رسائل من حبر الماء إلى منوبية الغضباني

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف     سأحجز لي مقعداً لأتابع بانتظار الغالية منوبية محبتي

وكم يسعدنا حضورك سيدة النّبع وروحه
كلّ الأمتنان بهاء حضورك

صباحك معطّر بذكرى خاتم الأنبياء...شفيعنا محمد صلوات الله عليه...
وكلّ عام وأنت صديقتي وتوأم روحي ....وكلّ عام ونحن في شفاعة أكرم خلق الله ..
زهراء الشامخة بنت مغربنا الشقيق الرّفيق وقت المحن..
تلقيت خطابك إليّ فطرت خفيفة أرصّف بعضي وأجتثّه من كل قلق جاثم على القلب منذ أزمنة لم يعد فيها للفرح احتمال الاّ ما كتب اللّه لنا..وقد منحتني كعادتك طاقة ايجابية غريبة ت انبثقت منها لحظة تجدّد تنتشلني من براثن ركود مقيت ...
فكم هجمت علينا شراسة الحياة ورداءتها ..
تقولين صديقتي
زرعوا وطنا آخر ، تغيرت الوجوه وكثرت زوايا الدائرة
ولا شبيه لوطننا الذي كان
زرعوا عزلة والضجيج يملأ وطنهم الجديد
زرعوا بيادقَ مجهزة لاعادة التدوير: تدوير سيزيفي يقطع الصخرة إلى منافذ ويرتجل المسافات
تحركت الدائرة نحو قُطبية عَدميّة أبيقورية
وأقول
انشطر الوطن صديقتي وحولوا وجهته تحويلا مريبا وشتتوا شمل الشعوب على الأرض..
فكم مكتوب علينا أن نقطع المسافات كي نهتدي الى بعضنا بعض ...
وكيف العبور الى ضفّة الأمان والمحبّة والتّعايش السلمي...
الشوارع عندنا صارت ركحا للأحداث...لتنّافر....للجهر بالعداء...
شوارعنا يا زهراء تأزّمت وصارت الأصوات والشّعارات فيها ترتدّ الى بؤر العنف والإعتداء..تحت تأثير من يرفعوها في فضاء ضاعت فيه نواميس وقيم وإرث الأوطان..
صراعات حول المفاهيم والقيّم والإنتماءات الحزبية والهويّة والمصلحة الذّاتية الضّيقة....تتضخّمكلّ يوم ...كلّ زمن ...كلّ ساعة
فقد أحكموا الطّوق على رقاب أحرار الوطن وشرفائه...
لقد أصبح الوطن قطبين
قطب أولّ يحطّ فيه أولو الأمر منّا... وقد يحدثُ أن نراهم مستمسكين بالحبل المتين ...
وقطب للجذب للوراء يحتلّه الفاسدون الطّغاة...
المتطرفون...المستكرشون الذين غرقوا في الثّراء الفاحش على حساب الشعب والمواطن المهمّش..
علاقا ت توتّرمستمّر ..فرّ وكرّ..ومسارات متوازية ....
مكتوب علينا للتخفّف من أوزارنا أن نكتب ...أن نريق قلوبنا على بياض الورق
فكتابتنا بها من صبرنا ووجعنا ما يرقص الفراش...
الفراش يا زهراء .....
صرت أفتقد تجليات ألوانه وما تعزفه أجنحته من ألحان بألوان الطيف ..
فهذا الهروب الذي نتعمّّد ه فعل إنسانيّ أنيق ...
كم ننتشي بكذبنا وتجاهلنا لواقعنا ....
انظري تراتيلك أغنياتك على النّهر حين يستبدّ بك وبي تجهّم..
فنحن نولد من جديد في القطن...في العطر...في الحرير
فكلّ شيء من حولك ومن حولي يبدو لي نظير جنائن ورد...يلزمها يد تنبش في ترابها...تسقيها ...فتينع وتفوح وتضوع شذى
زهراء
أكلّما ضاقت دروبي واختنقت بزغت قلبا نابضا يمنحني نقاء الهواء...
فيا صديقتي
كلّ الخير أنت
كّلّ باقات فرحي وكلّ شيء جميل ...هو
أنت....أنت ....
والله ثمّ ألف واللّه ..
فكوني دوما بخير لأكون...ولا تقطعي حبل الوصال إن افتقدت حراكي هنا ..واشعلي جذوة الكلام على فمي يا أبهى صديقاتي ...

سيدة الفنجان الخضراء
مرات عديدة حاولت الكتابة ، وباءت بالفشل محاولتي العديدة
كأن في الحبر حجر ثقيل يرمي بي إلى غياهب الصمت ويثقل الخطا
مرت بنا نهارات كثيرة موحشة في أكثرها وليال تعاضدها برودة
كم صادفنا فيهما من ابتسامات صفراء وشهوةِ الجنون
شهوة مصادرة الحق واعتلاء قمم الخواء
وكنا في السفح سهولا لا تغير جلدها ولا يغويها شعاع ٌ
وكانت..
كانت تقول لي يا الغالية يا العزيزة يا سيدة الأقمار كلها
وإني أستبشر برؤيتك من خلف التلال البعيدة وهجَا
وصدقت الحكاية وربتّ على كفتيها وطبعتُ قبلة على الجبين
وكانت في الوقت نفسه تحفر لي حفرا كثيرة
كلما انتهت من حفرة حفرت أختها وبنتها وأبناء عمومتها
لكنها كانت جبانة تتسربل البعتمة لتحفر لي بينما كنت ألتحف بالضوء لأقابلها
شتان ما بين حفرة حفرت في جنحة الليل جبنا وبين التحاف ضوء عراء
ثم جاءني الخبر يقينا
فتقيأتها ا كما نتقيأ الأشياء الزائدة التي تملأ معدتنا ثقلا مقيتا
ونقيت جسمي من نفاثها السموم مثلما on élimine les toxines de notre corps
وكنا صديقتين
كانت تاتي إلى بيتي كلما أبصرتني على شرفة الحلْم ، أزرع زهرة على خد مساء
وكانت تحتسي من فنجان قهوتي خفية وكنت أراها فأسعد بذلك وأقول
ها قد تمدد حلمك جناح فراشة
أردت يوما أن التقي الحفر التي حفرت لي وأتمدد فيها لأقيس الظل بالجسد وأقيس المقت بالحفر
فوجدت المقت سلطان المقاس
وانكمش جسدي في ظلي حين ألفيت أذرعها أفخاخا لسد أفواه الحفر تمويها / فاستعذت بالرحمن

جنية تتناسل في المسافات أنيابا
تستلف من الرماة احجارها
دقتان على طبول الفراغ
وتفوز بكل الشطآن

وذات حوار على مرمى جمع من تنهدات سألتها عن سر رحمها حيث يتناسل الخواءُ كوابيسَ مُعبدة
قالت : حُجة مرور يا سيدة الأقمار
مع كل اختراقاتها البغيظة وحقدها على زهور الفاوانيا فإنها تناديني سيدة الأقمار
فلقد كبرنا في نفس الحي وتدثرنا بنفس الأغنيات
وكبرنا على وقع الحدود
كنتُ
وكانتْ
كانت تقلد حركاتي وتنقلاتي غضبي ثرثرتي وجعي بكائي احتمائي بزغاريد الوطن سخطي على الجبناء
كانت تقلد حتى أخطائي كي تكون أنا
وشتان شتان ..
مثلها مثل الدنيا دوارة بسبع رؤوس
كلما قطعنا رأسا أينع شرا نبت رأسٌ جديد
هي معادلة الحياة يا الخضراء
هي معادلة الحياة
ميزان بنصف عين وعين تقتل الثوار


مساؤك مطر حيث تشتو عندنا وفنجاني ارتشفت منه رشفتين ريثما تأتي فاسخنه من جديد على دفء الكلمات

منوووب ..

سيّدة الأقمار.....
سيّدة الأقمار ...
يغنّي لك الماضي...
ويرقص لطلعتك البهيّة
الآتي والحاضر
لأنّك نبيذ الضّوء
آويتك في قلبي كريحانة
ولأنّك في الحقّ والوفاء طاعنة
وبروحك للمحبّة ألف مشعل وألف شمعة ..
كنت تصدقينها...
و"صدقت الحكاية وربتّ على كفتيها وطبعتُ قبلة على الجبين"
وكانت في الوقت نفسه تحفر لك حفرا كثيرة
كلما انتهت من حفرة حفرت أختها وبنتها وأبناء عمومتها"
طينتنا طينة الذين يصدقون معسول الكلام نُنبته جدائل ....
وجوهم خديعة...
ووجوهنا طيبة سريرة..
رقرقة ماء ...
فجر...قمر..
ياسيّدة الأقمار "هي" حين عانقت روحك وقلبك آمنت أنّك لؤلؤة ......شمّت الكون بعبقه فرفلت في شذاك ...
لكنّها مكرت....ونورك يصفعها..
خدعت وخذلت وحفرت الحفر تلو الحفر...
ولم تقو على مداك...
دلّيني يا صديقتي
على كون بلاخيانات...
دليني على كون بلا شياطين ..
دليني يا زهراء فكلّ ما حولي يقوّض يقيني ...
بملح الوجع
نلتحف
الصّادقون
الصّادقون
أطياف نور
نستهم العواصف...
يُطعنون ألف مرّة
ألف كَرّة...
نحن ضمير قائم ..
ننزف
ولا نموت...
جمال اسمنا لا يطيعنا في مكر ولا خيانة
هم ...وقد أَجَدْت القول فيهم
وشتان شتان ..
مثلها مثل الدنيا دوارة بسبع رؤوس
كلما قطعنا رأسا أينع شرا نبت رأسٌ جديد
هي معادلة الحياة يا الخضراء
هي معادلة الحياة
ميزان بنصف عين وعين تقتل الثوار

يرتفعون على أكتافنا لزمن محدّد حتى إذا ذاع صيتهم انتهى ودّهم وترصوا بنا
سيكون لنا النّصيب الأوفر من النّور...من الماء......
فقد قيل إنّ لأصحاب النفوس النّقيّة حراسة الاهيّة ...فلو ارتجّت أعطافهم حسدا ومكرا وخيانةفبريق الأمن والأمان يشعّ من حولهم ويطيح بكل مكيدة تُدبّرُ لهم ..

رسالتك هذه المرّة يا صديقتي...
يا سيّدة الأقمار..
معانيها كبيرة ...كبيرة..
واقعها مبهر...
كتابتك دوما جديدة تحاكي في رفعة عالمنا الموبوء خيانات وخذلانا ..
فيها من العواصف التي تهزنا من الدّاخل ما يستحقّ الكتابة ...
فالنّاس من حولنا أقنعة...والحر من لا يدفعه الرديئون الى السّكوت عن ممارساتهم ...
فيا أيتها الرّهيبة ذات الصّوت الحرّ والقلم الشّرس ....
قولي
واكتبي
وافضحي ....
فبالكتابة ينهار هذا الرّهط العجيب ..
حماك الرّحمان وحمانا جميعا من كل هامة تضمر الشّر ..
ودويا كلام دور
فبيني وبين الزّهراء
من الكلام دهور....

عندما يجتمع كاتبان على مائدة البوح، يبدأ حديث الأعماق مندلقا على شفاه اليراع.
وهو حديث مختلف تماما عن كل ما يمت للكلام واللقاء بصلة.
وفي أحاديث الأعماق تبدو جواهر الكلم، وتترصع النصوص بحليّ البلاغة.
سلمت حواسكما أيتها الأديبتان الوارفتان
مودة واحترام

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان     عندما يجتمع كاتبان على مائدة البوح، يبدأ حديث الأعماق مندلقا على شفاه اليراع. وهو حديث مختلف تماما عن كل ما يمت للكلام واللقاء بصلة. وفي أحاديث الأعماق تبدو جواهر الكلم، وتترصع النصوص بحليّ البلاغة. سلمت حواسكما أيتها الأديبتان الوارفتان مودة واحترام

مرافقتكم واحاطتكم مبدعنا الرّقيق القدير ألبير تسعد صديقتي الزهراء..وتسعدني
شكرا لسخاء روحك وفكرك وجمال تلقيك لهذه الخطابات التي نتقن فيها أنفسنا ووجعنا...
مودتي الدّائمة ألبير العزيز

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان     عندما يجتمع كاتبان على مائدة البوح، يبدأ حديث الأعماق مندلقا على شفاه اليراع. وهو حديث مختلف تماما عن كل ما يمت للكلام واللقاء بصلة. وفي أحاديث الأعماق تبدو جواهر الكلم، وتترصع النصوص بحليّ البلاغة. سلمت حواسكما أيتها الأديبتان الوارفتان مودة واحترام

بارك الله فيك سيدي
ومرافقتك لنا ستمنحنا أضواء كثيرة كي ننحت ما يعترينا بضخات من حبر

تحيتي وتقديري

بِسِعَة الحُلْم
تستظلّني رسَائِلُنا غيْمة ًعَلى صَدْر حَرْفٍ
من شَارع بُورقيبة من عُمْق الخضراء إلى شَارع آنفا بالبيضاء
كم من ورَقة اجْتبتنا بِحُلْوها ومُرها / عبَرتنا طُفولة وذكْرى
فتنتنا ابتسَاماتُها الحُرة مَاء / عبَرتنا جدارا من ماء
لمْ نُبَيّت النيةَ لـ هذه الرسائِل ، بل طفرت دمْعة بهْجة عمْقا وصِدْقا
وثم كان ..
كان الغيّاب وكان الصّمْت توأمه حَليفا
ودارت بنَا الدوائرُ
دارت بنا الدّوَائرُ ستة وعلى السّابعة وقَف حِصانُ طرْوادة مُلما بأشيائنا الصغيرة النقية

دارَتْ بنا الدوَائرُ عبْر ثنيات كثيرة وأيَادٍ بَطشتْ بمنتجع الحكاية
في جَوْف النّهَار تبَلّدت السّكينة وانضمت إليها الفُصوص مُعلنة التمرد
وتحت جنح الليْل مادَت بنا الذكريات وفاءً لا ينسى
ويا صديقتي الخضراء
تغير الحَال في هذه المدة القصيرة جدا .. تغير الحال ُ
استجدت أحْوالٌ كثيرة ٌ غَيبت ِالمطرَ
فالوطن على كَف لا ترحَم
ميزانها ما بين يمين ويسار و ""قوم تبع "" لا يفقهون في مسْألة الوطن سوى طاولة تردِم ُ وتُردَمْ
لهْوٌ فرعَن بكت فيه العيْن مُشْتاقةً لما كان من أثر لم يَعُد يُذكر
ويا صديقتي الخضراء
تلقيت رسالتك وأنا أعَاتبك على الغيّاب
ولكن في الحقيقة فشلت
فشلت في تقليدك حيْث أحببت الغياب فيك وأريد أن
أتمَفْصل في ثوبه كي أستنير بالذي كان
وإنّه الإدمان
إنه الإدْمَانُ يا الخضْراء
فكلما قلتُ لنفسي : اليوم سأنتهي من بصْمة الويب وسأسترزق من نافذة أخْرى / وليكنِ الكتابُ جليسًا وصديْقًا حميما
كلما دفَعتني عيناي إلى الأمْكنة فأعود ُ وقد نسيْت ما قرّرته بالأمس
هو الحُبّ؟؟
هو العِناد؟؟
فليكنُ كل هذا فقط أريد أن أسْتريح على تلك الغيْمة / نفسها تلك الغيمة / التي بادرتني يوما بسُحُبٍ ثقالٍ حتى الإشباع كان فيهن الماءُ
أعشْق الشتاء .. أعشق الشتاء
وكلما مرّرني الماء أغنيته / زاد شوقي كي يطول الشتاء
الجَو الغائم يجعل مني امرأة مُنسَابة في ذلك اللون شِبْه الصلصال الرمادي/ يتخلله أزرقٌ باردٌ جدا يُورِقُ داخل الطفلة زهراء
وأحِنّ إلى دربْنا القديم
أحِنّ الى سُوق باب مراكش حيث الخضر والفواكه والأقمشة وخبز الشعير في تعاضد جميل
سوق ممتد من قبلة المدينة إلى قلبِها / عبر سور قديم يحْرس السوقَ ويحْرس المدينة ويحْرس أبوابها العتيقة
وتأتي تلك اللحظات في قماط طفولة حيث كان كل شيء مباح
اجنحة الخضر وأجنحة الفواكه وأجنحة اللحوم البيضاء والحمراء وأجنحة السمك وأصوات الباعة باعة الحلويات :/ جَبَان كُول وبَان / نوع من حلويات الطفولة / والحلقة وما تحويه من دف و بندير وأغنية/ شعبية
والكل يتحلق حول مائدة فيها ما لذ وطاب ولا شيء يعكر الحياء ولا الحياء
وها قد جاء الربيع وفي صدره خِنجر مسْموم / زرعوه فتنة في السوق ففرعن الزبد وطالت أيادي الباطاطس والخبز وتنكر العدسُ لأصحابه الفقراء

تغير الحَال يا الخضراء
من سَكينة إلى ضَجّة و/ عْجَاج/ يعمِي العيونَ والقُلوب معا
وما عادتِ القصيدة قادرةً على الاحتواء
ما عَادتْ قادرةً على الاحْتواء ..

..
هكذا جاءت هذه الرسالة على عجل ، كي أهنئني بصداقتك ومحبتك النقية يا الخضراء الغالية
فهات فنجان شاي من يديك الكريمتين ودعينا ندخّنه على نسمات من شرفة بيتك الجميل

وإليك هذه النفحة الإيمانية واللهم صل على الحبيب المصطفى
والمرحوم الحاج بوزوبع
[/SIZE][/COLOR][/FONT]

صديقتي الأروع والأجمل
قرأت رسالتك إليّ ...فبرزت لي الكتابة بيننا وأكثر من أيّ وقت مضى كمتنفس..
وعلى وقع ما رافق رسالتك من أنغام صوفية ونفحات دينية ذات الصدى الكبير اهتزت مني الذات اهتزازا وبدأت تتطهّر من أوهامها وهلوساتها وضيقها...ومن كل فساد يعكّر صفوها
في البدء كان الكلام بيننا حول ما تنقله أبصارنا ...أحاسيسنا المقيمة فينا زمن كنا أطفالا...طلبة...
زمن مراهقتنا ونزقها...زمن رشدنا واكتمال ملامحنا
وكنا نتجلى في اتقانها والإبداع فيها ...فجاءت صادقة عفوية يتجسّد فيها منطقنا الخاصّ ورؤانا ...
ركضنا على مساحات هذا الفضاء الأزرق الإفتراضي ...فقلنا ما أسعد وما أشقى وما أتعب...وبحنا لبعضنا بعض بما أضمرت البواطن منّا من شؤون وأسرار وحكايا وما ىتجلى عند التّجلي ...
كنت الصّديقة الرفيقة والشقيقة التي تمّتنت معها الأواصر وشهدت أوجها ...
وبتواصل أمتن وحميميّة أكبر صار الغياب يزعجنا ويقلقنا ...
يضيق أفقي كلّما انقطعت عنّي ..ويجرفني حنيني إليك ...إلى مدادك....إلى رسائلك..
وقد جئتني اليوم في رسالتك هذه بمدّك وجزرك ...فأبحرت وحططت عند أقاصي المعاني والأحاسيس ...والنّص فلذة منك ...نعيم وجنّة من الكلام والأفكار
تقولين لي يا زهراء فيما قلت
تغير الحال في هذه المدة القصيرة جدا
استجدت أحوال كثيرة غيبت المطر
فالوطن على كف لا ترحم
ميزانها ما بين يمين ويسار و ""قوم تبع "" لا يفقهون في مسألة الوطن سوى طاولة تردِم ُ وتُردَمْ
لهْوٌ فرعن بكت فيه العين مشتاقة لما كان من أثر لم يعد يذكر
ويا صديقتي الخضراء
تلقيت رسالتك وأنا أعاتبك على الغياب
لكن في الحقيقة
فشلت في تقليدك حيث أحببت الغياب فيك وأريد أن
أتمفصل في ثوبه كي أستنير بالذي كان
وإنه الإدمان
إنه الإدمان يا الخضراء

عذاب يا زهراء أعذبُ من عذوبته...ولا عين ثابتة على مستقرّ .لكلّ يوم في هذه المواطن والأوطان سياقاتها ...
معتلة الوجدان يا رفيقتي ..أعراس ملح ودموع...مهرجانات خطابة ووعود...
وأفق لغد مظلم بشع..فضيع ...مريع...
ملامح وأبعاد ضبابية وشبهات والتباسات ..
قهر ...تسلّط..استبداد..وهمّ فرديّ يزيد في تعميقه همّ جماعيّ..
زحام عند البيع...زحام عند الشّراء...ولا مهرب ولامفرّ ...ومنغصات وما حصل قد حصل ..
زهراء الغالية
ماعاد الكلام قادر على الكلام ولأني أخشى أن ينقلب الحنين بيننا إلى طنين ...
وما غير أنّة لا أكتمها عنك
آه...ثمّ آه كم صار الشامخ غائما نقيضا لشموخه ..وكم صار الزّمن دهر جحود وتبرّم ..
ولأنّك قلت لي في خاتمة رسالتك ما بصم قلبي بالبهجة والفرح
..
هكذا جاءت هذه الرسالة على عجل كي أهنئني بصداقتك ومحبتك النقية يا الخضراء الغالية
فهات فنجان شاي من يديك الكريمتين ودعينا ندخنه على نسمات من شرفة بيتك الجميل



فإنّ الأمل لن تجفّ ينابيعه بيننا
سنظلّ نكتب ونكتب فنحن المرايا التي تلد مرايا ...عسى نخرج الى بريق وضوء للتواجد في هذا الوجود كما نحبّ...
نغمي إليك
https://youtu.be/rYirDm3n4lk

وستبقى رسائلنا ضوءا يا المنو
قرأتها بصوتي سأغرسها هنا لاحقا ..بحول الله