هل يشاطرك الأرق لياليك مثلي ؟ يصاحبك نداء أصم
و ترفض الشفتان الخضوع للصوت المحبوس بداخل روحك؟
هل تسامر ملامح وجهي حين تنظر للسماء ؟ هل يأبى لون الماء أن يغادر الحلم المستعصي على التحقيق
يا وجع النبض الثائر في دمي ... أنظر إلى قسمات الغربة تفترش ملامحي
للسماء عيون ترنو إليك تعد كم جناحا مر اليوم في طريق الإغتراب
تحملها سلاما بهمس الندى ، و رجاء ابتل بملح القطرات أن ينتهي موسم الهجرة قريبا و أن تعود النوارس ذات وقت لأعشاشها
/
عايده
أسامة يا صديق الحرف الراقي
مرحبا بعودتك أخي لك و لحرفك البهاء
عايده
أيتها البنفسجية اللون .. مواسم الغياب
تفتش ُ عن طريق ٍ آخر ٍ تسلكه .. فهنا
يتناسل حلمي بالمرور على وردتك التي
عاهدتها يوماً على الوفاء ... و ما زلت ُ عند
الوعد يا أميرتي ... أتعلمين ؟! عندما أفكر
في تلك الحدود التي تفصل أجسادنا عن أرواحنا
المحلقة في فضاءات الشوق .. يعتصرني ذلك اللون
البنفسجي الذي لطالما شاركني دمعي و أوراقي
المتناثرة هنا و هناك ... دائماً ما يرعبني ذلك القلم
الليلكي الموجود على تلك المنضدة ...و دائماً ما يتملكني
ذلك الخوف من الكتابة إليك .. كنت ُ أعلم ُ أنك ِ منذ أعوام ٍ ليست
بالقصيرة تنتظرين أن آت ِ إليك على حصاني الأبلق حاملاً ما تبقى
من زهر الأوركيديا .. لأقدمه هدية ً لك ِ عند رجوعي .. و لكن سرعان ما تتبادر ُ
إلى ذهني تلك اللحظات ... عندما أدركتُ بأنَّّ الرحيل قريب ٌ جداً ... و أنني سوف أترك
بعضي على ضفاف النيل .. " وردتي ها أنا أتنقل بين مطارات الدنيا أشاهد ُ العمران
و الحضارات ... و تلك القشور ُ المنمقة ، أفتش ُ دوماً عن خبر ٍ ما قد يشدني إليه .. لكنني
لا أحصل إلا على طيف صورتك العالقة في فكري و وجداني .. نعم قد تحملني قريباً جناحات الشوق إلى أرض الكنانة .. تلك الأرض التي عبرت عن حلمها بالحرية قبل أشهر معدودة .. حبيبتي
إنتظريني فأنا قادم ٌ إليك ... نعم تمهلي قليلاً .. سيكون موعدنا هناك في ساحة التحرير ... إلى لقاء ٍ عاجل ...
صديقة الحرف د. عايدة ... حماك المولى .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
مثقلة الأيام بحقائب الصمت ... تنظر كل واحدة إلى أختها في خجل ... تتهامس : أيخترق ضوء الحرف عتمة زجاج الروح ؟
لينير للمارين من تحت نوافذ الدهشة مسافات الانتظار بين الأمل و الرجاء ... ألمح عبرات تخفيها شموع راحت يد الوقت تداعبها و أنا أوقظ حرفك النائم داخل أدراج الذاكرة .. أتأمل حرفك يناديني :
خذيني إليكِ أيتها الأنتِ .. خذيني الى حيث يرسم القمر للأرض بسمة هلال .. بعثريني على وجهك زخات مطر اللقاء بعد رحيل
خذيني ولا تتأففي أن تعيدي على مسمعي بقايا حكايات الليل منذ ترك آدم تفاحة غوايته هناك و هبط بكِ لي وحدي .. حلقى بي بعيدا خلف تخوم الوجع و بقايا آهات تدلت تشق السماء
اسكني ضوء عيني .. و امنحيني لون بحر جزيرتك النائمة بين أجفان لونها طول السهاد و هذا هدبك المعطاء يفرش لي سجادة تراتيلي حين تعمْد الشمس رأس الأرض
ارسمي لي خطوات الحلم الراقص بين هضاب التمنى و الرجاء فما بينهما مباح لي اقتطاف فاكهة وقته ... ولا تأذني لعقاربه أن يرتادوا حدائق القرب بيننا
خذيني إلى مدن غير مرسومة على خارطة القلب و لا بأس لو غيرت لي قليلا من رتوش الطريق الموحش إليكِ فلا تصل إلى عمق البوح نقطة ظلام تقض مضجع الليل
انثريني بين كفيك محض شوق مبلل بصوت النداء و ادخريني لأيامك العجاف كبعض غيمات الندى يطلبن خد الورد حين أسكن إليكِ
تعيرني الشمعات بعضا من لؤلؤاتها فأعيد حروفك النائمات بين شغاف الروح إلى مكامنها و أغلق مصباح القمر و أطفىء النجمات ..... و أبدأ رحلتي الأبدية في انتظارك
ها قد سافرت إلى الأوراق إلى الأمطار .. ها قد قررتُ بأن أتمدد في الأمصار ها قد سافرت بلا زادٍ سفني تنتظر البحر على الشطآن .. و عيوني تصرخ في آنية الزهر لعل الزهر يجيء بكل مدار ها قد سافرت إلى لغةٍ ما زالت باكية الأوتار أتنفس جرحاً و أغني و أشاهد عمراً مسروقاَ من لحظة عشق .. ها قد سافرت أنا وحدي و تركت الماضي كي يختار .. أن يبدأ من بعد سنين ٍ رحلته و يفتش عن ماض ٍ آخر قد يتركه دون خيار .... سافرت ُ أنا وحدي من غير أن اقرأ سيدتي كفَّ الأسرار .. فأحلت ُ الوجع المتمرد عن ذاتي للبحر و سألت الأرض إذا عادت تبكي لحناً أو تاريخاً أو إنساناً آخر غيري ... ؟! فأجابتني ألا أترك نفسي تروي لي قصة إنسان ... و أعادتني كي أنقُشَ حلمي في ذاكرة الغيم الهاطل بالأحلام .... ها قد قررت ُ أيا قمري أن أعجن روحاً أخرى في روحي و أشاهدك تنتظرين الموج الساكن بالأحلام ... يا سيدة الحرف الدافئ عودي شمساً أو قوساً من قزح ٍ ... عودي صوتاً من نايٍ الفجر المرسوم على شفة الورد .. عودي طيفاً من أزهار الوطن الأجمل فمتى سوف أطارد وجهك يا سيدة الروح ..ويا أجمل من أحببت ُ من النجمات منذ سنين ٍ و أنا أرفض أن أرسو بمكان .. جُبت ُ العالم ..كلَّ العالم لم أعثر أبداً .. عن إنسان ٍ يقرأني صمتا ً .. و يعلمني أن َّ الحب كالأزهار .. إلاً .. أنت ِ يا سيدتي يا أغلى الأوطان ....
إليك .. أنت ِ وحدك
يا سيدة الحرف الأولى
كوني بخير .. حماك المولى .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
باردة أيامي كـ طعم قهوتك التي تفضل
فاترة ألوان المساءات حين تعتاد الهروب
يحاصرني هم ابتعادك
و قد احترفت مواعيدك كل الغياب
خيام انتظاري اضربها في صحاري أيامي
إلى متى تظل لهفتي
ترانيم أتلوها في معبدك
و أنت ترتدي معطف الرحيل
على حافة الوقت المتسمر بيني و بينك
خنجر الوجع ينكأ جرح الصبر
تنتظر نقاط العمر
تتدحرج اللحظات في صمت
ملهوفة تشارك الليل أناته
هل يصب الوجع قطرات ألمه فوق القلب
ليحرق آخر تنهدات الشوق
أينك يا رفيق الوجع تلملم ذاتي من ذاتي ؟!
،،،
عايده
أسامة الصديق الأرقى أعذر لي غيابي و غياب حرفي
لك الألق و كل التقدير
عايده