يا أ با ذر تفضل
وافتح الباب علينا
وتمهل
قبل أن تقرأ قرآنك فينا
قد قرأ ناه كثيرا
وحفظناه طويلاً
وتبدّل
...
يا أ با ذر ستفشل
أنت في غير زمان
وسترحل
وتعود مثلما كنتَ وحيداً وغريباً
في البراري تتأ مل
....
يا أبا ذر ستخجل
سترى الآنَ خطايا
ما لها أصلٌ وأول
لم تكن تسمع عنها
كل ما عشتَ وأطول
كن صبوراً وتحمّل
أو تعودُ مثلما كنتَ وحيداً وغريباً
في البراري تتأمل
ذا زمانٌ أصبح الإنسانُ أجهل
ذا زمانٌ لو أتى الفُ نبيٍ
لبدا كل نبيٍ
في عيون الناس مجنوناً ..ويُقتل
فلدينا الفَ فرعونٍ وأسفل
ولدينا الفَ الفٍ من أبي جهل وأجهل
......
ياأبا ذر تبسمل
وأدعُ ماشئتَ علينا
أو لنا
فالدعاءُ من صحابيٍ جليلٍ
وأنا لا أفتح أبوابي
فيكلّ من الطرق ويذهب
...
ومضى عمري
لا أعرف غير الشعر وحلم يسكن أجفاني
وينام على صدري
عصفور أطربه شعري
لا أحد يقطع أفكاري
لا أحد يسرق أنظاري
حتى جئت
ورأيت الحب بعينيك
فسكبتُ الزيت على النار
...
كانت أيامي هادئة
هانئة ..
ونهاري أزرعه حلماً
في ليلي سحرٌ
بل أعذب
أحببت ولا أدري أني
في الوقت الضائع
أو أقرب
والحب بعمر الخمسين
يغدو أحلى
بل هو أطيب
لكن الحب بهذا العمر خطير جدا
بل أصعب
وأنا في غمرة أشواقي
كلّي أملٌ
أني في حبكِ
لن أتعب
شاء ربي أَن أعيشَ الأِنتظارْ=وأرى ليلاً كئيباً ونهارْ
ووجوهاً باكياتٍ وانكسارْ=وشظايا تملأُ الدنيا شرارْ
ثلةُ الأطفال تلهو في الجوارْ=بائعٌ يعرض شيئاً من خضارْ
وأنا أجلس في ظلِّ الجدارْ=أنظر الناس بعين الأِنبهارْ
وأخيراً مزّق الصمتُ انفجارْ=فتهاوى الناس موتى ودمارْ
وترى الفوضى تلالاً من حجارْ=ولحوم الناس أشلاء نثارْ
أصبح الشارع صحراء قفارْ=بعدما كان يموج كالبحارْ
أِنني أَسألُ أصحاب القرارْ=هل لما يجري انتهاء ٌ وقرارْ
وليجيبوني جواباً باختصارْ=وكفى الناس تعاني باصطبارْ
سكنَ الليلُ سكوناً أزدريهِ
وطيور النورس الفضيُّ نامتْ
وبصيصٌ لضياءٍ من بعيد
يبعثُ السأمَ بنفسي
يقتلُ الضوءَ بشمسي
وبقايا قهوتي
داخل الفنجان تغفو منذ أمسِ
فأحسُّ الدمع يغزو مقلتي
أشعلُ ( السيكاره) حيناً
ثمَّ أطفيها بكأسي
ثمَّ أخلو مرةً أخرى بنفسي
وأحاديثُ كثيره
تصنعُ الأفكارَ في داخلِ رأسي
يالرأسي ..
وأرى العالمَ حولي سيزولْ
ثمَّ يأتي ويزولْ
ثمَّ أصحو لا أرى غير الدخان
يملأُ الأرجاءَ في غرفة نومي
وبصيصاً لضياءٍ من بعيد
أتراها سوف تأتي من جديد ؟
مثل أضواءِ النجوم
أو رذاذٍ من غيوم
أو طيورٍ هاجرتْ
لبعيدٍ ثمَّ عادتْ
أم تراها الآنَ تلهو
بين أحضانِ المرايا
بسمةٌ في الوجه تبدو كالجليد
هلْ أرادتْ انتقاماً
من حبيبٍ خانَ يوماً
أجّجَ النارَ ضراماً
ثمَّ أضحى لا يريد
أم أرادتني حبيباً
يدخلُ القصرَ اليها
ينحني بينَ يديها
انني أرفضُ تاجاً
وسواراً من حديد
عندما أحببت ليلى
هل أفكر
قلت في نفسي وهل تحتاج ليلى
أن أفكر
...
وجه ليلى
مثل بحر ثائر
أو كنهر يترقرق
أتمنى العوم فيه
ثم اغرق
...
أنت يا ليلايَ في بيت مهلهل
ليس يحميك من البرد إذا حل
لو ندى مس جبينك
شعرك الأسود يبتل
...
ثم تأتي الريح سوداء شديدة
نحمل الموت اليها وتزيده
أصبحت ليلى وحيده
مثل طير يعبر الصحراء مكسور الجناح
لا يغطي جسمها إلا جراح
لم يعد من يحمي ليلى
أو يرد السيف عنها والرماح
ويح روحي
يا ترى هل مثل ليلى تستباح
كلنا أبناء آدم
وخُلقنا من تراب
فلماذا الكِبرُ يسري بيننا
ولماذا تعتلي أنفسنا جنح السحاب
كلنا يوماً سنمضي
كلنا يوماً يغطينا التراب
...
يا أخي رفقاً بنفسك
هل ترى العزُّ سيبقى خالداً
هل ترى العمرُ يدوم
والشباب
كلُّ شيءٍ ذو بدايه
أمره نحو نهايه
وحدها الأخلاق تبقى
بعد موتك
تاركاً خلفك ما لذَّ وطاب
فملوك الأرض بادت
ذهبوا دون إياب
وقصور العزّ آلت
للخراب
...
كن جميلاً
مثل زهر الياسمين
يملأُ الأجواء عطره
لا يبالي كم يعيش
ثم يذوي بهدوءٍ بعد حين
دون أن يطلب أجره