ثنائية ( بين الشّوق والحمام رفرفة حرف) كوكب البدري & مشتاق عبدالهادي

شكرا للحمام وانثى المطر ....
وانثاي صارت تناطح حلمها وتعصره ليكون محض كلمات ...
أحبها
وهذا اللعين يغري جموحي بكثير من القبل والموت
لكي فقط أن تشهرين سبابتك الأنيقة نحوي
وستجديني مجندلا مثل جندي بريء
إذا ...
صار لهذا العشق بنودا من الأوهام
أولها ورود الحب ... وآخرها موتي
لذلك سأموت
رغما عن دعارة الحياة سأموت
كل ذلك لأني
لا استطيع إلا أن أحبها بجموح الرهبان
إذا ...
دع الطابع البريدي يتكلم
دعيه يلفظ آخر الهمسات
ودعيني ارتق آخر رسالة
لأواسي بالكلمات انهزامي
مهزوم أتخبط على طرقات الهزيمة بلا أسلحة أو دموع
تتلقفني قبرات الليل بالنواح
فصار البكاء ثوبي وعملي ووطني
آه من وطن لا يلوذ إلا بالحذاء
ومن مواطن يصارع الانحراف
هذا فوق ما تتحمله النكبات
وأدنى من طموح السنونوات
تتحرش الرؤيا بالمرايا المعلقة على حائط الوقت
فيشمخ الوقت من رئتي دخان و ... آه
آه ... يا جريحتي
ما كان عليك إلا أن توضبين أصابعي
وتقدمين صورك القديمة كلها
ضحية لمعابد الاحتراق
دع الطابع البريدي يتكلم واسأليه
أنا أم رداء الليل اظلم ؟

13/6/2012

11.29 صباحا

تلكم الحمامة ...
ماالذي أسهدها هذا المساء؟
من ذا الذي أوقد في عينيها
هذا الشّحوب؟
وأثخن دروبها .. بالضّياع ؟

تلكم الحمامة
التي حلمت أنّ السّماء - ولشدّة وقع السّلام - بيضاء .. بيضاء
مابالها أضاعت بوصلة السّنابل
وتاهت .. تاهت بين أغانيّ الشّتاء ومفازات الحروب ؟

تلكم الحمامة
تاقت للحبّ حين بكى الشّعراء
تاقت للوطن حين مضى الشّعراء
تاقت لليل .. حين تشّظت آخر نجمة في صدور الشّعراء
وتاقت للفجر حين
صمت الشّعراء

8:15
مساءً
13/6/2012

لن تصمت في يوم ... نايات الشعراء
هذه معادلة يقترحها البرتقال
في مدينة اللابرتقال
يلفظ آياتها حين تستولي السكينة على بساتين الغروب
كم اخضر ضاع في عتمة هذا السواد ؟
وكم قرمزي تمنى أن لا ننام
هكذا شاءت أن لا تتوسد الرؤيا
وهكذا رحلت رغم بقائها المشين
جنادب الليل التي وعدناها باللآليء انطفأت
وصار بريقها محض ظلام
لذلك توسلت بها راكعا
أن لا تدنسين الأحمر الذي تربع على قدسية القمم
توسلت أن لا تدنسه في مجالسة الثعابين
إنهم بعيدون مثل قرص رغيف
وأنت قريبة كقرص شمس أنيق
أتعلمين ؟
هذا الذي يورثك الانطفاء لا يريد إلا الاغتيال
اغتيال الأحمر الذي غلفك بكثير من التألق والقليل منى
أنا من تزاحم مع الغابات ليمهد لكلماتك نايا يناديك
أتسمعين؟
هذا دوي النقمة من ناي أصابه عوق الألحان
ناي صار لا ينضح إلا احمرارا وصهيل

13\6\2012

9.02 ليلا

نعم
هو الشّوق الذي صار لايهدل
إلا نشيدا غافٍ على خنجر
وهي السّماء التي صارت لاتبرق
إلا جرحا ثاوٍ على غيم ٍ ...
لايسدّ رمق العشب ليبهج الفقراء
ولايبلل الشّعر ليخضر
وجه التي
(مرّت عليها الأعصر ُ )

7:17 مساء

14/6/2012

يا امرأة من بريق وحزن وخراب
سأحاول أن الملم ما تبقى من بصري
لأنتهي من نحت مسلات الضياع
ضائع تتلقفني أزقة الليل
وهناك في صميم العتمة
اسمع همس كلمات
أو ربما آه
أو ربما هي محض أنين

14\6\2012

1.58 ليلا

ياللأنين ..!
الذي ماأعددتُ له يوما قافلة للرّحيل إلى بلاد بعيدة
إلا وعاد متكئا على جرح النّخيل
فكيف ؟
كيف سأعدّ للهديل
واحة من الشّوق ؟
أو لونا من اساطير الحب القديمة ؟

وكل مابيننا
دفتر بلون الرّحيل
وهدهد شاهد على وحل الهزيمة

8:84 صباحا

الدفتر ساحة لإفراغ الذكريات
وحتى تنتهين من ذلك يا ... حوريتي
سأنزف حتى أطال هذا الضوء اللذيذ
أو لأقل هذا التوهج البعيد
كاملة مثل غابة عذراء
ومحصنة كقلعة ملك عظيم
سأكتفي الآن بالانحناء لجلالتك ... انحناءة العبيد
يا ملكة .... أراني أمامها
اصغر من أن ألامس خيطا من ردائها الفضفاض
ريميديوس في ترفض إلا أن تكون أنت
يا جبلا عصي على السقوط
يباركك الوادي برجعته للمرج مهزوما
أنا لا أجامل فيك إلا الجمال الذي يأبى الانطفاء
سيرسم المطر صلاته على راحتيك
ويتكفل البرق بما هو قادم
قديم قادم لكي يلتهم فراغي
9.23

هذا البرق الغافي على كتف المساء
والمرتحل على جنح حمامة
كم ايقظ رغبة الحقول
ودمعة السّتابل
ورغبة قلبي
أن اهرع إلى عينيه بألف
ألف قصيدة

وهذا الدّفتر المسكون بقميص الذّكريات
مازال عند اسوار بابل
مرتقبا البشير
لو يخطّ بين سطوره :
" آن لهذا القلب من شوقه أن يستريح "

10:34 مساء

لن يستريح ... سيدتي
ذلك نبض حزن عراقي كبير
نبض يغادر أراضي الخراب ليستقر عند أقدام كهرمانة
يحاول أن يأخذ بيدها ويريح لصوص الزيت
ويستقر مع دفيء كفيها في ساحة التحرير
لا ليشتم الحكومات ولكن ليعلمها
أغنية شاعر مات
أغنية محارب عاد من عليائه منكسر
يردد انهزامه على مقام (الحويزاوي)
وينشد مدويا:
((ما تسوه تنزيلة نفس ...
الشهم يتوجه ابعصا
والدوني يردسلك ردس
دك راسك ابكاع الامل
والليل تمحيه الشمس
انعاجهه تركض ركض
تطرد وره ذيابة أمس
دنياك دنية معصعصة
وما تسوه تـنزيلة نفس
والصبر ضايع هالوكت
بهمومهة تندس ندس
فراك المحب صعبه وألم
وبفراكهه العيشة عرس
والحرة لو فكدت محب
عيشتهة تغرسهه غرس
حيل وبعد يالما حسبت
تستاهل أخذك هالدرس
لاتظم شمس بمنخلك
ها يالنذل تبقه نكس
ما أنصف وياي الوكت
ودنياك هالتكرص كرص
وشلون دنيه معصعصه
وما تسوه تنزيلة نفس
لو تشعل العشرة شمع
واتصير راكوص العرس
لو علكتهه بركبتك
ما تصبح الجلبه حرز
والجنت تضمد بالأهل
من الأهل اكطع نفس
كلمن يفكر بال اله
ومالك مكان ويه النحس
تكتب شعر يا صاحبي
منهو الذي يفهم يحس
يا صاحبي شيعلمك
وانته الذي تنطي درس
وشلون دنيه معصعصه
وما تسوه تنزيلة نفس ))*
((*)) قصيدة شعبية لــ خالي الشاعر المرحوم عبد الامير حسين العزي

رفقا أيتها الحمامة
رفقا بي من منقار الشّوق الذي
ماانفك ينقر هنا وهناك بين أعشاب القلب
حتى أدمنتُ اشياء كثيرة
اكثر من تفاصيل يومياتي الماضية
أدمنتُ جرحا تغضن في الرّوح
يتفتح كالزّهر تحت سحائب الدّمع
ادمنتُ الرّسائل لصديق مجهول
وعلامات استفهام أختبيء خلفها
كلما سألني الرّفاق :
لمن كتبتِِ : ( ألإنّك تشنقُ أنفاسي على أعمدة صوتك ، أنا أرغب في البكاء ؟ )

7:52 صباحا