يا سيدتي 2
لم أدرك أن اليوم سيأتي ..
وستنظر عيني وجه الفجر
سأقص عليك حديثاً
قد يضحك سنك أو تبكي
***
سأفند فيه بكل لغات الدنيا
أن امرأة هدمت بيتي
قد كنت ضحية ...
منذ المهد . وحتى أتاني من يمسك يدي
***
قد كنت صغيراً
لا أعرف جدي من لعبي
لم أعرف أن طبول القلب حين تدق
أنها تهتف شوقا جاء الحب
***
ولدغت كثيرا ، من جحر الحية
كنت بريئاً . وأن الحية تشرب دمي
***
كنت بريئاً مثل الذئب ،
حين أشاعوا أخوة يوسف
أن الذئب قد يأكل لحمي
وقد كنت بجُب ٍ ...!
جوف الظلمة طي القعر
***
امرأة مثل زليخة
راحت تهدم حرمة قصري
جعلتني زماناً نزيل هواها
تشرب دمي وتأكل عمري
وانفض النور ...!
لما رأيت المرأة تعصر قلبي
وتقتل كل عفاف النفس
جعلت حول القلب لفافاً
من صوان الجبل ليدمي
***
يا سيدتي :
ما كان بيدي ...
ما كان بيدي وكنت صغيراً
ومضيت العمر يئن فؤادي
داخل سجني
***
لم أعرف كيف يكون هروبي ..؟
وأنزع قلبي من معصرة الذنب
***
واليوم وجدتك يا سيدتي
وأظن كثيراً إني رأيتك داخل حلمي
أني رأيتك مثل الغيث
تحيي نباتي بعد مماتي
وينظر وجهي جهة الشرق
***
ويشرق وجهي شروق البدر
حين وضعت الرأس ، طي وسادة
ورحت أطوف أفتش حلمي
شققت طريقاً نحو نجاتي
نحو صفائي ..
ورحت أجفف كل دموع العين
وأمسح خدي
***
يا سيدتي ...
كنت مثال الطهر
حد العفة حد الجد
لم أثقب باباً
ولم أهدم داراً
ولم أخرب عشاً
للعصفورة فوق الشجر
***
ما طافت روحي لأجل هواها
قد كنت يقيناً جسداً عاري
كرهت كل امرأة تضحك سني
وتقتل عزي .
***
كرهت يوم مروري بين الورد
وجيْ اليوم ليسكن قلبي
ولا أبقى صورة فوق جدار ...
محت الشمس .صورة عرشي
ولتنظر وجهي
يا سيدتي ...!
بقلم : سيد يوسف مرسي
عفوا فيروز ومعذرة
ما عاد القول بنا ينفع
قد كنا جبالا في الماضي
لا يجرؤ ذئب أن يمرع
والأمر مخيف فيروز
وزمان يئن ويتقطع
سلطان الدولة يغريه
صمت مكبوت يرعبنا
ووزير يعجبه النوم
يصحو كسلانا يتمطع
حشانا الخلق في ازمنة
كوحوش الغاب نتبرطع
والله ما كنا كذلك
بل كنا أسود لا نهرع
لم يهزم أسد بعرينه
أو نمر ساد بعزيمه
والريح باتت تمطرنا
والدنيا لدينا تطربنا
ووميض البرق ليفزعنا
والقدس جريح سيدتي
ودمشق الجرح يؤلمها
وبرقة في التيه تطلبنا
وبغداد اليوم تنشدنا
ووزير الحرب يلاعبنا
واليمن ما عاد سعيدا
والحرب يقطع أحشاءه
والنيل ينادي بالحسرة
من حبش ودوا بالنعرة
ان يطمسوا مجد قد خلد
ويموت الشعب بالمرة
قد صرنا نعد انفاس
والظمأ يفتك أكباد
وجنود العرب قد باتت
حراس قصور وممالك
لرئيس الدولة قد يزرع
أصناف الورد ولا تعرف
ونعيب كثيرا ع الزمن
ونقول ظروف لا تعني
ونشيد بأمجاد فاتت
ونقبر أفواه قالت
ونحيد أفواه شادت
وتفشى وباء سيدتي
وجاء يهلك من ساد
واخف حضورا في الزمن
والكفر كثيرا قد عاد
والغافل فينا يتقوقع
والعاقل فينا يتضرع
عفوا سيدتي ومعذرة
قسوة الليل
إني قرأتك في السطور قصيدة
يا ليت قولك في المجالس يُحْمدُ
ما كان قولي في الأمور نكاية
والعين تغشى في الظلام وتَرْمَدُ
ما كان قولك في المباح سفينة
كيف الشراع في المجاهل يُخْمدُ
لعق الكلاب فوق الموائد مأثم
والحر يحبسُ في السجون ويُبْعدُ
شيخ الأسود في العرين جلاله
ملك مهاب في الوحوش وتشَْهَدُ
الكلب كلبٌ وإن قل نباحه
وابن البغية في المجالس يُطْردُ
الحرُ في المضمار يجئرُ صوته
أسدٌ جسورٌ في النزال ويُحْمَدُ
يا أيها المعتوه لستَ عميدها
من يسكن البهتان يوماً يُفْقَدُ
من ظنّ أنّ المال يحرس ظهره ؟
خابت ظنون المرء حتماً يُكبدُ
من ظن بالهتان يكسب رزقه
ماتت بنات الرزق فيه وتُغْمَدُ
بقلم : سيد يوسف مرسي
دعوتك كي تجد السير نحوي
فإني قتلت فيك العمر جزافا
وخشيت أن العمر فيك يمضي
وتظل حلما بات بالدنيا سرابا
وأهيم على وجهي مثل وحش
يبتغي من الغاب صيدا صبايا
وأبرم مع الأيام عقداً لا ينجلي
وجعلت كل نوافذي فيك أبوابا
أنا من منيت عين المراد بلحظة
واغفلت ما كان بالقلب عتابا
صرخت في القلب صرخة عاتب
كأني خشيت الموت أبغي الثوابا
وجعلت ما بيني وبينك عامر
ودفنت فيك ما كان شك ترابا
ومحوت ما كان بدفتر محنتي
(بأستيك )وجعلته بالسماء سحابا
يا ليتني ،ما كنت يوما أصطلي
أركض في الدنيا ركضا معايا
وغرقت في بحر الهوى يلبني
واسود حظي تعوي ونلت عقابا
فدعوتك كي تجد السير نحوي
وان تك على العهد أبقى مجابا
فيا أيها المنشود انشد راحتي
وكن على المعهود باليسر رحابا
بقلم : الشاعر سيد يوسف مرسي
ماذا لو ...؟
ماذا لو كان الخبر صحيحا ً ؟
وسمعت التلفاز يبث حديثا
لولي الأمر يبهج قلبي
قد هُدمَ السدُ وصارَ خرابا
وانفك القيدُ ونهرنا يجري
وديحَ الخوفُ وباتَ فناءً
وبات البيدُ مروجاً حولي
وباتَ النيلُ طليقاً حراً
يجري عظيماً بعد تحدي
وعروس النيل ترقصُ زهوا
وسط الحفلِ تؤرخ مجدي
وشيخ الحارة ينصبُ حفلاً
يرقص فيه الفتيةُ رقص الطرب ِ
وطبولُ العرسِ تدق شهورا
يسعد فيها الطفل وتنعمُ زوجي
ويسعد جاري حين ينام
وحين يقوم وأشكر ربي
لا نخشى جفافا بعد الآن
ولا أخشى موت حفيدي
ولا تصرخ يوماً أرضي
و أمرح فوق مروج النيل
بكوراً كعصافير الفجر
نمتص رحيق فراشات
ونسكب شهدا مثل النحل
لا تُمْحى الظلمة بعد مروق النور ِ
ولا تُشرق شمسٌ قبل زوال الليلِ
ولا يصدحُ فجرُ بعد فوات الوقتِ
بقلم : سيد يوسف مرسي
لا تجعلينني
لا تجعليني ... أسكن جوف اليأس أبتغي الأملا
أو في متاهات المحيط بين الموج أبتغي الرطبا
لا تجعلي الاحساس بيننا ذئب
نخشى حضوره إن بأن أو وجبا
فيموت الفؤاد كموت الشاة ، فتموت وفي فمها الكلأ
ماذا لو تركت الباب منفلجا فيمر النسيم ،
فيعبق القلب بالمسك والأرجا؟
ماذا لو تركت الطيف سابحا ؟
لأجياد الفؤاد وفي عينيه غرام الفوز
لا الهربا
لا تتركي الفؤاد يرقص للهوى ، على دف الٱهات
فيأته بعدها المللا
وتشقى بحبك في فؤادي ، كل أزاهير المنى ،
وأموت عطشا بالهوى ، ويسقني السربا
فاسقي بطوعك قلب المتيم شربة
واجعلي الثرى قبرا لمن ولى ومن قلبا ...!
تموت القلوب كالشطئان في تربها ،
إن لم يأتها الغيث أو حل بها الخذلا
سأموت كالريحان مالم أرى خلي ،
يهوى رحيقي وينالني منه حبا ورشفا
فاين الساقي الذي يسقي لي أوردتي ؟
فهل من ود بات يبتغي من الغيث جففا ؟ ...
لا تجعلينني ك الأشجار في فصل الخريف
تخر نضرتها وتخشى من الصيف الفنا والهلكا
فيأكلها العراء شتاء والربح تهزها
وتنادي الخلا ء وهى بين اليأس والأملا
لا تجعلينني أنفخ في مزمار وحدتي
وأغني أهاتي ب خلوتي مثل من يعرف الطربا
فأريح صدري من الجوى
و لا تجعلينني جوف اليأس أبتغي الفرجا
بقلم:سيد يوسف مرسي