يطارحُ الغيمُ شوقَ الأرضِ منهمرا =ويبذلُ المَهرَ في أنحائها مَطَرا
بَحْرٌ من الحبّ في الوجدانِ يحملُهُ=لكي ينالَ من المحبوبة الوَطَرا
مخاض بردٍ على آثاره وَضَعَتْ=ربيعَ عمرٍ بهيّا ..مشرقا نَضِرا
وأرضعتُهُ بماء الحبِّ فارتسمَتْ=على محياه عشقا حينما كُبُرا
فصارتِ الأرضُ بالمحبوبِ فاتنةً=يهيمُ فيها هوانا كلما نَظَرا
لولاه ما ارتفعت بالحب باسقة=ولا تغنّى هَزَارٌ واصفاً شجرا
وقد تروّتْ حنانا وهو يغمرها=أنعمْ به وَلِهَا للأرضِ قد غمرا
في صدرها ثمرٌ ألوانُهُ اختلفتْ=فهل يعيش الذي لا يشتهي الثمرا !
إن الشتاء وفيٌّ حينما عَشِقَتْ =غيماتُه الأرضَ في أحضانها انتحرا
ولا يغيب محبٌ عاشقٌ رَغِبَا=لكنّه البعد فضّ القرب إذْ أمرا
مَنْ يبذل الروحَ إيمانا وتضحيةً=كما الشتاء ..فقد أبلى بما ظفرا
من بعد رحلته قد عاد ثانيةً =يبني لها في أعالي الجو مُختبرا
تفاعلَ الغيمُ في وجدانِه فغدا=برقاً يضيء ورعدا شوقُهُ انفطرا
حتى يعود لقلب الأرض دقّته=بنفحة الطيب يبقى ثغرها عَطِرا
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-26-2013 في 02:43 AM.
أعطيتُك القوس ..فارم السهمَ عن كتفي=نحري فداك فخذْ من أحرفي ألفي
حصني أنا شرفٌ أوفيتُ مَنْعتَه=ولا أفرّطُ في الأخلاقِ والشّرفِ
إنّي تعلمتُ قبل الرمي تضحيةً=وطعنةُ الغدر لا تأتيك من طَرَفي
وللشهامةِ عنوانٌ يوحدنا =من الرباط إلى أسوان للنجفِ
أفدي الوفيَّ بروحي حين يطلبني=وينزف الحب من وجدان محترفِ
أمّا الخؤونُ فقد خاصمتهُ أبدا=وما تندّمت ..أو أبديت من أسفي
ما إنْ تعلمَ عني صقل حربته=أتى يهددني بالقتل في كَنَفي
حتى إذا أينعَتْ بالحرف ريشته=وقد بذلتُ على تعليمه هدفي
تراه يطعن جهرا في معلّمه=وينكر الفضل في زهوٍ وفي صَلَفِ
قصائدي تُحَفٌ ما كنتَ تبصرها=وقد أغاظك سحر النقش في تُحفي
الشهم لو مات يحيا في مآثره=والبغض يجعل بعض الناس كالجِيَفِ
أهدي أحبائي ضياء العين = بحلول شهر النصر والتمكين
أهدي لهم بشرى يؤكدها دمي = ويزفّها للواثقين يقيني
ثقتي بمن نصر العباد بعدله = تغني عن التكرار والتلقين
****=*****
إنْ كان يكفي الظالمين غرورُهم = فالله جلّ جلالُهُ يكفيني
أنا قلعة الصبر ارتقيتُ بهامتي= وصواعقُ الظُّلام لا تحنيني
فاقذفْ قلوبَ الماكرين بمكرهم = يا مَنْ أقرّ بعدله تكويني
***=***
أُهدي لكم قلبا توسّل حبّكم= في نبض قافيتي وشوق حنيني
في وثبة الشمس التي قد فجّرت = إشراقها.. لتبثّكم تلحيني
في آية القرآن في ترتيلها = في رشفة التسبيح إذ ترويني
في مطلع الشهر المهلّ بدمعةٍ = من مقلة النص الذي يبكيني
في مصرَ في أرض العراق وشامنا =في قدسنا صَرَخَتْ صلاحَ الدين
أبكيّ عليكِ هناك.. فابكيني هنا =هيَ نفسها النارُ التي تكويني
وسينتهي جُرحي وجُرحك حينما = ألقاك مبتسما كما تلقيني
ما الحب إلا للذي في صدره= قلبي.. بغير هواه لم أتغزّلِ
وإذا نظرت إليه أغمض عينه = عمّن سواي ولم يخن بتحوّلِ
يا مَنْ حفلْتُ بقربه وبودّه = ها قد بثثتك عطر حرفي فاحفلِ
خذْ يا غزال الحسن طبع مودتي = وبحقل قافيتي الخصيب ألا انزلِ
إن لم تشمي عطر حرف قصيدتي = تتجاهلي يا بسمتي أو تجهلي
أترى يفوح الحرف دون وروده = أو ينطق الريحان منك بأمثلِ
أنت التي أوحيتِ للحرف الشذا = بفضاء قافية المحب تجوّلي
يا حاشديّ حشدتُ جيش عواطفي = لأجيشَ شعرا بالهوى في محفلي
الحبُّ عندي بالكرامة يُقتضى = لا أرتجي ودّا ولم أتسوّلِ
يا من يهددني بزيف حنينه = أنا ما خضعتُ فخذْ حنينك وارحلِ