ثنائيـة ( هلوسات على قارعة الليل) لينا الخليل & علي التميمي

في مسغبةٍ دونكِ
أكلتُ نهدَ الذّكرياتِ
فتناسلَ بيَ الحنينُ حتى صار قبيلةً شرسةَ المراس
يتمرّدُ عليّ
يزرعُ وخزتهُ في عضلةِ قلبي
أينكِ من هذا الليل
الدامس في غُربته
عانقيني ، كي أشعرَ بأنّ الحبَّ
لم يزلْ بخير
والشعرَ لم يزلْ بخير
والليلَ خيمةُ المُتعطّشينَ للحبّ والكتابة
.
عانقيني في ليلتي عانقيني
قبّلينـي مـن مقلتـي قبلينـي
إنّني في هذا الهوى بتُّ صبا
شاعرا في غرامنـا فالهمينـي
.
اسقني
من زمزمِ لماكِ
همساً يروي روحي
يُطمئنُ نفسي الأمّارة بكِ
يخمدُ بي ألفَ حريقٍ
خلّفهُ اشتياقي إليكِ
امسحي بيديكِ الناعمتين
على رأسِ قلبي
كي يمتلئ بالحنانِ
وينامَ ليله قريرَ نبض

،،

حين تأتي
تجاهل الزمن
دع عقارب الساعة تأكل بعضها
كن للحضور مخلصاً
فأنا يا غائبي
لا تعنيني الزيارات العابرة

كن معزوفة كل مساء
معزوفة أينعت على وقعها أنوثتي
وتمايلت لسماعها أطفال حنيني
و أبقت عين قلبي ساهرة

كن في حضن سمائي
شمساً ..
قمراً ..
أو قوس قزح
يبتسم بعد كل غيمة شوق ماطرة

كن للعيون كحلها
للوجنات احمرارها
للشفاه ابتسامتها
و تحت أناملي معزوفة ساحرة

لم أغبْ ؛
لكنني مضيتُ الى ما لستُ أعلم
أنتظرُك عندَ طرفي الليلِ
فجِيء بكِ من أقصى قلقي
واخذتُ بيديكِ نحوي
.
يا بهجةَ القلبِ إنّ القلبَ خفـّاقُ
بحـبّـنـا مـولـعٌ والعيـنُ تشــتاقُ
.
هلمّي ...
ننتزعُ من الوقتِ غايته
لنشعرَ بما ملكتْ مشاعرنا
لننتشي كؤوسَ الهيامِ المُترعة
نجعلُ الليلَ موئلنـا
نرتادهُ كلّما حصحصَ بنـا الشّوق
نواربُ ابوابَ قلوبنا
نطوفُ وعدنا ، وتبتلّ عروقُ العطشِ فينا
نُناجينـا شعراً و سمرا
نجمةً وقمرا
ضفةً ونهرا
و كما يشاءُ العاشقون

،،

في أواخر الشتاء نلتقي
لننثر معا بذور الحب
ويأتينا ربيع انتظار مفعم بالرياحين
هات يدك لتتآلف مع لهفي
ولنمضي معاً
نرمم دروبنا القديمة التي هدّمها الغياب
ونخيط جراحات فقدنا بالعناق
لن التفت إلى ِتلال الحزن
ولن أُكرر قراءة كتاب العبرات
سأقفز عن حواجز الإنتظار
وأُشرّع نوافذ القلب للحب
فلتعصف الريح
وتُعيد ترتيب النبض بعشوائية
فلا انتظام بالحب
ولا مواعيد
أجمل لقاء الذي يأتي صدفة من بوابات الأمل
أجمل حب الذي لا يعتلي جنباته غبار الملل
..

سأمكثُ في قلبكِ
وأترعرعُ فيه حتى يشتدُّ عودُ شعري
نجعلُ الليلَ أجلَ هوانا المُسمّى
نُسقينا شربةَ حبٍّ لا ظمأ بعدها
نُقيمُ شعائرَ العشقِ
نُعمّدنا من خطايا أيامٍ خلتْ
نعوذُ بالقربِ من فقـدٍ أليم
نُنجينا من تهلكةِ الإنتظار
نقتعدُ أسرّةِ الهيام
نهمسُ ، نُنشدُ ، نُغنّي
نزجّنا في عِناقٍ طويل
نُشذّبُ عنّا اماراتِ الحزن
ونياشينَ الحِرمان
نهلوسُ ما طابَ لأنفسنا
نأنسُ بما لدينا من سرورٍ
نُعاهدنا ، أن نجعلَ من ليالينا هذه
حكايةً لا تُنسى
.
حكـايـاتُ حـبٍّ تسرّ الأنـامْ
بليلاتِ عشقٍ سينمو الغرامْ

,,

أوتدري ..
كم من الرسائل تحت وسائد الليل
وكم من الحنين أودعته صفحاتها ..؟
والأحلام التي كانت تراودنا في الصحو والغفوة
تلك التي كانت تُربِت على أكتافنا
وتُخفف مصاب البُعد ..؟
سأُخبىء الماضي في صندوق النسيان ..
وأمضي إلينا ..


حان الوقت لإعداد مأدبة حياتنا معاً
شمعتان مضيئتان تقهران سنوات العتمة
كوبان يتلألآن بإكسير العشق الأبدي
وكرسيان يحملان أمنياتنا معاُ
بيننا طاولة حنين مصنوعة من جذع انتظارنا الطويل
ها نحن نصنع من أطلالنا عالم جديد
عالم يليق بقلبين اعتنقا الحبّ
بحبٍ جمع في أوانيه أشهى أنواع الكلام

ها أنتِ تؤثّثينَ من أنوثتكِ
عالماً يسحرني
تمهّدينَ لشريعةٍ شرقيّةٍ
تُروِّضُ أرواحنا للحبّ
يالـ قلبكِ ، الذي لم يدرك كنههُ إلّاي
وهبني الكثيرَ من الحظِّ
يا امراة
ترسمُ في عينّي عيداً
تغرسُ في قلبي شتلات فرح
يا أنثى الودّ
كيف زرعتِ في رجلٍ في الثلاثين من يأسه
جنائن ورد
كيف استبدلتِ قتامةَ العُمر
بأيامٍ كثيرٌ سعدُها ذات سرور
جعلتِني أحبّكِ
وأصرف عنّي آخر ذرةِ تعقّلٍ
تُلهمني كوحيٍ رحيم
.
سأرسمُ حبّنا العُذري روضـا
لأجلكِ خافقي لم يُبدِ نبـضا
وفي عيني حلمٌ ليتَ شعري
فإن رمتُ اللقا أحتاجُ حظَّا

،،


وأشدّ على يدك
تذوب من الدفء أناملي
و إن نطقتَ حروف اسمي
أتعثّرُ في بحة صوتك
يتوه مني السلام
والحديث الذي تُقلبه على شفتيك
يصير ندى
يا حظ مسامعي
يا حظ الكلام
،،،

المساءُ عِطر
والقمر في ليلنا ببرهة ،
يكتملُ
كل ليالينا بدر
والأرض مسرح غرام

يا مشهد الحب الآسر
سويعات لقاءنا
تمنيتها دهر
وتمنيت أن يكون العمر في قُربك
ألف عام ..

يا غادةَ إلهامِي
أمطريني شـعـرا
كي تتكاثرَ سنيني المِلاح
دعي حبّكِ النبيل
يُؤسسُ بي حضارةً عريقة
يضعُ قوانيناً لمشاعري
يقلبُ الحكمَ فنّاً
دعي براعمكِ الخضلة تستمدُّ من روحي
كي يختلطَ إباءُ زيتونكِ بشموخِ نخيلي
انّي اصطفيتُكِ منْ نُدرةِ الأزمان
حكايةً لا ريبَ في نقائها
أكملي بي دورةَ الحياةِ
و تعاقبَ الافراحِ
اضيفي إليّ اتّجاهاً لا يُفضي إلا إليك
يا قبلةَ شعري
وريحانةَ قلبي
وقارورةَ عطري
و حنيناً في عروقي يجري
وحلمي الشّرعـي
يا مفازةَ الهـوى
و مأوى نفسي
وقرارةَ روحي التي ألبستني ثوب الحب
وقيصرتني على خصلات شعرها
وفرعنتني على شفتيها
وملّكتني أناملها
وسلطنتني على لونِ عينيها
حتى تركتُ ما دونكِ طرّاً