ثنائية (رسائلُ تتحدى السّجّان) كوكب البدري& سمير عودة

خاسرٌ هو الطّغيان
خاسرٌ هو السّجان
خاسرٌ هو لون الليل وصمت الرّيح
خاسرٌ من لايحترف الغضب حين تأزف آزفة البارود
خاسرٌة حدود البلاد التي تعرّت للغرباء والدّخلاء والعملاء وسماسرة الفقراء
خاسرٌ قنديل الزّيت إن لم يضئ ليل الأحرار
خاسرةٌ كل القبائل إن مزّقت ْ عهد الرّجال للرّجال
خاسرة ٌ هي المدافع والحروب ونياشين القادة إن مالت بوجهها عن هتافِكَ خلف القضبان
وأخيرا أخي :
خاسرة أمّتي لأنها تركت الكرامة مكبلة ً في عينيك
وخاسرٌ هو بلدي لأنّه ماعاد يلبس ثوب العروبة ..

كم أذرفُ الدمعَ السّخينَ على مواقفِ أمتي !

هجرت كتابَ اللهِ

وانتظرت فتاتَ الخبزِ من أعدائها

والرومُ والإفرنجُ تنشرُ جندَها

في عقرِ دارِ العُربِ

والسلطانُ مبتسمٌ

وراضٍ

لإنتزاعِ التبرِ من تحتِ الترابِ

وسلبِ ما فوقَ الترابْ

والعربُ منقسمونَ حولَ قضيةِ الجلبابِ

والذقنِ الطويلِ

هلِ النقابُ فريضةً

أم موضةَ العصرِ الذي

شهدَ التديُّنَ في اكتمالِ قشورِهِ

والرومُ والإفرنجُ

من جهلِ "المشايخِ" يضحكونْ

ويلٌ لأمةِ يعربٍ

جعلوا كتابَ اللهِ خلفَ ظهورهم

وتنكروا

لجميعِ آيِ اللهِ في متنِ الكتابْ

حرفي الحزين يطوفُ كالوردِ الكئيبِ
على السّجونْ ..
ضامٍ فما ابتسم الخزامى لي
ولا ضحكتْ دروبْ

وتباعدَ الأمل السّجين ْ
عن كوّة ِ الفجر الوليدْ
لولا رسائلُ عزمكَ اللا يلين ْ
لولا بشائرُ صوتك الجبّار في وجه العبيد ِ
لأمّةِ الإفرنجِ
والزّمنِ الرديء

أختاهُ

نام الفجرُ في الأوطانِ نومتَهُ الأخيرةَ

والبلابلُ أخرستْ

واستنسرتْ زمرُ البغاثِ

تسومنا سوءَ العذابْ

يا تعسَكم يا أيها العملاءُ

والجبناءُ

واللؤماءُ

في وطني الجريحِ

فقد أتى يومُ الحسابْ !!!

سنعلمُ الدخلاءَ أنّا لا نلينُ

وننزعُ الحقَّ السليبَ من السّرابْ

سيغرّدُ الحسونُ فوق الغصنِ منتشياً

بعودةِ صنوِهِ

من بعدِ أن طالَ الغيابْ

ماض ٍ في العزمِ ايا سَنَدي

ياظلّ القدس ِ ايا ولدي

ياقرّة دجلة لو هتفتْ :

الثار ، الثّار من الكمدِ

"لاتخشَ النّار وكن زَرَدي

واكتبْ تاريخي للأبد

إني قاسيتُ فياغضبُ

اعصف بالذّل بلا هَوَدِ

واطمسْ راياتٍ لمن دخلوا

وارفع آياتي بلا عمد

ظلالُ الغربةِ السوداءِ

تطغى في ذرا وطني

وفي سجني

وحيثُ عناؤكِ الموشومُ بالشّجنِ

بلادُ اللهِ واسعةٌ

فلا تَهِني

فأنتِ سليلةُ الأشرافِ

من بذلوا

دماءَ العزِّ في المِحَنِ

فلا تَهِني

لأنَّ اللهَ يجزي الصابرينَ

بنصرهم عند النهايةِ

بانبلاجِ الفجرِ من مرّاكشَ الكبرى

إلى عدنِ

موشومة بالعزِّ هذي المكاتيبْ

والمجد نهرٌ في عيونِ المناضل ؛

فخرِ البرايا والبلاد الـ (بلا ليل ْ)

يُقْصي المنايا عن وصايا السّنابل ْ

أختاهُ إن عزَّ اللقاءُ

فإنَّ رسمَكِ ...سرُّ روحِكِ

يسكنانِ بعمقِ نفسي ..

في ضميرٍ لا يساومْ

صدِّقيني...

إنني أجدُ التحرُّرَ من ظلامِ السجنِ

مثلَ الشمسِ في عزِّ الظهيرةِ

ساطعاً

ومبرهناً

أنَّ انتصارَ الشعبِ يا أختاهُ قادمْ

وتحيات وتمنيات ادارة منتديات نبع العواطف الأدبية

بالتوفيق

والى اللقاء