هاتي جمالك ....كلّه … لا تتركي شيئاً بِنا
والموت آتٍ قد تخفّى في المَدى ،
والعُمر مَرَّ كومضة جنب الرَدى ،،
ورأيت طيفاً مرّ من جنبي هنا ،،هذا أنا
والكون غام … بقبضة الغيم البعيد
ويمرّ من جنبي هنا … طيفي أنا
وإذا مَرَرْتِ على البساط … بسرعةٍ … لا تبصرين وجودنا..!!
اذْ كُلّ ما فينا هَبا
جفلتْ عيوني … إذْ ترى زهراً يجفّ
وهلعْتُ إذْ تصفَرُّ أوراق الخريف
وتمرّ ريح …
مرّتْ على موتٍ كثيفْ
مرَّتْ على زهر الربيع … وراقصتهُ وحطّمت شوك الخريفْ
وركضْتُ من هلعي …فلا تُبقي سَنا
… لا تتركي حُسْناً يواريه المَنون
لا تتركي شيئاً بنا..من قبل ريح بارد … تَغْشى الدُنا
فَسَرَتْ مواكُبنا بليلٍ للعُلا
مرّت زهورٌ أينعت … في موكب الموت العظيم..!!
مرّت حياةٌ من هنا … راحت إلى أعلى السديم
ونُزَفُّ في ريح الفناء … مع المُنى
هاتي الحياة كلحظة ماتت بِنا ،، هاتي الحياة كموتنا..ّ!!
فجمال وجهك في المَدى ،،أم مَرَّ برق.. بيننا..
والرعد يقصف … أم كثيب الماء سالَ بحُزْننا…
.هل تسمعين صهيل غيث … في المَدى..... والرعد.... قام بأُذننا
كالوحش هاج بأرضنا
يجري بريحٍ … تُصْْفر الصَفْر الشديد
صفراء تعوي.. مزّقت أحلامنا..!!
هيّا أخي أغلق على نفسي النقاب
هيّا و اغلق خلفها باباَ.... فباب..
هيّا فأمّي.... في الضباب..
شقّت إلى الرحمن أضواء الحجاب
فرّت من الأرض الخراب.......
أم هذي أمي.... ترتقي..تعلو وتَلقى ذاتها
كانت هنا كوماً ترابْ.......!
تلقى الهاَ شاقها
أيام كانت تذكر الرحمن..... في عُمق السَحَر
ترجوه خاشعةَ كروحْ
أيام كانت كالتراب على التراب
وتَفتَّتَ الجسم الذي سكَنَتْه راحَتْ في السحابْ
سكنت منازل روحها خلف الحجاب
كانت تُلملم حزنها..وتفرّ من درب ....العذاب..
وتصادمت مع كلّ حزن في الدُنا...!!
وتكسّر الجسم المُعذَّب.... ثم فاضَ..وجدتُها جسداً كسيحْ...
أنطقتُه... وأَهزُّه.. أُصغى إليهْ..
لم استمعْ إلّا إلى صوت الرياح..
وخواء دنيانا... وأصوات الجراحْ.
وسمعت اقدام الملائكة ارتقت ..........................
صَعدََتْ بروح حاطَها الدحنون،،غّشاها الصباح ................
أَم هذي أمي ترتقي........قد ساقت الأرياحُ أُمّي والأُقاح
لا ليس شيئٌ .....مثل أُمٍّ.......!!!ليس زهرٌ مثلها
لا ليس شيءٌ مثل أمٍّ...أو يساوي روحها
أمْ بحرُ حُبّ...قلبها..
أمْ لون عينيها السماء..و لونها
في كُلِّ رُكْنٍ في السماء ترددتْ ضحكاتها
هذي السماء فضاؤها وهواؤها....!!
أُمّي بهذا الأفقٍ تعلو..تزدري أحلامنا
في ألف نهر ذوَّبَتْ ذرّاتها
إنّي سأذكر وردَها وجِنانها
إنّي سأذكر خيط دمعتها وقد ظلّت هنا...
أم هذيْ أمي في الرياح وفي السحاب......
إنّي أراها في اهتزاز الشيء في هذي الحقول
كم روحها عادت بألوان الطلول
في كُلِّ نسمات الدُنا.. روح الأمومةِ،، جَنب زهرات الربيع وفي الشطوط
أم في جمال الشيء نبصر أمّنا....ام عند مولد شمسنا..ومغيبها........
أمّي استحالت مثل معنىً،،قد تخطّت نفسها .ثم استراحت في الخلود
كن حنظله
كن حنظلةْ …
،،وتعال من ليلٍ عَروسْ
وبروح حنظلة الغسيل … سنا فرحْ
وأحَسَّ بالقلب العريس صدى دماء.......
..... وأفاقَ من دفء يشيعْ
وآفاق من عطر يفوح
وتمرّغتْ شفة الغسيل .................على الترابْ!
واحتكّ حَدّ السيف بالروح الضبابْ
قتَل العريس بروحه … وطغى ابتهاج في الحجابْ!
..
يا حنظلة ْ…
أم موت مثلك زغردتْ من أجله حور السماءْ
لو أنّ نصراً صار في بيْد العرَب..............!
لو أغرقَتْ بيْدُ الغسيل … دماءَهم
لنذرْتُ أن يعلو حِذاك
وأدور فيه على الشوارع والدروب ... وأَزدهي -
هذا وسامٌ... فيه وجه القهْر داستْه العَرَبْ.....!!
..
وأُري ذئاباً رسْمَهم وأَصيحُ :هذا طيْف ذئبْ
..
أي حنظلة........
لو كان نصرٌ حنظلةْ....!!!!
مرّغْتُ وجهي وانتشلتكَ من ثَراك
وبكيتُ تحت ظلالك الكبرى هناكْ
ورَسَمْتُت وجه العُرب ..............في شيءٍ رآك...!!
وغسلتُ وجه عروبتي بضياك أو..........حَرّ دِماك
لو كان نصرٌ حنظلة
فإذنْ تشمّمْتُ عُلاك......................!!!
ذاهبون والحياة والشباب … والهضاب
ذاهبون كلُّنا، للورى إلى التراب
كم عيون و جفون، في ترابٍ يسكنون ......!
كم مجيد و رذيل ، في تراب ذائبون ....!
.
ذاهبون لا تخافي ، فقرَنا وكرهَنا
ذاهبون لا تبالي ، بالمُصاب والدُنا
ذاهبون … يا رفيقتي إلى سمائنا...............
.
فانظري إلى الحياة ، وارفقي بحزننا
أيّ حلم في الحياة…معْهُ موتٌ حولَنا ،،!
كلُّ هذا الكون حيٌّ ، ليس ميْتٌ غيرَنا..!!!!
.
لا تبالي ، دوري فينا ، يا سحابة الدُنا
واسكبي سنا السماء ، قبل حين موتنا
في ظلامِنا نرى لمحَ نورِنا... سنا
.
ما ارتعاش أعيني .. حاطها ندى المَدى..!
في مديد أُفقنا.. نرتمي بلا هدى..!!!
نعتلي إلى السماء … أم إلى سحيقنا
في فلاتنا نميد ،،معْ رياح دربنا
ما بدا لروحنا ، ما أرى من السنا ،،!
ما صلاتنا كما ، رُمتها بدارنا!
كحقيقة الظل
.
** وأنا أسيرُ وزحمةُ الأطياف تمشي مثلنا !!
وأنا أروم المُنتَهى .......لمن الدُروب ..!
لمن السحاب يسيل ماءً ،،والرياحْ
لمن الغروب كوجْه زهراتٍ يفيض جمالُها
لمن الطريق ،،،و كلّ من يمشي عليها ،،عابرون !!
..
ويمُرُّ صوتٌ جاء من وقتٍ مَضى
واهتزَّ في أذني أنا ،،،،،،،،،
صوت انتهائي ،،،،،كالرعودْ .......!
..
....كحقيقة الظِلّ الذي مع شمسنا
فَيها يَغيب بها يعود
..
ويشدُّ أُذني صوتُ ذئبٍ في الخَلا
ينعي بليلٍ كلّ سُكّان الدُنا،،،،،،،،،،،
قد مَرَّ صوتُك في رياحٍ .............عاصفةْ ،،
لا صوتَ يبقى في المَدى ،،،،،،،،!!
..
..
.
..
..
،عبدالحليم الطيطي