رد: خاطرة : من لامكان\للأديبة :سلوى حماد \ قراءة : لسفانة بنت ابن الشاطئ
خاطرة :من لامكان( الجزء الثالث )
إقتباس :
حاولت أن أحتفظ بالحد الأدنى من الحميمية ليبقى القلب دافئاً ،
لكن قطبنا الجليدي بقي بارداً خالياً من أي حياة
إلا من ومضات ترقب كانت تزور مخيلتي من آن لأخر.
تدق ساعة في وجداني اللحظة تعلن عن انتهاء الوقت
تذكرني كتلك التى كانت بقاعات الامتحان،
بقى من الزمن ساعة ...
نصف ساعة ...
ربع ساعة ....
عشر دقائق...
خمس دقائق....
.
.
.
انتهى الزمن...
هي من جهتها حاولت وكثيرا لكن هو اين هو في كل ما قرأنا ...؟ بعد كل هذا النضال الطويل والمتعب والمنهك للأعصاب ،، لم تكن النتيجة كما تتمنى بل تسلل الجليد الى المشاعر لا حياة فيه إلا من بعض الومضات ( أي وقفات استرجاع من الذاكرة ) ، لكن الوقت قد تعدى المساحة الممنوحة له ( فساعة الوجدان ) اعلنت انتهاء الوقت وتوقف الزمن عند تلك المرحلة وكان قرار الرحيل ، إلزاميا فقد انتهى الوقت واحترق معه الصبر،
إقتباس :
كان لزاماً علي أن ألملم أوراقي وأرحل..
تعودت أن أترك رسالة قبيل رحيلي ورسالتي له كانت:
لقد استهوتك الغزوات العاطفية والغنائم العشقية فخذلت في نشوة انتصاراتك قلباً ولد على كفيك، كانت رهاناتك رابحة دائماً لإنك تملك كل الأدوات،
حفنة من كلمات تكررها هنا وهناك،
ومساحات شاسعة من الخيال تحيك فيها قصصاً وروايات،
وأقنعة تلائم كل المشاهد،
فاهنأ بقلب لم أعد بحاجة له وأختر له مكاناً بين غنائم انتصاراتك يليق بحجم حكاياتنا.
هنا تأخذنا للحظات الأخيرة بتفاصيلها فتقول : قبل الرحيل ( تعودت ) أن تترك له رسالة اذا هنا كلمة ( تعودت )كناية على الرحيل المتكرر
( لقد استهوتك الغزوات العاطفية والغنائم العشقية [فخذلت ] في نشوة انتصاراتك)
هنا تقوم بطلة القصة في رسم صورة هذا العشيق الذي وصفته : (بصاحب الغزوات العاطفية) إذا هو مترنح المشاعر كثير التردد لا يملك استقرار نفسي ولا عاطفي ، ينجرف خلف أهوائه دون الإكتراث بما خلف وراءه ولا ما هو أمامه بالتالي هو انسان اناني مغرور ، يعتمد على عصا المشاعر في كل غزوة جديدة .. ( حفنة كلمات + خيال خصب + اقنعة مختلفة ) وهذه هي مقومات نجاحه للأسف ..
ثم تقول له : إهنأ بهذا القلب وانها متنازل عنه وعن حبه وليبحث له عن مكان آخر بين
غنائمه إذا وجد من هي مثلها او مثل إخلاصها ووفائها وتحملها وحبها له لذلك ثم تترك له رجاء في ان يضع قلبه في مكان يكون مثل قصتهما او أكثر .
إقتباس :
لا تشعر بالذنب عزيزي اذا ما لفحك الحنين ذات فراغ،
لإنني حتماً سأكون قد تحررت من استبداد ذاكرتي التى أحتكرتها تفاصيلك وسأحلق كاليمامة بذاكرة عذراء الى اللامكان.
** ** ** ** ** ** ** **
ثم تأتي الخاتمة فتختم مؤكدة على رحيل ، وتقول له : لا تظن أنك إذا ما اجتاحك الحنين إلى حبي ( بسبب فراغ عاطفي ما ) أن تعود .. ( حتما ) وهنا توكيد على أنها سوف يكون مكانه في عالم النسيان ، حيث تقول ( سأكون قد تحررت من استبداد ذاكراتي التي احتكرتها تفاصيلك ) وأيضا تصف حالتها الجديدة بعد الإنعتاق من حبه أنها سوف ( سأحلق كاليمامة بذاكرة عذراء إلى اللامكان ) ، إذا تحرر يليه تحليق ، يليه ذاكرة عذراء خالية من تفاصيله ، ومن اللامكان دليل على الحرية التي ستشعر بها بعد أن تطير من سجن حبه ..
ولكن كل هذا يأتي من خلال حديث مستقبلي في علم الغيب لا تعكس الحالة الحقيقية لها أثناء كتابة الرسالة فهي تحبه لدرجة العبادة ، وهي قادرة على مسامحته إذا ما تراجع وشعر بغلطه وإلتزم معها ،
و أن هذه الرسالة كتبتها في لحظة يائسة فهي أيضا تعترف أنها تتطلب وقت غير محدد لنسيانه ،، وهذا ليس بالأمر البسيط بعد كل هذا الحب الذي فاق المعقول ،، ويبقى الحل عنده دوما حيث الرد والموقف الذي يتخذه بعد استلامه الرسالة تحدد ملامح المستقبل ،، وأيضا أن من يحب كل هذا الحب لا يستطيع ان ينسى أبدا ومستحيل أن تعود الذاكرة عنده عذراء حتى لو امتلأت بالأسى وبالمواقف المحزنة فهي قابعة في مكان ربما يبتعد قليلا ولكن لابد من أن يطفو على السطح من جديد كل ما تهيئت الظروف الداخلية والخارجية ، وتساقطت الأحداث عليها .
الغالية سلوى : هذا النص من أجمل ما قرأته لك ، حيث استطعت ان تتحدث باستفاضة عن حالة واقعية وشخصيات تتكرر في حياتنا اليومية من خلال الولوج إلى عالم العلاقة بين حبيبين بأسلوب مميز وحبكة جميلة بنيت عليها الحالة الشعورية ، وكانت القفلة ايضا غير محددة الملامح وهذا يضيف للنص ، بحيث من يقرأها للوهلة الأولى يعتقد ان الحسم كان في النهاية لكن ربما تكون هي ذاتها نقطة للبداية .. وقد كان البناء متنامي مع استخدام الأفعال بصيغة الماضي لتخدم حالة التذكر.. وأخرى في المستقبل .. وكان طاغيا الذات المتألمة تراكم جواني مع التقاء بواقع صادم براني انتج هذه الكلمات التي تعال فيها صوت حديث النفس ..
رد: خاطرة : من لامكان\للأديبة :سلوى حماد \ قراءة : لسفانة بنت ابن الشاطئ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى حماد
الرائعة سفانة،
مازلت تحت تأثير دهشتي وإعجابي لهذا التشريح الأدبي الباذخ،
سأعود بتعليق يليق بهذا الإبداع،
قبلة لقلبك ومشاتل من التوليب،
سلوى حماد
الغالية سلوى حماد صباحك محمل بعبير الأمل وجمعة مباركة
يسعدني غاليتي أن تنال القراءة إعجابك ..
أسعدني هذا المرور الجميل .. سأنتظر مرورك الثاني
بكل حب مع مشاتل من الياسمين الدمشقي