لماذا رجعت ..
لماذا أتيت
وكل المساءات ماتت لديّ ؟!
وكل الذي قد كان زهراً تشوّك في مقلتيا
وماذا يفيد الكلام الشجي ؟!
وماذا يفيد الشعور البهيّ ؟!
وقد غادرتك النهارات التي قد جمّعتنا زماناً قصيا
على ضفة العشق
وضفة الشوق
وذقنا مراراً نعيم الوداد
وخمر الشعور
وكم ظللتنا السطور الندية
فعدنا حيارى
وعاد اللقاء وئيداً
نسيّا !
(2)
لماذا رجعت
وكل الدموع التي قد فارقتني
تهادت إليّ !
لماذا تثير إلتهاب الحنايا
وقد خفّ فيها النوى والحريق
الذي حال دوني ودون البرايا ؟!
لماذا تصبّ الندى في يديّا
وتمضي سريعاً لتشعل فيّ عذاباً جديدا !
لماذا تعانق صدقي السّجيّا
وتخدع قلبي النقيّ السّخيا ؟!
(3)
لماذا تنادي الوداد الذي منذ أن
ضاع فيك وضيّعته
قد غفا في برود
لتقتل فيّ هناء الصموت
وسُكْر الصمود ؟!
لماذا تقدم باقات حسّ ..
وقد انسيتنيه رويداً .. رويدا !
لماذا تلاعب أطفال بوحي
وتسرق مني احتضاني
ودفئي العزيز الأبيّا ؟!
(4)
لماذا تفجّر فيّ اختلاجات صمتي
ولمّا أنوح ..
تسافر خلف المدى
والورى
والثريّا !!!
لماذا توزع أمني نديّا طريا
لكل الشخوص التي قد مزقتني مليّا ؟!
لماذا تعود إليّ ..
لماذا ؟!
وقد طار قلبي
وطار فؤادك
وطرنا جميعاً لقهر البعاد
ولاعشّ يجمع جرحاً فتيّا !
(5)
أنا قد سئمت شرودك عنيّ
شرودكَ فيّا
وها قد سئمتُ الشرود إليكَ
وعفتُ المرور أمام يديك
أمام يديّا
وقد ملّ قلبي انصبابكَ تيهاً
وظلماً
وظناً
وقهراً عصيّا !
لأنك صرتَ تُسخّر قلبي لتسخر منّي
تُحرّض روحي لتخنق روحي
بكلتا يديّا
لأنك تقتلُ فيّ الحياة النقية
وتقتل فيّا تباريح موتي الرحيم
الشّهيّا !
(6)
لقد مات فيكَ الحنانُ القديم
ونبضُ التشّوق من مقلتيكَ
إلى مقلتيّا
وعزّ عليكَ احتياجي إليك
وهان احتضاري
وهنت لديك
فما أبقيتَ منّي
وقد أسرفتَ فيّا
ولم تبقِ شيئاً يمتُّ إليّا
فكن حيث شئتَ ..
وكن ماتريد
فإني تخيرت ألا أعود إليكَ
وقد هام فيك الضلالُ البعيد
وهمتَ به جاحداً
وعتيّا !
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه