كتبت هذه القصيدة على المنسرح بالتقطيع (مستفعلاتن مستفعلن فاعلن) فكانت كالسكين في الزبد، لأنها في الحقيقة لم تختلف عن الرجز سوى في السبب الخفيف الفاصل بين التفعيلتين الأولى والثانية .. أفكّر أن أكتب أي قصيدة تأتيني على الرجز على هذه الصيغة.. أفكر أيضا في بحر توأم لهذا البحر هو (متفاعلاتن متفاعلن متفاعلْ) ويمكن تسميته بالبحر المتكامل لأنه يزيد على الكامل بسبب خفيف بين أول تفعيلتين
بالحبِّ ما أبخلَكْ!
يا ويح قلبي رغم الجَفَا رقَّ لَكْ = في ليلِ عِشقي مِن شوقِهِ كحّلَكْ
أرهقتَ قلبي، جازَ المَدَى نَبضُهُ = مَنْ بالأماني للمُنتهَى أرسلَكْ؟
العمرُ يَمضي، ما زِلتَ في غَيبةٍ؟! = يا حلمَ عُمري طابَ الهوَى لي ولَكْ
هل لستَ تدري، أم خِفتَ جمرَ الجوَى؟ = ويلٌ لِشِعرْي هذا الذي أخجلَكْ!
إنْ كنتَ مثلي في لَهفةٍ عاشقًا = ماذا إذنْ عنْ نبعِ الهوَى أجّلَكْ؟
يكفي دلالٌ، ما كنتَ بي جاهلاً = إنْ لمْ تُجبْـني "أهوَى" فلنْ أسألَكْ!
أضناكَ عنّي مَنفاكَ في وَحْشةٍ = عتَّـقْتُ دِفئي، ما ذُقتَهُ أثملَكْ
يا نهرَ حُسنٍ يَجري إلى جنّتي = أُجِّجْتُ شوقًا، هيّا لِكَيْ أنهلَكْ
هيّا إلى مَنْ عيناكَ أحلامُهُ = أُهديكَ قلبي، بالحبِّ ما أبخلَكْ!
لا تَقْصُ عنّي، أهواكَ لا أرتوي = يا سيلَ عشقٍ بينَ الحنايا سلَكْ
فاسْمع لِقَولي إنْ كنتَ مُسْـتكبرًا = أنْ كنتَ طيرًا أو كنتَ نَجمُ الفَلَكْ
فاعْـلَمْ بأنّي مَن جاءني عاشقًا = في عُمقِ قلبي قَيّدتُهْ فامتلْكْ
شلالُ شِعري ينسابُ في داخلي = لو فيه تَهوِي تَحنانُهُ أذهلَكْ
فاسكُنْ بحِضني لا تَنتوي فُرقةً = مَن غابَ عنّي في ليلِ بَردي هَلَكْ!
محمد حمدي غانم
1/4/2014