التفريق بين الضاد والظاء : إن مشكلة صعوبة التفريق بين الضاد والظاء قديمة وليست حديثة . ولعل أول من أشار إليها الحريري صاحب المقامات الذي ألَّف منظومة شعرية للتفريق بين هذين الحرفين وهناك عدة كتب وتصانيف قديمة حول الموضوع منها على سبيل المثال :
-الفرق بين الحروف الخمسة الظاء و الضاد و الذال و السين و
الصاد / تأليف عبد الله البطليوسي .
-الاعتماد في نظائر الظاء و الضاد / تأليف محمد بن مالك .
- كتاب في معرفة الضاد و الظاء / جمع أبو الحسن القيسي .
- زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد و الظاء / تأليف ابن الأنباري .
والضاد: حرف شجري (مبدأ نطقه من الشجر وهو مفرج الفم)، كالجيم والشين،وهو مجهور أي لا يجري معه النفس عند نطقه
ويعتقد د. إبراهيم أنيس في "الأصوات اللغوية" أن الضاد العربية القديمة كانت مرحلة وسطى بين الضاد الحديثة والظاء القديمة . أما المعجمي العراقي الراحل هادي العلوي فيقول ( ينطق الظاء في العراق والجزيرة العربية صافيا كما هو ويحول في لهجات أخرى إلى صوت شبيه بالزاي المفخمة أو الصاد المجهورة في مثل قصدير ويصدر ... أما الضاد فينطق في العراق والخليج صوتا شبيها بالظاء وهو المسمى بالضاد الضعيفة وهذا الصوت هو كل ما تبقى من الضاد التي زالت من بقية اللهجات وصارت صوتا قريبا من الدال وليس لدى الأصواتيين " علماء الفونولوجيا " اليوم فكرة قاطعة عن الصوت الأصلي للضاد سوى لفظه العراقي الممتزج بالظاء ..المعجم العربي الجديد / المقدمة ص 170 ) ويعتقد العلوي أن السوري والمصري قلما يخلطان في كتابتهما بين الحرفين لأنهما يلفظان الظاء ظاء في القراءة وصادا مجهورة في الكلام وهكذا يمكن لهما التمييز بين الحرفين . ولا يمكن الجزم بدقة وسهولة هذه الطريقة التي يلجأ إليها البعض للتمييز بين الحرفين والتي تقضي بأن ما يلفظه المصري أو الشامي بالزاي هو الظاء وما يلفظانه قريبا من الدال هو الضاد فقد وجدت أحيانا بعض الأدلة على أن المصريين أنفسهم يلفظون الحرفين زايا أو دالا ومن الأدلة على ذلك ما وجدته في كتاب ( الفاجومي / مذكرات الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم ) المكتوب باللهجة العامية المصرية حيث وجدته يكتب كلمة ضابط بالظاء وليس بالضاد كما في ص153 وص211 وص 220 وص 257 .
كما يمكن الاعتماد على ذاكرة الحاسوب ونظام التدقيق اللغوي التلقائي فيه ، أما مَن ليس يملك حاسوبا فليعتمد - خصوصا إذا كان يكتب ما يملى عليه - على ذاكرته في التفريق بين الضاد القريبة من الدال والظاء القريبة من الذال المفخمة والتي تنطق زايا أحيانا .
والواقع أن الحاسوب قد سهَّل من مهمة الكاتب المعاصر في التفريق بين الظاء والضاد حيث يستطيع الكاتب بمجرد تحميل وتنصيب برنامج التدقيق اللغوي التلقائي في البرنامج العربي " وندوز " أن ينتبه إلى الخطأ حيث يتولى الحاسوب وضع خط أحمر رقيق متموج تحت الكلمة الخطأ . فلو كتبت كلمات من قبيل : عضم /غليض / ضهر / لظهر تحتها خط أحمر يزول بمجرد تصحيحها إلى : عظم / غليظ / ظهر / .ولو كتبت كلمة ظابط /ظبع / بيظة / رياظة لظهر الخط الأحمر أيضا وكان لزاما علينا تصحيح الكلمة إلى : ضابط / ضبع / بيضة / رياضة .
ولكن هناك كلمات قليلة متماثلة في العربية وتكتب حينا بالضاد فتعطي معنى معينا نحو ضل بمعنى ضاع ، وتكتب حينا آخر بالظاء فتكون صحيحة لغة ولكنها تعطي معنى مختلفا نحو : ظل بمعنى بقي و الكلمات التي من هذا الغرار لا يساعدنا نظام التدقيق الإملائي التلقائي في الحاسوب على تمييزها لأن الخط الأحمر لا يظهر عند كتابتها بالضاد أو بالظاء فكلاهما صحيح غير أن هذه الكلمات قليلة العدد ويمكن حفظها على ظهر قلب وهذه بعض الأمثلة عليها :
ظل بمعنى بقي والظل بمعنى الفيء / ضل بمعنى ضاع
/ حظ بمعنى نصيب / حضَّ بمعنى حثَّ وحرَّض
/ غيظ بمعنى غضب / غيض بمعنى غار واختفى الماء في الأرض
/ ظن بمعنى اعتقد / ضن بمعنى بَخِلَ
/ النظر بمعنى الرؤية / النضر بمعنى الحسن الهيئة
حضر عكس غاب /حظر بمعنى منع .
فظ بمعنى أخرق وغليظ الطبع / وفضَّ بمعنى فكك وفتح .
الفظة بمعنى المرأة الخرقاء وغليظة الطبع / والفضة بمعنى المعدن المعروف .
ظفر بمعنى ظفر الإصبع وظفر بمعنى انتصر وضفر بمعنى ضفر الشعر على هيئة ضفيرة وضفر الحبل .
كما يمكننا الاستعانة بالمعاجم والقواميس العربية العربية أو العربية الأجنبية أي المفهرسة على أساس التسلسل الهجائي العربي لنتأكد أحيانا من كيفية كتابة الكلمات التي تبدأ بحروف الضاد أو الضاد غير أن هذه الطريقة لا تنفعنا كثيرا مع الكلمات التي تقع الضاد أو الظاء في وسطها أو نهايتها .
ولفائدة الدارس هذين منظومتين شعريتين حول موضوع الضاد والظاء :
- جمع الشيخ أبو عمرو الداني جميع الكلمات القرآنية التي ورد فها حرف الظاء في الأبيات التالية من نظمه :
ظفرت شواظ بحظها من ظلمنا *** فكظمت غيظ عظيم ما ظنت بنا
وظعنت أنظر في الظهيرة ظلةً *** وظللت أنتظر الظلال لحفظنا
وظمئت في الظما ففي عظمي لظى *** ظهر الظهار لأجل غلظة وعظنا
أ نظـرت لفـظي كـي تيـقظ فــــظه *** وحظـرت ظـهر ظهـيرها مـن ظـفرنا
وهذه معاني بعض الكلمات السابقة ( الشواظ = اللهب / كظم = حبس النَفَس والغيظ /و الظعن = السفر /الظمأ = العطش / لظى = نار )
وهذه منظومة شعرية نظمها الحريري في المقامة الحلبية وتضمنت الكلمات التي تحتوي على الظاء فإذا حفظناها أو احتفظنا بها أمكننا اعتبار كل ما تبقى خارجها بالضاد وليس بالظاء مع العلم بأن العديد من كلمات هذه المنظومة هو من الغريب الغابر والمنقرض أو النادر الاستعمال من قبيل الشيظم وهو الجمل الطويل الجسيم والظليم وهو ذكر النعام وغير ذلك مما يمكن إهماله من قبيل : الشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والعُنظُوانُ والحنعاظ...الخ . قال الحريري في منظومته :
خويا الحسن
شكرا لتناولك هذا الموضوع المهمّ المتعلّق بحرفين قد يتشابها علنا كتابة رغم دقّة اختلافهما نطقا...والتّشابه والخلط بينهما قد يمسّ بالمعنى المقضود لكلّ لفظ منهما
ضلّ وظلّ
وضنّ وظنّ
تتغيّر المعنى فيهما وهو مثال أضربه هنا لندرك ما لهذه [الشّالة]من دور في معنى كلّ لفظ
قضلّ معناها ضاع وحاد عن السبيل القويم وهي من الضلالة و
وظلّ معناها من الظّلّوهي من النواسخ أيضا في اللّغة
وضنّ معناها بخل وشحّ في حين ظنّ المفردة التي تشال تدلّ على الشّك
فمجرّد اضافة الألف يقلب المعنى تماما
وليس هناك من قاعدة محدّدة للإعتماد غير سعة الإطلاّع والقراءة والإستماع وحتى من وجد القاعدة فهي تعتمد على النّطق والإستماع
شكرا حسن لهذا البحث القيّم في بحر لغة ثرّة لا حدود لها لغة القرآن لغة الإعجاز...
بوركت وسلمت على هذا المجهود الكبير
خويا الحسن
شكرا لتناولك هذا الموضوع المهمّ المتعلّق بحرفين قد يتشابها علنا كتابة رغم دقّة اختلافهما نطقا...والتّشابه والخلط بينهما قد يمسّ بالمعنى المقضود لكلّ لفظ منهما
ضلّ وظلّ
وضنّ وظنّ
تتغيّر المعنى فيهما وهو مثال أضربه هنا لندرك ما لهذه [الشّالة]من دور في معنى كلّ لفظ
قضلّ معناها ضاع وحاد عن السبيل القويم وهي من الضلالة و
وظلّ معناها من الظّلّوهي من النواسخ أيضا في اللّغة
وضنّ معناها بخل وشحّ في حين ظنّ المفردة التي تشال تدلّ على الشّك
فمجرّد اضافة الألف يقلب المعنى تماما
وليس هناك من قاعدة محدّدة للإعتماد غير سعة الإطلاّع والقراءة والإستماع وحتى من وجد القاعدة فهي تعتمد على النّطق والإستماع
شكرا حسن لهذا البحث القيّم في بحر لغة ثرّة لا حدود لها لغة القرآن لغة الإعجاز...
بوركت وسلمت على هذا المجهود الكبير
نعم أستاذة دعد ..
وتعج المنتديات الشبابية بهكذا ألحان لغوية تعود عليها الكثير
وعندما يرى القارئ كثرة اللحن أو الاخطاء الإملائية في مواضيع المنتديات ولايرى تصحيحاً لها أو إشارةً عليها
فهذا طامة بحد ذاته والطامة الكبرى هوالإبقاء عليها رغم مرور المشرفين والمراقبين عليها وفي منتديات أدبية معروفة بل يصل الامر بهم الإشادة بها وتثبيتها علانية وتركها دون تصحيح
لقد ضاعت القدوة وطغت المجاملات الزائدة على اللغة وهذا أمر خطير يجعل القراء يعزفون عن التسجيل فيتحمل المجاملون وزر هذا فإن كانوا لا يعلمون فهذا فتلك مصيبة وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم
لذا على الكاتب أن يتحمل النقد الهادف وعلى القارئ أن لايجامل مهما كانت الـأسباب,,واتمنى تجاوزهذا الامر مستقبلاً في منتدياتنا هنا التي تعب ويتعب عليها الآخرون وهناك من لايهتم بهذا الأمر
وأرى ان هذا هوالوفاء الحقيقي الصادق وليس غيره
تقديري