ثنائية ( قلوب من زمن آخر) لينا الخليل & علي التميمي

يـ أمرأة من كرزٍ وتين
وجهك كـ فجر ٍ
حينما يرفع ناصيته
لـ يحرك كل الأزهار النائمة
وثغرك ينفخ في صور الهمس
لـ يبعثني من رمادي وأتربتي
وكأنني كتاب دثرني الزمن
ولم تتعرّف عليّ
سوى الأرضة وفئران المخازن
منذ أن تربّص بنا العشق
وبين شفتينا نفس واحد
وأصابعي الخمس
كانت مطبوعة بشكل واضح
على بياض خدّك
ودلالك ِ الـ يتولى إشعالي
يثير براكيني
سـ أجذبك ِ, يا قطبي الآخر
ولن أتوان َعن إمتزاجنا
و لن توقفني اشارة مرورك الحمراء
حين اخالفها في احتضانك
وأنا كـ هدهد ٍ اطمح
لـ بلوغ أماكن يُقدسها الملوك
وطقوس وحدتي
تقذف بـ ثلوجها على كتفي
وعصافير شوقي
تتحوّل الى تنانين
تجري من تحت لسانها النار

،،

كنتُ أعلم أن الحب لا تحصره خفقات في الصدر
ولا تمثله روح هائمة
كنت على يقين أن عصارة الأشياء كلها هي ..
كأن بي أنظر إلى عينيك وأتذوق طعم الحياة
أو ألمس شغفك بملاءة ليل أثقلته هموم الشوق .

لا أريد للبداية أن تنتهي
ولا أريد شنق لهفتي بنفس المشهد.
وأنا أستمع لمعزوفة سوناتا
سأجلس على حروف عنوان حكاياتنا العريض
وأتقدم لفصولها وأنا مكاني
لن أقص شريط الفصل الأول
ولا لن أحيد نفسي من خدمة اللهفة حتى آخر العمر
ففي البدايات يصدح دائما صوت الدهشة.
فأنا يا فاتني إمرأة تعفي نفسها من التكرار

،،

سـ أملأ خوابي العين
من رؤية قوامك الشفاف يا أخراي
فـ لن أقترف بعد اليوم
حماقة غض النظر عن فمك
والتحديق بصورة علنية , في أحداقك
ونغتسل سويا
في حلم واحد , لا يخلف الميعاد
وسـ أعد أسرّة الجنون
ريثما تسحب الشمس جدائلها
إيذانا بالرحيل
لا مفر لي من الإذعان
بأن إشتياقي إليك
يخدش أقصى ما بي من عمق
فـ أعض على شفاه متشققة عطشا ً
وعطشي , آية لم تنزل بعد .. !

،،

إليك دائما
أرصف دروب الشوق
و أزرع الجنبات بزهر الأمنيات
تتوعدني سحابة حبك بالمطر
وأنا منذ ارتوائي بالعطش ألفت تشقق الروح .
في خاصرة الحلم وجه يشبهك
يقطر على تقلبات القلق بعض أسراره
حتى تستيقظ خمرة الشغف

سألت عينيك !!
هلّا تتسعين أكثر وتطبقين على أضلاع حنيني!
فتجيبني من غير الكلام
بلغة تجعل الأرض ممددة على الريح
لغة تترك معانيها على الشفاه
تفوح منها أنفاس تعمدّت من كأس الهوى..
فيحتلني الصمت
وأهذيك بحمى
أن اغفُ على صدر كلماتي
وأشعل لليلنا وجع ناي و قُبلتين ..

،،

.

لم أقصد فتنتك ِ
ولا حتى أغراء أنفاسك نحو عنقي
ولم أمتطي شهوتي
على أديم تضاريسك
فقط , ركضت خلف أحلامي بـ قلبي الضعيف
أحلامي التي خلتها جنة
نتزاحم عند أبواب دخولها
ومعي شياطين ألم مصفّدة
ومارد حزن أسكنته فانوس صدري
أشعر بك يا زجاجة من روح
يصدمها حصى حرفي
فـ تخشى الكسر
تخشى النزف
وتخشى الغرق , بـ قوارب حلمها .. !

،،

بمسائك كانت تنهض الأحلام من كبوتها
تنكزها بورود لغتك
لتصحو على وقع الفراشات
تدور بنا في زجاجة عطر نادر
لم يخرج يوما لعلن الأنفاس ..

ما ارتابت خطوات لغتي من المضي على خيط الأمل الرفيع
لكنها كانت تتأنى في دوزنة انبهارها
وتُعدّل نظرة القلب للحياة
في دائرة الحب لا يوجد زوايا نركن إليها كلما استبد بنا الشوق
فأحمر الشفاه وياقة اللهفة لا يمران بلا أثر ..


،،

.

إتخذتك ِ,
ملاذا ً لـ وحشة حرفي
وبـ نية , قربة لـ وجه الفرح
صام القلب , وأبتلت العروق بالظمأ
وثبت أجر حرماني
وعطشي , مفتول العضلات
فـ أطعت رسول رغباتك
ولم تزل أقدام طيشي
وأنفقت دمعا , على مرأى من الليل
وشربت كأسا من أستغفار اسحارك
حتى تحطم بـ نبيذها حزني

،،

من قعر بحرك يتصاعد دخان كثيف
والروح تشتعل في حفلة تنكرية
نلبس قناع البرود
ونلوّح لمواقد الجمر المختبئة تحت الأقمشة
عيناك مائدة شهية
يداك ضفتي نهر
رحلتي طويلة
ويقيني على سفر.

أرمي حبي في غرفة مظلمة
فتنشق من الجدران بربرية تدفقك
حين أزف موعد الرحيل
سقطت (أحبك ) من جيب قلبي
وأخذها قاربك صوب الغرق

يا حلما أقسم ان لا يشيخ
أنثى تجذبني
غاية في أخراجي من خلوتي
أجعليني دخانا ً في قبلة
وأحضني أوجاعي
المنبعثة من بين فراغات أضلعي
سـ أختبأ من حلاكة وحدتي
طفل مذعور
يمتعض قلبه
وديدان الحنين تنهشه
فـ أتناول لحظات إقترابك
بـ ملاعق من صبر
وسـ أرسل لك ِ زواجلي
لـ تعلّقي في سقف مساءاتي
قنديل وجهك
في ليال ٍ صكّت وجهها
وقالت : تقرّب
سـ أضعك على الرفّ المناسب
من عتمتي

،،

لم تكن مصادفة
حين سقط اسمي من بين سعفك
و لانت من رطب شفتيك ملامحي
التقطُ من تمايلك أغنيات الصحارى
ليزيد ولهي بالرسم على الرمال
لم أبرع سوى بثلاثية اسمك...
عين قلبي (ع) ولي مما تبقى (لي)
..مرآة أولي
ولم تكن مصادفة ..

،،

.

لينــــــا