مشاركة رقم ( 4 )
لا تأسفي ..
لا تأسفي ، لا تأسفي ، لا تأسفــي
ما دامت الأسحـــار يَلثُمُها الندى
ويجيد رشف غمامــها ظمأ الثرى
أو كلّ روض يانــــــــع قد غردا
في كلّ لـــــــــون قد رأيتك برعما
جهرا على قمم الغصون تمـــردا
ورياح عشـــــــقي لن يكفّ هبوبها
مُذ شبّت الأطواق عانقت المـدى
لا تأسفي حكم الزمــــــــان بغفلة
وأتى الشقاء إليك يسعى جاهـــــدا
لكِ يا الـ الحبيبة كلّ صبحٍ أرتجــي
أسراب لحــــــنٍ بالضياء تعمدا
وكذاك مبسمك العصي عن الأسى
كهلال شــــــــهرٍ حائرٍ أنّى ابتدا
يبدو فتلتصق العيون بنــــــــــــــــوره
والقلب يغدو خاشـــــــــــــــــعا متعبدا
لكإنّما أوصال روحي دكــــــــــــدكـت
أو بتُّ مذهــــــــــــولا لروعة ما شدا
وشغاف قلبي لن تكفَّ ســــــــــــــعيرها
لا صدفة منذ التقيتك قاصـــــــــــدا
لا ذنب لي فيما يجول بخافقـــــــــــــــي
فحنين نبضي بالفؤاد تجســـــــــــدا
هذا غرامكِ يستفزّ جوامحـــــــــــــــي
أصبحتُ كالمجنون تـــاه عن الهــدى
هو ذا ذهولي وانقباض ملامحـــــــــــي
لكأنني ثملٌ فأبدو شــــــــــــــــــاردا
أسرفتِ في الحســن البديع بسطوةٍ
نالت شغاف القلب حيـــــن توقدا
مازال معبدك الحـــــريّ بطاعتي
خلق الجمال لغاية أن يعـــــــــبدا
وأراني في محراب عشقك ناســكا
أو طالبا متعلما أو ســــــــــــيدا
أو ربما ما زلت أســـعى بغيتي
مُذ كان نصب العين دربك مقصـدا
أنا لن أنيخ الجهد في طلب اللقــــا
وكذا لهيبي لن يشيخ ويخمــــــدا
أغصانك الغنـــــــاء دانية الجنى
رغم الفصول تقول: لن أتجـــردا
وجذورك العطشى تفاخر بالعطا
رغم انحباس جــــــــــائر مُتَعَمّدا
والنسغ من نور ودفء عقيــــدة
ليعـــــــــود دفقا بالحياة ويرفـــدا
لا تأسفي فالكلّ أضناه المسيـــ.
ــر وليت بعضا من همومك تُرصدا
مَنْ غيرَ نبضيَ سوف يروي تعطّشـــا
تلك الشفـــــــــــــــــاه الذابلات تجهدا
مَنْ غَيرَ كفّيَ سوف يمسح دمعهــــــا
تلك الروابــــــــــــي الشاكيات تنهدا
من غير ثغري سوف يرشف خمـــــرها
تريـــــــــــاق روحٍ للشفاء مخلّــــدا
يا قدس ليت ما يجول بخـــــــــــــــافقي
أنْ لحظة في كلِّ قلبٍ يوجـــــــــدا
يا قدس لا تتساءلي فـ لربــــــــــــــــــما
كان دوائيَ نظرة أو مــــــــــــوعدا