نسي الليل أوجاع الطريق
ووقع أقدام الرحيل
ووجع المشاعر الدفينة
والنجم مايزال في الأفق
يشدو كالطير
بين ثنايا الربيع
والشمس خلف الضباب
ممشوقة القدّ
تنتظر اللقاء
لو رأيتها يا شاعري
كانت في أبهى حلّة
تعانق الضفاف
وترسم على وجنتيه
قبلة الصباح
أنظر كم كانالمنظر ساحرا
وقرنفلتي ترضع آخر قطرة
عند جذع الياسمينة
ها انا ذا ما عدت طفلة
سأهيم في الحقول
و أغني أغنية الوجود
هنا يولد السحر
هنا يعشق الجمال
أيا شاعري
هل رأيت هكذا جمال؟
الشمس ُ والدة ٌ حنون ْ
تأتي إلينا في الصباح ْ
وتطل ّ في وقت الشروق ْ
وشعاعها مثل الذهب ْ
فيزيل من قلبي التعب ْ
الشمس تدنو من كهوف ِ الوجد ِ عند َ السادسة
وحبيبتي
خلف َ النوافذ ِ جالسة
تشدو البلابل ُ والنوارس ُ حين تأتي كل يوم
والياسمين ْ
والأقحوان ْ
والماء ُ يرقص في الجداول ِ والبحار ْ
الشمس ُ عاشقة ٌ حنون ْ
الشمس ُ تدنو من قصور الأغنياء / الأثرياء ْ
وتسير ُ في درب ِ الفقير
تعطي المودة للقباب ْ
وتعانق ُ السهل الجميل ْ
نشتاقها إذا جاء الشتاء ْ
نصبو لها
ولوجهها
وكأنها محبوبة للعاشقين ْ
أنت هنا؟؟؟؟!!!!!!!
بحثت عنك في كلّ مكان
سألت الأشجار والأغصان
سألت الوديان والأنهار
كلّ الدروب إليك مظلمة
أين السبيل؟
اعتقدت يوما
أنّ حبّك ينير دربي
وإذا بدربي يظلم قلبي
أتراها معادلة صحيحة؟
أم فلسفة الفراق
تضعف الاحساس
وتميت قواعد الحب
بحثت عنك في قرارة نفسي
فوجدتك سرابا
بكيت لأمرين
لأنّك أصبحت روحي
ولانّك خيال
غابت شمسي
فلم تعشقها؟
وتهيم في حبها؟
ألانّها أجمل منّي؟
أم لأنّها الحقيقة
و أنا الخيال
عند منتصف الليل
قبّل الصمت جبين اللآهات
وهيّأ المكان والزمان
صرخت محبرتي
أين الوفاء يا ليلى؟
حرريني حروفا
واسكبيها نسمات
هيّا ارتوي منّي
حتى الثمالة
واسكبي ماء وجهي
على حقول الكلمات
لكن لا تنسي
لونيها، عطّريها
بنسيم الامنيات
هكذا رأيت وجدي
في أجمل الحكايات
هي لحظة تقبع الروح خلف النسيان
ولكن كيف أدفع جيش المشاعر
أقبلت بغيراستئذان
يقودها شاعر متيّم
جاء يبغي أسري
فوق صهوة حرفه
يمسك بيد قرنفلة
وبالأخرى قوافل الكلمات
إلى متى يطول صمتي؟
فتعرف أنني مثلك
ألوّن حرفي
بلون السماء
وتقول ُ لي :
ولمن ْ حروفك َ صُغتها ؟
ولمن ِ القصائد ُ والقوافي والكلام ْ ؟
هل أنت َ تكتب ُ للندى
أم للمدى
أم للفراغ ْ ؟
هل أنت َ تكتب ُ للغريبة ِ ما يرق ُ من الغرام ْ ؟
قالت ْ : حروفك َ لا تلامس ُ خافقي
هي كالطيور ِ مُسافرة
لا تستقر ُ بمهجتي
أو خاطري
وأنا هنا
ما زلت ُ أنظر ُ حائرة
لو قلت َ لي
هذا النشيد ُ على جبين الشوق ِ لي
أو ليس َ لي
حتى أرتب َّ خافقي
حتى أعيد َ الغيم َ صوبي من جديد
حتى أحبك َ في الغناء ِ وفي النّشيد ْ
قالت ْ : حروفك هامسة
وأكاد ُ ألمح ُ في الحروف ِ حبيبة ً
تبدو لنبضك َ حارسة
أما أنا
وحدي أفتش ُ عن ملامحك التي
كانت ْ معي
كانت ْ تحاصر ُ خطوتي
كانت ْ تراقصني
وتعيد ُ لي
وجها ً تلاشى في ثقوب ِ الذاكرة
يا ليتني لو ألتقيك
أو تلتقيني ساعة ً أو ساعتين ْ
حتى أحبّك َ في اللقاء
بعد اللقاء
وأكون ُ لك ْ
وتكون لي
ونروح نكتب ُ في المدى
كل ّ الهيام ْ
هيا استعدني من غياب الموج ِ أو همس النوارس ْ
وأعد ْ حديثا ً مُشتهى
كي أستعيد َ توازني
يا أنت َ يا همس َ الحروف ِ الرائعة
يا شمس َ أحلامي التي
في ساحة القلب ِ المعذب ِ ساطعة
فأجبتها :
والليل ُ يسدل ُ ما تناثر من ستائر َ في هدوء ْ
ويكاد ُ وجه الفجر أن يدنو قليلا من رحيق ِ الإنتباه
وجحافل الأشواق ِ يحملها الندى
كل ّ النوافذ ِ مُشرعة
وحبيبتي كانت معي
وشوشتها في أذنها / في قلبها / في نبضها
هل تقرأين َ حبيبتي حرفي المسافر في عيونك ِ جيدا
هل تلمحين َ حبيبتي
صوت َ العصافير ِ التي
تشدو بحبك ِ هائمة
هذي حروفك أيقظت ْ
ما في الجوانح ِ من مشاعر َ نائمة
والآن َ أكتبُ للسنابل ِ للفراشة ِ في حقول الراحلين ْ
للأزرق ِ المجنون ِ في ثوب ِ الغواية
للأقحوان ِ العذب ِ حين َ يفغو فوق َ خَد ْ
ماذا وبعد ْ
هل تمنحينَ قصيدتي
عشرين َ وعد ْ
حتى تنام َ على فراش ٍ من زنابق ْ
هل تمنحين َ قصيدتي
ثوب َ الخُرافة ِ حين َ يجمعنا الحنين ُ
إلى البنادق ْ
هل تمنحين قصيدتي بعض َ الأمان ْ
ما قيمة الشعر ِ المحلق ِ في المدى
إن ْ لم يُحرك ُ كالعواصف ْ
إن لم يزلزل ُ كالقذائف ْ
إن ْ لم يلامس ْ ما تبقى من رحيل ْ
وأنا الرحيل ْ
وأنا تقاطع وردتين ِ على رصيف الحقل ْ
وأنا بقايا الإنتشار ْ
هذا النهار
سأقول ُ أني شهريار
وأعيد رسم قصيدتي
في حب ليلى من جديد
فلعل ّ حرفي لا يخاف ُ الريح َ أو وجع ِ الخريف ْ
ويكون ُ يوما مثلما
أرجوه حقا أن يكون
هذا الحديث ُ المشتهى
والفجر ُ يدنو من نوافذ ِ رغبتي
والأزرق ُ المجنون ُ يرقص ُ في جنون ْ
أهذا همس جنون؟
أم روح قيس
جاءتك زائرة؟
عاوده الحنين
فكان حرفك
الوسيلة العطّرة
وزورق العبور
إلى ليلاه المسافرة
في غيابات الحنين
و الازمنة الغابرة
فبات الليل مناجيا
ألا ليلى عودي
لك عندي أشعار
ما تزال فتيّة
عودي
كعودة الربيع إلى الحقول
عودي
كعودة الشمس
في ليلة ماطرة
آه كم أنتظر اللقاء
أتعرف شاعري
أنت عنه تختلف
في نبضك تختلف
في عطرك تختلف
في حرفك تختلف
رجاء
أخبر قيس عنّي أنا
لست ليلاه
ليعد من حيث أتى
القوافل راحلة