افتش في الكون عن مذهبي
كأني بيم بلا مركبِ
وأبحث في ظلمة عن سنا
لعلّي أفر من الغيهبِ
وحيدا ضليلا أسير الدجى
أنوح من اليأس نوح الصبي
فقلبي مضيق به ظلمة
يحن حنينا إلى الكوكبِ
وحملي ثقيل وصبري هوى
وناح الغراب على موكبي
أعاشر قوما كمثل الأفاعي
يسوؤون في الحل والمركب
يخرون للنذل إن ما علا
يروغون في الفعل كالثعلب
ويبغون بغيا على ماجد
كريم الفعال وشهم أبي
ويحنون ظهرا كظهر العبيد
ويمشون مشي الفتى المعجبِ
فما فيهمُ مرتجى للعلا
ومافيهمُ ماجد يعربي
فاعلنا المبجلُ
منبطح مجندلُ
فسيفه مهترئ
وحده لا يقتلُ
مفعوله مغتبط
بفعله لا يحفلُ
وزيده في دعة
وعمره يهللُ
وعقله مشرد
من يده مكبل
لأنه فيما مضى
تبخترا تكبرا
لما غدا في ملكه
محترما موقرا
مفعوله من غيظه
لما بغى تفجرا
أراد أن يعيش في
بلاده محررا
فاعلنا المبجل
لما أتاه الأجلُ
أراد أن يستغفرا
لكنه لو نال ما
كان اشتهى تجبرا
هذي الحياة شأنها
تيجانها تنتقل
تعلو بها طيورها
ثم تراها تسفل
يا حاكما أساء في
أفعاله لذا الورى
أما ترى سلطانكم
كما أتى تبخرا
في بلاد العُرْب أعراضٌ تباعُ
وقلاعُ
في بلاد التبر أقوامٌ جياعُ
وضياعُ
وإله الكون فينا قينقاعُ
أمرها أمرٌ مطاعُ
وولاة الأمر فينا كالسكارى
ضيعوا القدس وضاعوا
أرقب الصبح وحيدا وطريدا وشريدا
فأئنُّ
وقصيدي في لغى الأنذال جبنُ
وحقوقي في يد الشيطان منُّ
سأجنّ
في شفاهي لذوي التيجان لُغْمُ
ما على العصفور ذنبٌ
إن بكى يوما ولومُ
أخته العذراء خانتْ
وعلى القدس تغنتْ
شر خلق الله بومُ
صخرة البيت تئنُّ
تشتكي خسفا وهونا
صاحت اليوم ونادتْ
يابني الأعراب قوموا
من يقومُ؟
بائع الأوطان ليلا
أم دعاة الذل جهرا
والزنيمُ
أمْ حريمُ؟
خولة الهيجاء ماتتْ
وبنو قحطان ناموا
قدْ تجلى الحق وانفض السرابُ
والكذابُ
فبغير القدس لا سلم يقامُ
وإذا غنى الرصاص
ليس يجدينا الكلامُ
لا تلمني يا صديقي
إن همى دمعي وساحْ
فأنا اليوم كئيب
أشتكي ضرّ الجراحْ
فزمان الأنس ولّى
رحل المحبوبُ راحْ
ترك القلب شجيا
في أنينٍ في نواحْ
لا تسلني عن همومي
حين أمسى في الوشاحْ
ضاحكا يمشي بزهو
مخجلا ضوء الصباحْ
وأنا أذري جمارا
أشتكي طعن الرماحْ
لم يخن عهدا فؤادي
أو هوى إلا سماحْ
فلماذا الوصل ولى
وعوى بين ٌ وصاحْ
رحلت شمس الحسان
رحل المحبوب راحْ
ونأت شمس المعالي
فهوى صبري وطاحْ
كل شيء في بلادي
يا صديقي كرنفال
تاه في حلقي نشيدي
لمْ يعدْ يجدي المقالْ
كل مملوك زنيم
صار مثل البدر عالْ
كل جحش ،كل بغل
صار مثل التبر غالْ
يا إلهي لا تدعني
بين أفواج البغالْ
فسمائي اليوم غامتْ
وهمومي كالجبالْ
وسراة الناس أضحوا
مثل مرذول النعالْ
و جليل القدر يبكي
من لظى ذل السؤالْ
وإمام القوم يسعى
راكضا نحو الضلالْ
كل مافي الأمر أنا
لم يعدْ فينا رجالْ
علمنا لهو ولغو
وصراخ وجدالْ
قد صبرنا وبركنا
فوق مقدور الجمالْ
ورآنا الدهر نهذي
ندّعي صنع المحالْ
داسنا بالرجل خسفا
وعلينا اليوم بالْ
شاطئ الترك
شاطئ الترك ها أنا= جئتك اليوم زائرا
فاحضنِ اليوم عاشقا= ألهمِ اليوم شاعرا
هدّهُ الشوق والضنى=فقضى الليل حائرا
مالك اليوم غاضبا=تُفزع الناس والورى
مالك اليوم هائجا=تُغرق الخلق والقرى
أبك اليوم لوعةٌ=من حبيبٍ على الثرى؟
حسِب الحب لعْبة=باع في الحب واشترى
ليتني اليوم عالمٌ=ماالذي حلّ ما جرى
كفْكفِ الدمع صاحبي=وابذلِ الصفح قادرا
وكُنِ اليوم مثلما=كنت في الحسن ساحرا
هيهات لا عقل ولا حلُمُ= فمتى جراح الأهل تلتئمُ
ومتى يحل الأنس في بلدي= فأجرّ ذيل الفخر أبتسمُ
ومتى يعود الربع مؤتلقا= ومتى يجف من الربوع دمُ
إنا بنو الأحرار من وطن=ماعابه بين الأنام فمٌُ
يوغرطة المقدام كان هنا= تُحمى به الأعراضُ والحُرُمُ
ذا عقبة الميمون طلعته=حييتْ بها الأجداث والرممُ
عبد القدير أتى به قدرٌ=رضختْ له الأعناق والقلمُ
عبد الحميد أما ترى وطني=في لجة الأهوال يضطرمُ
بومدين الأمجاد ليس هنا=فبمن تراه المجد يعتصمُ
واسأل فرنسا عن بسالتنا= تنبيك إذزلّتْ بها القدمُ
فنهارها ليلٌ وبسمتها شاهتْ=دهاها الشؤمُ والسقمُ
لهْفي على الأبطال هل هجعوا= هل ماتت الآساد والهممُ
قومي سراة الكون أجمعه=شمس العلا بسامةٌ لهمُ
يمناهمُ باليمن عامرةٌ= يسراهمُ بالبأس تحتدمُ
أحلامهمْ طودٌ فقائلهمْ= تعنوله الأبطال والأممُ
قرباهمُ فخرٌ وقولتهمْ= قدْسيّة المكنون تُحترمُ
ولهٌ ولهْ
وطليطلهْ
دمعٌ أنينٌ زلزلهْ
ورصاصها يلهو بها
تتلو خطاه القنبلهْ
سبحان من خلق الوجود وعدّلهْ
من بدّلهْ؟
غير الرياح العاتيهْ
وجنون غيظ المقصلهْ
ماأنذلهْ
هذا الذي قتل القصيد بجوفنا
أدمى القصيد وكبّلهْ
ما أجهلهْ
هذا الذي حسب المعارف عربدهْ
ضل الطريق وما تذكر منزلهْ
الويل لهْ
يسعى إلى فهم الوجود فعطّلهْ
فسلوكه ما أسهلهْ
لو أنه وجد الحمار متوجا
لهفا إليه وقبّلهْ
من حسنه
وهْو الذي لا حسن لهْ
هذي طلاسم عصرنا
فرجاؤنا
فكوا خيوط المسألهْ
طرق اللئيمُ عليّ بابي=فصرخْتُ أهْلا بالغرابِ
أهلا بأكْبر سافلٍ=يسْعىبنا نحْو الخرابِ
أمِن الأنام أصولهُ=أمْ أنّها لبني الكلابِ
لا شيء يعجبه وما=في قوْله عُشْر الصوابِ
إنْ قام يوْما شاتما=فاق الحقير من الدّوابِ
وإذا بدا في حيّنا=فالحيّ في حال اكتئابِ
وإذا مشى يبكي الثرى=منْ غير دمْعٍ وانتحابِ
من كان يوما صهره=فحياته أقسى العذابِ
أوْكان يوْما جاره=فالله عجّل بالعقابِ
واليوْم دوْري قدْ أتى=ياويلتاهُ ويا مصابي