في لحظة من لحظات التأمل والوقفة مع الذات ..
ولكن تتمازج أحاسيس الذات الشاعرة ببعض الإحباط والإكتئاب ..
وحالة إنعدام الأمل .. والقنوط ..
هي حالة تتساوى فيها القيم بنظر من يحياها ..
وتصبح دوافع الحياة باردة وشبه معدومة .. حالة تأمل ترقى لحالة من حالات الوجد للإرتقاء والتحليق في عوالم الحكمة والتأمل ..والتصوف .. ذات تنهيدة إغتسلت في عيني
على ناصية الذكريات
وآمال نَعتَها غربان الليل
يلون الصمت ثقوب العمر بلون الرماد
تلسعني عقارب الوقت
تُفجر ينابيع الشوق
فيصبح الوجع قناديل معلقة على هدب السماء
أرقب كيف تتقن عيون الهواء حديث الشوق
وكيف تحمل الرياح أغصاني المورقة لأقصى الصمت
وسرعان ما يأتي الخلاص هلى يد ذكريات العشق الخالد في مجاهل النفس الذي لا يمكن أن يمحى .. وبحالة من الرومانسية كان هروب الذات الشاعرة من شعور المرار واليأس إلى هذه الذكريات التي تبعث الدفء والحياة في النفس ..
إلى الأيام واللحظات الجميلة الممتعة حيث كانت السعادة تجمعنا ..
مع بعض الحسرة والتذكري بالوفاء .. بالدموع التي حفرت لنفسها أخاديد عبر أزمنة الحزن والألم .. أفر من نفسي
الى هدأة روحك المنسابة على بياض أيامي
تخترق روحي نفحة عطر من شهقة أنفاسك
تعانق في دمي لهفة النبض
فيتسلل عبيرك
بين الخطوة .. والخطوة
عكازا لغربتي
وأصابع الليل المكسور
تنفض غبار الظنون عن جسد النهار
تحاول أن توقف إرتجاف الموج
وضجيج التنهدات
وزوابع العويل وصراخ الريح
تداوي خرائط الزمن المغبّر
وحرائق الشوق المرسومة على خدي
*********
نص يعزف الألم وذاكرة الأيام البيضاء .. ليحليلها إلى حسرة ووجع ..
هو أشبه بحالة صدق مطلق عند شاعرتنا القدير الأستاذة عواطف عبد اللطيف ..
يترجم حياة من الألم والمعاناة .. بلحظة من لحظاتها ..
جاء بقالب رائع وألفاظ رائعة وصور معبّرة وعميقة الدلالات .. مابين التكثيف والوضوح ولكن بأسلوب راقي جدا وممتع
ومحبب للنفس بالرغم من كل الآلام التي فيه ..
شاعرتنا القديرة وعميدتنا الأديبة الشاعرة عواطف .. ماما .. كل الشكر على الصدق المنبثق من الحروف .. والأسلوب الرائع .. لقلبك الفرح .. وعبق الخزامى ..
كريم
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
(الى هدأة روحك المنسابة على بياض أيامي تخترق روحي نفحة عطر من شهقة أنفاسك تعانق في دمي لهفة النبض فيتسلل عبيرك بين الخطوة .. والخطوة) في هذا المقطع الشعري و الجمالي من هذه القصيدة المدهشة و البهية تورق الصورة كبراعم ضوء من حروف تحترق كشمعة لترسم آفاقاً رؤيوية مدهشة نصٌّ يستحق أكثر من قراءة لك مودتي و تقديري