ألــقى الــحمار قــصيــدة فيها أذى
لـــلأذْنِ لا تــصــويـــرَ لا أوزانــا
لكن لها هتف الحضور و شبّــهوا
مــن قــالها بــأبي العَلا استحسانا
عــند الــنهاية قــال منهم عارف:
"الــشــعــر لا يــعــطى لأيٍّ كــانــا
إن القريض يموت غيظا إن رأى
يــومــا حــمارا صــاغه و أتــانا"
الومضة الأولى:
إن جئتك
في كفي وجع الأيام
و في قلبي أمنية خضراء
ليس يهم
إذا كان طريقي منسوجا بالعوسج/
مغموسا في وحل الأشجانْ
فمجرد أن ألقاك
هو الغاية
و الدرب إلى كل الغايات العذبة
حيث هناك تموت الأحزانْ.
الومضة الثانية:
ذو السجادة ذات الألوان المسكوبة
من أشهى الأصباغ
يسير إلى المسجد متئدا
و الموبايل ذو السماعة
بحماسته ذات الوزن الزائد
يفرِغُ في أذنيه أغنية
عن حب في زمن حامضْ.
الومضة الثالثة:
في جلباب الأب
ستصاب رؤاك بداء الغربة،
و يراعك
سيعاني اليتْمَ
و يبحِرُ لكن
بشراعٍ من صنعِ سواك.
أنا لست أميرا
حتى أملك قصرا
أو أحداً من أعيان القرية
حتى أملك مزرعة
أو صاحب أضخم شيك
حتى أملك يختا
بل أنا بروليتاريٌّ
أجري الماراطون
وراء الخبز و كأس الشاي الأخضر
أحيا كي يحيا رب المصنع
لم أربح من كدحي إلا عرقي
حتى الأسرة صارت تخشى
أن يتخفى لي ملَكُ الموت بترسٍ للآلات
فينقض عليّ
و تخشى ان يجرفني التيار
ساعة رب المصنع
تغشاه نوبات الغضب الأبله
أنا بروليتاريّ
في الزمن الناطِّ على الأعصاب
و في زمن فيه الآلات تعضُّ أيادي العمّالِ
و تشرب من دمهم
أنا بروليتاريٌٌّ
ليس يعيش سوى
ليعيش و ينعم ربُّ المصنع.
ما أنت سوى قبض الريح
مع الأيام تصير مجرّدَ ذكرى
حتى الطرقاتُ الأدْمنْتَ السير بها
ستصاب بداء النسيان
و لن تتذكر أنك كنت لها أوفى من يمشيها
قدماك تقبّل صفحتها
و العشب على حافتها يصحو
و النوم يخاصم مقلته
إن يسمع وقْع حذائك،
فاغزلْ منذ الآن رثاءك
و علقه على أفْقِكَ
كي تبلل منه نعشك
و اعلمْ
أن لا أحداً من نافذة الشوق يطل عليك
سوى العنب المرِّ
و تين الفشل المنذور لمثلك
و سوى محفظة كنت ترتّبُ فيها خيباتك
و تأكدْ
أن المذياع سيذهل حين يراك
و ليس هنالك من يرثيك
و حتى التلفاز
يصاب بداء الصمت
إذا صرتَ وحيدا مأدبةً للعزلةِ
أو قلْ صدَأً
يعلو وجه الزمن الموغل في الدكْنةِ،
لك أيامك
بحديقتها اغرس لحظاتك
إنك لحظتها
إنك قبض الريح يطارده الغيبُ
/
و قرأتُ وجوه الخيل
على ضفة بعض النقع مُثاراً
كان بها ما يشبه نخل اللهِ
و تحت النخل
فوارس تغْلِبَ تحسو أنخاب النصر
هناك العنب المُشْرَبُ بالأرق الأسودِ
صار بيارق حرب
أنى اتجهت
ثَمَّ يكون حصار
أو سبيٌ
و هناك خيام قريش
رفضت أن تبقى للريح مهبّا
قال العرافُ:
"ستنمو في كف الماء شجيرات الدم
من طعم النكسة لن يبقى غير الحزن
فطوبى للحجر الملفوف بأسمال الصمت"
و يصيب وجوهَ الخيلِ حنينُ الغارات
فتزهر فيها هاجرة
و البعد عليها يضفي أتربة الوعثاء...
تصبَّبَ عرقٌ
و تعالى ضبْحٌ
نهض التاريخ من النوم
فألقى للشرفات زهور الضوء
و غادر مطرحَه،
التاريخ صقيع الأرض و قد زمَّتْ فمها
الأرض أديم الماء و ليس لماءٍ نسُكٌ
الماء قميص تلبسه قبّرةٌ...
حين غفا التاريخ
بدا الشرق كزنبقة تكتب سيرتها
تحت سنابك خيل غزاة
قدِموا من جهة أخرى للعتمة.
أوصيكَ
لا تكتبْ سيرتَكَ في ورقٍ
لا تؤمنُ ببياض سريرتهِ
ثم اخلعْ نعليْكَ
و أنتَ على الشاطئِ ترسم قدميْكَ
لكي يتهجّاك المَدُّ إذا مرَّ على الرمْلِ يقبِّلُهُ
و الْقِ على الموجِ تحيتك المثلى
كي يخبرَ أسرابَ نوارسه
أنكَ ترضع من ثَدْيِ القدسيَّةِ
أنك توغل في الندرة
أنك من نسْل العسْجدِ
تأبى أن تسكن مدن الردَّة
أنك ما يتبقّى من زمن الحلم الورديِّ
و أنكَ لا تسمح للمهزلة تمرُّ
على جسرِ جماجمنا
و أخيرا أوصيك بأن لا تركنَ للصمت
ففي الصمت تعيش يرابيعٌ
و ضباعُ الوقت المكسورِ تنام هناك
و ساعدْ رأيكَ
يتسنّمُ قمّة َ جبلٍ عالٍ
و ابْقَ برفقتِهِ
و احذرْ أن ترحلَ عنه
فلا يرحلُ عن آرائِهمُو إلا الجبناءْ.
تلك البئر هناك
تدور إليها الأعين
تغرف من لون الدهشةِ حِدّتها
يغشاها من قنطرة الوقت رجوع الشاه
و بعضٍ ممن شربوا الخمر على
صهوات جياٍدهم الشقراء،
لنا كلُّ مساء
في أصبعه يخشى مصباح السهرة
أن يهرق وجعا من دمه،
السنبلة الأجملُ
كانت ترفض إملاءات المنجل
والفلاح على يده كان الإصباح
تجذّر في التربة
أخرج من راحته
عسل السنوات السبع
لحسن الحظ انشق عمود البقرات
فكان السمك المتَيَّمُ بالأزرق يورق في الماءِ
و في دائرة الأسواق هناك تنازع طقسٌ معَ طقسٍ
و العاقبة الأحلى كانت تبزغ في البيدرِ
و الحطاب يرى الفأس
و حول الفأس ذبابٌ تناسل من نشراتٍ
لفضائيات خرجت للتو من الكهف
و أخرى مغرمة بطقوس الردة،
لن يمشي البحر إلى سفن الردة
ليطالبها بالعودة
ثمة في النافذة المسبوكة من قلق التاريخ
أطلَّ البيْرقُ
طلعت منه امرأة تمشط للعسجد
ما يعلن عنه هبوب الريح
و تقفِلُ راجعة حيث طيور النوء
توشح أشجار الصبح بآخر موّال رمّمه الصحو،
أنا لا أملك غير سطوع يدي
أما سر هزائمنا فله ذهب الصمت
له رائحة السرو
و أقواس براري الفتنة
عند صباح بمحيا لم يأْلُ مُعَارَ السحنةِ.
كان نهار اليوم بهي الطلعة
يصعد سلم لحظات الزهو
و جاء النبأ الأجمل معجونا برخام السبت السابق
لكن
كف النرجس صارتْ عسلا
تنبُتُ في ساحتها الأمبراطوريات
ذوات النفس الأبيض و الضالع في الروعةِ،
جاء النبأ الأجمل
رش حليب الواقع في المرآةِ
وقد أثلج صدرَ الريح بريدُ مساءٍ
يحمل برجا غامت فيه كل طقوس الماء
وإبرته فقأت سهوَ مسافات كانت غافية،
ما أخفتْهُ الأرض لديها كان رثاءَ غيوم
غمست أرجلها تحت شجيرات
في الغابات المطريَّةِ،
ما يحدث أوجِزه في التالي:
نصف رغيف عاش على كتف النار
و يقرأ فاتحة الهجرة/أرقَ السرو
و لا يدرك أن طيورا كتبت في السيرة
تزعمُ أن الثلج يعيش بذاكرة مائلة،
قال يخاطبني:
“قم يا ولدي
خذ معدنك الأعلى
قس ومض محياك بشفة الفجر
و قل علنا:
لغتي لن تقبل برذاذ الوقت
فليس رذاذ الوقت أصيلا “
كنت على مقربةٍ من عتبات الصقر
و غنى الصقر أمامي
فاخترت مناسبة كي أسقي سفري بمسافات
ترفض أن تتجمد في الكهف
و ضعت شراعا في حبري
وتساءلتُ:
هل الأصبع دائرةٌ للطيران
و تأويلٌ يشمل صمتَ نوافذَ
تصهل رقصتها فوق بساط العرْضِ
على شرف الدركي الخارج توا
من قبعة الزمن الهارب من زمنهْ؟