آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الإيمان > نبع الإيمان

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-20-2015, 01:20 PM   رقم المشاركة : 11
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

جزاك الله كل خير اخي قيس
صدقت كل عام وانت الى اقرب













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-21-2015, 01:24 PM   رقم المشاركة : 12
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

علي بن أبي طالب





1- سمته أمه حيدرة




كان اسم علي عند مولده أسد , سمته بذلك أمه رضي الله عنها باسم أبيها أسد ابن هشام ويدل على ذلك ارتجازه يوم خيبر حيث يقول:




أنا الذي سمتني أم حيدرة كليث غابات كريه المنظره




وكان أبو طالب غائباً فلما عاد , لم يعجبه الاسم وسماه علياً.





2- تربى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم




كان أبو طالب ذا عيال كثيرة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه - وكان أيسر بني هاشم - : يا عباس , إن أخاك أبا طالب كثير العيال , وقد ترى ما أصاب الناس في هذه الأزمة , فانطلق بنا فلنخفف عنه عياله , آخذ من بيته واحداً وتأخذ واحداً فنكفيهما عنه , فقال العباس: نعم.. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما: إن تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فضمه إليه , وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه , فلم يزل علي بن أبي طالب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبياً , فاتبعه عليّ , فأقر به وصدقه , ولك يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.




3- عند ذلك أسلم علي




روى ابن إسحاق أن علي بن أبي طالب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلام خديجة رضي الله عنها , فوجدهما يصليان , فقال علي : ما هذا يا محمد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( دين الله الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسوله , فأدعوك إلى الله وحده وإلى عبادته وتكفر باللات والعزى )) فقال له علي : هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم , فلست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب , فكره رسول الله  أن يفشي عليه سره , قبل أن يستعلن أمره , فقال له : يا علي إذا لم تسلم فا كتم , فمكث علي تلك الليلة , ثم إن الله أوقع في قلب علي الإسلام , فأصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , حتى جاء فقال : ما عرضت عليّ يا محمد ؟ فقال له رسول الله : (( تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتكفر باللات والعزى , تبرأ من الأنداد , ففعل علي وأسلم , ومكث على يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي إسلامه ولم يظهر به )).




4- صلاة بين الشعاب




ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرته الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه , يصليان الصلوات فيها , فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا , ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان , فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلام : يا ابن أخي , ما هذا الدين الذي تدين به , قال: (( أي عم , هذا دين الله ودين ملائكته و دين رسله ودين أبينا إبراهيم )) , أو كما قال صلى الله عليه وسلم : (( بعثني رسولاً إلى العباد وأنت عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه )) أو كما قال . فقال أبالب : أي ابن أخي , إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي , وما كانوا عليه , ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت , ذكروا أنه قال لعلي : أي بني ما هذا , ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال: يا أبت آمنت با لله وبرسول الله وصدقته بما جاء به , وصليت معه واتبعته فزعموا أنه قال له: أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه )) .




5- دفن علي لأبيه




عن علي رضي الله عنه : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبا طالب مات , فقال له النبي: (( اذهب فواره )) , فقال: إنه مات مشركاً . فقال: (( اذهب فواره )) .


قال: فلما واريته رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: اذهب فاغتسل ثم لا تحدث شيئاً حتى تأتيني , قال: فاغتسلت ثم أتيته قال : (( فدعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بها حمر النعم وسودها)) .





6- أبو ذر في ضيافته




قام علي بدور عظيم في أخذ أبي ذر إلى مقر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان رضي الله عنه منكراً لحال الجاهلية ويأبى عبادة الأصنام وينكر على من يشرك بالله , وكان يصلي لله قبل إسلامه بثلاث سنوات دون أن يخص قبلة بعينها بالتوجه ويظهر أنه كان على نهج الأحناف , ولما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قدم إلى مكة , وكره أن يسأل عنه , حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي فعرفه أنه غريب , فاستضافه ولم يسأل عن شيء , ثم غادر صباحاً إلى المسجد الحرام فمكث حتى أمسى فرآه علي فاستضافه لليلة ثانية وحدث مثل ذلك الليلة الثالثة ثم سأله عن سبب قدومه . فلما استوثق منه أبو ذر أخبره بأنه يريد مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم , فقال له علي: فإنه حق , وهو رسول الله فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أريق الماء , فإذا مضيت فاتبعني فتبعه وقابل الرسول صلى الله عليه وسلم واستمع إلى قوله فأسلم : فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري )) .




7- على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة




في ليلة قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: نم في فراشي وتسج ببردي هذا الخضري , فنم فيه, فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم , فرقد على فراش رسول الله يواري عنه وباتت قريش تختلف وتأمر أيهم يهجم على صاحب الفراش فيوثقه حتى أصبحوا فإذا هم بعلي , فسألوه فقال: لا علم لي , فعلموا أنه قد فر فانتهزوا عليا وضربوه وأخذوه إلى المسجد فحبسوه هناك ساعة , ثم تركوه . وتحمل ما نزل به في سبيل الله , وكان فرحه بنجاة رسول الله أعظم عنده من كل أذى نزل به , ولم يضعف ولم يخبر عن مكان رسول الله وانطلق علي في مكة يجوب شوارعها باحثاً عن أصحاب الودائع التي خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجلها وردها إلى أصحابها , وظل يرد هذا الأمانات حتى برثت منها ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك تأهب للخروج ليلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث ليالِ قضاهن في مكة .




8- هجرته




كان علي في أثناء هجرته يكمن بالنهار فإذا جن عليه الليل سار حتى قدم المدينة وقد تفطرت قدماه . فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم رق له له رقة شديدة .




9- قصة المرأة وسهل بن حنيف




لا حظ علي مدة إقامته بقباء امرأة مسلمة لا زوج لها , ورأى إنساناً يأتيها من جوف الليل , فيضرب عليها بابها فتخرج إليه , فيعطيها شيئاً معه فتأخذه , ولنستمع إليه رضي الله عنه وهو يحدثنا بالقصة حيث قال : فا ستبرت بشأنه فقلت لها : يا أمة الله , من هذا الذي يضرب عليك ِ بابكِ كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئاً لا أدري ما هو ؟ , وأنت امرأة مسلمة , لا زوج لك ؟ قالت : هذا سهيل بن حنيف بن وهب , قد عرف أني امرأة لا أحد لي , فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها , ثم جاءني بها فقال : احتطبي بهذا , فكان علي رضي الله عنه يؤثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حتى هلك عنده بالعراق .

علي وزوجه فاطمة

وولداه الحسن والحسين



10- علي يخطب فاطمة


قال علي بن أبي طالب : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت مولاة لي : هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت: لا . قالت : فقد خطبت , فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك. فقلت : وعبدي شيء أتزوج به ؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك قال: فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قعدت بين يديه أفحمت , فو الله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما جاء بك؟ ألك حاجة ؟ )) فسكت فقال : (( لعلك جئت تخطب فاطمة )) . فقلت : نعم . فقال: (( وهل عندك من شيء تستحلها ؟ )) فقلت: لا والله يا رسول الله فقال : (( ما فعلت درع سلحتكها ؟)) فو الذي نفس علي بيده إنها لحطيمة ما قمتها أربعمائة درهم . فقلت : عندي. فقال: (( قد زوجتكها , فابعث إليها بها فاستحلها بها فإنها كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ))


11- هدية من عثمان


قال علي: فأخذت درعي فانطلقت فأخذت درعي فانطلقت به إلى السوق فبعته بأربعمائة درهم من عثمان بن عفان , فلما قبضت الدراهم منه وقيض الدرع منه قال: يا أبا الحسن , الست أولى بالدرع منك وأنت أولى بالدراهم مني ؟ فقلت: نعم , قال: فإن هذا الدرع هدية مني إليك , فأخذت الدرع والدراهم وأقبلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فطرحت الدرع والدراهم بين يديه , وأخبرته بما كان من أمر عثمان , فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير .


12- زفاف فاطمة


قالت أسماء بنت عميس : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما أصبحنا جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الباب فقال : (( يا أم أيمن ادعي لي أخي )) . فقلت: هو أخوك وتنكحه؟ قال: (( نعم يا أم أيمن )) قالت: فجاء فنضح النبي عليه من الماء ودعا له ثم قال(( ادعي إليّ فاطمة )) قالت: فجاءت تعثر من الحياء , فقاللها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اسكتي فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إليّ )) قالت : ونضح النبي صلى الله عليه وسلم عليها من الماء ودعا لها , قالت: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى سواداً بين يديه , فقال )): من هذا؟)) فقلت : أنا , قال: (( أسماء؟ )) قلت : نعم . قال: (( أسماء بنت عميس ؟)) قلت: نعم , قال: (( جئت في زفاف بنت رسول الله تكرمة له )) قلت: نعم , قالت: فدعا لي .

13- وليمة العرس


عن بريدة قال: لما خطب علي فاطمة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنه لا بد للعرس من وليمة )) , قال: فقال سعد: على كبش , وجمع له رهط من آصاع من ذرة . فلما كانت ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئاً حتى تلقاني . فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي , فقال: (( اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك في شبلهما )) .


14- رزق من الله


قال علي بن أبي طالب : مكثنا أياماً ليس عندنا شيء , ولا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخرجت فإذا أنا بدينار مطروح على الطريق , فمكثت هينهة أؤمر نفسي في أخذه أو أتركه ثم أخذته لما بنا من الجهد , فأعطيت به الضفاطين فاشتريت به دقيقاً , ثم أتيت به فاطمة فقلت: اعجني واخبزي , فجعلت تعجن وإن قصتها لتضرب حرف الجفنة من الجهد الذي بها ثم خبزت , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته . فقال : (( كلوه فإنه رزق رزقكموه الله عز وجل ))

1
5- هذا خير من خادم



قال علي لفاطمة ذات يوم : والله لقد سنوت حتى لقد اشتكيت صدري . قال: وجاء الله أباك بسبي فاستخدميه فقالت: أنا والله طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أحد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم )) فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشف أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما تكشف رؤوسهما , فثارا فقال : (( مكانكما )) ثم قال: (( ألا أخبركما بخير مما سألتموني ؟ )) قالا : بلى . فقال: (( كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام )) فقال: (( تسبحان في دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً , وإذا أو يتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعاً وثلاثين )) .


16- علي في زيارة للمقابر


دخل علي بن أبي طالب المقبرة فقال : أما المنازل فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت , وأما الأزواج فقد نكحت فهذا خبر ما عندنا فليت شعري ما عندكم ثم قال: والذي نفسي بيده لو أذن لهم في الكلام لقالوا : إن خير الزاد التقوى وقال : السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحال القفرة من المؤمنين والمؤمنات اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم , ثم قال: الحمد لله الذي جعل لنا الأرض كفاتاً أحياء وأمواتاً والحمد لله الذي منها خلقنا وإليها معادنا وعليها محشرنا طوبى لمن ذكر المعاد وعمل الحسنات وقنع بالكفاف ورضى عن الله عز وجل.

17- آية النجوى


قال علي بن أبي طالب : آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد بعدي آية النجوى كان لي ديناً فبعته بعشرة دراهم فلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت درهماً فنسختها الآية الأخرى (( أأشفقتم )) .


18- علي والسائل عن القدر


جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: أخبرني عن القدر ؟ فقال: طريق مظلم لا تسلكه قال: أخبرني عن القدر؟ قال: بحر عميق لا تلجه . قال: أخبرني عن القدر؟ قال سر الله قد خفى عليك فلا تفتشه قال: أخبرني عن القدر؟ قال: يا أيها السائل إن الله خلقك لما شاء أو لما شئت ؟ قال: بل لما شاء , قال : فسيتعملك لما شاء .


19- النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ عليا وفاطمة


عن علي بن أبي طالب قال: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة من الليل فأيقضنا للصلاة , ثم رجع إلى بيته فصلى هوياً من الليل , قال : فلم يسمع لنا حسا قال: فرجع إلينا فأيقضنا وقال: (( قوما فصليا )) , قال: فجلست و أنا أعرك عيني , وأقول : إنا والله ما نصلي إلا ما كتب لنا , إنما أنفسنا بيد الله , فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا , قال: فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه : (( ما نصلي إلا ما كتب لنا , ما نصلي إلا ما كتب لنا )) ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا )


20 – النبي سماه الحسن بدلاً من حرب


قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه , لما ولد الحسن سميته حرباً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( أروني ابني ما سميتوه )) ,قلنا حرباً . قال: (( لا بل الحسن )) , فلما ولد الحسين سميته حرباً , قال : (( بل هو حسين )) فلما ولد الثالث سميته حرباً , فقال : (( بل هو محسن )) ثم قال : (( إني سميتهم بولد هارون : شبر وشبير ومشبر )) .


21- مرضعة الحسن بن علي


قالت أم الفضل ( وهي لبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب ) : يا رسول الله رأيت في المنام كأن عضواً من أعضائك في بيتي أو قالت : في حجرتي فقال: (( تلد فاطمة غلاماً إن شاء الله فتكلفينه )) قالت: فجئت به يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على ظهره فدحيت في ظهره ( لطمته بيدها ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مهلاً يرحمك الله أوجعت ابني )) فقالت : ادفع إلي إزارك فأغسله فقال: (( لا , صبي عليه الماء فإنه يصب على بول الغلام ويغسل بول الجارية )) .
2- أبو بكر الصديق يداعب الحسن


قال عقبة بن الحارث : خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال وعلي يمشي إلى جنبه فمر بحسن بن علي وهو يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول : وبأبي شبه النبي ليس بشبه علي وعلي يضحك .


23- الحسن والحسين سيدا أهل الجنة


عن حذيفة قال: سألتني أمي : منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقلت لها : منذ كذا وكذا , قال : فنالت مني وسبتني ز قال فقلت لها : دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب , ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك , قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب , فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب , فاتبعته فسمع صوتي فقال : (( من هذا )) فقلت: حذيفة , قال : (( مالك ؟ )) فحدثته بالأمر , فقال: (( غفر الله لك ولأمك ثم قال : أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل ؟ )) قال : قلت : بلى . قال: (( فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة , فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )) .


24- قصة الكساء


عن شهر قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي , لعنت أهل العراق , قالت : قتلوه قاتلهم الله , عروه وذلوه لعنهم الله , فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة فيها عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه , فقال لها: (( أين ابن عمك ؟ )) قالت : هو في البيت , قال: (( اذهبي فادعيه وائتني بابنيه )) , قالت : فجاءت تقود ابنها كل واحد منهما بيد , وعلي يمشي في إثرهما , حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأجلسهما في حجرة وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة على يساره قالت أم سلمة :فا جتبذ كساء خيبريا كان بساطاً لنا على المنامة , فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذا بشماله طرفى الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل وقال: (( اللهم أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )) قلت: يا رسول الله ألست من أهلك ؟ قال : ((بلى , فادخلي في الكساء )) فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لا بن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة .


25- آية المباهلة ووفد نصارى نجران


جاء وفد نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم :كنا مسلمين قبلكم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يمنعكم من الإسلام ثلاث : عبادتكم الصليب وأكلكم لحم الخنزير وزعمكم أن لله ولدا )) . وكثر الجدال والحجاج بينهم وبينه والنبي يتلو عليهم القرآن ويقرع باطلهم بالحجة , وكان مما قالوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك تشتم صاحبنا وتقول إنه عبد الله , فقال: أجل إنه عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . فغضبوا , وقالوا : هل رأيت إنساناً قط من غير أب فإن كنت صادقاً فأرنا مثله ؟ فأنزل الله في الرد عليهم قوله تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ) فكانت حجة دامغة شبه فيها الغريب بما هو أغرب منه , فلما لم تجد معهم المجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة دعاهم إلى المباهلة ( وهي الدعاء باللعنة ) امتثالاً لقول الله عز شأنه : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه علي , والحسن والحسين , وفاطمة وقال: (( وإذا أنا دعوت فأمنوا )) فائتمروا فيما بينهم , فخافوا الهلاك لعلهم أنه نبي حقاً , وأنه ما بأهل قوم نبياً إلا هلكوا , فأبوا أن يلاعنوه وقالوا : احكم علينا بما أحببت , فصالحهم على الفي حلة , ألف في رجب , وألف في صفر , وعلى عاريه ثلاثين درعاً , وثلاثين رمحاً وثلاثين بعيراً وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد ( حرب ) واشترط عليهم أن لا يتعاملوا بالربا وأمنهم على أنفسهم ودينهم وأموالهم وكتب لهم كتاباً .


26- أنت أحق بالإذن


كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه يعرفون لأهل البيت نبيهم قدرهم فقد كان عمر يقول للحسين بن علي : أي بني لو جعلت تأتينا وتغشانا فجاء الحسين إليه يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب لم يؤذن له , فرجع الحسين , فلقيه عمر بعد ذلك فقال: يا بني لم أرك تأتينا ؟ فقال الحسين : جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت عبد الله بن عمر رجع ( يعني لم يؤذن فرجع ) فرجعت فقال عمر : أنت أحق بالإذن من عبد الله بن عمر , إنما أنبت في رؤوسنا ما ترى : الله ثم أنتم ووضع يده على رأسه .


27- والله ما هنأ لي ما كسوتكم


عن علي بن الحسين قال: قدم على عمر حلل من اليمن فكسا الناس فراحوا في الحلل وعمر بين القبر والمنبر جالس , والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون له , فخرج الحسن والحسين من بيت أمهما فاطمة رضي الله عنها يتخطيان الناس , ليس عليهما من الحلل شيء وعمر قاطب ( عابس الوجه ) صار بين عينيه ثم قال : والله ما هنأ لي ما كسوتكم , قالوا : يا أمير المؤمنين كسوت رعيتك فأحسنت , قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس ليس عليهما من شيء كبرت عنهما وصغرا عنها ثم كتب إلى وإلى اليمن أن ابعث بحلتين للحسن والحسين وعجل , فبعث إليه بحلتين فكساهما .


28- عمر يقدم الحسن والحسين وبني هاشم في العطاء


عن أبي جعفر أنه لما أراد أن يفرض للناس بعدما فتح الله عليه وجمع ( أي عمر ابن الخطاب ) ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : ابدأ بنفسك , فقال : لا والله بالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض للعباس ثم لعلي , حتى وإلى ما بين خمس قبائل , حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب , فكتب من شهد بدراً من بني أمية بن عبد شمس , ثم الأقرب فالأقرب ففرض الأعطيات لهم , وألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما خمسة الآف درهم .


29- يعطيهم أكثر من ولده


بلغ تقدير عمر بن الخطاب لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغاً عظيماً فحين فتحت المدائن عاصمة فارس على يد القائد المسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عام 16هـ . وجاءت الغنائم لعمر منها ( قام عمر رضي الله عنه بإعطاء الحسن والحسين رضي الله عنهما ألف درهم لكل منهما وأعطى ابنه عبد الله خمسمائة .


30 – الحسن وحصار عثمان


اشتد الحصار على عثمان رضي الله عنه , حتى منع من أن يحضر للصلاة في المسجد وكان صابراً على هذه البلوى التي أصابته كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك, وكان مع إيمانه القوي بالقضاء والقدر يحاول أن يجد حلاً لهذه المصيبة فنراه تارة يخطب الناس عن حرمة دم المسلم وإنه لا يحل سفكه إلا بحقه , وتارة يتحدث في الناس ويظهر فضائله وخدماته الجليلة في الإسلام ويستشهد على ذلك ببقية العشرة رضوان الله عليهم وكأنه يقول : من هذا عمله وفضله هل من الممكن أن يطمع في الدنيا ويقدمها على الآخرة ؟ وهل يعقل أن يخون الأمانة ويعبث بأموال الأمة ودمائها وهو يعرف عاقبة ذلك عند الله ؟ وهو الذي تربى على عين النبي صلى الله عليه وسلم والذي شهد له وزكاه وكذلك أفاضل الصحابة . ومتى ؟ بعد ما تجاوز السبعين وقارب الثمانين من عمره أهكذا تكون معاملته ؟ واشتدت سيطرة المتمردين على المدينة حتى أنهم ليصلون بالناس في أغلب الأوقات , وحينها أدرك الصحابة أن الأمر ليس كما حسبوا , وخشوا من حدوث ما لا يحمد عقباه وقد بلغهم أن القوم يريدون قتله , فعرضوا عليه أن يدافعوا عنه , ويخرجوا الغوغاء عن المدينة , إلا أنه رفض أن يراق دم بسببه . وأرسل كبار الصحابة أبناءهم دون استشارة عثمان رضي الله عنه ومن هؤلاء الحسن بن علي رضي الله عنهما وعبد الله بن الزبير فقد كان عثمان يحب الحسن ويكرمه فعندما وقعت الفتنة وحوصر عثمان رضي الله عنه , أقسم على الحسن رضي الله عنه بالرجوع إلى منزله وذلك خشية عليه أن يصاب بمكروه , وقال عثمان للحسن رضي الله عنه : ارجع يا ابن أخي حتى يأتي الله بأمره , وصحت روايات أن الحسن حُمل جريحاً من الدار يوم الدار .



31- وصية أمير المؤمنين علي للحسن والحسين


لما حضرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه الوفاة دعا حسنا وحسيناً وقال لهما : أوصيكما بتقوى الله وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تبكيا على شيء زوي عنكما , وقولا الحق , وارحما اليتيم , واغثيا الملهوف , واصنعا للآخرة , وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً , واعملا بما في الكتاب ولا تأخذكما في الله لومة لائم , ثم نظر إلى محمد ابن الحنيفة , فقال: هل حفظت بما أوصيت به أخويك , قال: نعم , قال: فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك , لعظم حقهما عليك فاتبع أمرهما , فلا تقطع أمراً دونهما ثم قال: أوصيكما به , فإنه ابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه وقال للحسن : أوصيك أي بني بتقوى الله وإقامة الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها , وحسن الوضوء فإنه لا صلاة إلا بطهور , ولا تقبل صلاة من مانع زكاة , وأوصيك بغفر الذنب وكظم الغيظ , وصلة الرحم , والحلم عند الجهل , والتفقه في الدين , والتثبيت في الأمر والتعهد للقرآن , وحسن الجوار , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش .


32- بين الحسن وقتل أبيه


تذكر الرواية التاريخية المشهورة : فلما قُبض علي رضي الله عنه بعث الحسن إلى ابن ملجم , فقال ابن ملجم للحسن: هل لك في خصلة ؟ إني والله ما أعطيت الله عهداً إلا وفيت به , إني قد أعطيت الله عهداً عند الجطيم أن أقتل علياً ومعاوية أو أموت دونهما , فإن شئت خليت بيني وبينه , ولك الله علي إن لم أقتله أو قتلته ثم بقيت , أن آتيك حتى أضع يدي في يدك فقال له الحسن : أما والله حتى تعاين النار ثم قدمه فقتله .


33- خطبة الحسن بعد مقتل أبيه


عن عمر بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون , وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف ( أي فلا يرجع ) , حتى يفتح له ما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطاء كان يرصدها لخادم أهله.
34-
بيعة حسن بن علي خليفة للمسلمين



وبعد مقتل علي بن أبي طالب صلى عليه الحسن بن علي وكبر عليه أربع تكبيرات ودفن بالكوفة . وكان أول من بايعه قيس بن سعد قال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه , وقتال المحلين فقال له الحسن رضي الله عنه : على كتاب الله وسنة نبيه فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط , فبايعه وسكت وبايعه الناس , وقد اشترط الحسن بن علي على أهل العراق عندما أرادوا بيعته فقال لهم : إنكم سامعون مطيعون , تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت .


35- بين علي وابنه الحسين


ذكرت كتب التاريخ : أن علياً سأل ابنه – يعني الحسن – عن أشياء من المروءة , فقال : يا بني ما السدّاد ؟ قال : يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف .
قال : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة و حمل الجريرة .
قال: فما المروءة ؟ قال : العفاف وإصلاح المرء حاله .
قال : فما الدقة ( الحقارة ) ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير .
قال : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله بحرسه .
قال : فما السماحة ؟ قال : البذل في العسر واليسر .
قال : فما الشح ؟ قال :أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً .
قال : فما الإخاء ؟ قال : الوفاء في الشدة والرخاء .
قال : فما الجبن ؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول على العدو .
قال: فما الغنيمة ؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة .
قال : فما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس .
قال : فما الغنى ؟ قال : رضا النفس بما قسم الله لها وإن قل فإنما الغنى غنى النفس .
قال : فما الفقر ؟ قال : شره النفس في كل شيء .
قال : فما الذل ؟ قال الفزع عند المصدوقة ( أي الحملة الصادقة التي ليس لها مكذوبة ) .
قال : فما الجرأة ؟ قال : موافقة الأقران .
قال : فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعينك .
قال : فما المجد ؟ قال : أن تعطي في الغُرم وأن تعفو عن الجُرم .
قال : فما العقل ؟ قال : حفظ القلب كل ما استرعيته .
قال : فما الخرق ( الجهل والحمق ) ؟ قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك .
قال : فما الثناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح .
قال : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم .
قال : فما الشرف ؟ قال : موافقة الإخوان , وحفظ الجيران .
قال : فما السفه ؟ قال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة .
قال : فما الغفلة ؟ قال : تركك المسجد وطاعتك المفسد .
قال : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك .
34-
بيعة حسن بن علي خليفة للمسلمين



وبعد مقتل علي بن أبي طالب صلى عليه الحسن بن علي وكبر عليه أربع تكبيرات ودفن بالكوفة . وكان أول من بايعه قيس بن سعد قال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه , وقتال المحلين فقال له الحسن رضي الله عنه : على كتاب الله وسنة نبيه فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط , فبايعه وسكت وبايعه الناس , وقد اشترط الحسن بن علي على أهل العراق عندما أرادوا بيعته فقال لهم : إنكم سامعون مطيعون , تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت .


35- بين علي وابنه الحسين


ذكرت كتب التاريخ : أن علياً سأل ابنه – يعني الحسن – عن أشياء من المروءة , فقال : يا بني ما السدّاد ؟ قال : يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف .
قال : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة و حمل الجريرة .
قال: فما المروءة ؟ قال : العفاف وإصلاح المرء حاله .
قال : فما الدقة ( الحقارة ) ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير .
قال : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله بحرسه .
قال : فما السماحة ؟ قال : البذل في العسر واليسر .
قال : فما الشح ؟ قال :أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً .
قال : فما الإخاء ؟ قال : الوفاء في الشدة والرخاء .
قال : فما الجبن ؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول على العدو .
قال: فما الغنيمة ؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة .
قال : فما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس .
قال : فما الغنى ؟ قال : رضا النفس بما قسم الله لها وإن قل فإنما الغنى غنى النفس .
قال : فما الفقر ؟ قال : شره النفس في كل شيء .
قال : فما الذل ؟ قال الفزع عند المصدوقة ( أي الحملة الصادقة التي ليس لها مكذوبة ) .
قال : فما الجرأة ؟ قال : موافقة الأقران .
قال : فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعينك .
قال : فما المجد ؟ قال : أن تعطي في الغُرم وأن تعفو عن الجُرم .
قال : فما العقل ؟ قال : حفظ القلب كل ما استرعيته .
قال : فما الخرق ( الجهل والحمق ) ؟ قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك .
قال : فما الثناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح .
قال : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم .
قال : فما الشرف ؟ قال : موافقة الإخوان , وحفظ الجيران .
قال : فما السفه ؟ قال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة .
قال : فما الغفلة ؟ قال : تركك المسجد وطاعتك المفسد .
قال : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك .

137- علي يدعو الله بالشهادة


عن جندب قال : ازدحموا على علي حتى وطئوا على رجله فقال : إني قد مللتهم وملوني , وأبغضتهم وأبغضوني , فأرحني منهم وأرحهم مني . وفي رواية أخرى عن أبي صالح قال : شهدت علياً وضع المصحف على رأسه حتى تقعقع الورق فقال : اللهم إني سألتهم ما فيه فمنعوني , اللهم إني قد مللتهم وملوني , وأبغضتهم وأبغضوني , وحملوني على غير أخلاقي , فأبدلهم بي شراً مني , وأبدلني بهم خيرا ً ومث قلوبهم ميثة الملح في الماء .


138- رؤيا علي للنبي


قال علي رضي الله عنه : إن رسول الله  سنح لي الليلة في منامي , فقلت : يا رسول الله ماذا ألقيت من أمتك من الأود واللدد ؟ قال : ادع عليهم , قلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم , وأبدلهم من هو أشر مني لهم , فخرج فضربه الرجل .


139- استشهاد علي


قال محمد ابن الحنيفة : كنت و الله إني لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي في المسجد الأعظم في رجال كثير من أهل المصر يصلون قريباً من السدة , ما هم إلا قيام وركوع وسجود وما يسأمون من أول الليل إلى آخره , إذ خرج علي لصلاة الغداة , فجعل ينادي : أيها الناس , الصلاة , الصلاة , فما أدرى أخرج من السدة فتكلم بهذه الكلمات أم لا فنظرت إلى بريق , وسمعت : الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك , فرأيت سيفاً ثم رأيت ثانياً , ثم سمعت علياً يقول : لا يفوتنكم الرجل , وشد الناس عليه من كل جانب . قال : فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل على علي فدخلت فيمن دخل من الناس , فسمعت علياً يقول : النفس بالنفس , أنا إن مت فاقتلوه كما قتلني , وإن بقيت رأيت فيه رأيي .


140- ضربة قاضية


لما ضرب ابن ملجم علي دخل الناس على الحسن فزعين فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي : أي عدو الله , لا بأس على أبي , و الله مخزيك , قال : فعلى من تبكي ؟ و الله لقد اشتريته بألف , وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة على جميع أهل المصر ما بقى منهم أحد .
__________________













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-21-2015, 02:45 PM   رقم المشاركة : 13
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

كثر الله خيرك يا رياض العز على ما تفضلت به ، ونورتنا بحقائق يا ابن الكرام.
سلامي وتحياتي الاخوية ، ورمضان مبارك ، والصحة والسعادة ، لك وللعائلة الكريمة ودمت بعز وخير.
اخوك ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان







  رد مع اقتباس
قديم 06-21-2015, 03:30 PM   رقم المشاركة : 14
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين سلطان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   كثر الله خيرك يا رياض العز على ما تفضلت به ، ونورتنا بحقائق يا ابن الكرام.
سلامي وتحياتي الاخوية ، ورمضان مبارك ، والصحة والسعادة ، لك وللعائلة الكريمة ودمت بعز وخير.
اخوك ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان

اخي صلاح
بارك الله فيكم وتقبل منكم وحتى نلتقي يوما لك خالص المنى والتوفيق












التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-21-2015, 05:18 PM   رقم المشاركة : 15
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية ناظم الصرخي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ناظم الصرخي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حنـــــــو
0 تاجُ اللغاتِ
0 نتاجي الجديد

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

بورك هذا اليراع النابض بالتقوى والإيمان جعل الله ما نشرت في ميزان حسناتك وأنزلك منزل الأولياء والصالحين...
رمضان كريم أخي رياض وكل عام وأنت بخير
تحياتي القلبية












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2015, 12:46 AM   رقم المشاركة : 16
كاتبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سحر علي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

بارك الله بك













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2015, 11:20 AM   رقم المشاركة : 17
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
بورك هذا اليراع النابض بالتقوى والإيمان جعل الله ما نشرت في ميزان حسناتك وأنزلك منزل الأولياء والصالحين...
رمضان كريم أخي رياض وكل عام وأنت بخير
تحياتي القلبية

اخي ناظم
كل الاحترام وتقبل الله منكم
كل عام وانتم بخير












التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2015, 11:21 AM   رقم المشاركة : 18
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر علي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   بارك الله بك

الاديبة سحر
تقديري لعطر مروركم
كل عام وانتم بخير












التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2015, 11:39 AM   رقم المشاركة : 19
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

اسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
«حمزة بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان». هذا هو المتفق عليه من نسبه، وهو نسب الرسول محمدٍ نفسه تقريباً، فكلاهما من نسل عبد المطلب بن هاشم. أما ما فوق معد بن عدنان ففيه اختلاف كثير، غير أنه ثبت أن نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم.
وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، وهو عم الرسول محمد وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً إخوة من الرضاعة. وكان حمزةُ أسنَّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين، وقيل: بأربع سنين، والأول أصح.
أمه: «هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان». وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم الرسول محمد.
حياته في الجاهلية
تربى حمزة بن عبد المطلب في كنف والده عبد المطلب بن هاشم الذي كان سيد قريش وبني هاشم، ونشأ مع تِربه وابن أخيه عبد الله وأخيه من الرضاعة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعاشا ينهلان من الشمائل والقيم العربية الأصيلة، من بطولة وشجاعة وكرم ونجدة وغيرها، وارتبطت بينهما صداقة متينة ووثيقة العُرا.
كان حمزة في الجاهلية فتىً شجاعاً كريماً سمحاً، وكان أشدَّ فتى في قريش وأعزَّهم شكيمةً، فقد شهد حرب الفجار التي وقعت بعد عام الفيل بعشرين سنة، وقد دارت بين قبيلة كنانة التي منها قريش، وبين قبيلة قيس عيلان، وكانت حربُ الفجار أولَ تدريب عملي لحمزة بن عبد المطلب، حيث مارس التدريب على استعمال السلاح، وتحمل أعباء القتال ومشقات الحروب.
وينبغي الذكر أن حمزة بن عبد المطلب هو الذي خطب لابن أخيه محمد خديجة بنت خويلد، فقد رُوي أن خديجة بعثت إلى الرسول محمد فقالت له: «إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك»، ثم عرضت عليه نفسها، وكانت أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً. فلما قالت للرسول محمد ما قالت ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمُّه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه فتزوجها الرسولُ محمدٌ، وقيل إن حمزة خطبها من عمها أسد بن أسد، وقيل إن الذي زوجها من النبي محمد هو عمها عمرو بن أسد، فولدت خديجة له: القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله. وكان عُمْرُ الرسول حين تزوج خديجة خمساً وعشرين سنة، وقيل إحدى وعشرون سنة، وكان عمرها حينئذ أربعين سنة، وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة.
إسلامه
جبل الصفا في مكة، حيث اعترض أبو جهل الرسولَ محمداً وآذاه، فكان ذلك سببَ إسلام حمزة
أسلم حمزة بن عبد المطلب في السنة الثانية من بعثة الرسول محمد، وكان سببُ إسلامه أن أبا جهل عَمراً بن هشام المخزومي القرشي اعترض الرسولَ محمداً عند جبل الصفا، فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلمه الرسولُ محمدٌ، ومولاةٌ لعبد الله بن جدعان التيمي القرشي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادٍ لقريش عند الكعبة فجلس معهم. ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحاً قوسه، راجعاً من قنص له، وكان إذا فعل ذلك لا يمر على نادٍ من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعزَّ قريش وأشدَّها شكيمةً، وكان يومئذ مشركاً على دين قومه، فلما مر بالمولاة، وقد قام الرسولُ محمدٌ فرجع إلى بيته، قالت له: «يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابنَ أخيك من أبي الحكم آنفاً، وجده ههنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمدٌ»، فاحتمل حمزةَ الغضبُ، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت، مُعداً لأبي جهل أن يقع به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالساً في القوم، فأقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجَّه شجةً منكرةً، ثم قال: «أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك علي إن استطعت»، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه، فقالوا: «ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت»، فقال حمزة: «وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسولُ الله، وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين»، فقال أبو جهل: «دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً»، وتم حمزة على إسلامه وعلى ما بايع عليه الرسولَ محمداً من قوله، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن الرسولَ محمداً قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.
ثم رجع حمزة إلى بيته، فأتاه الشيطان فقال: «أنت سيد قريش، اتبعت هذا الصابىء وتركت دين آبائك، لَلموتُ كان خيراً لك مما صنعت»، فأقبل على حمزة بثُّه فقال: «ما صنعتُ اللهم إن كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي، وإلا فاجعل لي مما وقعتُ فيه مخرجاً»، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان وتزيينه حتى أصبح، فغدا على الرسولِ محمدٍ فقال: «يا ابن أخي، إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو، أرشد هو أم غي شديد؟ فحدثني حديثاً فقد اشتهيت يا ابن أخي أن تحدثني»، فأقبل الرسولُ محمدٌ فذكّره ووعّظه وخوّفه وبشّره، فألقى الله تعالى في نفسه الإيمان بما قال الرسولُ محمدٌ، فقال: «أشهد أنك الصادقُ، شهادة الصدق، فأظهر يا ابن أخي دينَك، فوالله ما أُحبُّ أنَّ لي ما أظلته السماءُ وأني على ديني الأول».
ورُوي عن حمزة بن عبد المطلب أنه قال:
حـمـدت اللهَ حيـن هدى فؤادي إلى الإسـلام والـدين الحنيفِ
لدينٍ جـاء مـن ربٍ عـزيـزٍ خبيرٍ بالـعـبـاد بهم لطـيفِ
إذا تُلـيت رسائـلُه علينا تـحـدَّر دمعُ ذي اللب الحصيفِ
رسائلُ جاء أحمدُ من هداها بآياتٍ مـبـيـنـاتِ الـحـروفِ
وأحمدُ مصـطفىً فيـنا مطاعٌ فلا تـغـشـوه بالقول العنيفِ
فلا واللـه نسـلـمه لقـومٍ ولـمـا نقضِ فيهم بالـسـيوفِ
ونـتـرك منهمُ قتـلى بقاعٍ عليها الطيرُ كالوردِ العكوفِ
وقـد خُبِّرت ما صنـعت ثقيفٌ به فجزى القبـائلَ من ثقـيفِ
إلـهُ الناس شـرَّ جزاء قوم ولا أسـقاهمُ صـوبَ الـخـريـفِ
وبعد إسلام حمزة قويت شوكة المسلمين، وأخذ حمزةُ يُعلن دينه في كل مكان، ويتحدى أبطال قريش، ومنهم عمر بن الخطاب، حيث إن عمر بن الخطاب لما أراد أن يسلم قال لخباب بن الأرت: «فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم»، فقال له خباب: «هو في بيت عند الصفا، معه فيه نفر من أصحابه»، فأخذ عمر سيفه فتوشحه، ثم عمد إلى الرسولِ محمدٍ وأصحابه، فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب الرسولِ، فنظر من خلل الباب فرآه متوشحاً السيف، فرجع إلى الرسولِ محمدٍ وهو فَزِع، فقال: «يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحاً السيف»، فقال حمزة بن عبد المطلب: «فأذن له، فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان جاء يريد شراً قتلناه بسيفه»، فقال الرسولُ محمدٌ: «ائذن له»، فأذن له الرجل، ونهض إليه الرسولُ محمدٌ حتى لقيه في الحجرة، فأخذ حجزته (موضع شد الإزار) أو بمجمع ردائه، ثم جبذه به جبذةً شديدةً، وقال: «ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة»، فقال عمر: «يا رسول الله، جئتك لأومن بالله وبرسوله، وبما جاء من عند الله»، فكبَّر الرسولُ محمدٌ تكبيرةً عَرف أهل البيت من أصحاب الرسولِ أن عمر قد أسلم، فتفرق أصحاب الرسولِ من مكانهم، وقد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة، وعرفوا أنهما سيمنعان الرسولَ محمداً، وينتصفون بهما من عدوهم. وهذه القصة تدل على شجاعة حمزة، فقد كان عمر مشهوراً بالشدة والبطش، وبعد إسلام عمر خرج المسلمون إلى شوارع مكة جهرةً، وكانوا بصفَّين: أحدهما يتقدمه عمر، والثاني حمزة، فبإسلامهما عز الإسلامُ والمسلمون.
ولما أسلم حمزة بن عبد المطلب، قالت قريش بعضها لبعض: «إن حمزة وعمر قد أسلما، وقد فشا أمرُ محمد في قبائل قريش كلها، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب، فليأخذ لنا على ابن أخيه وليعطه منا، والله ما نأمن أن يبتزونا أمرنا»،ويدل ذلك على خوف المشركين من إسلام حمزة وعمر، وقلقهم أن ينتشر الإسلام بين قبائل قريش كلها بإسلامهم.
هجرته
لما ازداد أذى قريش على المسلمين، ولم يَسلم من أذاهم الأقوياءُ ولا الضعفاءُ، أذن لهم الرسولُ محمدٌ بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجروا إليها أرسالاً ووحداناً، وهاجر حمزة مع من هاجر من المسلمين إليها قبيل هجرة الرسولِ محمدٍ بوقت قصير، ونزل حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة الكلبي، وأبو مرثد كناز بن حصن الغنوي (ويُقال ابن حصين)، وابنه مرثد، وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب، وأنسة وأبو كبشة، وهما موليا الرسول محمد، نزلوا على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف من الخزرج بقباء، ويقال: بل نزلوا على سعد بن خيثمة، ويقال: بل نزل حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن زرارة النجاري الخزرجي، كل ذلك يُقال.
وبعد هجرة الرسولِ محمدٍ إلى المدينة المنورة، آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، وقال: «تآخوا في الله أخوين أخوين»، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: «هذا أخي»، فكان الرسولُ محمدٌ وعلي بن أبي طالب أخوين، وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة الكلبي مولى الرسولِ محمدٍ أخوين، وإليه أوصى حمزةُ يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.
كان أولُ لواء عقده الرسولُ محمدٌ لحمزة بن عبد المطلب، إذ بعثه في سرية إلى سيف البحر من أرض جهينة، وقيل إن أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن المطلب، قال ابن إسحاق: «فكانت رايةُ عبيدة بن الحارث -فيما بلغني- أولَ راية عقدها رسول الله في الإسلام لأحد من المسلمين».
بعث الرسولُ محمدٌ حمزةَ بنَ عبد المطلب إلى سيف البحر من ناحية العيص، في ثلاثين راكباً من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بنَ هشام بذلك الساحل في ثلاثمئة راكب من أهل مكة، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعاً للفريقين جميعاً، فانصرف بعضُ القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال، وكان الذي يحمل لواء حمزة أبا مرثد الغنوي.
وقال بعض الرواة: «كانت رايةُ حمزة أولَ راية عقدها رسول الله لأحد من المسلمين»،وذلك أنَّ بعْثَه وبعْثَ عبيدة كانا معاً، فشُبِّه ذلك على الناس، وقد زعموا أن حمزة قد قال في ذلك شعراً يذكر فيه أن رايتَه أولُ راية عقدها الرسول محمد،
شهد حمزة بن عبد المطلب بدراً، وأبلى فيها بلاءً عظيماً مشهوراً، وكان حمزة بن عبد المطلب هو الذي ابتدأ قتال المشركين في غزوة بدر، فقد خرج رجل من جيش قريش هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي القرشي فقال: «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه»، فلما خرج، خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخب رجله دماً نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد أن يبر يمينه، وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.[
ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم: عوف ومعوذ ابنا الحارث -وأمهما عفراء- ورجل آخر يُقال هو عبد الله بن رواحة، فقالوا: «من أنتم؟»، فقالوا: «رهط من الأنصار»، قالوا: «ما لنا بكم من حاجة»، ثم نادى مناديهم: «يا محمد، أخرج إلينا أكفاءَنا عن قومنا»، فقال الرسولُ محمدٌ: «قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي»، فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: «من أنتم؟»، قال عبيدة: «عبيدة»، وقال حمزة: «حمزة»، وقال علي: «علي»، قالوا: «نعم، أكفاء كرام». فبارز عبيدةُ، وكان أسن القوم، عتبةَ بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة، فأما حمزة فلم يُمهل شيبة أن قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه (أي جرحه جراحةً لم يقم معها)، وكرَّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه (أي أسرعا قتله)، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه.
وكان حمزة يُعلَّم في الحرب بريشة نعامة، وقاتل يوم بدر بين يدي الرسول محمد بسيفين، وقد رُوي عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: قال لي أمية بن خلف، وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما (أي وهما أسيران عنده): «يا عبد الإله، من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟»، قلت: «ذاك حمزة بن عبد المطلب»، قال: «ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل».
وحشي يروي قصة قتله حمزة
روي عن وحشي بن حرب أنه حدَّث جعفر بن عمرو بن أمية الضمري الكناني وعبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي القرشي بقصة قتله حمزة بن عبد المطلب، فقال:
حمزة بن عبد المطلب ...أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله حين سألني عن ذلك، كنت غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد، قال لي جبير: «إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق»، فخرجت مع الناس، وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة، قلَّما أخطئ بها شيئاً، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهدُّ الناس بسيفه هدَّاً، ما يقوم له شيء، فوالله إني لأتهيأ له، أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة قال له: «هلم إلي يا ابن مقطعة البظور»، فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت في ثنته، حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي، فغُلب، وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى العسكر، فقعدت فيه، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق.
فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله مكة هربت إلى الطائف، فمكثت بها، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله ليُسلِموا تعيت علي المذاهب، فقلت: «ألحق بالشأم، أو اليمن، أو ببعض البلاد»، فوالله إني لفي ذلك من همي، إذ قال لي رجل: «ويحك! إنه والله ما يقتل أحداً من الناس دخل في دينه، وتشهَّد شهادتَه»، فلما قال لي ذلك، خرجت حتى قدمت على رسول الله المدينة، فلم يرعه إلا بي قائماً على رأسه أتشهد بشهادة الحق، فلما رآني قال: «أوحشي؟»، قلت: «نعم يا رسول الله»، قال: «اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة»، فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي قال: «ويحك! غيب عني وجهك، فلا أرينك»، فكنت أتنكب رسول الله حيث كان لئلا يراني، حتى قبضه الله . فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف، وما أعرفه، فتهيأت له، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى، كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت فيه، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف، فربك أعلم أينا قتله، فإن كنت قتلته، فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله وقد قتلت شر الناس.
حمزة بن عبد المطلب
وقال ابن هشام: فبلغني أن وحشياً لم يزل يُحَدُّ في الخمر حتى خُلع من الديوان، فكان عمر بن الخطاب يقول: «قد علمت أن الله تعالى لم يكن ليدعَ قاتل حمزة».
حزن الرسول محمد والمسلمين على مقتل حمزة
وخرج الرسولُ محمدٌ يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بُقر بطنه عن كبده، ومُثِّل به، فجُدع أنفه وأذناه، فقال حين رأى ما رأى: «لولا أن تحزن صفية، ويكون سنة من بعدي لتركته، حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم»، فلما رأى المسلمون حزنَ الرسولِ محمد وغيظَه على من فُعل بعمه ما فُعل، قالوا: «والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب».
وعن ابن عباس أنه قال: «أن الله عز وجل أنزل في ذلك، من قول رسول الله ، وقول أصحابه: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ، فعفا رسول الله
مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المُطَّلب الهَاشِمي القُرَشيّ
ولما وقف الرسولُ محمدٌ على حمزة قال: «لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا»، ثم قال: «جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله».وقال أبو هريرة: «وقف رسول الله على حمزة وقد مُثِّل به، فلم يرَ منظراً كان أوجع لقلبه منه فقال: «رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات»». وقال جابر: «لما رأى رسول الله حمزة قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق، وقال: «لولا أن تجد صفية لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع»»، وصفية هي أخت حمزة وهي أم الزبير بن العوام. وروى محمد بن عقيل عن جابر أنه قال: «لما سمع النبي ما فُعل بحمزة شهق، فلما رأى ما فُعل به صعق».
وأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال الرسولُ محمدٌ لابنها الزبير بن العوام: «القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها»، فقال لها: «يا أمه، إن رسول الله يأمرك أن ترجعي»، قالت: «ولم؟ وقد بلغني أن قد مُثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله»، فلما جاء الزبير إلى الرسولِ محمدٍ فأخبره بذلك، قال: «خل سبيلها»، فأتته فنظرت إليه، فصلت عليه واسترجعت واستغفرت له، ثم أمر به الرسولُ محمدٌ فدفن.
وعن جابر بن عبد الله قال: «كان النبي يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد، يقول: «أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟»، فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»، وأمر بدفنهم في دمائهم، فلم يُغسلوا، ودفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش الأسدي في قبر واحد، وكُفّن حمزةُ في نمرة، فكان إذا تُركت على رأسه بدت رجلاه، وإذا غطى بها رجلاه بدا رأسُه، فجُعلت على رأسه، وجُعل على رجليه شيء من الإذخر». وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق أنه قال: «كان ناس من المسلمين قد احتملوا قتلاهم إلى المدينة ليدفنوهم بها، فنهى رسول الله عن ذلك، وقال: «ادفنوهم حيث صرعوا»».
الصلاة على حمزة
صلاة الجنازة
رُوي عن ابن عباس أنه قال: «أمر رسول الله بحمزة فسُجِّي ببردة ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة»، ورُوي عن أنس بن مالك أنه قال: «كان النبي إذا كبَّر على جنازة كبَّر عليها أربعاً، وأنه كبَّر على حمزة سبعين تكبيرة»، وقال أبو أحمد العسكري: «وكان حمزة أولَ شهيد صلَّى عليه رسول الله
وفي رواية عن أبي سفيان أنه قال: «قد كانت في القوم مثلةٌ، وإن كانت لَعَنْ غَيرِ مَلَأٍ مِنَّا، مَا أَمَرتُ وَلَا نَهَيتُ وَلَا أَحبَبتُ وَلَا كَرِهتُ، ولا ساءني ولا سرني. قال: فنظروا فإذا حمزة قد بُقِرَ بطنُه، وأخذت هند كبداً فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول الله «أأكلت شيئاً؟»، قالوا: «لا»، قال: «ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة في النار»، قال: فوضع رسول الله حمزة فصلى عليه، وجيء برجل من الأنصار فوُضع إلى جنبه فصلى عليه، فرُفع الأنصاري وتُرك حمزة، وجيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه، ثم رُفع وتُرك حمزةُ، حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة».
العودة إلى المدينة ورثاء حمزة
ثم انصرف الرسولُ محمدٌ راجعاً إلى المدينة المنورة، فلقيته حمنة بنت جحش الأسدية، فلما لقيت الناس نُعي إليها أخوها عبد الله بن جحش الأسدي، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نُعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير العبدري القرشي، فصاحت وولولت، فقال الرسولُ محمدٌ: «إن زوج المرأة منها لبمكان»، لِما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها، وصياحها على زوجها.
ومر الرسولُ محمدٌ بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وبني ظفر من الأوس، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، فذرفت عيناه فبكى، ثم قال: «لكن حمزة لا بواكي له»، فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن، ثم يذهبن فيبكين على عم الرسولِ محمدٍ، فلما سمع الرسولُ محمدٌ بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه، فقال: «ارجعن يرحمكن الله، فقد آسيتن بأنفسكن»، قال ابن هشام: «ونُهي يومئذ عن النوح». وروي عن أبي عبيدة أن الرسولَ محمداً لما سمع بكاءهن قال: «رحم الله الأنصار، فإن المواساة منهم ما عتمت لقديمة، مروهن فلينصرفن».
وقال كعب بن مالك السلمي الخزرجي برثاء حمزة هذه الأبيات (وقيل هي لعبد الله بن رواحة الحارثي الخزرجي):
تزوج حمزة بن عبد المطلب عدة زوجات هنَّ:
بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن عوف الأوسية الأنصارية، وهي التي أنجبت لحمزة:
يعلى بن حمزة بن عبد المطلب، ابنُ عم الرسولِ محمدٍ. قال الزبير: «لم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، وماتوا ولم يعقبوا، فلم يبق لحمزة عقب».عامر بن حمزة بن عبد المطلب، ودرج وهو صغير.
بكر بن حمزة بن عبد المطلب، ودرج وهو صغير.
خولة بنت قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن مالك النجارية الخزرجية الأنصارية، تكنى أم محمد، وقيل أم حبيبة. وقد قيل إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر، وقيل إن ثامراً لقبٌ لقيس بن قهد، قال علي بن المديني: «خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر». وقد قُتل عنها حمزة يوم أحد، فخلف عليها النعمان بن العجلان الزرقي الخزرجي الأنصاري. وهي التي أنجبت لحمزة:
عمارة بن حمزة بن عبد المطلب، ابنُ عم الرسولِ محمدٍ، وبه كان حمزة يُكنَّى. وقد توفي الرسولُ محمدٌ ولعمارة ويعلى ابني حمزة أعوام.
سلمى بنت عميس الشهرانية الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب، وهي إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن الرسولُ محمدٌ: «الأخوات مؤمنات». وكانت سلمى زوجَ حمزة بن عبد المطلب، ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهاد الليثي الكناني، فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن. وهي التي أنجبت لحمزة:
أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، وقال بعض الرواة أن اسمها فاطمة وقيل أمة الله وقيل ابنة وقيل أم ورقة، وتكنى أم الفضل، وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد لما خرجت من مكة، وسألت كلَّ من مر بها من المسلمين أن يأخذها فلم يفعل، فاجتاز بها عليٌّ فأخذها، فطلب جعفر أن تكون عنده لأن خالتها أسماء بنت عميس عنده، وطلبها زيد بن حارثة أن تكون عنده لأنه كان قد آخى الرسولُ بينه وبين أبيها حمزة، فقضى بها الرسولُ لجعفر لأن خالتها عنده. ثم زوَّجها الرسولُ محمدٌ من سلمة ابن أبي سلمة المخزومي القرشي، فلما زوَّجه إياها أقبل على أصحابه وقال: «هل تروني كافأته؟» وذلك لأن سلمة هو الذي زوَّج أمَّه أم سلمة للرسولِ محمدٍ. وأما أخوا أمامة بنت حمزة لأمها فهما عبدُ الله وعبدُ الرحمن ابنا شداد بن الهاد الليثي الكناني













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2015, 03:51 PM   رقم المشاركة : 20
عضو هيئة الاشراف
 
الصورة الرمزية منوبية كامل الغضباني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :منوبية كامل الغضباني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: من عبق الصحابة رضي الله عنهم

جعل الله لك هذا في ميزان حسناتك .
استفدنا والله من عطر سيرة صحابة رسول الله...













التوقيع

لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالناصرطاووس نبع الإيمان 10 03-30-2016 10:08 AM
من ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم الوليد دويكات نبع الإيمان 11 09-13-2012 10:49 PM
هل أسقطت فريضة الحج عنهم ؟؟؟ هيام صبحي نجار المقال 6 11-13-2011 04:31 PM
ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم شاكر السلمان نبع الإيمان 2 08-26-2011 09:31 PM
لا تبحث عنهم .. يا حنيني ..! نور حيدر إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 7 11-04-2010 04:11 PM


الساعة الآن 08:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::