أيتها الأيام لاتقفي أيّتها الأيّامُ ومرّي في دربِ الآلامِ الصاعدِ نحوَ مجرّاتِ الشمسِ المتناثرةِ بعيداً في جوفِ العتمةِ عندَ حدودِ الرّملِ الفاصلِ بينَ الأمواتِ وبينَ الأحياءِ وعندَ تخومِ المدنِ المطليّةِ بالقارِ المدفونةِ تحتَ رمادِ الجمر المتفحّم منذُ انتُهبَت بغدادُ وغنّى الموتُ بدجلةَ أغنيةَ حوافرِ خيلِ الهمجيين التتريّه لاتقفي فقطارُ الزّمنِ المثقلِ بالأحزانِ المصلوبةِ فوقَ ظهورِ الفقراءِ المنغرزينَ بوحلِ خطيئةِ حوّاءَ وآدمَ المشدودين بأصفادِ الخيبةِ والخذلانِ وئيداً يتحرّكُ فوقَ القضبانِ الخشبيّةِ يتغلغلُ بينَ الوديانِ القاحلةِ وبينَ سهولِ القمحِ اليابسةِ ولايتوقّفُ عندَ محطّاتِ المنتظرينَ فثمّةَ أمرٌ ملكيٌّ يمنعُ أن يتوقّف حتّى تلجَ الناقةُ في ُسَمِّ الإبرةِ أو تقفَ الأرضُ عن الدّورانْ أيتها الأيّامُ الممهورةُ بختمِ الملكِ سليمانْ لاتقفي في أيِّ زمانٍ أو أيِّ مكانْ فأنا العبدُ المخلوقُ على أرضِ النّسيانْ قرّرتُ السّيرَ صعوداً فوقَ الأجنحةِ المتكسّرةِ إلى حيثُ يكونُ (الإنسانْ) بقلمي :اسماعيل ونوس أبو سومر التفعيلة:مستفعلن وجوازاتها
زمن العجائب أفي الحقّ أن يشقى الفقيرُ بفقرِه وينعمَ بالعيشِ الذّليلُ المنافقُ؟؟ أفي الحقّ أن يحيا الشّريفُ مكبّلاً ويغرقَ في الدّيباجِ والخزِّ سارقُ رأيتُ رُعاعَ النّاسِ صاروا خيارَهم ورائدهم في جحفلِ الشرّ فاسقُ أناخوا بأحمالِ الفجورِ جِمالَهم وباهَوا بأفعالِ الخَنا وتسابقوا وداسوا على الأخلاقِ لم يحفلوا بها فغيلت خِلالٌ واستبيحتْ مواثِقُ وعمّ ظلامُ الشرّ وانطفأ الضّيا ونامت مروءاتٌ وذلّت شواهقُ وداعاً زمانَ الحبّ والخيرِ والنّدى وتبّ زمانٌ نحن فيه البيادقُ زمانٌ يجوعُ الحرُّ فيه ويُبتلى وتعلو لأهلِ الكفرِ فيه بيارقُ.