الشاعر الرائع عبد الكريم سمعون
من خلال أحاديثنا
كنت استشف هذه الروح التي تسكنك
فانت انسان شفاف وحالم لأبعد حدود
وتخفي خلف حروفك دمعه تستحضرها في كل قصيده
وكأن هناك سر دفين بحياتك تبقى تحوم حوله في كل قصائدك
ولا تسطيع ان تبوح به علناً ربما لأنك تريد التفريغ لهذا البركان الدفين
بزمن مبرمج في العقل الباطني من جهة
ومن جهة أخرى لا تريد أن تخرج من هذه الحالة لتوظفه في قصائد وليدة تلوح بالأفق
وتأكد هذا الأمر لي في قمة عمان حين حديثك عن نفسك فقد عرجت بطريقة وأخرى لهذا الأمر
ربما كنت انا بهذه اللحظه بالذات التقط لك صورة للتوثيق وقراءة الاحساس الداخلي لكَ
وهذا الامر واضح في القصيده الاكثر من رائعه
فالعشاق دائماً يفترضوا ان الحبيبة ملاك لا يخطئ أبداً
وتظهر عليهم نزعة التملك.
ويتناسى العاشق بان الحبيبة بشر لها ظروفها بكل حالاتها الإنسانية
فيغلب عليه التملك والانا لذلك يقع بالخطأ المتكرر فيعالجه بالاعتذار
لان الانسان عادة لا يعتذر الا اذا كان مقتنع أنه مخطئ بحق الآخر
لكن المشكله ان من يتعود ان يكون الاعتذار جاهز لمعالجة الخطأ يقع بالأخطاء المتكررة
فأراك وقعت بخطأ في لحظات الاعتذار
فإليك قلبي وهو أكبر شــــــــافعٍ = عند الملامةللحبيـــــــب الهاجر
فكأني بك هنا حملتها مسؤولية الهجر وان قلبك الكبير سيشفع لها
لن اتناول البيت من حيث الظاهر طبعا بل ما تضمنه حيث أن المعنى أبعد بكثير
فأنت هنا تستحضر السر الدفين وتحدثه مسترجع شريط العمر
وهجران لحبيب طواه الزمن استحضرته بهذه الحبيبة فاختلط عليك الأمر فأنت حين تعتذر تعتذر للحبيبه بطلة القصة لكن كل تصرفاتك والأخطاء التي وقعت بها تدل على انك تحاسب تجربة "فاشلة " بحياتك
تستحضرها كلما شعرت بان من تعشق لا تكون ملكك بكل ما تعني كلمة التملك لأنك تعتبرها ملاك متفرغ لك فقط وبلا هفوات
فيكِ الخلاص وغايتي والمُرتجى = والشاهدات على الوفاء محاجري
عاقرتُ حبّك ماء طهر سائــغ = فأضاف ذخرا في رصــيد سرائري
__________________________________________________ _____________
مَنْ مثلــــــها فهي الوحيدة دائما = في كلّ نبض بالوريــــــــد الفائر؟
وكأنك هنا تحاول إقناع نفسك وإقناعنا بأنها الوحيدة
أو كأنك توجه هذا الحديث للحبية بطلة القصة بان من ما زالت تسكن في أعماقك لا مثيل لها
فيكِ الخلاص وغايتي والمُرتجى = والشاهدات على الوفاء محاجري
عاقرتُ حبّك ماء طهر سائــغ = فأضاف ذخرا في رصــيد سرائري
وجه ملامحه السماحـــة والرضا = متبسمّان بلطف ثغر فـــــــــــــاتر
نضرٌ كمشكاةٍ يُظـــــــلُّ ضفافها = شعرٌ.. كبدرٍ في غياهـــــــب داجر
وبحسن أوصافٍ لها حدّث ولا = حرج على نظـــــ.ــــمٍ وريشة ناثر
أغرتْ سجاياها البهيّة مطمحي = وعلَتْ على وصفي الضئيل القاصر
وأستحوذتْ ملكات عقل مداركي = حسّا وروحا من نبيل مآثـــــري
مَنْ مثلــــــها فهي الوحيدة دائما = في كلّ نبض بالوريــــــــد الفائر؟
خفراء يا ذات الدلالة حلّــــــقت = تهفو إليها خافقـــــــــات نواشري
وثملتُ من نُجلِ اللحــاظ بطلّةٍ = صهباء كالبدر المنير الســــــــافر
عذراء قد بات التجنّي مذ رأى = ورد العـــــذارى في المحيّا عاذري
هو ذا الدليل على يقين نبوءتي = والصدقُ دومــــا ما تكنّ ضمائري
أمٌّ لمولــــــــــــــود ينادي يا أبي = بكرٌ بتولٌ حجّــــــــــــــــةٌ للحائر
فالعذر من عقل الرجاحة أرتجي = صار الجنون ملاذ عقلي الثـــــائر
تزهو بمطلعها السماء فأخجلتْ = منه البدور وكـــــل نجم زاهـــــــر
فالحسْنُ والحَوَرُ البديع سمـــاتها = رُسمتْ بإبداع العليّ القــــــــــادر
أشتاقها والشوق يحرق مهجتـــــــي = كـ ثرىً تشقق للغمام المــــاطر
---------------------------------------------------------------------------------------------
المتأمل لهذه الأبيات الرائعة يدرك ما قلت فانت هنا تقنع نفسك حين تتحدث معها مباشرة
فيكِ الخلاص وغايتي والمُرتجى = والشاهدات على الوفاء محاجري
بانها الخلاص من تراكمات السنين التي ما زالت تسكنك بما تملك من الصفات والمحاسن التي رسمتها لها
لكنك تعود الى واقعك وتتحدث عن الأخرى
فلا تقول اشتاقكِ بل اشتاقها
على العموم هذا ما قرأته بريشتي وليس بقلمي
فهكذا يا صديقي ارسم اللوحات السريالية بأكثر من فكرة
------------------------------------------------------------------------------------------------------
هذا يؤكد انك شاعر بارع تحمل قلب عاشق لها " ليس بالضرورة الحبيبة بالمعنى الظاهر أجزم أنها الأم.....الأرض
واستطعت ايصال فكرتك من خلال الأبيات من خلال القصة الظاهرة والمخفية
محبتي صديقي