أنضيعُ يا علي بالتّمني !
ونترك حكاياتنا أقصوصات في مهب الرياح العتية!
أن أحبك يعني أن أُعتِّق عمري على عتبات انتظارك
وأهزم كل بارود الحرب بهمسة
والخوف المرابض في مآقينا سأطويه تحت وسائد الليل الصخرية ..
ماذا نقول لأبنائنا الذين لم نلدهم
كيف سنرسم لهم دروب الأمل وسط حقول الشوك؟
ونعيد لهم أمنياتنا التي سُرِقت ..
أكره تُجّار الموت
و أكره ما مرّ فوق الطاولات
وما مرّ تحتها
آلاف من الغربان في سماء بلادنا
تعال نتكاتف لنمنع أسودهم من صبغِ نهاراتنا بليلٍ طويل ..
لا أدري كيف يجمع الدمع الأضداد
في الحرب نبكي
في الحب نبكي
تسيل قلوبنا خوفا
وتسيل من الشوق و الشغف
تؤلمني سياط الغربة
و البُعد إبر مغروزة في عيون الفرح
لا تبهرني أضواء المدن
ولا تأخذني المراكب الفاخرة إلى أي مكان
أنا روح تجلد ذاتها في خيمة في العراء
أمتص صقيع الأرض
أترك الجوع يعتاد على جسدي
و أعتب على شمسِ تطل عليّ باسمة
تاركة على وجوه أطفال من بلادي ندبات حرمان ..
من شِدةِ انشغالي بك
شبهّتك بالوطن
أهتف بحناجر حبي لك
وأزرع في رياض روحك مشاتل ورد
ورايات اسمك أحملها لتقابل الريح
لِترفرف على مرأى العصافير والفراشات ..
أمنحك طبيعة بلدي
وتهبني أصالة أرضك ..
متى تُفتح بيننا الحدود
ويُترك لنا الهواء لنتقن الشهيق والزفير..
سأحبك هناك
وأدعو جماهير شوقي الغفيرة
لتزف أحلامنا الوفيرة
كما يليق بانتظارك وانتظاري
ها أنا أدرت ظهري للحرب وسرت في درب الحب
في الحربِ
يكثر الحبُ
وكأنه موجة مضادة
تحافظ على توازنِ الكون
بين حبِ وكره
تبقى دفّة الحب مُشتعلة
حتى لا يتغّلب وحش الموت
أو تُهجر القلوب
تقسو الملامح
والعيون التي تشعُ حبا ..يجف نبع بريقها ..
في الحربِ ينشطُ مُعدّل الشوق
ويعلو منسوب الحنين
يحاولون ردم مشاعرنا
يتركون لنا دروب هجر كثيرة لنفرُّ إليها ..
لكننا أبناء الشمس
نأبى وطأ الجليد
و إن ذبحوا قلبنا ..ينبت لنا في كل يوم قلب حب جديد ..
أنام ملء قلبي
وأغمض عين الصحو ..
للريح أُشرِّع أبواب لهفي
و أترك ستائر الحلم تتمايل
أنا لستُ مني
أنا قطعة من شوق تتدلى على عنق الكلام
لا آبه لِصوت الموت
ولا لِصمت الحياة
كل ما يعنيني امتداد عنق خيالي
خيالي الـ يُلامس الجنة
ويترك آثاره عصافير تحلق في سماء غربة موغلة في الحنين ..
تعودت أغصان قلبي على الريح
ألِفت عواء الذئب
و أنين الجرح
فلا تدعني أخسرك مرتين
وأبكيك مرتين
و أتوّشح بالأسود كغرابٍ لعمرين