ثنائية ( صمت الروح) رجاء سعيد& أسامة الكيلاني

يا أسامة
إن شكوى العاشقين
إن أينعت حُصدت بأنامل من جنون
والصمت حين ينفث في الروح
لا يروضه أي ربان
فكيف أحصد عمراً هو لي عمراً وقدراً
فسلامة عمرك وكلّك الذي هو كلّي
ولتعلن اني تعبتُ في ليالي الأنين ترحالَ
فآن أوان الأحلام للحصادا..

ربان ٌ أنا... لكنني لا أتقن ُ الإبحار في المجهول
إن المسافة بين روحك و الطريق
ممنوعة ٌ فالشاخص الموجود في أعلى الهواء
يُعيدُ فتح الأغنيات على صنابير المياه
فلتقرأي وجع السنين .. بكل رفق ٍ
يا رجـــاء
و لتحزمِي صمت التلال على
ذراعك ..و استعدي للمُحال
و لتعلمي أني سألتُ الليل
أن يختال في وضح النهار
و لتعلمي أني حلمتُ بأن
ضحكتنا ستغدو طائراً متنقلاً
بين الجبال
صوتي و صوتك
سوف يكتشفان أنَّا
مذ بدونا سائرين
على حدود العشق أينعت الثمار
صمتي و صمتك
سوف يقتنيان بعض الوقت
خوفاً من تعابير الحصار
أنا سوف أبذل ما أستطعت
من دمي .. و سأنشد الألحان
عمراً كي أبادلك الحوار

ويحَ صمتي حين يغتال بعضي
والبعض الآخر على كدر
أنا مذ بدوتُ للفؤاد عارية
بُعثرت على أكتافي مواسم الجنون
قل لي بربك
من ذا الدي يعيد أقلامي وأوراقي
وحتى شامتي..؟
من ذا الذي يرعى اقحواني المدلل
بعد أن يدرك حكاية الرحيل

يا أسامة إن الروح بالصمت عليلة
فمن ذا الذي يرتب اقصوصات الحكايات بعد الممات..؟

أعرف إني ما كنت للصباحات راعية
ولكن أتخدر حنيناً جاب بقاع الأحلام في سهر الليالي

أعرف إني مد كنت طفلة
ما وقع على صك ملكية حبري ودمي إلا أنتَ
فحزنتُ
ورحلتُ
وما كان الدليل لرجوعي دوماً إلا أنتَ

ما اعتدتُ أن أسمع صهيل هدا البعد المتجدد في كل حين
ما اعتدتُ أن أسمع منك حرف ر
وج
وا
وء
وترحل بصمت موقر
وحجارة تذوب
أسْكبُ منها كؤوس مطرٍ وشوق
تُشعل معها كل الحنين والوحشة
لذلك الوجود المدثّر
وما زال للآن..

بصحتك يا شوووق

فلتنحنِ الآهات من هذا الهوى
و ليسترح صمتي الدفين
فإنني آمنت ُ أني لا أجيء
بمفردي فالشوق يحملني
على جنبيه كالأطفال
يا حلوتي ضمِ الهواء
فلستُ أعرف غير طيفك في
السماء .. و لست ُ أعتزم الرحيل
و لا البقاء
لست ِ وحدك يا حبيبة فإنني
طرزت من خديك أحلى الأغنيات
لست ِ وحدك يا صغيرة
فالصمتُ يعصف بالندى
و السوسنات
عودي فإني مذ رحلتِ عن المدى
آثرتُ جمع الملصقات على أرصفة السماء
عودي فإني مذ رحلت ِ عن البلاد
زرعتُ في كل المعابر وردةً
حتى تساعدني بجمع الأمنيات
إني أطاردُ كل شيءٍ يا رجـــاء
أوراقُ رسمك و الأغاني الساهرات
على مسافات السماء
حتى الأواني أبتديها سائلاً
عن بسمةٍ مرت على شفة اللقاء

أخاف عليك من نفسي
من صمتي
من اقترافي
أخافني من أصبح وحيدة كما الشارع
من أن تلتهم ملامحي الرّهيبة أحشاء قلبي

تَأَبَّتَ جمر خوفي,,
حتى باتت قَنازِعُ سعادتي عقيمة
وأنا أرعى طفل سوسنات شوقك بشغف
بانتظارٍ يكتبني بصمت جارف
لا يعترف بأبجدية فقدانك
ولكن يتقن رسمي
.....
فارسمني..
قرنفلة على ورق العمر
لا تخاف رعب التّلاشي ولا اقتراف الحرف..
لا تخاف حلم الملامح ولا الغياب..
بيتني أنا تعشقكَ
ولا تخاف..

هاتي يديك و عانقيني
كيف يمكن أن أخون
الورد يوماً يا صغيرة
كيف يمكن أن أبادلك
الولادة من جديد
الآن يصبح كلُ شيءٍ
جاهزاً ...
للصمت ...
للرقصات ..
للهمسات ...
للبسمات ..
للآهات ...
الآن يصبح كل شيءٍ
عاشقاً للطلِّ
فتزورنا أنفاسنا هذا المساء
و نعود نحتضن الحكايا
من جديد ..
و نعود نصهل خلف أوردة
الغياب ... هذي الشوارع
و الأزقة و الضواحي
صاحبتنا ثم باعتنا
لصوت العابثين ..
فتنفسي شوقي إليك
و أعصري الدحنون لحنا ً
و استحمي في المطر
مطرٌ يفتش عن يدينا
عن حديث العاشقين
و يطير نحو الحيِّ
كي يحكي لكل الساهرين
عن فلة ٍ نسجت حروفي كنزة ً
صوفية ً كي أستريح
على شظايا الوعد ثم أكون
حلماً أو حديثاً أو رداءً
للقصيد

عليكِ اللعنة يا أنا..
أهكذا تكافئين زائر مساءٍ بعالمك قد حلّ..؟

مذ رحلتَ وأنا عندي عقدة المطر
عارية صخب اللقاء الذي لم أدركه

فدعني أغنّي للجبال
ربّما أكون قدّيســــتها
وتأتيني بِقبَـــس ٍ من تراب وطنــك

لمْلمني من المؤق ِ إلى اللّحـاظ
لأشـــهد ولادات خارج حدود الانتظــار والتّغطية

ســـأكتسي الحُلم
وأُعيد رَتْقَ تلك اللّحظــات
الّتي تفلّتت منّي ذات ..(ندم وانكار)

وأكون الأنـــا(فيـــك َ)
في التّفاصيل والشّـــبه
وما بين الضّلوع من حكايات
وحتّى في ارتباكِ اللّقاءات
ســــأكون اللّغة الّتي تقرّر
أنّ النّقطة هي البــــــداية (فيــــــــك َ)

على شفة ٍ من سؤال ٍ وصمت ، أُعيدُ ترتيب الفصول فأدرك أن اللحظات التي مارستها و أنا أفتش عن أعواد ثقاب في هذا الليل البهيم .. تستعدي أن أكون انت و أن أحاور بعض المقاعد في غرفتي النائية عن الأحلام .. لست ُ أدري إن كنت ِ تعيشين فصلاً جديداً من فصول الإنتظار .. و إن كنت تزورين هتاف الشوارع في ذلك الركن المتوسد ضوء القمر ... أعلم أن المسافة بين أنا و أنت هي رحلة ٌ بلا جوازٍ للعبور ..
و أن تذاكر القطار التي قطعتها يوما ً سوف تشعر بالضيق حزنا ً علينا
و أن العودة إلينا أصبحت تثير القلق لجميع المارة .. لكنني سوف أعتلي حلمي و أنتظر أن نعود إلى ساحاتنا القديمة و إلى حكايات ٍ لم تقرأها لنا الجدة بعد

ما بالُ حزنكَ متجهم الخُطى..؟
أدركُ يا أسامة أن الروح ما عادت تستجديني
ولا تسترجيني لاعتلاء منصة اليقظة
أو اللجوء الطارئ للاعتراف بالضوء

أدرك أنه لا شـــئ سيسعفني من تعب ٍ انفقّ وهرم
ولا حتى جدار وَهى من حماقاتي

وأدرك أيضاً أنه مهما تزاولنا الحزن والانتظار
سوف نسمع رنين الروح القابع في الأزقة الصامتة

هناااك...
حيث أنتَ

هنااك
حيث أنااا...