وفي وجوهِ الشائقينَ زرعتَ مأتمكَ الأليمَ وفاضَ دمعُ كيفَ امتطيتَ رحيلَكَ المجهولَ سرّاً دون توديعي أيا روحَ الأنا..؟ وهواكَ طبعُ
*******************
**
*
كم هو مؤسف حقا، أن تؤول بنا الحال حداً لا نرى فيه الراحة إلا في أحضان أرواح من راحوا عنا!
ولا يبقى أحد ممن نعتبرهم أحياء حولنا، نحياهم بقلوبنا وأرواحنا البالغة الحزن والتوجع!
أبعد الله عنكم الألم والشجن أيتها النور، وألهمكم الصبر والسلوان ورحم فقيدكم الغالي.
تثبت
أخي الأروع ألبير
تنتابنا أوقات نفقد فيها القدرة على الصمود والتحمّل
فنلجأ لأولئك الذين مضوا.. لا لشيء سوى أننا نحتاج ذلك العالم الذي ولجوه قبلنا
واستراحوا من لأواء هذه الدنيا المقيتة
وتبقى لأحزاننا أكوان لا مدار لها سوى قلب الحبيب
شكرا لحضورك الذي منح الحروف مزيدا من ألق
تحية لا يفارقها الود
هذا الحزن الموغل بالأعماق
كم له من جبروت
كم يجبر الحرف على الانصياع له صاغرا
لوحة متقنة الصياغة
بالغة الترف
لقلبك بساتين فرح غاليتي
حتما ضريبة الصدق والإخلاص وجع مديد
لكن مرور اسمكِ في صفحتي كفيل برسم ابتسامة على شفاهي
ديزيرية
كم يسعد قلبي بقراءتكِ الراقية الحفية بحروفي
مودّة بيضاء
وغيمة شكر لا تنضب
كثُرَ الجفافُ وأنتَ نبعُ
مذ غبتَ والأمطارُ لَسعُ
مذ أطفؤوا شمسَ ابتسامكَ والصباحاتُ ارتدت ظلماءها
والبدرُ أدهمُ لا يشعُّ
إن ذُبتَ يا صوتَ الهزارِ
فأنتَ شمعُ
ذبلت رياحينُ الرجاءِ وراحتِ الأيامُ تنبتُ دونَ عُمرِكَ
والخواءُ المرُّ طَلعُ
ومضيتَ وحدكَ
تاركاً ذكراكَ في كلِ الأماكنِ والدروبِ
وفي وجوهِ الشائقينَ زرعتَ مأتمكَ الأليمَ
وفاضَ دمعُ
كيفَ امتطيتَ رحيلَكَ المجهولَ
سرّاً
دون توديعي أيا روحَ الأنا..؟
وهواكَ طبعُ
يا عابقاً مثلَ الخُزامى
والقرنفلُ منكَ فَرعُ
يا أنتَ يا كلَّ الحنانِ وكلَّ أسبابِ المروءةِ
يا هدوءَ الماءِ
يا حلمَ انتظاري
مُرَّ بي طيفاً وخذني حيثُ أنتَ
فلا حياةَ أطيقها
ما عادَ يجديني البقاءُ وفقدُكَ الجبّارُ
روعُ
.
.
الكامل
يشقيك أن تودع من اذا ودعته شعرت أن الأشياء تخاصمك بما للذاكرة ان تصفعك به وأنت تلمح وجهه في كل نابضة للحياة ...!
الأماكن كما الوجوه لم تعد ناعمة كما كانت قبل رحيله ، والمسافات بلا بدايات تعرفها ولا نهايات تتأملها وليس من يشاركك النظر الى جهة واحدة ، وكيف يفعل وقد اضاع طريقه اليك و هو يلتمس وجهة الى لا رجوع .. !
.. نص يسابق الأنفاس الى حيث تتوحد اللغة في اقتفاء الذاكرة وهي راكضة الى منتهاها الذي لا يكتمل إلا بما يمنحك الفقد من صراخ .. !
الشاعرة حنان الدليمي ؛ دام لك سحر اللغة .
التوقيع
أيها الممتد في ظل العبارة
خبئ جبينك حيث أنتْ
واضمم يديك ْ
فالمدى منذ احتواها
لم يعد في وسعه أن يحتويكْ..