أتفاءل كثيرا بقطرات المطر
الماء رسالة السماء إلينا
الرسالة التي يقرأها الريح فيرتدي ثوب النقاء
ويقرأها التراب فيهتز ويربو
وتقرأها النوافذ.. فتعكس البهجة في قلوب الظامئين
فلنجلي أوجاعنا تحت شآبيب عذوبته
ولنرمم أنكساراتنا بأنيق زخاته
حين نفقد ما لا نعرف كنهه تحديدا
نغدوا مستودع كل الأشياء الضائعة من حولنا
نرتعد شوقا لاسترجاع ما فقدناه ساعة وجد
نتمخض موتا في رحم الحياة
ولا بد من زكاة
وزكاة الروح.. الحروف
عصيّة الحبر...
وهذا الحرف يهجرني...
وبعض الجمل المعطّبة تربكني ....
تخنقني....
وكل مرايايا مكسّرة...
خاوية من نبض لا يعرفني ...
فكيف يستبيح الحرف عريي ...
وكيف أتهجّاه فيكسرني
تعب الحرف يا صديقتي فكيف أرتّبني...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أن نشيّد صرحا من حب
ذلك يتطلب قوة أقل بكثير مما يتطلب هدمه
فالخطوة الأولى إلى النسيان.. هي أن نجردنا من ذواتنا
ونعلن إفلاس ضمائرنا
ومهما سعينا في دروب الكتمان
ستفضحنا الأحداق والأصابع
والقلم
الحرف مترف يفضح...
كم من كتابتنا يحتاج الحرق...
وكم من أقلامنا المتقنة ...
تحتاج السّلخ....
وكم من أحلامنا في الكتابة ...
مضى في مسارب القحط...
فكيف المفرّ.....
حتّى نكمل الى نهاية السّطر
فوق أغصان الحديث تحط فراشات تغازل لغتك تحفر عميقا في أرض الذاكرة تستخرج جرارا مترعة بالعطش ليطوقك عزف اللهفة للبوح حينها فقط أنبشي صندوق الأبجدية.. وانتقي أجود المعاني وأفخرها
حروفي إليك تتماوج.....تتداخل....
تنبش في ذاكرة الأيّام....
محمولة بتداعياتها ....
وليس لها ماتلوذ به من الكلام....
تتراخى وتأكل من روحي والعظام....
فهات وأسعفيني قبل أن أنطوي في كهوف الظّلام ....
هات قبل أن يمرّ على الجرح عام وعام ...
وينبت الحزن ويهتك غشاوة الأحلام...