في الواقع لقد إنتهى عصر الخطب الحماسية ومن يمتلك التقنية والعلم وأدوات الإبتكار هو من سينتصر ،، هذه هي المعادلة الجديدة في عصرنا . التي يجب ان يعيها كل شخص من أمتنا ،، في هاتفي كتاب أقرأه عنوانه فيزياء المستحيل يتحدث عن الإبتكارات المستقبلية التي يتنبأ بها العلم على مدى عشرات السنين بل ومئات السنين في المستقبل.. بينما حولي تحديدا هنا من حيث اعلق عليك من يبحث عن أنساب عائلته لاثبات تفوقه على العوائل والعشائر المحيطة ... شعوب تتطلع لما سيبتكر بعد مئات السنين وشعوب تعيد نبش مشاكل من قبل مئات السنين فكيف تريدها أن تنتصر