هل تنام؟
عشرون يوما والقنابل فوق رأسك .. هل تنام ؟
هل ينام الخائفون من الظلام
والنار فوقهمُ وتحتهمُ و أرضهم ركام؟
هل ينام التائهون بأرضهم
الغائرات جراحهم ؟
تبّا لنا صبرا لهم
نحن وهم مثل أشباح الظلام
يُذبحون وليس يعنينا الدمار
الضعف يكشف عرينا
تبا لنا تبا لهذا العار
نحن الغافلون مغيبون بقصة الماضي و اوهام السلام
نحن الذين ننام تحت رؤوسنا ريش النعام
وحين يقرص بعضنا شيء من البرد الخفيفْ
يلف غطاءه يخشى الزكام
نائمون نحن بينما عيونهم مفتوحة مذ ذلك النهار
مذ امطرت سماؤهم قنابلا
عشرين يوما قبل هذا اليوم
دويها لم يكتف من رعبهم
من جوعهم
لحظة من ليلهم ولا نهار
يركض الأحرار في حطامهم
يرتمون في حطام
وخصمنا يزيد في الحصار
يبيد كل كائن وينشر الدمار
لم تسلم النساء والشيوخ والأطفال
لم تسلم المشافي ..
لم تسلم الآبار
إبادة مقصودة أرادها الاشرار
لكنهم برغم ما يدور او يُدار
لم يروا من عزمنا غير الكلام
غير الهتاف البائس كما وجوهنا
نحن من تعودت أسماعنا
حكي المقاهي
نلوك كل مرة حكاية الأبطال
نحلل الإخبار مثل صبية صغار
نظننا بما نقول أننا لهم في ضيقهم سنَد وجار
لكننا في صمتنا المكشوف اسوأ اختيار
لأعظم اختبار
لا ..لا يليق
أن نقول اخوة لنا هناك في الحدود
ليس نحن من يقاتل المحتل عند مدخل الجولان
أو يخيط كفنه بشال غزةً المقصوفة البنيان
أو يجوب حاملا تاريخنا في عسقلان
هذه احلامنا في يقظة المنام ..
لأننا نظن من غبائنا
بأننا بحزننا العميق
من يفتح الطريق
للنصر دون أن نجابه السهام
لم نزد عن شجبنا نناشد الحقير أن يعيد حقنا
ونرتضي السلام
و أننا في ضعفنا
قد خذلنا بعضنا
ليأتيَ السؤال
ثانيا .. وثالثا .. ورابعا .. وعاشرا ..هل ياترى
بعد الذي جرى .. ننام؟
جوابه : نعم ..ننام
لأننا برغم ما نقوله نيام
لا الصراخ لا العويل لا البكاء
يفيد من تحيطه الذئاب
وليس في يديه ما يخافه الذباب
وقد عقدنا العزم بعدما سيخفت النداء
أن نرتمي كعادة المهزوم في فراشِه ونُحكٍم الغِطاء .
تبََّا لنا .. كيف صرنا جبناء ..