لا لَسْتُ يوسفَ في قَوْلٍ ولا عَمَلِ هذا قَميصي وقدْ قَدّوهُ منْ قُبُلِ بغْدادُ ضاعتْ وصَوتي لستُ أسمعُهُ وجَفَّ شعري وبعْتُ العرْضَ بالخزَلِ نفطُ العراقِ غَدا ناراً ستحْرقنا والذَّنبُ ذنبي خلطْتُ الجدَّ بالهزَلِ أبيعُ نفسي بلا عزٍّ ولا ثمنٍ لأجلِ يومٍ أرى مسمومَةَ القُبَلِ كانتْ تُحَضِّرُ كأسَ السّم في ثِقةٍ أنّي سأسلكُ دَرْبَ الوهمِ والزَّللِ جرَعتُ شراً زرعتُ الحقدَ في جسدي أفنيتُ عمريَ بين التِّيهِ والثَّملِ خنتُ الأخوةَ لم آبهْ بما فَعلوا وزَّعتُ قمحي على منْ دمَّروا أملي القدسُ تصرخُ من منكمْ سينقذُني فأسرعُ الخطوَ آتيها على عَجَلِ لأغرسَ السيفَ مسموماً بأعْينها بدونِ ضعفٍ ولا لِينٍ ولا وجلِ طفلٌ يموتُ وشيخٌ في العَرا قَلِقٌ كُلٌّ بِذَنبي سكبْتُ الدمعَ في الُمقَلِ أتوقُ للغدرِ والعصيانُ يُبْهرُني ظننتُ أنيَ قدْ أحسنتُ في العَمَلِ أمشي فخوراً كأني في الورى بطلٌ أعيشُ حراً بلا ضِيقٍ ولا خَجَلِ ليلايَ غابتْ وغابَ الحبُّ عن لُغتي لم يبقَ إلا لهيبٌ دونما شُعلِ لا لستُ يوسفَ يا ليلى أنا ورقٌ ضاعتْ سطوريَ لماَّ غصتُ في البلَلِ لا خيرَ فيَّ أنا في العارِ مُنغَمسٌ لن ينفعَ الدمعُ من يبكي على الطَّللِ ماذا أقولُ لِربِّي حينَ يسألُني ماذا أقولُ بِهذا الموقفِ الجلِلِ
حُطِّي رحالكَ يا همومُ على ضفافِ القلبِ واتخذي من النبضاتِ بيتاً مُثقلاً بالخوفِ والقلقِ الرهيبْ ضُخِّي مكانَ الدمِّ حُزْناً واسكبي دمعَ الوداعِ على الأحبةِ أشعلي فيَّ اللهيبْ إنِّي تعبتُ من الفراقِ وهدَّني وجعُ البعادِ وكلّما ضحكَ الزمانُ وأشرقتْ شمسٌ بعمري لحظةً سرعان ما يغتالُني ظلمُ الغروبْ الليلُ أعلنَ أنني أحدُ الرُّعاةِ الصادقين لحزنهِ ولدمعهِ ولطالما غنيتُ بالجرحِ العتيقْ أبتاهُ قد طالَ الغيابُ فهل تحنُّ على بُنيِّكَ مرةً وتجيءُ تنشلني من البئرِ العميقْ أبتاهُ صوتكَ لا يغيبُ ونبضُ قلبكَ لم يزل يسري بروحي لم يزل يشفي جروحي لم يزلْ سِتراً يحاوطني ويحميني يساعدني على طولِ الطريق أنا مسلمٌ وموحّدٌ باللهِ أعرفُ أن فرضَ الموتِ حقٌّ أنَّهُ نبأٌ يقينْ لكنني من فرطِ حبي كادَ يقتلني الحنينْ والصبرُ حاولَ أن يصبِّر مُهجتي عبثاً أحاولُ أن أثورَ على الأنينْ حاولتُ إخفاءَ الدموعِ ولم أكنْ أدري بأن الروحَ تنـزفُ قبل دمْعاتِ العيونْ علَّمتني أن المحبةَ في زمانِ الكُرهِ نورْ ورويتني الإخلاصَ نهراً صافياً خبَّأتني أملاً بصدركَ عاش في كلِّ العصورْ علَّمتني كيف التسامح والتصالح ذقتُ منكَ حلاوةَ الصفحِ الجميلْ والله إنكَ باسقٌ مثل النخيلْ هذا الشموخُ لأجلِ قلبكَ تارةً ولأجلِ طُهركَ تارةً ولأجلِ عمرٍ عِشتَهُ في الكدِّ دوماً يا أبي ونقشتَهُ فوق السحابِ أصالةً ترجوك من زمنٍ بخيلْ عذراً لأني لا أصدِّقُ أنني ما عاد يجمعني لقاؤكْ لا زلتُ أذكرُ طعمَ (أحمد) حين تنطقهُ شفاهكْ لا زلتُ أذكر ضحكة الوجهِ الصبوحِ على مباسمِ وجنيتكْ اشتقتُ حتى حين أخطأُ أن يعلمني عقابكَ ..أن تخاصمني ليومٍ عد وخاصمني سنيناً واختصر لهفي عليكْ عَطَشِي إليكَ يقودني فارحم بُنيَّكَ من لهيبِ البُعدِ وارجعْ واسقني ماء الحنانِ بضمّةٍ للصدرِ .. أو خذني إليكْ د.أحمد فرحات