ديوان الشاعر / عامر الحسيني

شوق ولهيب

شعر
عامر الحسيني
رباعيات




قل لها يا طير اني في هواها
عاشقٌ بتُ ولا ارنو سواها
انها شعري ولحني حين اشدو
ليتني كنتُ رحيقا في شفاها



يا شفاهَ الزهرِ شهداً أم رحيقا
من لُماها يشعلُ القلب حريقا
بلسمٌ شافٍ لكل الداء عندي
خمرةٌ أنتِ وما عدتُ أفيقا



وجهُكِ الخلابُ عندي في السماءْ
ضوءُ شمسٍ فاقَ انوارَ البهاءْ
جاءَ للدنيا ربيعا من ورودْ
يا اريجا ينثرُ الأطياب جاءْ



قبلةُ العشقِ لقلبي أنتِ عندي
يا مُنى روحي وفكري هاكِ وردي
في رياضِ العاشقينَ اليومَ اشدو
في حنانٍ واشتياقٍ فاقَ حدي



ليس لي دنيا سوى أنتِ بعمري
اشتياقي اشعلَ النارَ بصدري
اطفئي النيرانَ بالوصلِ سريعا
انني لولاكِ قد عشتُ بجمري



لاتغيبي يا نجومي عن عيوني
ان وردي سوف يبكي في غصوني
انتِ من اهواهُ حقاً في حياتي
أنتِ أحلى امنياتٍ في شجوني



أنتِ نسمٌ هَبَّ حُبّاً في الليالي
طافَ في الأرجاء عشقاً للدوالِ
ياسمينُ الحبِّ غناهُ نشيدا
يا منايا لاتغيبي بلْ تعالي



صاحَ قلبي اينَ الهامُ الأماني
غائباتٌ تائهاتٌ هل تعاني ..؟
مثلما نبضي يعاني في الغياب
ليتها تاتي الينا في ثوانِ



نابضٌ قلبي يناديكِ اشتياقا
حسرة ٌصارت لهيباً وافتراقا
هل ترينَ الشوقَ في حرفي لهيبا
احرقَ الوجدان وازدادَ احتراقا



يا غيوثَ الحبِ فيضي في ربوعي
ان قلبي والهٌ منذٌ الطلوعِ
عاشقٌ يرجو لقاءً في المساءِ
غابتِ الشمس وقد ضجت ضلوعي



صورة الاحزان بانت في الهطول
يا اماني العشقِ قلبي في ذبول
امطري وصلا ليغدو الزهر طيبا
انتِ روحُ الوردِ في فكري تجولْ



اكتبُ الأشعار َوالدنيا ربيعْ
يا جمالاً فاق وصفاً لو تطيعْ
كيف أشدو والرؤى منكِ لحون
والهوى يبدو بعينيكِ بديع



في انتظار ٍطالَ صبري في العناءْ
يا طيوفَ الحبِ يا نجمَ السماءْ
يا جمالاً مالها في الكونِ كفؤٌ
غير قلبي يرتجي منها التقاء



في ربوعِ الزهرِ القاكِ هناكِ
زهرةً، فواحةً ، مثل الملاك
كم يطولُ البعدُ عن عيني بدمعٍ
يا حياتي كلها صارت فداك

في رحم الفكر قصيدة
مخاضها غيابكِ
وطيبها وصلكِ
فهاكها
لعينيك هديتي
يا حوريتي
يا ملهمتي...

فؤادي


أناديكِ في الأسحارِ والليلُ مدبرُ
حناناً وشوقاً في سهادٍ واصبرُ

فذا طيفُكِ الوسنانُ ياتي مُسامِراً
وذا أسمُكِ الشفافُ ياتي فيسحرُ

فيا قبلةً من ياسمين الهوى زهتْ
على الوردِ في الخدينِ تأتي وتحضرُ

لتشفي فؤاداً علَّهُ العشقُ والهوى
ليحيا مع الأنسامِ والعبقُ يقطرُ



فياليت عندي الفُ قلبٍ لأستقي
غمامَ الهوى حُبّاً غدا فيَّ يعصرُ

لأهواكِ في دقّاتِها ألف مرّةٍ
وأغدو بإحساسٍ جميلٍ وأشعرُ

ولكنَّما عندي فؤاداً كمزنةٍ
يسافرُ في عينيكِ حُباً ويمطرُ

هو الشعرُ و الإحساسُ في ساعةِ اللقا
ومنكِ الأماني طالباً حينَ يبصرُ

هو العطرُ والأنسامُ في وقتِ وصلِكِ
هو الوردُ والريحانُ ايانَ ينثرُ



فلا تسأليني عنهُ لو باتَ عاصفا
كنيسانَ بالامطارِ لو جاءَ يخطرُ

تغيبينَ عَنّا يا مُنانا عشيَّةً
ولو تظهرينَ اليومَ بالأنوارِ نُزهرُ

فيا من بها الأشعارُ قد طافَ روحُها
تعالي لوصلي ان البعدَ يكدرُ

خُذي نبضةً مني .. دعيها بقلبِكِ
عسى قلبُكِ الشفافُ يأتي ليحَبرُ



دعِ الحزنَ والأكدارَ ارجوكِ حُلوتي
وهاكِ الرؤى طيفاً بانَ يُسفرُ

خُذِ قُبلةَ المُشتاقِ يا مُنيتي خُذِ
معَ الحرفِ تاتي في بيانٍ وتنشرُ

يادلال الجودِ
1
يا دلال الجودِ في نار القلمْ
قهوةُ المضياف ِعندي من هممْ
طعمها الخلابُ يبدو خمرةً
عند أهل الجودِ من أهل الكرمْ
....
2
ماؤها وردُ وهيلٌ من زهرْ
رشفها يحلو بأوقاتِ السمرْ
في حكايات الليالي عبقها
تحتَ نجماتِ المسا يدعو القمر
....
3
في حسيس النارِ تبدو في السنا
مثل حسناءٍ تغني للهنا
ياضيوفا دونكم هذا الدوا
فيهِ طيب القلب من كل الضنى
....
4
هاكمُ الفنجانَ واسقوني الدوا
أنني اشكو غرامي والهوى
عللوني رشفةً منها اذا
جاء دمعي ذاكرا وقت النوى
....
5
قهوةُ الأحباب عندي يا عربْ
تبعثُ الأشعارَ من صدري طربْ
وقتَ تزجيها وتسقيها املْ
تشعلُ الوجدانَ نارا بلْ لهبْ
....
6
يا اماني الشوقِ هذي قهوتي
مرُّها يحلو برغمِ الحسرةِ
ليتها جاءت حنانا رفقةً
كنتُ اشدو وقتها يا خمرتي

حفل الوصال

حبيبتي
في قلبي جنة لا يدخلها الا الطيبون
لا يدخلها الا الأوفياء
فيها بلابل تشدو الأشعار
فيها عصافير في الدوال
فيها الورود والازهار
فكوني أمنية الامنيات
وأحذري من الوهم والخيبات
فهو قد طرد آدم من الجنة


خذي ما شئتِ لما شئتِ
وأنظري لي اينما سرتِ
فاني روحا لاتعرف البغض
لأني روحا ترافقكِ اينما صرتِ
واحبك
تعالي اليَّ ونامي بين يديَّ
لأعزفك لحنا أبديا


في القرن العشرين افترقنا
لسبب أو لآخر
ربما خوفكِ الوهمي مني
ربما خوفكِ من اللا جدوى
ولكن حبيبتي
لنا روح واحدة
انقسمت لروحين
سنلتقي يوما ما
وعندها يهطل المطر

سلاما لعينيك من حرفنا
بطيبِ اللقا جامعاً شملنا

فأنت الرؤى مُنيَّة الخافقِ
وأنتِ الهوى والهوى روحنا

سلاما لعينيكِ من جنةٍ
بها الروحُ تسري وتبدو هنا

غراماً وعشقاً بقلبٍ نقي
صريعُ الأماني بوردٍ دنا

فهاكِ الفؤادَ المُعنى بكم
تعالي لوصلٍ فأنتِ الأنا

وأنتِ الحبيبُ لهذا الحشا
بنارِ أشتياقٍ أطُوف ُ الدنا

سادعو نجوم َالسما ليلةً
وأدعو شموعاً بها ليلنا

شموعُ الهوى نورها باديا
لمن كان يشدو الهوى عندنا

وادعو زهوراً وأدعو الربى
وادعو غيوماً وادعو المنى

وأدعو الفراشاتِ في رقصةٍ
لتبدو سميرا برقص لنا

تعالي لحفلِ الوصالِ البهي
تعالي فقلبي دعاكِ السنا

فكلُ النجومِ التي عانقت
سوادَ الليالي بكتْ فقدنا

وكل الطيورِ التي زقزقتْ
تنادي حبيبا وتبكي رنا

وعزف اشتياقي غدا صادحاً
بقلبي وروحي ونفسي منى

كفاكِ ابتعادا فؤادي شدا
فأنتِ الندى والدوا قربنا



حبيبتي

ملاك العاشقين
شعر
عامر الحسيني
رباعيات


ارى اسمكِ فيشرق يومي
وارى رسمك فيستفيق الربيع نسيما
لماذا الجفاء وانت الياسمين
تعالي لاحضاني تعالي
فما زال الحنان باقيا
صباحك / مساؤك خير
حبيبتي



ظنونٌ .. شكوكٌ .. بطولِ الغيابْ
غدتْ في فؤادي كمثل السرابْ
حبيبي يريدُ البُعادَ ليبكي
ويدري بهجري دموعي الشرابْ


شرابٌ دموعي بكاسِ الحبيبْ
رمتهُ السما باقتدارٍ نصيبْ
يريدُ ابتعاداً يريدُ الفراقْ
يريدُ احتراقاً بنارِ اللهيبْ


عجيبٌ حبيبي يريدُ الصحارى
يريدُ انسكابا بدمع الحيارى
فهذي زهوري وهذي ورودي
وهذي عطوري أريجاً توارى


توارى الاريجُ البهيجُ الندي
وابقى اغني بصوتٍ شدي
ربيعٌ جميلٌ بعيني هنا
سكونٌ يلفُّ الجمالَ البهي


سأُحيي بصوتي جمالَ الزهورْ
واشدو غناءً وأدعو الطيورْ
لنسقي الصحارى مياهَ الشعورْ
لنحيا بحبٍ فنحنُ السرورْ


نصوغُ الأماني رياضَ الحنينْ
بزهرٍ ووردٍ بهِ الياسمينْ
فنحنُ الحياةُ ونحنُ البهاءْ
ونحنُ الأماني لهذي السنينْ


زرعنا دروبَ الهوى بالأماني
وجئنا نسيماً بعبقِ الجنانِ
وطفنا اناماً وطفنا أراضٍ
زرعنا دياراً باحلى أمانِ


نثرنا اراضي الأنامِ زهورا
وطفنا ظلامَ الليالي سرورا
نثرنا عبيرَ الزهورِ ابتهالا
فشعَّ الضياءُ ارتقاءً ونورا


ملاكٌ كطيرٍ يراني هواكْ
بحزنٍ اماني ودمعٍ أراكْ
نسيتِ العهودَ نسيتِ القسمْ
وعهدي سماءٌ تعالي هناكْ



تعالي لنحيا بحبٍ وروحْ
وننسى عذاباً وننسى الجروحْ
دعينا نغني نشيدَ الرجاء
كفانا غيابا تعاني السفوحْ

لست أنسى
رباعيات
شعر


يا نجوم الليل يا سحر المسا
مالَ وردي في البعادِ هل نسى
كيفَ يقسو والرؤى عندي غيوما
من أحاسيسِ الهوى زهرا كسا



2
يازهور الحي يا شاطي النهر
كيف ترضى ان انادي في السحر
طيف من اهوى ومن اهوى رحل
نحو اصقاع الجفا دون الزهر



3
يا ليالي الشوق في هذا الألمْ
يا فؤادي صرتَ حرفاً للقلمْ
تكتب الإحساس من زهرِ السما
والسما تبدو رياضا للكلم



4
يا نسيما هبَّ في وقت الجفا
من حبيبٍ كان يبدو لي صفا
فالليالي كدَّرتْ صفوَ اللقا
قالَ لاتشكو جراحاتي كفى



5
يا حبيبا مالَ عني وانثنى
أنت تبدو في سؤالي من انا..؟
أنتَ نجماتُ تغني في السما
انتَ نسمٌ فائحٌ فوقَ الدنا



6
يا حبيبا غاب عن عيني زمنْ
كيف تبدو في الليالي لا وطنْ
هل تراني اليوم اشدو في ألمْ
من صدودٍ من جفاءٍ في وهنْ



7
كيف انسى يا حبيبا غائبا
ثغرَكَ العناب خمراَ ساكبا
وجهَكَ الثلجيَ وقتَ الملتقى
مثل ثلجٍ كنتَ عندي ذائبا



8
كيف انسى شعرَكَ المسترسلا
مثل حناءٍ بدا مستقبلا
جيدَكَ الفضيَ وقتَ المنحنى
كيف انسى نبضكَ المستعجلا



9
كيف انسى صوتَكَ الغافي هُنا
يطرقُ الأسماعَ في احلى هَنا
لستُ انسى كلَّ ذيَّاكَ الهوى
رغمَّ هجرٍ .. رغمَ بعدٍ .. يا انا



10
يا انايَ اليومَ يا احلى بشرْ
ذا فؤادي في اشتياقٍ للسمرْ
غائبٌ انتَ وروحي الغائبة
لستُ أنساكَ حبيبا من زهر

ان كنت تحبيني..
وافيني .. ما هذا الصمتْ
ان كنتِ تحبيني حاكيني
قد طال الوقتْ



زمني يمضي بالآهاتِ
بالحسراتِ .. كالمجنون
وانا محتاجٌ للضمِ .. كرهتُ الكسر
كرهتُ الفتح والتسكين المقرون



مرفوعٌ اسمي بالاحزان
مكسورٌ قلبي بالوجدان
والصمتُ القاتلُ يجزمني
كالفعل الصامت في الإنسان


ان كنتِ تحبيني .. وافيني
يكفيكِ هذا البعد
يكفيكِ هذا الصد
ان كنت تحبيني .. ضميني
حرفاً يا سيدتي
طفلاً يشكو طول البرد



ان كنت تحبيني ..وافيني
فالليل المظلمُ يؤذيني
قمري أنتِ.. شمسي أنتِ
عسلَ الشفتينِ يشافيني



يا اجمل ورداتِ النسرين
يا من تتلألأ نجماتٍ
يا من تتراقصُ غيمات
في عينيها
هيا يا حبي لاقيني



ان كنتِ تحبيني.. فدعيني
فدعيني .. اسرحُ في شعركْ
ودعيني.. اسبحُ في بحركْ
ودعيني اشدو تلحيني
ان كنتِ تحبيني.. غنيني



قلبي يتراقصٌ انغاما
يتخاطرُ احلاما
يدعوكِ اليهِ فوافيني
ان كنتِ تحبيني
ان كنتِ تحبيني

احساس

جاءت لأهداب عينيكِ قوافينا
واستبشرت باللقا حقا امانينا

طافت على حرفكِ المنثور احرفها
كما استطابتْ على لحنٍ اغانينا

الهامُ قد حلَّ في شعرٍ على ورقٍ
حتى استحالَ الهوى روحاً ليأتينا

ألملمُ العطرَ من زهرٍ وانشرهُ
وارسمُ الحبَّ لوحاتٍ بنادينا

مسافرٌ أنا في شوقٍ الى قمرٍ
يدعو اليَّ حبيبَ القلبِ وافينا

لو يطلبُ العمرَ في وصلٍ ليسعدني
ماكنتُ بالبُخلِ بلْ لبيتُ داعينا

اني بهذا الهوى قد بتُّ معروفا
ما همَّني لائمٌ لو جاء يشكونا

شعري ونثري وابياتٌ أُسطّرُها
نفثاً لحبي واحساسي لها عينا

غنَّيتُ والطيرُ في لحنٍ يرافقُني
يقولُ لي حُبُّكَ الشفافُ يشجينا

أمشي وزهري يحاكيني مشاكسةً
هيا الى الوصلِ يا شوقاً ينادينا

والوردُ يدري باحساسي ويعذرني
حالٌ غدا غامراً بالحبِّ يفنينا

يسري اشتياقاً بوجداني يخضُّ دمي
فينبعُ الشعرُ اوقاتاً ويملينا

والليلُ يمضي وأحلامي بها أملٌ
ان الهوى سيدٌ يأتي فيرضينا

خافتْ و لاذتْ دياجيرُ الجفا هربا
والنورُ بالوصلِ بالإشراقِ يحيينا



تحياتي لعيونكم

الجمال احساس روحي... حبٌ لا يدركه الكاذبون

روضة العاشقين

حبيبتي لماذا أنت صامتة حزينة
لماذا لا تطلقي جناحيكِ
وتاوين الى عش حبكِ
أما زلت لا تعرفين عنوان المدينة
انها مدينة العاشقين
وقد ارسلت لك العنوان ليقبل عينيكِ



تعالي اليَّ فالصبحُ قد أسفر
تعالي اليَّ يكفى النوى والبعد ياقمر
لتشرق بكِ ايامي وعرائشكِ بحبي تزهر
تعالي فقد طالت الوحشة بي
وازددتُ حنينا


الليل يا ليلى يؤرقني
والقلبُ يشدو في امانينا

والنبضُ يشدو مرسلاً نغماً
أياَّنَ هذا الوعدُ ...لاقينا

تمضي بنا الدنيا مسافرةً
والأيامُ تمضي والهوى فينا

قد صارَ حُبُّ الوردِ اغنيتي
وياسمينُ الشامِ تلحينا

غنى بها العصفورُ في طربٍ
والبلبلُ الشادي بها حينا

والوردُ والأزهارُ راقصةٌ
فاحتْ بها تيهاً تناجينا

والنسمُ هبَّ في الرُبا عبقاً
قد جاء بالأصداءِ يشجينا

والنهرُ يجري للرياضِ هوىً
يشدو خريرَ الحُبِ ساقينا

قد جاء روضَ الحبِ ساقيُّهُ
شوقاُ ووداً يشتكي الطينا

لاقاهُ نسمُ الطيبِ ساعتَها
حيّاهُ لحناً يرتجي اللينا

قامت فراشاتٌ تسايرهُ
كي يلتقي تلكَ الطواحينا

في روضة العشاقِ مجتمعٌ
فيهِ الرؤى ..ان شئتِ وافينا

أنثى الربيع

الا ليت شعري هل أراهُنَّ ليلةً
بجنب الوفا تلكَ العيون النواجيا

فليت الوفا لم ينتهِ الليلُ جنبهُ
وليتَ الوفا ناجى القلوبَ الخواليا

وليت الوفا في قلبها كان مزنةً
لتبدو مع النجماتِ بدراً بدا ليا

وهذا الوفا في قلبها لا ينالني
سوى الدمعِ باتَ سُهدا لياليا

لقد كان في اهل الوفا شعرُ عاشقٍ
سرى بينَ اطيافٍ بكاها لياليا

ألمْ ترني ذقتُ المرارةَ بالهوى
واصبحتُ اشدو العشقَ للحبِّ هاديا

رماني بارضِ الشامِ والغُربُ رفقتي
وماكنتُ ابدي السرَّ ما كان خافيا

اجبتُ الهوى والحبَّ وقتَ اللقا بها
اراها بكتْ عندَ احتضاني بكائيا

اقولُ وقد أبلتْ بلاءً بوصلِها
ألا طبتِ حقاً يا شعورا رقى ليا

فكلُّ الليالي قد ذوتْ عند ليلتي
وكلُّ الأماني قد بدتْ في ثوانيا

وتاقتْ الى الإشراقِ عيني لصبحِها
ولاذتْ الى الأحلامِ خوفاً لداجيا

تُمني بوصلٍ حينَ ابدو بهجرها
وتدعو فؤادي كي ينال الأمانيا

وتسري مع الأنسامِ إبّان قبلةٍ
وتبدو كثلجٍ ذابَ بين الاياديا

عيونٌ بدتْ فيها نجومٌ بوارقٌ
وثغرٌ بدا شهداً بلمىً مُشافيا

وجيدٌ بدا عاجاً و مسكاً وعنبرا
وما زالَ عطرُ الروحِ في الروحِ كافيا

قبابٌ بدتْ زهريةً جمالها
بها النبضُ يُبدي في نسيمٍ خوافيا

اراها تنادي الضمّ حرى بزفرةٍ
وفيها اشتياقٌ كان يطوي الفيافيا

فجاءتْ الى غيثي ليروي اديمَها
فصارت ربيعاً والقطوفُ دوانيا