رد: القصيدة النثرية ما بين سؤال الابداع وسؤال الارجاع
لا شك أن ابتعاد القصيدة العربية عن شكلها المعتاد، المضمخ بالجزالة والعنفوان والنزعة الفصحوية الراقية،
يعزا إلى انسلاخ أهلها عن عراقتهم الضاربة في صميم جذورهم، والتصاقهم بأبّهات فارغة من مضامينها،
سوقت لها حضارات العولمة، أو التي تعولمت بتأثير الاحتلال الفكري والحضاري الذي تعاني منه منطقتنا منذ قرون.
وكان الهدف الأول من ورائه، انتزاعنا من أحضان لغة القرآن العظيم، ودمجنا في لغات ثانوية،
لا تسمن لا بمضمونها ولا بشكلها من جوع.
فمن الطبيعي أن تتأصل الركاكة في أفكارنا بعد كل هذا الزخم اللغوي الجارف!
حتى بات فهم القصيدة صعبا-نوعا ما- إن اجترحت بعض التعابير والألفاظ المركبة والمنسية!
فاصطدام الشاعر بالذوق العام، النافر من الأسلوب العميق في الكتابة، أثر في أمديته الإبداعية،
فسقط في فجوة التساهل اللفظي والطفو المعنوي بغية انتشار أفكاره، واشتهار أعماله،
ولو خلت من شكل ومضمون راق برقي لغته الأم وفصاحتها المدوية...!
ولله الأمر
سلمت حواسكم أديبتنا الراقية
ودمتم بألق